Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البحرية البريطانية تحضر في بحر البلطيق بشكل غير مسبوق منذ أكثر من 100 عام

نُشرت القوة البحرية التي تقودها بريطانيا وتشمل سبع دول في كالينينغراد القريبة من موسكو

تعمل حاليا قوة عسكرية بحرية تضم سبع دول غربية في بحر البلطيق بقيادة بريطانيا (غيتي)

غداة تصريح فلاديمير بوتين بأن الديمقراطية الليبرالية الغربية أصبحت بالية، بدأت مناورة  عسكرية في بحر البلطيق، تهدف إلى منع الرئيس الروسي من فرض رؤيته لنظام عالمي جديد بالقوة.

يشارك في هذه المناورة مايزيد على 4 آلاف عسكري و 44 سفينة حربية من سبع دول، وبقيادة بريطانية، في تشكيل يُدعى "قوة التدخل السريع المشتركة"(جَي إي أف)، يساهم في تنفيذ مهمة عسكرية في ليثوانيا، بالقرب من جيب تابع لموسكو، في كاليننغراد.

هذه المناورة، التي تشهد حضوراً كبيراً لسلاح البحرية الملكية البريطاني لم يعرف بحر البلطيق مثله منذ أكثر من قرن، تعتبر الحلقة الاخيرة في سلسلة من النشاطات العسكرية الغربية  في شمال وشرق أوروبا شجبتها موسكو لأنها رأي فيها ممارسات استفزازية متعمدة تستهدفها.

في هذا الصدد يُنظَر إلى المملكة المتحدة، بأنها حريصة للغاية، على توجيه رسالة قوية إلى روسيا في وقت بلغت العلاقات بين البلدين  مستوى متدنياً لم تصله منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك بسبب الهجوم بغاز الأعصاب نوفيتشوك  في مدينة سالزبري البريطانية الذي اتُهمت روسيا بتدبيره.

وكانت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا قد طلبت علناً من الرئيس بوتين في لقائها الرسمي الأول وجها لوجه، بلوساكا خلال قمة مجموعة العشرين، تسليم ضابطين من "إدارة الاستخبارات الرئيسة" العكسرية الروسية متهمين بتنفيذ محاولة تسميم العميل المزودج السابق سيرغي سكريبال بمادة كيميائية محرمة دوليا. كما أعربت في اجتماع خاص في سياق القمة، عن إدانتها لوجهات نظره حول الليبرالية والتسامح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واللافت، أن "قوة التدخل السريع المشتركة" لاتنضوي تحت مظلة الناتو، إذ تُشارك فيها السويد وفنلندا، وهما ليستا من الدول الأعضاء في هذا الحلف .

ويمكن لهذه القوة أن تنشر عناصر جوية وبحرية وبرية في أنحاء العالم لكن التركيز سيكون، في المدى المنظور، على بحر البلطيق.

و من على متن سفينة ألبيون الحربية التابعة للقوة البحرية الملكية المشاركة في "عملية حماية البلطيق"، حذرت بنيلوب موردونت، وزيرة الدفاع البريطاني، من تزايد التحديات العسكرية والسياسية الناجمة عن سياسات الكرملين.

وقالت موردونت إن "روسيا أصبحت أكثر تصميما، إذ نراها تنشر قوات أخرى وأسلحة جديدة ونحن نستطيع أن نتصور سيناريوهات قد تُنفذ في المستقبل. لذا فإن من المهم، والصحيح أيضاً، أن نقف جنباً إلى جنب مع الحلفاء.. ما نراه هنا هو أكبر انتشار للأسطول الملكي البريطاني في بحر البلطيق لأكثر من مائة سنة، وهذا يعطينا قوة قابلة للتكيف، وقدرة على نشر أكثر من 10 آلاف شخص  لأداء مهام متنوعة، بشكل مستقل أو كجزء من عمليات حلف الناتو... أجرينا تعديلات على موازناتنا  كي نركز أكثر على هذه المنطقة".

وفي تعليق على ما ذكره بوتين عن موت القيم الديمقراطية الليبرالية، اعتبرت موردونت "نحن بحاجة للدفاع عن قيمنا الديمقراطية. فهي تزودنا بالأسس التي يقوم عليها المجتمع مثل الحرية، وسيادة حكم القانون، وحقوق الملكية. ولهذا السبب فإن وجود نظام دولي قائم على قواعد مهم جدا".وتابعت الوزيرة موضحة انه "مع ذلك، فعلينا قبول وجود بلدان أخرى لها قيم مختلفة، ونحن بحاجة إلى التفاعل معها. ونحن نأمل أن تغير روسيا أسالبيها".

في هذا السياق، قال رايمانداس كاروبليس، وزير دفاع ليثوانيا، "رأينا مرارا العدوان الروسي ولمسنا نظرتهم إلى القوانين الدولية. وهذا اللقاء مثال رائع للتضامن والوحدة. ونحن مسرورون بشكل خاص بأن يجري في ليثوانيا..إننا نبعث رسالة واضحة من خلال هذه المناورة... نريد إظهار أننا نستطيع الرد على التحديات الأمنية. و"قوات التدخل السريع المشتركة" هذه  هي أداة لرد سريع  نحتاجها لمعالجة أي تهديدات جديدة".

وأردف كاروبوليس " لايتمثل التهديد الروسي فقط بالعمل العسكري العلني، بل إن له شطراً آخر خفياً يكاد يكون أوسع واخطر من العلني، ويشتمل على استخدام عمليات مختلطة مثل الهجمات السايبرية والبروباغاندا. وهذا شيء نحن قلقون جدا منه، وقادرون على التصدي لاعتداءات مثل الهجمات سايبرية ".

كذلك، رفض وزير الدفاع الليثواني تأكيد بوتين على سقوط القيم الليبرالية، قائلاً "فقط انظروا إلى حالة الاقتصاد الروسي، إنه في وضع سيئ، والشعب غير راض، لذلك فأنا لا أعرف كيف تعمل القيم التي يتبناها".

في هذا السياق، أراد آرتيس باربريكس، وزير دفاع لاتفيا، الدولة المجاورة لليثوانيا، التشديد على ضرورة إقرار الغرب بأن  روسيا تمثل تهديداً خطيراً، إذ  قال "باعتبارنا بلد حدودي، نحن نواجه الطائرات الروسية، والسفن الحربية الروسية، بالقرب من حدودنا كل يوم. وهم بطبيعة الحال يتدخلون من وقت إلى آخر، في الأحداث السياسية التي تشهدها بلادنا".

وأضاف باربريكس "بإمكانكم اعتبار ما يحدث في دول البلطيق اختبارا حقيقيا  لممارسات الروس التي تستهدف الكثير من الدول الغربية... مثل الانتخابات الأميركية أو الفرنسية، أو بريكست... أو الانتخابات في البرلمان الأوروبي، لأن هدفهم هو خلق تأثير أكبر على العالم عن طريق إضعاف قوة خصومهم".

تجدر الإشارة إلى أنه إضافة إلى بريطانيا وليثوانيا، شاركت في "عملية حماية البلطيق" هذه كل من الدنمارك وإيستونيا ولاتفيا وهولندا والنرويج وفنلندا والسويد.

علاوة على ذلك، تترأس المملكة المتحدة فوجا عسكريا في ايستونيا تابعا لحلف الناتو، الأمر الذي حملها على نشر حوالي 900 عسكري في ذلك البلد.

وفي الوقت نفسه، شارك ما يقرب من 120 عسكري بريطاني مع طائرة أباتشي بريطانية في مناورة برية دولية، أطلِق عليها اسم "الذئب الحديدي"، انتهت أخيراً في ليثوانيا. 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات