Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"زلزال الفجر" يبعث شبح دمار مدينة أغادير المغربية

لم تسجل خسائر مادية أو بشرية على عكس ما حصل عام 1960

الهزة الأرضية التي حدد مركزها في عرض ساحل إقليم أغادير سجلت على عمق ثلاثة كيلومترات (مواقع التواصل)

فجأة انهمرت مشاهد وذكريات سيئة للزلزال المدمر الذي ضرب مدينة أغادير عام 1960 على أذهان المغاربة، جراء الهزة الأرضية التي سجلت في عرض ساحل المدينة والمناطق المجاورة لها، وبلغت قوتها 4.5 درجات على مقياس ريختر.

وفي نشرة إنذارية أفاد المعهد المغربي للجيوفيزياء بأن الهزة الأرضية التي حدد مركزها في عرض ساحل إقليم أغادير، سجلت على عمق ثلاثة كيلومترات ووقعت عند التقاء خط العرض 30.290 درجة شمالاً وخط الطول 9.650 درجة غرباً.

زلزال الفجر

يقول الحسين أفضال وهو أحد سكان مدينة أغادير، إن الزلزال الذي ضرب ساحل أغادير شعر به هو وأبناؤه وأحفاده أيضاً في المنزل ذي الطوابق الثلاثة في الحي المحمدي بأغادير. وتابع أنه بمجرد تحرك الأرض تحت سريره حين كان يتأهب حينها للنهوض من النوم لأداء صلاة الفجر، حاول الاطمئنان على أفراد عائلته الذين شعروا بدورهم بالرجة التي أحدثها الزلزال في أنحاء المنزل.

وأضاف المواطن أنه سريعاً طلب من أفراد عائلته صغاراً وكباراً الخروج إلى الشارع خشية أن تحصل هزات ارتدادية قد تكون أعنف وأقوى من التي حدثت، موضحاً أنه عاين عدداً من الأسر والأشخاص هربوا بدورهم إلى الشارع للسبب نفسه.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من السكان غادروا منازلهم مع اقتراب حلول الفجر مصحوبين بأغطيتهم وملابسهم ومتوجهين إلى الساحات والشوارع القريبة، بهدف اتقاء أية هزة أرضية ارتدادية قوية محتملة.
وعاد المواطن السبعيني ليقول إنه بمجرد شعوره بالهزة الأرضية الجديدة نشطت ذاكرته ليستحضر مواقف كان شاهداً عليها وهو فتى عندما تدمرت مدينته ومسقط رأسه أغادير بفعل زلزال عام 1960، مردفاً أنها مشاهد لفواجع لا زالت عالقة بذهنه، وهو ما جعله يبدي خوفاً كبيراً من تعرض المدينة لهزات عنيفة.

شبح الزلزال المدمر

وأعادت الهزة الأرضية القوية إلى أذهان المغاربة ذكريات مؤلمة ومشاهد مفجعة، كانوا شهوداً عليها أو سمعوا وقرأوا عنها، وتتعلق بالزلزال العنيف الذي ضرب المدينة ذاتها في الـ 29 فبراير (شباط) عام 1960، وبلغت قوته آنذاك 5.7 درجات على مقياس ريختر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وأسفرت الهزة الأرضية عن مصرع أكثر من 15 ألف شخص، أي حوالى ثلث سكان المدينة في ذلك الوقت، وإصابة أكثر من 12 ألف شخص بجروح وعاهات، وفقدان 35 ألف آخرين لمنازلهم، فيما حددت الخسائر بـ 300 مليون دولار تقريباً.
ويتذكر كثيرون ممن عاصروا زلزال 1960 الذي يصنف بأنه الأكثر دموية في تاريخ المغرب، كيف أن آلاف السكان المسلمين كانوا وقتها يترقبون سحور اليوم الثالث من شهر رمضان، بينما كان آلاف اليهود والأوروبيين، بالنظر إلى أن المدينة سياحية وكانت تأوي الجالية اليهودية والغربية بشكل كبير، يتسامرون في الشوارع وفي الفنادق.
 
 
وقبيل منتصف الليل حلت الكارثة التي هزت مدينة أغادير واهتز معها المغاربة والعالم أيضاً من هول الفاجعة، إذ دك الزلزال العنيف البنايات التي تحولت إلى ركام هائل من الأنقاض، رقد تحتها آلاف الضحايا والمفجوعين.
وبعد مرور أربعة أشهر، وتحديداً في الـ 30 من يونيو (حزيران) من السنة ذاتها، تم وضع حجر الأساس لتشييد مدينة جديدة لأغادير، إذ تمت إعادة بنائها مع المحافظة على فضاءاتها البحرية والسياحية، وتمت توسعة شوارعها وطرقها لتعويض ما دمره الزلزال العنيف.

ويعلق الخبير في ظاهرة الزلازل والكوارث الطبيعية علي شرود على الموضوع بقوله إن "الزلازل تعد من الكوارث الطبيعية غير الموسمية التي يصعب التنبؤ بزمن وقوعها، لكن في المقابل يمكن التنبؤ بإمكان وقوعها".

ويشرح شرود الحيثيات الجيوفيزيائية للزلزال الجديد الذي شعر به سكان أغادير والمناطق المجاورة مثل إنزكان وغيرها، "إذ إن الهزة الأرضية دهمت المنطقة الأطلسية التي تعد هامشاً سلبياً مع التقاء القارتين الأميركية والأفريقية اللتين تتباعدان عبر الذروة المحيطية وسط المحيط الأطلسي".
وعزا شرود "الزلزال الجديد الذي استهدف أغادير إلى الفالق الجنوب الأطلسي الذي يمتد على مئات الكيلومترات من أغادير إلى الجزائر عبر سلسلة جبال الأطلس"، مبرزاً أن الفوالق تعتبر نقطة ضعف لأنها مكان تحرك يطاول القشرة الأرضية.
وتابع الخبير المغربي، "هذا الفالق كان نشطاً في حركية الصفائح، غير أنه بفعل وجوده في هامش سلبي، أي الانتقال بين الغلاف الصخري المحيطي والقاري الذي لا يمثل هامشاً نشطاً للصفائح، فإن حركيته ظلت محدودة".
ورداً على سؤال حول إمكان حصول ارتدادات قوية للزلزال الجديد في أغادير، أفاد شرود بأنه "في الغالب تكون الارتدادات ضعيفة القوة، خصوصاً أن هذا الزلزال حصل في منطقة الجنوب حيث الهامش سلبي بخلاف منطقة الشمال حيث الهامش حركي في السياق الجيو-دينامي، مثل منطقة الدرويش شمال البلاد التي تواجه هزات بشكل متواصل".
وأبدى المتحدث عينه أمنيته بأن يكون زلزال أغادير الجديد قد أفرغ طاقته أو جل طاقته وشحنته عبر المناطق الهشة من أجل تفادي الهزات الارتدادية، وأيضاً حتى يتفادى المغرب وقوع فاجعة مثل تلك التي حصلت سنة 1960.
اقرأ المزيد

المزيد من متابعات