Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تعلن قمع التظاهرات وسط تزايد انتقادات الخارج

تعتبر الأكبر منذ 1989 وبايدن يدافع عن التعبير السلمي وبريطانيا تستدعي سفير بكين وتنهي شراكة اقتصادية

أعلنت أعلى هيئة أمنية في الصين، الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الأول) الحالي، أن القمع يستهدف "قوات معادية" في أعقاب تظاهرات شهدتها مدن رئيسة احتجاجاً على تدابير الإغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد وللمطالبة بمزيد من الحريات السياسية.

وقالت لجنة الشؤون السياسية والقانونية المركزية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، وتشرف على تطبيق القوانين المحلية في الصين إنه "من الضروري اتخاذ إجراءات قمعية ضد أنشطة التسلل والتخريب التي تقوم بها قوات معادية، طبقاً للقانون"، حسبما جاء في بيان عقب اجتماع للجنة نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وشددت على أهمية "اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأفعال الإجرامية غير القانونية التي تعطل النظام الاجتماعي، طبقاً للقانون، وتحمي بشكل جدي الاستقرار الاجتماعي العام".

عصا الأمن

وانتشر عناصر الأمن في مدينتي بكين وشنغهاي الرئيستين بالصين، الثلاثاء، وبدأت الاحتجاجات بمناطق مختلفة في الصين الأحد، للمطالبة بإنهاء تدابير الإغلاق وبفتح مجالات أوسع للحريات السياسية، في موجة تظاهرات واسعة لم تشهد مثلها البلاد منذ الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 1989.

وكان حريق نشب الأسبوع الماضي في أورومتشي، عاصمة منطقة شينجيانغ، مما أثار غضباً عاماً إذ اعتبر كثيرون أن الإغلاق العام بسبب مكافحة كوفيد-19 أعاق مهمة فرق الإنقاذ.

"قوى ذات دوافع مبيتة"

اتهمت وزارة الخارجية الصينية الإثنين، "قوى ذات دوافع مبيتة" بالربط بين الحريق و"الاستجابة المحلية لكوفيد-19".

وكانت تظاهرات مقررة مساء الإثنين لكنها لم تخرج، وشاهد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية في بكين وشنغهاي انتشاراً أمنياً كثيفاً مع مئات المركبات وعناصر الشرطة على الطرق.

وقال أشخاص شاركوا في الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضي إنهم تلقوا اتصالات من قوات إنفاذ القانون تطالب بمعلومات عن تحركاتهم.

في شنغهاي، قرب مكان شهد قبل أيام دعوات جريئة إلى استقالة الرئيس شي جينبينغ، قال موظفون في حانة إنهم تلقوا أمراً بالإغلاق عند العاشرة مساء (14:00 بتوقيت غرينتش) من أجل "السيطرة على المرض". وانتشرت مجموعات صغيرة من عناصر الشرطة عند مداخل كل محطة مترو.

اعتقالات

وشاهد صحافيون خلال النهار توقيف أربعة أشخاص أفرج عن أحدهم في وقت لاحق، فيما أفاد مراسل عن اصطفاف 12 سيارة للشرطة على امتداد 100 متر بشارع وولوموكي في شنغهاي، حيث جرت تظاهرة كبيرة الأحد.

وقال رجل ثلاثيني مع حلول الظلام إن "الجو الليلة متوتر جداً، هناك كثير من عناصر الشرطة هنا".

بأماكن أخرى خرجت بعض التظاهرات، ففي هونغ كونغ التي هزتها احتجاجات مؤيدة للديمقراطية عام 2019، تجمع عشرات بالجامعة الصينية الإثنين، تكريماً لضحايا الحريق في أورومتشي، وهتف المتظاهرون "لا تشيحوا بنظركم، لا تنسوا".

