أعلن ريشي سوناك في أول خطاب سياسي رئيس له منذ أن أصبح رئيساً للوزراء أن "العصر الذهبي" في العلاقات بين المملكة المتحدة والصين "انتهى".
كان هذا التصريح رفضاً واضحاً للعبارة التي استخدمها وزير الخزانة الأسبق جورج أوزبورن عندما حاول تصوير بريطانيا على أنها "أفضل شريك لبكين في الغرب".
واستخدم سوناك خطابه خلال مأدبة اللورد العمدة ليلة الإثنين لرفض "الفكرة الساذجة" بأن التجارة الحرة ستؤدي إلى ظهور الديمقراطية في الصين.
لكنه حذر أيضاً من العودة إلى الأعمال العدائية على غرار الحرب الباردة، قائلاً "لا يمكننا ببساطة تجاهل أهمية الصين في الشؤون العالمية".
كان العنوان محاولة لرسم رؤية السياسة الخارجية لـسوناك، بما في ذلك العلاقات مع بكين، بعد أن انتقده صقور حزب المحافظين الصينيين لتليين موقف سلفه ليز تراس.
ثورة" إيه 4"
يوم الإثنين، أزال المراقبون الصينيون صور الورق الأبيض من الإنترنت وسط قمع الاحتجاجات الجماهيرية لـما أطلق عليه "ثورة أوراق الإيه 4 ((A4 ضد سياسة "صفر كوفيد" التي ينتهجها الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وحمل المتظاهرون أوراق بيضاء فارغة عالياً ترمز إلى افتقارهم لحرية التعبير في أخطر عرض للمعارضة بالدولة الشيوعية منذ الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في ميدان تيانانمين عام 1989.
وفي خطابه، أوجز سوناك نهجه ذي المسارين تجاه بكين، الاستعداد لمناشدة الصين بشأن المخالفات، مع الانخراط أيضاً بالمجالات التي تتطلب التعاون.
وقال سوناك "لنكن واضحين، لقد انتهى ما يسمى العصر الذهبي، إلى جانب الفكرة الساذجة بأن التجارة ستؤدي إلى إصلاح اجتماعي وسياسي، لكن لا ينبغي لنا أن نعتمد على خطاب الحرب الباردة التبسيطي".
وأضاف "نحن ندرك أن الصين تشكل تحدياً منهجياً لقيمنا ومصالحنا، وهو تحد يزداد حدة مع تحركها نحو استبداد أكبر".
وبدلاً من الاستماع إلى احتجاجات شعبها، اختارت الحكومة الصينية اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة، بما في ذلك الاعتداء على صحافي في "بي بي سي".
وأوضح سوناك "يجب أن تكون وسائل الإعلام والبرلمانيون قادرين على تسليط الضوء على هذه القضايا من دون عقوبات، بما في ذلك الدعوة إلى الانتهاكات في شينجيانغ، وتقييد الحرية في هونغ كونغ".
تغير المناخ والاستقرار الاقتصادي
وأضاف سوناك "بالطبع لا يمكننا ببساطة تجاهل أهمية الصين في الشؤون العالمية للاستقرار الاقتصادي العالمي أو قضايا مثل تغير المناخ"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وعديد من الدول الأخرى تفهم هذا أيضاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع "لذا سندير معاً هذه المنافسة الحادة، بما في ذلك من خلال الدبلوماسية والمشاركة، يتعلق كثير من هذا بتحسين قدرتنا على الصمود بشكل كبير، ولا سيما أمننا الاقتصادي".
وكان قد تحدث أوزبورن، الذي كان يشغل منصب وزير الخزانة في عهد رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون من 2010 إلى 2016، عن "عصر ذهبي" أو "عقد ذهبي" في العلاقات الصينية - البريطانية.
وينظر إلى العبارة على أنها تجسيد لنهج السياسة الخارجية المضلل من قبل المتشككين في الصين بحزب المحافظين، الذين يريدون موقفاً أكثر حزماً تجاه بكين وازداد عددهم خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه انتقد السير إيان دنكان سميث زعيم حزب المحافظين السابق الإثنين، استخدام سوناك لعبارة "البراغماتية القوية"، حيث تعهد رئيس الوزراء "بالوقوف في وجه منافسينا، ليس بالخطاب الكبير، بل بالبراغماتية القوية".
وقال السير إيان لصحيفة "التلغراف"، "لا أوافق على أننا نريد براغماتية قوية، ما علينا أن ندركه هو أن الصين تشكل تهديداً أكبر وأكبر على الطريقة التي نعيش بها حياتنا".
تهديد الصين
وأشار سوناك في وقت سابق من هذا الشهر إلى أنه لن يتبع نهج تراس، في وصف الصين بأنها "تهديد" في النسخة المحدثة من "المراجعة المتكاملة"، وهي استراتيجية نشرت العام الماضي تجمع بين السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية.
وفي مكان آخر من الخطاب، كرر سوناك دعم بريطانيا لأوكرانيا، بعد زيارته الأخيرة لعاصمة البلاد كييف، وقال "لا تشكوا في ذلك، سنقف إلى جانب أوكرانيا طالما استغرق الأمر، سنحافظ على مساعدتنا العسكرية أو نزيدها العام المقبل، وسنقدم دعماً جديداً للدفاع الجوي لحماية الشعب الأوكراني والبنية التحتية الحيوية التي يعتمدون عليها".