نقلت وكالة "تاس" عن مسؤولين عسكريين مدعومين من روسيا في منطقة لوغانسك بأوكرانيا قولهم إن تسعة أشخاص لقوا حتفهم، الإثنين الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، بعد قصف أوكرانيا مدينة الشيفسك.
تصدير النفط
على صعيد آخر، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن روسيا، الدولة الثانية عالمياً في تصدير النفط، لن تصدر الخام الخاضع لسقف سعري فرضه الغرب حتى لو اضطرت لخفض إنتاجها.
واتفقت دول مجموعة السبع وأستراليا على وضع حد أقصى لسعر برميل النفط الخام الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً في خطوة تهدف إلى حرمان الرئيس فلاديمير بوتين من الإيرادات مع الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
وتحرك الغرب لحظر تعامل شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين مع شحنات الخام الروسي فوق سقف الأسعار محاولة لعقاب بوتين على الصراع الأوكراني.
وقال نوفاك إن تحرك الغرب تدخل سافر ينافي قواعد التجارة الحرة، ومن شأنه زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية من خلال إحداث شح في المعروض. وأضاف، "نعمل على وضع آليات لحظر استخدام سقف سعري بصرف النظر عن المستوى المحدد، لأن مثل هذا التدخل يمكن أن يزيد من زعزعة استقرار السوق". ونوفاك هو مسؤول الحكومة الروسية المسؤول عن شؤون النفط والغاز والطاقة الذرية والفحم في الدولة.
وتابع، "سنبيع النفط ومنتجات البترول فقط إلى الدول التي ستعمل معنا بموجب ظروف السوق، حتى وإن كان علينا خفض الإنتاج قليلاً"، وقال إن سقف أسعار الغرب قد يحدث مشكلات في أسواق المنتجات وقد يؤثر في دول أخرى غير روسيا.
أوروبا ستتجمد
ومن غير الواضح ما الأثر، إن كان ثمة آثار، الذي سيحدثه سقف الأسعار الغربي في تدفقات النفط الروسي، وجرى تداول خام الأورال عند نحو 61.3 دولار للبرميل، وهي قيمة تزيد على مستوى سقف الأسعار بنحو دولار واحد. وأغلقت عقود خام برنت الآجلة عند 85.57 دولار للبرميل، الجمعة.
وكان بيع النفط والغاز إلى أوروبا أحد المصادر الرئيسة لإدخال العملة الصعبة إلى روسيا منذ اكتشاف علماء الجيولوجيا السوفيات النفط والغاز في مستنقعات سيبيريا في العقود التالية للحرب العالمية الثانية.
وقال مصدر، طلب عدم الإفصاح عن هويته بسبب حساسية الموقف، لـ"رويترز" إن قراراً يجري إعداده لمنع الشركات والتجار الروس من التعامل مع الدول والشركات التي تسترشد بسقف الأسعار.
وبشكل أساس، من شأن هذا القرار حظر تصدير النفط ومنتجات البترول إلى الدول والشركات التي ستطبق الحد الأقصى للسعر.
ومنذ أن أصدر بوتين أمراً بشن العملية العسكرية في أوكرانيا يوم 24 فبراير (شباط)، يقول إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا حرباً اقتصادية على روسيا بفرض أغلظ العقوبات في التاريخ الحديث، منذراً هذه الدول بأنها ستواجه أزمة طاقة.
وحذر بوتين في سبتمبر (أيلول) الغرب من أنه قد يقطع إمدادات الطاقة إن فُرض سقف للأسعار، قائلاً لهم إن أوروبا "ستتجمد" كذيل ذئب في إحدى القصص الخيالية الروسية الشهيرة.
وقالت شركات عاملة في القطاع ومسؤول أميركي لـ"رويترز" في أكتوبر (تشرين الأول) إن بوسع روسيا استخدام ناقلات كافية لشحن أغلب نفطها إلى دول بعيدة عن متناول سقف الأسعار، مسلطين الضوء على حدود أكثر الخطط طموحاً لخفض إيرادات موسكو في زمن الحرب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واشنطن تشكك في نية بوتين للسلام
قالت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، بعد اجتماعها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومسؤولين كبار آخرين في كييف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس صادقاً في شأن محادثات السلام مع أوكرانيا حالياً، فيما أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز، أن الاستخبارات تتوقع استمرار تباطؤ وتيرة القتال في أوكرانيا خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأضافت أن الاستخبارات الأميركية "لا ترى أي دليل على تراجع استعداد أوكرانيا للمقاومة، على رغم الهجمات على شبكة الكهرباء وغيرها من البنى التحتية الرئيسة"، وأوضحت خلال منتدى ريغان السنوي للدفاع الوطني في كاليفورنيا "نشهد نوعاً من الوتيرة المنخفضة للصراع بالفعل، ونتوقع أن يكون هذا على الأرجح ما سنشهده خلال الأشهر المقبلة".
