Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاحتياطي الفيدرالي يمنح الأسواق الأميركية "جرعة تفاؤل"

رجح تقليل وتيرة رفع الفوائد لتقفز مؤشرات البورصات وسط توقعات بتأثير إيجابي على الأسواق العالمية والخليجية

لكلمة باول تأثير سيتجاوز الأسواق الأميركية إلى الأسواق العالمية بما فيها الأسواق الخليجية (أ ف ب)

قفزت "وول ستريت" أمس الأربعاء 30 نوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن ألقى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول خطاباً أكد فيه أن البنك المركزي قد يخفض وتيرة رفع أسعار الفائدة في اجتماعه في ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

وعلى الفور، تحركت مؤشرات البورصات الأميركية صعوداً، بينما ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز" فوق متوسط 200 يوم للمرة الأولى منذ أبريل (نيسان) الماضي مغلقاً على ارتفاع تجاوز 3 في المئة.

وكان أقوى ارتفاع شهده مؤشر ناسداك الذي يقيس الأسهم التكنولوجية بشكل رئيسي، حيث أغلق عند 4.4 في المئة، فيما ارتفع "داو جونز" بنسبة قاربت 2.2 في المئة.

أسئلة عالقة

وكان باول يتحدث في معهد بروكينغز للأبحاث في واشنطن، إذ على رغم تأكيده على بدء خفض نسبة الفوائد، إلا أنه حذر من أن مكافحة التضخم لم تنته بعد وأن الأسئلة الرئيسية حول الفائدة والتضخم لا تزال من دون إجابة، بما فيها الأسئلة المتعلقة بكم يفترض أن ترتفع الفائدة في النهاية حتى يتم القضاء على التضخم، وإلى متى سيستمر سيناريو رفع الفوائد.

ولكلمة باول تأثير سيتجاوز الأسواق الأميركية إلى الأسواق العالمية، بما فيها الأسواق الخليجية، حيث تراجعت في الفترة الأخيرة بسبب ضغوط رفع الفوائد، وقد تعود للارتفاع متأثرة ببدء سيناريو تراجع الفائدة.

الارتفاعات المقبلة

وانطلقت التوقعات حول نسبة الفائدة المتوقعة في ديسمبر، حيث كشف مؤشر CME FedWatch أن المتداولين في العقود الآجلة يرون فرصة بنسبة 75 في المئة بأن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس (0.5 في المئة) في اجتماعه في 14 -13 ديسمبر، ارتفاعاً من نسبة 65 في المئة قبل خطاب باول.

وقت للقضاء على التضخم

وأكد باول أن تكاليف الاقتراض ستحتاج إلى الاستمرار في الارتفاع وأن تظل مقيدة لبعض الوقت للتغلب على التضخم. وكان الفيدرالي قد رفع الفائدة بنسبة 0.75 في المئة أربع مرات متتالية في الأشهر الأخيرة للقضاء على التضخم المستشري في الولايات المتحدة الذي تجاوز 8 في المئة، وهو الأعلى منذ 40 عاماً.

وقال باول في نص خطابه: "قد يأتي وقت تعديل وتيرة زيادات أسعار الفائدة بمجرد اجتماع ديسمبر"، "نظراً للتقدم الذي أحرزناه في تشديد السياسة النقدية.

توقعات الفيدرالي

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورفعت إجراءات الاحتياطي الفيدرالي، وهي الأكثر تشدداً منذ الثمانينيات، النطاق المستهدف لسعر الفائدة القياسي إلى 3.75 في المئة إلى 4 في المئة من الصفر في المئة تقريباً في مارس (آذار). ويجري الفيدرالي في كل فصل سنوي (3 أشهر) مراجعة لتوقعات الفائدة. وكانت آخر مراجعة في سبتمبر (أيلول).

وقال باول إن معدلات الفائدة من المرجح أن تصل إلى مستوى "أعلى إلى حد ما" مما توقعه المسؤولون في سبتمبر الماضي، عندما كان متوسط ​​التوقعات عند 4.6 في المئة العام المقبل. وسيتم تحديث هذه التوقعات في اجتماع ديسمبر.

توقعات المستثمرين

يرى المستثمرون أن الاحتياطي الفيدرالي سيوقف الزيادات موقتاً في الربع الثاني بمجرد أن تصل المعدلات إلى حوالى 5 في المئة، بحسب ما يظهر تسعير العقود الآجلة للسندات الأميركية. بينما يتوقع التجار البدء في تخفيض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام، المقبل. لكن باول قال إن التخفيض ليس شيئاً يريد بنك الاحتياطي الفيدرالي القيام به قريباً.

توقعات الاقتصاديين

في حين يرى الاقتصاديون أن الركود في الأشهر الـ 12 المقبلة هو الأكثر ترجيحاً، إلا أن باول قال إن ما يسمى بالهبوط الناعم للاقتصاد - أو الهبوط "الناعم" - يظل "معقولاً للغاية" و "لا يزال قابلاً للتحقيق"، على رغم أنه سبق أن اعترف بأن الطريق إلى مثل هذه النتيجة يضيق.

وفي ما يتعلق برفع أسعار الفائدة ومدى تأثيره في نمو الاقتصاد، قال باول "نعتقد أن تباطؤ النمو الاقتصادي في هذه المرحلة هو وسيلة جيدة لموازنة المخاطر" مقارنة مع التضخم واستمرار النمو.

التضخم بالمرحلة المقبلة

وقال باول إن البنك المركزي يتوقع تضخماً لمدة 12 شهراً بناءً على مقياسه المفضل وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، بنسبة 6 في المئة حتى أكتوبر (تشرين الأول)، ومعدل أساسي بنسبة 5 في المئة. وأضاف أنه لم يكن هناك دليل قوي كاف لإثبات حجة مقنعة بأن التضخم سيتباطأ قريباً.

وقال: "سوف يتطلب الأمر مزيداً من الأدلة بشكل كبير للتأكد أن التضخم آخذ في الانخفاض بالفعل"، مضيفاً أن "الحقيقة هي أن الطريق أمام التضخم لا يزال غير مؤكد إلى حد كبير."

وأضاف أنه "على رغم تشديد السياسة وتباطؤ النمو خلال العام الماضي، لم نشهد تقدماً واضحاً في تباطؤ التضخم".

مكونات التضخم

استعرض رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي مكونات التضخم في خطابه. وأشار إلى أن أسعار السلع قد تباطأت، لكنه أضاف أنه "من السابق لأوانه الإعلان عن هزيمة تضخم السلع". وقال باول إن معدلات التضخم في عقود الإيجار الجديدة للمنازل آخذة في الانخفاض.

وناقش باول بعد ذلك تكاليف الخدمات، مع التركيز على ندرة العرض في سوق العمل.

وقال "قد تكون حالات التقاعد الزائدة الآن مسؤولة عن أكثر من مليوني شخص من 3 ملايين ونصف عجز في القوة العاملة".

وقال إن سوق العمل لا تظهر سوى "إشارات أولية" لما أسماه "إعادة التوازن"، في حين أن الأجور "أعلى بكثير" من المستويات المتوافقة مع معدل تضخم بنسبة 2 في المئة بمرور الوقت.

المزيد من أسهم وبورصة