Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهند تعتمد روسيا كمورّد أول للنفط وتقوّض تأثير سقف الأسعار

حصري: أفاد المحللون صحيفة "اندبندنت" بأنه من المتوقع الآن أن تتخطى الهند الاتحاد الأوروبي بوصفها أكبر مستورد للنفط الخام الروسي بعد الحظر الأوروبي

زار وزير خارجية الهند موسكو في نوفمبر قبل حظر الاتحاد الأوروبي للنفط والحد الأقصى لأسعار مجموعة الدول السبع (أ ب)

وفي هذا الشهر، ستصبح روسيا أكبر مصدّري النفط للهند في خطوة من المرجح أن تقوّض تأثير سقف الأسعار الذي فرضته دول مجموعة السبع وحلفاؤها الغربيون.

ارتفعت شحنات النفط الخام الروسية إلى الهند إلى أعلى مستوى لها في نوفمبر (تشرين الثاني) حيث اشترت المصافي أكثر من مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات التي قدمتها لاندبندنت شركة "كيبلر" Kpler المستقلة.

وبدأت حكومة ناريندرا مودي تشتري النفط الخام بأسعار مخفضة من روسيا منذ الغزو الأوكراني مع تطلّع الدول الغربية إلى التحول بعيداً عن اعتمادها على موسكو للحصول على إمدادات الطاقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من لا شيء تقريباً في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من هذا العام، ارتفعت صادرات النفط الروسية المتجهة إلى الهند إلى 902 ألف برميل يومياً بحلول أكتوبر وارتفعت إلى مستوى قياسي يزيد قليلاً على مليون برميل يومياً في نوفمبر وفقاً للبيانات الأولية.

وقال محلل النفط الرئيسي في "كيبلر" مات سميث لاندبندنت إن "من المرجح أن يؤدي ذلك إلى أن تصبح روسيا المورّد الأول للهند في ديسمبر (كانون الأول)" بما يتجاوز شركاءها التقليديين في الشرق الأوسط – المملكة العربية السعودية والعراق، أكبر المورّدين الحاليين – للمرة الأولى.

ولم تلتزم دلهي بالحد الأقصى لأسعار النفط الروسي الذي حددته بلدان مجموعة السبع، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وأستراليا، البالغ 60 دولاراً للبرميل، في محاولة من الأوروبيين للحد من عائدات الكرملين من الصادرات وعرقلة تدفق الأموال إلى صندوق حرب فلاديمير بوتين.

ويأتي هذا التحرك تزامناً مع دخول الحظر الجزئي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الخام الروسي المحمول بحراً والذي أعلن عنه في مايو (أيار) حيّز التنفيذ يوم الاثنين، وهو نفس اليوم الذي فرضت فيه مجموعة الدول السبع سقف أسعارها. ويشمل حظر الاتحاد الأوروبي أكثر من ثلثي واردات النفط الروسية الآتية إلى الدول الأوروبية.

وأصبحت الهند والصين أكبر اقتصاديتين ناشئتين يشتريان النفط الروسي، إذ ابتكرت الديمقراطيات الغربية طرقاً للضغط على الاقتصاد الروسي وتعميق عزلته. وقد دافعت دلهي مراراً وتكراراً عن وارداتها من روسيا قائلة إنها تتحمل مسؤولية تجاه الهنود للحصول على أفضل الصفقات وأنها لن تخضع لضغوطات الغرب.

وقال المدير العام الإضافي في وزارة النفط الهندية راجيف جين لصحيفة "اندبندنت"، إن ترتيب الهند في تجارة الطاقة الروسية "ليست مسألة تعود إلى حساباتنا الخاصة" بل لأن مصلحة دلهي الوحيدة هي شراء النفط الأرخص.

"سنشتري من أي مكان نحصل فيه على أرخص نفط، ولسنا قلقين بشأن أن نصبح البلد رقم واحد أو اثنين [حيث] يكمن اهتمامنا في شراء النفط الأرخص بغض النظر عن الجهة الموردة"، بحسب ما قال جين.

وأضاف أن سقف أسعار مجموعة السبع لن يؤثر في الواردات الهندية نظراً إلى أن المصافي تشتري عبر أفضل طرق النقل وأحسن الصفقات.

"لا نتفاوض على جهة المورد" وقال جين إنهم يشترون وفقاً لمتطلباتهم ويتفاوضون وفقاً لأفضل سعر متاح"، مشيراً إلى الكيانات المشاركة في التجارة.

يقول المحللون إن الهند باتت جاهزة الآن لتتفوق على الاتحاد الأوروبي باعتباره أكبر مستورد للنفط من روسيا، إذ إن مشترياتها هي العامل الرئيس الذي يقوّض تأثير تدابير الحصار الغربية.

وقال السيد سميث: "ستكون الهند المساهم الرئيسي في ضمان عدم فعالية سقف السعر – فقد كانت مشترياً متقطعاً للنفط الخام الروسي قبل غزو أوكرانيا، لكنها تستورد الآن ما يقرب من مليون برميل يومياً، وهو ثلث صادرات النفط الخام الروسي المنقول بحراً".

وقال المحلل الرئيسي في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف غير الربحي لوري ميليفيرتا إن الهدف من سقف السعر هو التقريب بين السعر وتكلفة الإنتاج وحرمان روسيا تدريجاً من الأرباح الخاضعة للضريبة التي يتم استخدامها "لتمويل الغزو الهمجي الروسي لأوكرانيا".

"زادت الهند مشترياتها من النفط الروسي زيادة كبيرة هذا العام من صفر في الأساس خلال السنوات السابقة. وفي حديثه إلى صحيفة "اندبندنت"، قال ميلفيرتيا "مع حظر الاتحاد الأوروبي للواردات، ستتفوق الهند على الاتحاد الأوروبي كمستورد وهذا ما قد يحدث في ديسمبر".

وأضاف أن البلدان التي تشتري النفط الروسي وتمول حرب موسكو في أوكرانيا عن غير قصد "بزعم الاحتراز من مخاطر الاعتماد على الوقود الأحفوري التي تتعدى تلوث الهواء وتغير المناخ".

ويوم الثلاثاء، هاجم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا القيادة الهندية لاستغلالها الغزو الأوكراني "كفرصة" لشراء النفط الروسي الرخيص، قائلاً إن دلهي تربح الكثير على حساب الشعب الأوكراني.

وأضاف كوليبا أن خطاب الحكومة الهندية في العمل من أجل مصلحة شعبها قد جاء على حساب أرواح الأوكرانيين لأنهم "يعانون من العدوان الروسي ويموتون كل يوم".

وجاء هذا التوبيخ الأكثر حدة حتى الآن من أوكرانيا عندما أكد وزير الخارجية الهندي سوبرأمانيام جايشانكار يوم الاثنين أن الهند ستعطي الأولوية لحاجاتها من الطاقة وستواصل شراء النفط من روسيا. كما انتقد الوزير الهندي الاتحاد الأوروبي لوعظه دلهي بينما يستمر في استيراد المزيد من الطاقة الروسية في المجمل أكثر من الهند.

وقال المحلل فيليب جونز لوكس من منصة التحليلات للمتداولين "سبارتا كوموديتيز" Sparta Commodities لصحيفة "اندبندنت" إن "الأمر يشبه إلى حد ما مقارنة تفاحة وبرتقالة".

وبحسب ما قاله لوكس فإن "هناك خطوط أنابيب للعديد من البلدان الأوروبية غير الساحلية التي تفتقر إلى أي بدائل حقيقية على المدى القصير، في حين أن واردات الهند منقولة بحراً بالكامل، ما يعني أن لديها خيارات بشأن الجهة التي تحصل منها على إمدادات النفط الخام".

وأضاف لوكس أن من المقرر أن تتسلم الهند حوالى 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام الروسي، وهو ما يزيد عدة مرات على المستويات المقارنة في هذا الوقت من العام الماضي.

"على سبيل المقارنة، استورد الاتحاد الأوروبي حوالى 1.4 مليون برميل يومياً في أكتوبر، بانخفاض من 2.5 مليون برميل يومياً في يناير".

وأشار السيد سميث إلى أن مجموعة الدول السبع والعشرين كانت تمثل أكثر من نصف صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً.

وأضاف "لقد انخفضت هذه الحصة إلى الصفر (باستثناء بلغاريا التي لديها إعفاء)، والآن الهند والصين حيث تمثل كل منهما حوالي الثلث".

وقالت موسكو هذا الأسبوع إنها "لن تقبل" بسقف أسعار النفط الذي تقوده مجموعة الدول السبع، وأنها تدرس ثلاثة خيارات كإجراءات انتقامية.

وتنظر موسكو في حظر مبيعات النفط إلى جميع البلدان التي أيدت التقييد، أو حظر العقود التي تطبق شروط سقف الأسعار بغض النظر عن البلد المستورد، أو وضع مقياس جديد "للسعر الإرشادي" يمثل الحد الأقصى لمستوى الخصم لشركائها المتبقين في التصدير. ونقلت الصحيفة اليومية الروسية "فيدوموستي" عن مصادر وزارية قولها إن الكرملين لم ينته بعد من أي مسار للعمل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار