Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفات يحيى حقي يغادر أحباءه في ذكرى رحيله الـ30

صاحب "قنديل أم هاشم" ولد في "السيدة زينب" وأوصى بدفنه بـ"السيدة نفيسة" ومشروع لتطوير القاهرة ينقل مقبرته بعيداً من "آل البيت"

ولد الأديب المصري الراحل يحيى حقي وعاش بجوار آل البيت وكانت أشهر كتاباته تتناول هذه المناطق (مواقع التواصل)

مع مطلع هذا العام اختير الأديب المصري الراحل يحيى حقي شخصية العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وعقد كثير من الفعاليات احتفاء به وبإنتاجه الفكري المميز، ومع ختام العام عاد حقي إلى بؤرة الأحداث ثانية، لكن تلك المرة من خلال هدم مقبرته ونقل رفاته إلى موضع آخر، ضمن مشروع لتطوير المنطقة التي تقع فيها بحي السيدة نفيسة.

وأثيرت في مصر أخيراً قضية نقل مقابر المشاهير بسبب عمليات التطوير، ومنها ما تردد منذ أشهر عن هدم مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين ونقل رفاته لموضع آخر، ليثير الأمر وقتها عاصفة من الرفض انتهت بالإبقاء على المقبرة في موضعها بخاصة بعد إعلان أسرته تفكيرها في نقل الرفات إلى فرنسا وإقامة ضريح للراحل هناك، مما فتح نقاشاً حول الوضع اللائق الذي ينبغي أن تكون عليه مقابر الرموز التي أسهمت في الحياة الثقافية والفكرية للبلاد، ومراعاة مشاريع التطوير "حرمة الموتى" حتى بالنسبة إلى مقابر بسطاء الناس.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي وعد بعدم المساس بالجبانات التراثية، بينما دعا مثقفون مصريون إلى اعتبار منطقة الإمام الشافعي والسيدة نفيسة منطقة تراث إنساني وروحاني ومعماري للمصريين، إذ ضمت على مدار عصور طويلة مقابر لأولياء ومشاهير وبسطاء، وتعتبر من أهم المناطق التي تضم مقابر في القاهرة، إلا أن التهديد بالإزالة لا يزال يطارد تلك الجبانات، ويثار الأمر على فترات.

وتلقت أسرة الكاتب يحيي حقي منذ فترة إنذاراً بأن المقبرة التي تمتلكها الأسرة منذ ما يقرب من 100 عام ستزال ضمن مشروع ينفذ في المنطقة، على أن ينقل الرفات إلى مكان بديل في مدينة 15 مايو (واحدة من المدن الجديدة التي تبعد 35 كم عن القاهرة).

يحيى حقي الكاتب والروائي وأحد رموز الفكر المصري في القرن الـ20 تنوعت مؤلفاته وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية، ومن أشهر أعماله "قنديل أم هاشم" و"البوسطجي" و"سارق الكحل" و"رسائل يحيى حقي إلى ابنته" و"كناسة الدكان" و"دماء وطين" و"تراب الميري" و"أم العواجز"، وتلقى الراحل عديداً من التكريمات في حياته، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، ووسام الفارس من الطبقة الأولى من فرنسا عام 1983، وجائزة الملك فيصل العالمية عن الأدب العربي عام 1990.

صاحب " قنديل أم هاشم " التي تعد روايته الأشهر، تحل في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي ذكرى رحيله الـ30، وقد ولد وعاش بجوار آل البيت وكانت أشهر كتاباته تتناول هذه المناطق، وعلى مدار الفترة السابقة ناشدت أسرته المسؤولين في الدولة بالعمل على إيجاد حل يرضي كل الأطراف بعيداً من فكرة نقله إلى الموضع البديل في مدينة 15 مايو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الكاتبة نهى يحيى حقي ابنة الأديب الراحل تقول لـ"اندبندنت عربية"، "تلقينا إخطاراً بأن مقبرة والدي ستتم إزالتها ضمن مشروع لتطوير القاهرة، ونقل الرفات إلى مكان بديل، ونحن نأمل في عودة القاهرة لسابق لرونقها ولا نمانع مشاريع التطوير، وبالفعل قدمنا بعض التصورات التي يمكن تنفيذها مثل زرع سياج شجري حول القبر أو حتى على أسوأ الافتراضات نقل الرفات إلى مقبرة بديلة في المنطقة ذاتها التي تعرف بالبقيع الصغير، حيث عاش فيها كثير من الصحابة وآل بيت النبي، فوالدي كان عاشقاً لآل البيت، فقد ولد في السيدة زينب وأوصى بدفنه في السيدة نفيسة، وتناولت كثير من أعماله هذه المناطق وأهلها".

وتضيف "كرمت الدولة والدي الراحل بأكثر من صورة، منها اختياره كشخصية العام في معرض الكتاب، ومنها أيضاً وضع علامة عاش هنا التي تضعها هيئة التنسيق الحضاري على منازل الشخصيات المؤثرة والبارزة في تاريخ مصر، وكان لدينا أمل بالإبقاء على مقبرته في مكانها تنفيذاً لوصيته".

 

بعد صدور القرار النهائي بهدم المقبرة ونقل الجثمان وفشل مساعي الإبقاء عليها كتبت ابنة الراحل على صفحتها الشخصية لكل من شاركها محاولات إنقاذ المقبرة من الهدم "شكراً لكل من قال كلمة في حق مقبرة والدي الأستاذ يحيى حقي، شكراً لكل من حاول المساعدة وشكراً للمساعي الطيبة، شكراً للقلوب التي شعرت بنبض القلب والمسعى والسعي، آسفة يا صاحب القنديل وعزائي أنك عند بارئك في رحمة الله وفي جنة الفردوس".

وأضافت "أما الجسد فما هو إلا ثوب يخلعه الإنسان عند الموت وذكراك ستظل ذكرى عطرة في جبين الزمان بما قدمت وكتبت وتركت محبة وتقدير لا يمكن أن يهدم مهما مرت الأيام، فأنت في جبين الزمان واحداً من عطر الثقافة والفكر والأدب والفن كله، وقنديلك مضيئاً في أفق تراث وطنك مصرنا الغالية، أشكر الجميع، السيرة الطيبة لن تهدم، وتمنياتي لمن يقرأ سطوري هذه بقراءة الفاتحة في ذكراه الـ30 في يوم ٩ ديسمبر، وأسدل الستار بكلمة النهاية وسكت الكلام".

علامة إزالة

في السياق وبحضور مجموعة كبيرة من المثقفين والفنانين والمهتمين بالتاريخ والآثار، افتتح معرض فني تحت عنوان "علامة إزالة" بأتيليه القاهرة الواقع بمنطقة وسط البلد، ينظمه "فنانون من أجل توثيق جبانات القاهرة التاريخية" بوسائل فنية متعددة من بينها الرسم والتصوير، وشهد الحدث فعاليات متنوعة إلى جانب المعرض، من بينها ندوات ومناقشات عن تاريخ الجبانات التاريخية والمخاطر التي تتعرض لها والحضور القوي لآل البيت ومحبيهم في هذه المنطقة.

شارك في المعرض نحو 25 فناناً وتنوعت أعمالهم ما بين الرسم بالزيت لمناظر من المنطقة تضم واجهات المقابر وتفاصيلها الفنية والقباب التي تظهر في الأفق لمبان أثرية ومساجد، ووثق آخرون المنطقة بعدسات كاميراتهم وأظهروا تفاصيل الجبانات التي يعود معظمها لزمن بعيد، في محاولة ليكون للفن والفنانين دور في إلقاء الضوء على قضية تشغل بال قطاع كبير من الناس ولا تقتصر على أصحاب هذه الجبانات أو من يعانون تبعات قرارات الإزالة.

المزيد من الأخبار