حقق حزب اليمين الوسط (المحافظ) في اليونان فوزاً في الانتخابات البرلمانية في البلاد بعد أن خسر "حزب الفجر الذهبي" Golden Dawn اليميني المتطرّف المناهض للهجرة والذي كان ثالث أكبر تكتّل في اليونان مقاعده الثمانية عشر في البرلمان.
فمع تعداد أكثر من 99 في المئة من الأصوات، حصل كيرياكوس ميتسوتاكيس من حزب الديمقراطية الجديد على 39,85 في المئة من الاصوات مقارنةً بنسبة 31,5 في المئة حصل عليها حزب سيريزا اليساري بقيادة رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس.
وأنهى فوز ميتسوتاكيس مدّة الأربع سنوات المضطربة التي قضاها تسيبراس في الحكم والتي كافح خلالها زعيم اليسار ضدّ الاتحاد الاوروبي والتقشّف.
وقال زعيم حزب الديمقراطية الجديدة أنّ الناخبين اليونانيين منحوا حزبه "تفويضاً قوياً" للتغيير، بعدما سيطرت الأحزاب الشعبوية و الاخرى المشككة بأوروبا على المشهد الانتخابي في القارة العجوز.
في غضون ذلك، فشل حزب الفجر الذهبي الذي تطوّر من كونه مجموعة قوميّة متطرّفة عنيفة إلى قوّة لها ثقلها في السياسة اليونانية، بشقّ النفس في بلوغ عتبة الثلاثة في المئة المطلوبة للدخول إلى البرلمان بعد تحقيقه 2.93 في المئة من الأصوات.
وتعهّد ميتسوتاكيس بتخفيض الضرائب وجذب الاستثمارات وتحسين سوق العمل في بلدٍ يصارع البطالة في السنوات الأخيرة.
وقال مساء الأحد: "اليونانيون يستحقون الأفضل وقد حان الوقت لنا لكي نثبت ذلك."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن جهته، قال تسيبراس إنّه أقرّ بالهزيمة واتّصل بخصمه مهنئاً. وأعلن في خطابٍ ألقاه في وسط أثينا: "قال الناس كلمتهم و اختاروا، ونحن نحترم التصويت الشعبي."
وهذه الانتخابات هي الأولى منذ الأزمة المالية التي شهدت تسجيل مستويات بطالة وفقر غير مسبوقين، كما تقلّص الاقتصاد اليوناني بنسبة الربع. وتحتّم على البلاد اتّخاذ تدابير تقشّف صارمة بما في ذلك زيادة الضرائب الرئيسية والحدّ من الإنفاق مقابل ثلاث عمليات إنقاذٍ دولية.
وكان تسيبراس قد دعا لإجراء الانتخابات قبل ثلاثة أشهر من موعدها بعد أن عانى حزبه من هزيمة مدوية في الانتخابات الأوروبية والمحلية في مايو(أيار) وبداية يونيو(حزيران).
وعلى الرغم من وصوله إلى السلطة مع وعود بإلغاء التقشّف الناتج عن عمليّتي الانقاذ الأولتين، آُجبر تسيبراس على فرض اقتطاعاتٍ على الإنفاق بعد أشهرٍ من المفاوضات القاسية مع المدينين الدوليين الذين هددوا بخروج اليونان من منطقة اليورو.
كما فاوض بشأن صفقة مثيرة للجدل مع مقدونيا الشمالية المجاورة لإعادة تسمية البلاد "جمهورية مقدونيا الشمالية" من اسمها مقدونيا المسبّب للنزاع.
وعلى الرغم من إشادة الحلفاء الغربيين بهذه الصفقة، إلا أنها أغضبت اليونانيين الذين اعتبروا أنّ استخدام إسم "مقدونيا" هو إشارة للأهداف التوسّعية من قبل مقدونيا الشمالية على المقاطعة اليونانية التي تتخذ الإسم نفسه.
ويُعتقد أنّ هزيمة حزب الفجر الذهبي (اليميني المتطرف) في الانتخابات يوم الأحد سببها نجاح حزب آخر هو "الحلّ اليوناني" الذي قدّم نسخة أقلّ تطرفاً من شعبوية اليمين ومن المفترض أن يحصد 10 مقاعد في البرلمان.
على الرغم من الهزيمة، استخدم نيكوس ميخالولياكوس زعيم حزب الفجر الذهبي لغة التحدّي من أنّ الحزب لن يعود إلى هامش السياسة اليونانية.
وقال يوم الأحد: "لم ينته الأمر بالنسبة إلى الفجر الذهبي، تخطّوا هذا. المعركة من أجل القومية مستمرة."
واختتم زعيم اليمين المتطرف خطابه الذي أقرّ فيه بالهزيمة بعبارته المعتادة "يعيش النصر!" في إشارةٍ مباشرة إلى التحية النازية Sieg heil.
( ساهمت وكالات الأنباء في إعداد هذا المقال)
© The Independent