Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عام القطيعة مع الجفاف في موريتانيا: ربوع خضراء ونيران محتملة

مطر الخريف ينعش آمال المزارعين وأصحاب الماشية بسنة خصبة ويثير مخاوفهم حيال الحرائق

بشائر موسم الخريف دفع السلطات نحو تخزين الأعلاف في ظل وجود غطاء نباتي ومسطحات مائية (اندبندنت عربية)

تعود الموريتانيون في الأعوام الأخيرة على دعوات تطلقها وزارة الشؤون الإسلامية إلى إقامة صلاة الاستسقاء نظراً إلى تأخر نزول المطر في البلاد.

وخلال الخريف الحالي شهدت موريتانيا أمطاراً فاقت التوقعات، مما أنعش آمال المزارعين وأصحاب الماشية بسنة خصبة تنسيهم ويلات الجفاف الذي ضرب البلاد منذ عقد من الزمن تقريباً.

سنوات عجاف

انحبست الأمطار بشكل كارثي عن الربوع الموريتانية منذ خريف 2010 وتأثرت الثروة الحيوانية بشكل كبير مما ولد أعباء على موازنة الدولة التي أنفقت المليارات في استيراد الأعلاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي أبريل (نيسان) الماضي وزعت السلطات الموريتانية 90 ألف طن من الأعلاف بأسعار مخفضة على المربين لمواجهة التأثيرات المترتبة على نقص الأمطار خلال الفترات الأخيرة.

 وكلفت العملية زهاء 17 مليار أوقية قديمة (0.46 مليار دولار) وقامت الحكومة بحفر 60 محطة مياه رعوية وتجهيزها، وفق وزارة التنمية الحيوانية.

لكن بشائر موسم الخريف الذي جاء في وقت مبكر هذا العام دفع السلطات نحو تخزين تلك الأعلاف في ظل وجود غطاء نباتي ومسطحات مائية كانت ملاذاً للثروة الحيوانية في موريتانيا التي تقدرها أرقام رسمية بنحو 16.4 مليون رأس من الضأن والماعز و1.4 مليون رأس من الأبقار و1.4 مليون رأس من الإبل، وفق إحصاءات نشرت في الأعوام الماضية.

موسم أمطار استثنائي

وتميز فصل الخريف هذا العام وهو موسم التساقطات المطرية في البلاد بغزارة التهاطل فوق أماكن ظلت لعقود تعاني الجفاف، بخاصة في الوسط وأقصى الشمال.

ويرى الأمين العام للاتحادية الوطنية للتنمية الحيوانية يعقوب عبدالله أن هذه الأمطار الاستثنائية "لها انعكاسات إيجابية جداً على تربية المواشي في موريتانيا، ومن المتوقع أن يسهم المخزون الرعوي في تأمين المراعي للحيوانات وتخفيف حدة اللجوء إلى استجلاب الأعلاف وشرائها من الخارج، كما أنه سيزيد مداخيل المربين الذين سيتمكنون من بيع مواشيهم ومنتجاتها في ظروف جيدة، وبالتأكيد سيحد ذلك من اللجوء إلى الانتجاع خارج البلد، بما يصاحبه من أخطار أمنية على الماشية وملاكها".

شبح الحرائق

لا شيء يكدر صفو المربي سيد الخير بعد موسم الخريف الماطر هذا العام سوى شبح الحرائق التي لو اندلعت ستقضي على المراعي التي تسرح فيها مواشيه في محافظة لعصابة بوسط الشرق الموريتاني.

يعبر سيد الخير عن مخاوفه بالقول "الحرائق التهمت في السنة الماضية ما يزيد على 300 ألف هكتار ونخشى تكرار هذا السيناريو مجدداً لأنه سيكبدنا كثيراً من الخسائر".

الخسائر التي تسببها حرائق المراعي والغابات قدرتها الحكومة الموريتانية في أكتوبر (تشرين الأول) بـ20 مليون دولار أميركي، واعتمدت وزارة البيئة الموريتانية خطة لتجنب مثل هذه الكوارث البيئية بشق 10 آلاف كيلومتر من الطرق الواقية من الحرائق.

وتحظى الثروة الحيوانية باهتمام كبير من جانب الموريتانيين الذين يتوارث معظمهم ثقافة التنمية الحيوانية في بيئة صحراوية تمجد تربية الماشية، كما تمنح عوائد مادية كبيرة لأصحاب هذه المواشي.

وبحسب أرقام أعلنت عنها الحكومة الموريتانية في وقت سابق فإن "الثروة الحيوانية تشكل ما يزيد على 20 في المئة من الناتج الداخلي الخام وتعتبر القطاع الثاني من حيث التشغيل على المستوى الوطني بأكثر من 16 في المئة، زيادة على كون 70 في المئة من سكان الوسط الريفي مرتبطين بها بشكل مباشر أو غير مباشر".

تحديات صحية

لا يخلو موسم الخريف الماطر من تحديات تلقي بظلالها على الصحة العامة في موريتانيا، وبحسب تقارير حكومية باشرت السلطات في البلد إطلاق حملة تلقيح تستهدف 5 ملايين رأس من الأغنام ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة. كما تستهدف الحملة التي أطلقتها وزارة التنمية الحيوانية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تطعيم 2.2 مليون رأس من الأبقار ضد مرض ذات الرئة والجنب الساري عند الأبقار.

وبحسب الأمين العام للاتحادية الوطنية للتنمية الحيوانية يعقوب عبدالله فإن أكبر تحد يواجه ملاك المواشي في هذا الفصل هو "الأمراض التي تتعرض لها الماشية مما يستدعي تحصينها عن طريق حملات التطعيم".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي