Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا قال الإعلام الصيني عن قمم شي في السعودية؟

اعتبرتها حقبة جديدة من التعاون وأشارت إلى حجم التبادل التجاري بين الجانبين وتوقيع اتفاقات في إطار مبادرة الحزام والطريق

اتسع نطاق التعاون الصيني - العربي من مجال الطاقة إلى الزراعة والاقتصاد الرقمي والاستخدام السلمي للطاقة النووية (أ ب)

تناولت وسائل الإعلام الصينية الزيارة الرسمية للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الرياض وحضوره ثلاث قمم سعودية وخليجية وعربية لمناقشة سبل تعزيز العلاقات المشتركة في المجالات كافة وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي باهتمام كبير للغاية، وكان لسان حال الصحف الصينية بأن الزيارة تمثل حقبة جديدة للتعاون العربي الصيني.

مشاريع عملاقة

وتحت عنوان "التعاون الصيني - العربي يكتسب زخماً في ظل مبادرة الحزام والطريق"، اكتفت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" بعرض فيديو يظهر الحضور القوي للشركات الصينية في مشاريع عملاقة في منطقة الشرق الأوسط، وأرفق الفيديو تحت عنوان "الصين والدول العربية واصلت في السنوات الأخيرة تعزيز التنسيق الاستراتيجي وتآزر الإجراءات، وحقق البناء المشترك للحزام والطريق نتائج مثمرة".

وأظهر الفيديو مقاطع لأهم مشاريع البنية التحتية في المنطقة، وعلى رأسها السعودية، وأحد المشاريع الصينية العملاقة في الساحل الشرقي من السعودية، حيث تسابق شركة صينية الزمن لبناء أحد أكبر أحواض بناء السفن في العالم ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويعد المشروع مهماً لرؤية السعودية 2030 التي تخطط من خلالها السعودية لتقليل اعتمادها على النفط وتنويع اقتصادها.

وقال المهندس في شركة "باور تشاينا" لي تشانغلين متحدثاً في الفيديو، إن المشروع عند اكتماله سيضيف 17 مليار دولار لإجمالي الناتج المحلي للسعودية، كما سيخلق ثمانية آلاف وظيفة في السعودية. 

وقال مسؤول العلاقات الحكومية بمشروع مجمع الملك سلمان الدولي عوف ضاوي متحدثاً في الفيديو، "نولي أهمية لمبادرة الحزام والطريق، ونعمل مع الشركة الصينية من خلال التشاور والعمل المشترك لإنجاز المشروع العملاق ولتعميق التعاون السعودي - الصيني المشترك"، مشيراً إلى أن المشروع سيعود بالمنفعة والربحية على البلدين ويخدم رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية. وقال إن البلدين عملا على بناء علاقات وثيقة في القطاعات الاقتصادية والتجارية والطاقة والبنية التحتية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما عرض الفيديو مشروعاً ضخماً آخر في مصر تشيده شركة البناء الحكومية الصينية العملاقة "سي أس سي أي سي"، وهو ضمن مشروع العاصمة الإدارية في قلب الصحراء المصرية ويبعد 50 كيلومتراً عن شرق القاهرة. وهو أكبر مشروع لشركة صينية مع 20 ناطحة سحاب تجارية وسكنية، إضافة إلى البنية التحتية الداعمة، بما فيها برج أيقوني على ارتفاع 385 متراً، وسيكون أطول برج في أفريقيا عند إنجازه.

وبحسب تشاينغ ويساي الرئيس المركزي لشركة البناء الحكومية الصينية "سي أس سي أي سي" الذي كان يتحدث في الفيديو، فقد خلق المشروع 30 ألف وظيفة في السوق المصرية، كما استعرض الفيديو تطوير الصين لمشاريع عملاقة بالمنطقة الحرة في جيبوتي. 

