Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجة عنف وتمييز ضد اللاجئين السوريين إلى تركيا

تعرّضت محالهم في ضواحي إسطنبول لعمليات تخريب وتكسير وحرق

مصطفى أمام محله للملابس الجاهزة في حي كوتشوك سيكميجي غرب مدينة إسطنبول التركي (رويترز)

غادر اللاجئون السوريون بلادهم هرباً من القتل والدمار، فلاحقهم العنف والتمييز إلى لبنان وتركيا. تركوا بيوتهم خوفاً من أن تسقط على رؤوسهم جراء القذائف والبراميل المتفجرة، فهبطت عليهم وعلى أولادهم سقوف منازل الغربة وخيمها لتقضي على أملهم في عيش آمن بعيد من ساحات الحرب وأزيز الرصاص والمجازر.

يعاني اللاجئون السوريون في لبنان من حملات مناهضة لوجودهم ومطالبات بترحيلهم تحت قناع "الطوعية"، ناهيك عن حظر تجوّلهم بعد ساعات المساء وسوء إدارة الدولة شؤونهم، بينما يتفاقم الغضب الشعبي في تركيا ضدّهم، حيث تلقوا تهديدات وتعرّضوا لاعتداءات.

شاهدا مباشرة تدمير مصدر عيشهما

من حكايات التمييز ضدّ السوريين، حادثة تعرّض لها الشقيقان مصطفى وأحمد، اللذان يرويان لوكالة "رويترز"، كيف شاهدا بثاً مباشراً عبر كاميرات المراقبة، عند الساعة الثانية من فجر السبت 29 يونيو (حزيران) الماضي، لانقضاض مجموعة رجال أتراك على متجرهما للملابس الجاهزة، حيث عاثوا فيه تخريباً وتكسيراً وحرقاً.

ففي حي كوتشوك سيكميجي، غرب مدينة إسطنبول التركية، تعرّضت ممتلكات السوريين في تلك الليلة لعمليات تخريب، في واحدة من نوبات العنف التي يقول السوريون إنها تندلع ضدّهم من حين إلى آخر، إذ شهد غرب إسطنبول، في فبراير (شباط) الماضي، حادثة مماثلة. واضطرت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المهاجمين، بعدما دمّروا متاجر سورية عدة ومزقوا لافتات مكتوبة بالعربية.

"يريدون قتلكم"

وتابع مصطفى وأحمد أنه عندما اتصلا برجل تركي يملك متجر البقالة المجاور لمتجرهما، لإبلاغه بتوجّههما إلى المتجر لمنع الحريق من التهام كل ما فيه، أجابهما "لا تذهبا. يريدون قتلكم"، في إشارة إلى اللاجئين السوريين. فلم يتمكّنا حينها من الذهاب إلى متجرهما قبل صباح السبت، ليستغرق الأمر ما بين يومين وثلاثة لإعادة الأمور فيه إلى نصابها.

ويشعر السكان في تركيا التي تستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري، الرقم الأكبر بين الدول المستضيفة، بالغضب تجاه السوريين، إذ يتهمونهم بالاستفادة من الخدمات العامة وسرقة الوظائف، بسبب أجورهم المتدنية، ما فاقم أزمة البطالة في البلاد.

منع استخدام اللغة العربية

وبينما يهاجم الأتراك المحال التي ترفع يافطات أو إعلانات مكتوبة باللغة العربية، يتخوّف السوريون من العودة إلى محالهم بعد وقوع أحداث عنف ضدّهم، وباتوا يلجأون إلى وضع لافتات جديدة باللغة التركية لحماية أنفسهم، والتزاماً بقرار رئيس بلدية إسطنبول، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه يتوجّب على المتاجر أن تضمن كتابة نسبة 75 في المئة على الأقل من اللافتات باللغة التركية.

وعلى ضوء اعتداء حي كوتشوك سيكميجي، ذكرت الشرطة التركية إن تحقيقاً أظهر أن مجموعة على تطبيق للرسائل، تضم 58 عضواً، هي المسؤولة عن التحريض على الاشتباكات، مضيفةً أنها اعتقلت 11 شخصاً منهم وأن التحقيق مستمر.

ويرى مراقبون أن ملف اللاجئين السوريين تحوّل إلى مادة سياسية خاضعة لمصالح الدول وحساباتها، وفي ظلّ حلٍ سياسيّ يبدو متأخراً للأزمة السورية المندلعة منذ العام 2011، يبقى اللاجئون كبش المحرقة في لعبة الأمم.

المزيد من الشرق الأوسط