Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرأي والرأي الآخر في قضية الممثل اللبناني باتريك مبارك

تسريب حديث بينه وبين صحافية لبنانية تضمن إساءات إلى الدين الإسلامي وعون ونصرالله

باتريك مبارك في احد ادواره التلفزيونية (مواقع التواصل)

منذ سُرّب التسجيل الصوتي للممثل اللبناني باتريك مبارك الذي تطاول فيه على رئيس الجمهورية ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إضافة إلى إدلائه بتعابير تمسّ الدين الإسلامي، جرى تداوله على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى حالة غضب عارم لدى الرأي العام رفضاً لكلامه. وانقسم الرأي العام بين مدافعين عن الممثل الذي يؤكد مقربون منه أنه يعاني مشاكل نفسية منذ سنوات، منددين بتسريب التسجيل الصوتي لما له من تداعيات سلبية كإثارة الفتنة الطائفية في البلاد، وبين مهاجمين له لتصريحاته المسيئة والمهينة.

 
وأثارت التسجيلات الصوتية موجة غضب عارمة في البلاد لما تضمنتها من إهانات لا لشخصيات سياسية ودينية فحسب بل أيضاً للدين الإسلامي، إلى جانب قوله إنه لو تسلّم سلاحاً لأطلق النار على نصر الله وعون "فيتحقق حلمه".
في المقابل، وكردّ فعل على تصريحات مبارك التي أدلى بها عبر تطبيق "واتساب" لإحدى الصحافيات، اتّحدت النقابات الفنية واتخذت قراراً صارماً تبرأت فيه من أقوال الممثل، مشيرةً إلى أنه مطرود أصلاً منذ سنوات من نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون بموجب قرار سابق.
مما لا شك فيه أن الكلام المهين الذي تحدث به مبارك مسّ المجتمع اللبناني بكامله وأثار غضب مختلف الأطراف، إلا أن مقرّبين منه، من بينهم ممثلون تضامنوا معه رافضين الهجوم الذي شُنّ ضده والموقف السلبي للنقابات التي تبرأت منه نظراً إلى حالته الصحية والمشاكل النفسية التي يعاني منها. حتى أن رئيس الجمهورية اللبنانية وعلى الرغم من الهجوم الذي شنّه ضده الممثل، وقف إلى جانبه ووكّل له محامياً متفهماً وضعه الصحي والنفسي الصعب، وفق ما أكد مقربون.

 

تضامن ودعم
 

تعذّر الاتصال بمبارك لكشف واقع ما حصل في الحوار، كونه أوقِف بتهم المس بشخص رئيس الجمهورية والتطاول عليه والمس بالشعائر الدينية وتهم أخرى. وكان أدلى بتصريحات لاحقة عبّر فيها عن أسفه لما حصل مؤكداً أنه لا يمكن أن يمس الدين الإسلامي فأمه مسلمة وأخوه أسلم وهو شيخ. كما أوضح أن الصحافية التي يعرفها من 3 سنوات استفزته واستدرجته بأقوالها وأساءت الكلام إلى أن قال ما قاله فيما اجتزأت حديثه لتحقق سبقاً صحافياً.
ووقف الممثل وسام حنا موقفاً مخالفاً للتوقعات مدافعاً عن زميله، لعِلمه بحالته النفسية والصحية والاجتماعية السيئة. واستنكر حنا تصريحات مبارك مؤكداً رفضه التام لها، لكنه أصرّ على الوقوف إلى جانبه لعلمه بوضعه السيء الذي لا يحتمل مزيداً من الضغوط.