وبحسب الفيديو الذي بثته "شينخوا" فقد أحرزت العلاقات العربية - الصينية الاستراتيجية مزيداً من التقدم، والعلاقات بين الجانبين أصبحت أقوى وأعمق على امتداد السنوات القليلة الماضية. وأشار إلى نمو التبادل التجاري العربي - الصيني الذي سجل ما قيمته 330 مليار في عام 2021 بنمو 33 في المئة سنوياً. وقال إن الصين والبلدان العربية عملت يداً بيد لمحاربة "كوفيد-19" وإنه حتى يونيو (حزيران) قدمت الصين 330 مليون جرعة للوباء للبلدان العربية. 

يؤكد الفيديو على التقارب العربي - الصيني وتبادل شعوبه للثقافات. وأشار إلى التعاون بين الجانبين ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ عام 2018 التي أسهمت في تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.

تنمية العلاقات الصينية - العربية 

وتحت عنوان "سيحضر شي قمم الصين - العربية، والصين - مجلس التعاون الخليجي، ويزور السعودية"، قالت صحيفة "الشعب" الصينية، إنه على رغم آلاف الأميال التي تفصل الصين والدول العربية، فإنهما يعرفان بعضهما بعضاً منذ آلاف السنين، ولطالما كان القدر مرتبطاً بهما. 

وأضافت أنه في عام 2014، اقترح الرئيس الصيني شي جينبينغ بناء مجتمع صيني - عربي ذا مستقبل مشترك، ورسم مخططاً جديداً لتنمية العلاقات الصينية - العربية.

وأضافت أنه بالتقدم إلى الأمام يداً بيد، اتخذت الصين والدول العربية إجراءات ملموسة لتعزيز وتعميق بناء مجتمع صيني - عربي ذي مستقبل مشترك، وتحقيق الفوائد للشعب. وترى الصحيفة أن عقد القمة الصينية - العربية الأولى سيعزز بالتأكيد الشراكة الاستراتيجية الصينية - العربية.

وأعربت عن ثقتها بأن التعاون الصيني العربي على جميع المستويات سيشهد تطوراً جديداً، قائلة إن "قصة المستقبل المشترك للصين والدول العربية ستدخل فصلاً جديداً". 

فصل جديد

ونقلت صحيفة "الشعب" الصينية التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الصينية حول التعاون الصيني - العربي في العصر الجديد، والذي حددت فيه الآفاق وسبل المضي قدماً لبناء مجتمع مصير مشترك للصين والدول العربية.

وبحسب التقرير فإن العلاقات بين الصين والدول العربية عريقة، وإن تاريخهما الطويل من التبادلات قد شكل مثالاً للعلاقات الودية بين مختلف الدول. 

وذكر تقرير الخارجية الصينية أنه على مدار الأعوام الـ70 الماضية منذ تأسيس الصين الجديدة، احترمت بكين والدول العربية بعضها البعض، وتعاملا معاً على قدم المساواة، وانخرطا في تعاون متبادل المنفعة، وتعلما من بعضهما بعضاً، وكان التعاون الودي قائماً وحقق قفزات تاريخية إلى الأمام من حيث العرض والعمق. 

وأشار التقرير إلى أن الصين والدول العربية تواجه اليوم فرصاً وتحديات مماثلة، إذ يمر العالم بتغيرات عميقة لم يشهدها منذ قرن من الزمان. وذكر التقرير أن الصين تنظر دائماً إلى الدول العربية كشركاء استراتيجيين في سعيها لتحقيق التنمية السلمية، وتعزيز التعاون مع الدول النامية، وبناء مجتمع بمصير مشترك للبشرية. 

وقال تقرير الخارجية الصينية إن بكين ستنتهز القمة بين الصين والدول العربية كفرصة للمضي قدماً في الصداقة التقليدية، وتعميق التعاون في جميع المجالات، وتعزيز التبادلات بين الحضارات المعنية، وبناء مجتمع صيني - عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.