وفي هانغتشو الواقعة على بعد 170 كيلومتراً تقريباً جنوب غربي شنغهاي، كانت هناك إجراءات أمنية مشددة واحتجاجات متفرقة في وسط المدينة. وقالت إحدى المشاركات إن عشرة أشخاص اعتقلوا.

وتعقد هيمنة السلطات الصينية على المعلومات والقيود الصحية الصارمة على السفر داخل البلاد، عملية التحقق من العدد الإجمالي للمتظاهرين خلال عطلة نهاية الأسبوع.

الأكبر منذ 1989

لكن يشكل هذا الحراك، لجهة انتشاره الجغرافي، أكبر تعبئة منذ التظاهرات المنادية بالديمقراطية في عام 1989، إذ لطالما قمعت السلطات كل معارضة لسياسات الحكومة المركزية.

ويثير التحرك اهتماماً في الخارج، فقد أعلن البيت الأبيض الإثنين، أن الرئيس جو بايدن "يتابع من كثب" التظاهرات في الصين، كما جرت تظاهرات بدول عدة تضامناً مع المحتجين في الصين.

وفي دردشة مع صحافيين، قال بايدن، إن "البيت الأبيض يدعم حق التظاهر السلمي"، مشيراً إلى أنه "يتابع عن كثب" ما يحصل في الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة جيريمي لورانس قد دعا الإثنين، "السلطات إلى الرد على الاحتجاجات وفقاً لقوانين ومعايير حقوق الإنسان الدولية".

في واشنطن، لم يشأ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الخوض في مطالب المتظاهرين، واكتفى بالقول إن "هؤلاء المتظاهرين يتحدثون عن أنفسهم"، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تريد "إبقاء قنوات التواصل مفتوحة" مع السلطات الصينية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، "نقول منذ وقت طويل إن الاحتجاج السلمي حق للجميع، هنا في الولايات المتحدة وحول العالم". وأضاف في بيان أن "ذلك يشمل الصين".

واستخدمت ألمانيا اللهجة نفسها، فقال الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير في مقابلة مع "دويتشيه فيليه" إنه "يمكننا أن نتخيل مدى ثقل العبء على الناس في الصين، حيث الإجراءات الأكثر صرامة لا تزال قائمة منذ فترة أطول بكثير وتم تشديدها أكثر"، معرباً عن أمله في أن "تحترم السلطات في الصين الحق في حرية التعبير والتظاهر".

بريطانيا تستدعي السفير الصيني

واستدعت بريطانيا الثلاثاء، السفير الصيني لدى لندن للاعتراض على توقيف صحافي في "بي بي سي" كان يغطي الاحتجاجات المرتبطة بقيود كوفيد والاعتداء المفترض عليه، وفق ما ذكرت مصادر حكومية.

واستدعي جينغ زيغوانغ إلى وزارة الخارجية بعد الحادثة المرتبطة بالصحافي إد لورنس في شنغهاي، التي وصفها وزير الخارجية جيمس كليفرلي الإثنين بأنها "مقلقة للغاية".

استبعاد شركة صينية من مشروع نووي

كما استبعدت المملكة المتحدة الثلاثاء شركة "سي جي أن" النووية الصينية من مشروع محطة سايزويل سي النووية للطاقة، التي ستبنيها تالياً مع الشريك المتبقي مجموعة "أو دي أف" الفرنسية.

وأتى الإعلان غداة تحذير من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من أن "العصر الذهبي" للعلاقات البريطانية - الصينية "انتهى"، مشدداً على أن بكين تطرح "تحدياً نظمياً" لمصالح المملكة المتحدة وقيمها.

وستضطر الشركة الصينية إلى التخلي عن حصتها البالغة 20 في المئة في المشروع.

وتنوي المملكة المتحدة استثمار 700 مليون جنيه استرليني (843 مليون دولار) في مقابل المبلغ نفسه من جانب "أو دي أف" EDF في هذا المشروع المشترك.