وقال حنا "من الطبيعي أن أدافع وأقف وقفة إنسانية إلى جانب زميلي الذي نعرف كلنا ما يعانيه من سنوات من ضغوط ومن مشاكل نفسية وعائلية وصحية. فمشكلة من هذا النوع هي بمثابة ضربة قاضية له إذا لم نقف إلى جانبه. لو لم يكن مريضاً لما تدخلت ووضعت نفسي في موقف صعب كهذا مع كل ما يترتب عليه من تداعيات ومن مواقف مهاجمة لي، كما حصل إلى الآن. ما كنت لأقف إلى جانبه لو لم أكن أعلم بوضعه وبأن كلاماً من هذا النوع لا يمكن أن يصدر عنه في الحالات الطبيعية، لولا استفزاز الصحافية له من خلال كلامها المسيء إلى الدين المسيحي والذي سمعته شخصياً في تسجيلات صوتية لها يحفظها باتريك مبارك لكنه لم يكشفها إلى الآن لأنها قد تتسبب فعلاً بفتنة. التحقيقات أظهرت وقائع كثيرة لم تُكشف للرأي العام. إنسانياً لا يمكننا التغاضي والاستمرار بجلده. أنا أعلم أنه لا يمكن أن يسيء إلى الدين الإسلامي. وأعرف أن الصحافية التي سرّبت التسجيل الصوتي على عِلم بذلك، فهي على تواصل دائم معه منذ سنوات. كما أنها تعرف بأنه غير سليم ذهنياً وصحياً ووضعه الاجتماعي في غاية الصعوبة وهو لم يقابل أولاده منذ 3 سنوات. كما تعرّض لحادث أثّر فيه إلى حد كبير ويتناول أدوية أعصاب"، متسائلاً "ألن تكون هذه ضربة قاضية عليه؟".
وانطلاقاً من قناعته التامة بضرورة الوقوف إلى جانب مبارك، أطلق حنا مبادرة شخصية منه مع ممثلين آخرين تواصلوا مع كتّاب وجهات منتجة وغيرها من الأطراف التي وقفت أيضاً وقفة تضامنية مع مبارك تقديراً لوضعه. وأكّد عدد منهم الاستمرار بالتعامل معه في أعمال مقبلة وعلى رأسهم الكاتبة كلوديا مرشيليان والمنتج إميل طايع، بعكس ما دعت إليه النقابات الفنية في بيانها. وقال حنا "وقفنا كلّنا متضامنين في الوسط حتى لا يُقطع رزقه. كان يُفترض أن تقف النقابات إلى جانبه إلا أنها هاجمت الحلقة الأضعف بعكس ما يجب أن يحصل".
 

رواية الصحافية فياض
 

في مقابل الجهات المتضامنة مع مبارك، تحدثت أماني فياض مؤسسة أحد المواقع الإلكترونية عن الحديث الذي جرى بينها وبين الممثل اللبناني. فأوضحت أنها كانت كتبت تحقيقاً يهدف إلى تسليط الضوء على الممثلين اللبنانيين إثر ما جرى جراء زيارة ممثل تركي إلى لبنان. ولكن بحسب قولها، بدأ مبارك بانتقاد التحقيق والصورة التي اختارتها له وانتقد وجود ممثلين آخرين معه ملمحاً إلى ديانتهم لاعتبارهم مسلمين. وأضافت أن مبارك توجه في الحديث الذي جرى بينهما عبر تطبيق "واتساب"، بكلام مسيء إلى الديانة الإسلامية. وقالت "حافظت على هدوئي طوال الوقت فيما حاولت أن أطلب منه أن يهدأ وألا يتحدث في الدين وألا يهين، لكنه تابع بالسخرية وبالإشارة إلى أننا نحن المسلمين داعشيين، من دون أن يستمع حتى إلى التسجيلات الصوتية التي أرسلتها له. استمر بالتهجم على الديانة الإسلامية وعلى الأمين العام لحزب الله وعلى رئيس الجمهورية وغيرهما من الشخصيات السياسية. علماً أن صداقة تجمعنا منذ سنوات وأكنّ له كل المودة وأدرك وضعه المادي والاجتماعي السيء. وعندما تابع برسائله المهينة والمستفزة امتنعت عن الإجابة ثم اتصلت بأحد أقاربي في حزب الله وأخبرته بتفاصيل الحديث ووعدني بالاهتمام بالموضوع على ألا يتم التعرض له بالسوء، كما وعدني. ليلاً حاول مبارك الاتصال بي ولم أجب ثم علمت من اتصالات المحيطين بأن التسجيل الذي كنت أرسلته إلى قريبي لتعليمه درساً بسبب التصريحات المهينة، تسرب. وكنت شددت على عدم التعرض إليه بالإساءة لأنه شخص عزيز على قلبي لكنه أخطأ كثيراً عندما تعرّض إلى الدين الإسلامي".
وتعترف فياض أن كثراً انتقدوها بسبب ما حصل كونها سرّبت التسجيل الصوتي، فيما هي تقول إنها لم تفعل ذلك في الواقع.
وبالنظر إلى تعدد وجهات النظر في هذه القضية وحدها التحقيقات ستكشف الوقائع كاملة وحقيقة ما حصل بين فياض ومبارك. وصحيح أن اسم كل منهما برز اليوم لكن الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه القضية قضت على المستقبل المهني لأي منهما بشكل تام، فور بيان الحقيقة.

المزيد من فنون