علامة بارزة

أما صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية فتساءلت في افتتاحية رأي "ما أهمية القمة الصينية العربية؟". ووصفتها بالعلامة البارزة في تاريخ العلاقات الصينية - العربية، وسترتقي بالتعاون بين الجانبين إلى مستوى جديد كلياً. وأضافت، "بالنسبة للعالم العربي، وهي منطقة ذات مستويات متفاوتة للغاية من التنمية الاقتصادية والصراعات الداخلية المعقدة بين الدول، فمن النادر تشكيل موقف ودي بالإجماع تجاه الصين وتوقعات قوية للتعاون واستدامتها لفترة طويلة. والنقطة المحورية وراء ذلك تتوافق مع أبرز المشكلات التي يواجهها السلام العالمي والتنمية اليوم وتستحق دراسة متعمقة من قبل المجتمع الدولي". 

وتابعت "غلوبال تايمز"، "من الواضح أن العلاقات بين الصين والدول العربية قد أوجدت بالفعل نماذج في عديد من الجوانب. فلطالما كان السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم من بعضنا بعضاً والفوائد المتبادلة والنتائج المربحة للجميع، الموضوع الرئيس للتبادلات بين الصين والدول العربية".

وأشارت إلى أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. ففي عام 2021، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الدول العربية والصين أكثر من 300 مليار دولار، بزيادة أكثر من الثلث على العام السابق. وقالت إنه في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام بلغ حجم التجارة بين الجانبين 319 مليار دولار بزيادة سنوية قدرها 35.28 في المئة قريبة من مستوى عام 2021 بأكمله، مما يحافظ على زخم النمو السريع، إضافة إلى ذلك وقعت 20 دولة عربية على وثائق تعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، كما اتسع نطاق التعاون الصيني - العربي من مجال الطاقة إلى الزراعة والاقتصاد الرقمي والاستخدام السلمي للطاقة النووية. وعبرت عن إيمانها بأن عقد القمة الصينية - العربية سيرفع التعاون إلى مستوى جديد. 

وأكدت أن آفاق التعاون بين الصين والدول العربية هائلة، حيث يبذل الجانبان جهوداً مشتركة لتحقيق هذه الإمكانات إلى أقصى حد، وفي الوقت نفسه تحويلها إلى طاقة إيجابية تعزز السلام والتنمية في الدول العربية وتحل بشكل أساسي قضايا النقاط الساخنة الإقليمية. 

وتحت عنوان "شي جينبينغ إلى الرياض لتعزيز علاقات الصين مع الشرق الأوسط"، قالت صحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست"، المملوكة لمجموعة "علي بابا"، إن بكين تتطلع إلى تعميق التعاون في المنطقة على جميع الجبهات. وأشارت إلى حضور الرئيس الصيني قمتين مع دول عربية ودول الخليج خلال زيارته الأولى للسعودية منذ عام 2016. 

وأضافت الصحيفة أن الصين تهدف إلى تعزيز التعاون مع الشرق الأوسط على جميع الجبهات، من التجارة والطاقة إلى الدفاع. وقالت إنه وفقاً لتقرير صادر عن جامعة فودان، كان الشرق الأوسط المستفيد الرئيس من استثمار الحزام والطريق في النصف الأول من عام 2022، كما وقعت الصين أخيراً اتفاقاً تاريخياً بقيمة 60 مليار دولار لشراء الغاز الطبيعي المسال من قطر، ودخلت في شراكة مع طيران الإمارات لإرسال مسبار إلى القمر.

وقال وانغ جين، الأستاذ المشارك في معهد الشرق الأوسط بجامعة نورث ويست الصين، إن زيارة شي "مهمة للغاية من الناحية الدبلوماسية والسياسية"، فهي تسهل العلاقة بين الصين والسعودية، إحدى أهم الدول الرائدة في العالم العربي. 

وأضاف وانغ، "على صعيد آخر، ربما تعني هذه الزيارة أن الصين والدول العربية ستوقع سلسلة من اتفاقات التعاون، ومن المرجح أن تشكل هذه النيات والاتفاقات التعاونية آفاق التعاون بين الجانبين في المستقبل، وتعزيز العلاقات الودية بينهما في مختلف المجالات".

المزيد من متابعات