وسايزويل سي يطور على ساحل سافوك في شرق إنجلترا، وسيتمكن من توفير الطاقة لستة ملايين منزل تقريباً. وأوضحت لندن أن المشروع سيبدأ إنتاج الكهرباء اعتباراً من 2035.

وتعتبر الطاقة النووية والمتجددة مثل طاقة الرياح في عرض البحار، أساسية لتعزيز أمن الطاقة في المملكة المتحدة بعد أن غزت روسيا المنتج الكبير للنفط والغاز أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع فواتير الغاز والكهرباء للأسر بشكل كبير خلال العام الحالي.

ويثير القرار بشأن سايزويل تساؤلات حول مشاركة المجموعة الصينية نفسها إلى جانب "أو دي أف" في بناء محطة هنيكلي بوينت النووية في جنوب غربي إنجلترا، وهي أول مصنع نووي في أكثر من عقدين في البلاد.

تدابير مبالغ فيها

في واشنطن، قال طالب صيني اسمه تشين (21 سنة) "بذريعة كوفيد، يستخدم المسؤولون تدابير الإغلاق الصارمة بشكل مبالغ فيه للسيطرة على سكان الصين، إنهم لا يعطون أية قيمة لأرواح البشر، مات كثيرون مجاناً". أضاف "قدمت إلى هنا لأعبر عن حزني".

ولا يزال القادة الصينيون ملتزمين بتطبيق سياسة "صفر كوفيد"، التي تجبر الحكومات المحلية على فرض إغلاقات عامة مفاجئة وإصدار أوامر بالحجر الصحي والحد من حرية التنقل، من أجل كبح تفشي كوفيد-19.

تخفيف القيود

لكن هناك مؤشرات إلى أن بعض السلطات المحلية تتخذ خطوات لتخفيف بعض القيود وتهدئة الاضطرابات.

في أورومتشي، قال مسؤول الثلاثاء إن المدينة ستمنح دفعة مالية واحدة قدرها 300 يوان (42 دولاراً) لكل شخص "ذي دخل منخفض أو بلا دخل"، وأعلن إعفاءات من دفع الإيجار لمدة خمسة أشهر لبعض الأسر.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة، الأحد، أن بكين حظرت "إغلاق البوابات في المجمعات السكنية".

وكان هذا التدبير أثار غضباً شعبياً إذ وجد الناس أنفسهم عالقين في منازلهم كلما تفشى كوفيد-19 في دائرة صغيرة.

تسريع عملية التطعيم

وتعهدت لجنة الصحة الوطنية في بكين الثلاثاء "تسريع عملية تطعيم الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 80 سنة، ومواصلة زيادة معدل تلقيح البالغين ما بين 60 و79 سنة".

ولطالما اعتبرت معدلات التطعيم المنخفضة في الصين، خصوصاً في أوساط المسنين، سبباً يدفع السلطات لإطالة أمد نهجها القائم على "صفر كوفيد".

وأفاد مسؤولون في لجنة الصحة الوطنية، خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، بأن 65،8 في المئة فقط من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 80 سنة تلقوا كامل جرعات اللقاحات.

38645 إصابة جديدة

قالت لجنة الصحة الوطنية الثلاثاء، إن الصين سجلت 38645 إصابة جديدة بفيروس كورونا الإثنين، منها 3624 إصابة مصحوبة بأعراض و35021 بلا أعراض.

وتم إحصاء 40347 إصابة في اليوم السابق، منها 3822 إصابة مصحوبة بأعراض و36525 بلا أعراض.

وباستثناء الحالات الوافدة، سجلت البلاد 38421 إصابة محلية جديدة منها 3561 مصحوبة بأعراض و34860 بلا أعراض، انخفاضاً من 40052 في اليوم السابق.

ولم يتم إعلان حالات وفاة جديدة من دون تغير عن اليوم السابق ليبقى العدد الإجمالي للوفيات عند 5233.

وسجل بر الصين الرئيس حتى الآن 315248 إصابة مؤكدة مصحوبة بأعراض.

المزيد من دوليات