لا حل دبلوماسيا للحرب في أوكرانيا
وفي السياق، رأت إحدى المشاركات في تأسيس منظمة ميموريال الحقوقية الروسية الحائزة جائزة نوبل للسلام الأحد، أنه لا يوجد حالياً حلاً دبلوماسياً للحرب في أوكرانيا.
وقالت إيرينا شيرباكوفا "إنني مقتنعة تماماً بأنه لا يوجد حل دبلوماسي مع نظام (الرئيس فلاديمير) بوتين، طالما أنه لا يزال قائماً".
وأضافت شيرباكوفا التي حصلت على جائزة لعملها في مجال حقوق الإنسان في حفل أقيم في هامبورغ بألمانيا، "الحل الممكن الآن عسكري"، لكنها قدرت أنه سيكون هناك في نهاية المطاف شكل من أشكال الحل الدبلوماسي للنزاع، وتابعت "لكن هذه القرارات، هذه الدبلوماسية لن تحدث إلا عندما تعتبر أوكرانيا أنها انتصرت في هذه الحرب ويمكنها إملاء شروطها".
واعتبرت أن الدعوات المتسرعة للسلام "طفولية"، مضيفة أن الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحر، وأردفت "لقد قلبت هذه الحرب كثيراً من الأشياء رأساً على عقب، ولن تعود الأمور إلى سابق عهدها".
تسلمت شيرباكوفا في هامبورغ جائزة ماريون دونهوف من المستشار الألماني أولاف شولتس تقديراً لسنوات عملها في الدفاع عن حقوق الإنسان في بلده، وقال إن جهودها أظهرت الطريق إلى "مستقبل أفضل لروسيا"، وإن كان ذلك "ما زال يبدو غير مرجح".
وأضاف المسؤول الذي يواجه انتقادات متكررة لعدم بذل مزيد من الجهد لدعم أوكرانيا عسكرياً، أن الحرب لن تنتهي بـ"انتصار" روسيا و"نزعتها التوسعية".
وستتسلم منظمة ميموريال جائزة نوبل للسلام في أوسلو السبت 10 ديسمبر (كانون الأول).
حصلت ميموريال على الجائزة مع مركز الحريات المدنية في أوكرانيا والناشط البيلاروسي أليس بيالياتسكي.
ميموريال واحدة من أهم منظمات الحريات المدنية الروسية، وقد عملت طوال عقود على تسليط الضوء على الانتهاكات المرتكبة في حقبة الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين، ووثقت أيضاً المعلومات حول القمع السياسي المستمر في روسيا.
وأغلق القضاء الروسي في نهاية عام 2021 المنظمة التي تأسست عام 1989، وغادرت إيرينا شيرباكوفا موسكو بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا وهي الآن مقيمة في ألمانيا.
500 بلدة بلا كهرباء
ما زالت أكثر من 500 بلدة أوكرانية من دون كهرباء، الأحد، بعد الضربات الروسية التي ألحقت في الأسابيع الأخيرة أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء الوطنية، كما صرح النائب الأول لوزير الداخلية يفغيني ينين إلى التلفزيون الأوكراني، مردفاً أن "العدو يواصل مهاجمة البنية التحتية الحيوية للبلاد، حالياً هناك 507 بلدات في ثماني مناطق من بلادنا محرومة من التيار الكهربائي".
وأوضح أن "منطقة خاركيف هي الأكثر تضرراً و112 من قراها معزولة، بينما في منطقتي دونيتسك وخيرسون هناك أكثر من 90 قرية ومنطقة ميكولايف 82 ومنطقة زابوريجيا 76 ولوغانسك 43".
ودعت السلطات الأوكرانية المدنيين، السبت، مجدداً إلى الصمود على رغم تدهور الظروف المعيشية.
وقال حاكم منطقة ميكولايف (جنوب) فيتاليتش كيم على شاشة التلفزيون "يجب أن نصمد"، بينما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي مرات عدة في اليوم إلى إغراق ملايين الأوكرانيين في الظلام، إلى جانب اشتداد البرد مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر لأيام عدة.
ويثير احتمال توجيه ضربات روسية جديدة لشبكة الطاقة الأوكرانية مخاوف من شتاء معقد، خصوصاً للسكان المدنيين، ومن موجة جديدة من اللاجئين خارج البلاد.