Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمن الأردني يوقف 44 شخصاً في شغب احتجاجات الوقود

قالت السلطات إن التحقيقات في حادثة مقتل العقيد الدلابيح مستمرة ولن تتوقف حتى القبض على الفاعل

أوقفت سلطات الأمن في الأردن 44 شخصاً شاركوا في أعمال الشغب التي اندلعت خلال الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات في البلاد، كما أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن في بيان نشر اليوم السبت.

وقالت المديرية، في بيانها، إنها "تعاملت مع أحداث شغب في عدد من مناطق المملكة، وألقي القبض على 44 شخصاً شاركوا بتلك الأعمال في مختلف المناطق"، موضحة أنه "ستتم إحالتهم للجهات المختصة إضافة إلى مَن أُلقي القبض عليهم في الأيام السابقة"، من دون إضافة أي تفاصيل.

وأضافت مديرية الأمن أنها "كثفت انتشارها الأمني في المحافظات لضمان إنفاذ سيادة القانون والحفاظ على أمن المواطنين". لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى "تراجع ملحوظ في أعداد وحدة أعمال الشغب عن يوم الخميس، لا سيّما في محافظات الجنوب".

وأشارت مديرية الأمن العام، في بيانها، إلى أن أعمال الشغب تلك "كانت تقوم بها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون في منطقة الحسينية في محافظة معان" (نحو 218 كلم جنوب عمان).

وأكدت أن "التحقيقات في حادثة مقتل العقيد الدلابيح مستمرة، ولن تتوقف حتى القبض على الفاعل وتسليمه ليد العدالة لينال عقابه الرادع، ولن نتوانى عن حماية الأرواح والأعراض والممتلكات".

وقد قُتل نائب مدير شرطة محافظة معان في جنوب الأردن، التي تشهد منذ أيام تحرّكات احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، بـ "رصاص مخربين" وأُصيب رجلا أمن آخران خلال التعامل مع "أحداث شغب"، وفق ما أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية الجمعة 16 ديسمبر (كانون الأول).

وقدّم ملك الأردن عبد الله الثاني تعازيه بوفاة نائب مدير شرطة محافظة معان العقيد عبد الرزاق الدلابيح، الذي قتل خلال الاشتباكات والأحداث الدامية التي شهدتها المملكة أمس الخميس (15-12-2022).

وقال الملك إنه سيتم التعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين، مؤكداً "أن الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن ولن نسمح بذلك".

وقام العاهل الأردني بزيارة بيت عزاء الضابط الدلابيح الذي ينتمي إلى عشيرة بني حسن في مدينة جرش شمال المملكة، برفقة عمّه الأمير الحسن بن طلال، وقائد الجيش الأردني، واعداً عشيرة الضابط القتيل بإلقاء القبض على القاتل.

وأضاف "هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء".

كما أشار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردنيون، مؤكداً على حقهم في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية ضمن القانون.

في سياق متصل، قال وزير الداخلية مازن الفراية في مؤتمر صحافي إن "هذه الجريمة لن تمر بدون عقاب والأجهزة الأمنية تعمل لضبط الجاني وتقديمه للعدالة بأسرع وقت ممكن".

وأضاف "لقد شهدنا في الأيام الماضية تطوراً في أعمال العنف شمل قطع طرق وتكسير زجاج سيارات واضرام نار في مؤسسات حكومية وخاصة واسقاط 48 عمود كهرباء في معان".

وأوضح أن "الحكومة تعي صعوبة الظروف المعيشية وتعي أن التأقلم معها ليس بالأمر السهل، ولكن العنف لا يخفف هذه الصعوبات بل بالعكس يزيدها".

وأكد الفراية أنه "بعد هذا الحادث، سيكون هناك اجراءات أمنية مشددة في المناطق التي تشهد مثل هذه الأعمال ولن نسمح لأي شخص يستغل الإحتجاجات السلمية لأخذ البوصلة بإتجاه العنف والإضرار بالممتلكات ومس أمننا وأمن أسرنا"، داعيا المواطنين إلى "الإبتعاد عن الأماكن التي تشهد اعمال عنف".

اعتصامات

من جهة ثانية، قال شهود عيان ومصادر أمنية إن أردنيين نظموا اعتصامات أمس الجمعة، فيما دعا نشطاء لمزيد من الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود الذي فاقم من ضغوط ارتفاع تكاليف المعيشة، وذلك غداة يوم من أعمال شغب شهدتها مدينة في الجنوب وأسفرت عن مقتل ضابط شرطة.

ورغم الهدوء العام في الشوارع اليوم الجمعة، خرجت احتجاجات متفرقة وشارك البعض في اعتصام أمام مسجد رئيسي في معان ومسجد في العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة، فيما دعا نشطاء إلى مزيد من المظاهرات.

وطاردت شرطة مكافحة الشغب خلال الليل عشرات الشباب الذين ألقوا حجارة في كل من عمان والزرقاء وإربد وغيرها.

وقال رواد الإنترنت ونشطاء إن خدمات الإنترنت تشهد تباطؤا في عدة مناطق، مما أدى إلى تعطيل منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها النشطاء لنشر لقطات من الاشتباكات مع الشرطة.

وتدحرجت أزمة أسعار المحروقات إلى أسوأ سيناريو يخشاه  الأردنيون، بعدما شهدت البلاد أعمال شغب ومواجهات ليلية بين المواطنين والدرك في أنحاء متفرقة من البلاد، احتجاجاً على رفض الحكومة تخفيض أسعار المحروقات.

شغب وقطع للطرق

وذكر شهود أن موكباً طويلاً من العربات المدرعة شوهد يدخل معان، بينما جرى إرسال تعزيزات إلى الحي الذي قُتل فيه ضابط الشرطة. مؤكدين أن شباباً اشتبكوا مع الشرطة في عدة أحياء فقيرة بالمدينة، وكذلك في مدينة الزرقاء ذات الكثافة السكانية العالية شمال شرقي العاصمة عمان.

وأطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع في حي الجبل الأبيض في مدينة الزرقاء، لتفريق الاحتجاجات التي اندلعت في ثاني أعلى المدن الأردنية كثافة بالسكان.

كما ذكر شهود أن عشرات الشباب نظموا احتجاجاً في حي الطفايلة بعمان، حيث اشتبكت الشرطة مع محتجين كانوا يرددون شعارات مناهضة للحكومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الشهود، إن شباباً أشعلوا النار في إطارات سيارات على طريق سريع رئيس بين العاصمة والبحر الميت، الأمر الذي عرقل حركة المرور.

وفي شمال البلاد قرب الحدود مع سوريا اشتبك شباب مع الشرطة في عدة أحياء في مدينة إربد.

وامتدت مناوشات متفرقة إلى بلدات أصغر في المنطقة، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الشباب الذين يرشقونها بالحجارة.

وأصدرت السفارة الأميركية تحذيراً أمنياً منعت فيه موظفي الحكومة الأميركية من السفر الشخصي والرسمي إلى جنوب الأردن.

وكانت قوى سياسية وحزبية قد حاولت تنظيم تظاهرة احتجاجية، أمس الخميس 15 ديسمبر (كانون الأول)، أمام مبنى رئاسة الوزراء، وجرى على إثرها اعتقال عدد من الشخصيات.

الحكومة: نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة

وتعهدت الحكومة النظر في مطالب المضربين، لكنها قالت إنها دفعت بالفعل أكثر من 500 مليون دينار (700 مليون دولار)، للسيطرة على ارتفاع أسعار الوقود هذا العام.

وأغلقت المتاجر في معان وعدة مدن أردنية أخرى أبوابها تضامناً مع مطالبات للحكومة بخفض أسعار الوقود التي يقول السائقون، إن زيادتها كبدتهم خسائر في أعمالهم.

وهدد بعض النشطاء المضربين بتنظيم احتجاجات في مدن المحافظات، اليوم الجمعة.

وكان وزير الاتصال الحكومي، فيصل الشبول، قد قال في تصريحات إلى التلفزيون الأردني، إن البلاد "تعيش ظروفاً اقتصادية صعبة، وعلى المواطن تفهم ذلك".

وأوضح الشبول أن 70 في المئة من موازنة الأردن تذهب إلى الرواتب والتقاعد، مشيراً إلى أنه جرى تثبيت أسعار المحروقات أواخر العام الماضي، وتثبيت أسعار بعض مواد المحروقات بالكامل من بداية فبراير (شباط) ونهاية أبريل (نيسان) لهذا العام.

وشهد الأردن موجة من الاضطرابات المدنية في الماضي بسبب غضب المواطنين من السلطات جراء تدهور مستويات المعيشة والفساد وارتفاع أسعار الوقود.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي