Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي: ينتظرنا "أسبوع وحشي آخر من البرد والظلام"

تساقط الثلوج في كييف والملايين يعانون في العاصمة الأوكرانية وحولها انقطاعات الكهرباء والتدفئة المركزية

نصح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأوكرانيين بأن ينتظروا أسبوعاً وحشياً آخر من البرد والظلام، متوقعاً المزيد من الهجمات الروسية على البنية التحتية، قائلاً إن الهجمات لن تتوقف حتى نفاذ الصواريخ من موسكو.
وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها ليل الأحد 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إنه يتوقع هجمات جديدة هذا الأسبوع قد تكون بنفس قسوة هجمات الأسبوع الماضي، التي تركت الملايين من دون تدفئة أو مياه أو كهرباء.
وقال زيلينسكي في كلمته المصورة التي أذيعت "نفهم أن الإرهابيين يخططون الآن لهجمات جديدة. نعرف هذا على وجه اليقين... للأسف لن يهدأوا ما دام لديهم صواريخ".
وقالت كييف إن الهجمات، التي تقر روسيا بأنها تستهدف البنية التحتية لأوكرانيا، تهدف إلى الإضرار بالمدنيين مما يجعلها "جريمة حرب". وتنفي موسكو أن يكون هدفها الإضرار بالمدنيين لكنها قالت الأسبوع الماضي إن معاناتهم لن تنتهي إلا برضوخ أوكرانيا للمطالب الروسية من دون أن تذكر تلك المطالب.
وتساقطت الثلوج وحامت درجات الحرارة حول درجة التجمد الأحد، بينما عانى الملايين في العاصمة الأوكرانية وحولها بسبب انقطاع إمدادات الكهرباء والتدفئة المركزية إثر موجات الضربات الجوية الروسية.
وقالت سلطات كييف إن العمال يقتربون من استكمال إعادة إمدادات الكهرباء والمياه والتدفئة لكن مستويات الاستهلاك المرتفعة حتمت فرض بعض الانقطاعات.
وفي الخطوط الأمامية على الجبهة يجلب الشتاء الذي يلوح في الأفق مرحلة جديدة من الصراع في ظل حرب خنادق محتدمة واتخاذ مراكز شديدة التحصين بعد أشهر عدة من التقهقر الروسي.
ومع تراجع القوات الروسية في الشمال الشرقي وانسحابها إلى الجهة الأخرى من نهر دنيبرو في الجنوب فإن خط المواجهة البري تقلص إلى نحو نصف طوله الذي كان عليه قبل بضعة أشهر مما يجعل من الصعب على القوات الأوكرانية إيجاد نقاط ضعيفة التحصين تحقق منها اختراقاً جديداً.

صد هجمات روسية

وتحدث زيلينسكي عن القتال الكثيف الدائر بطول امتداد الجبهة غرب مدينة دونيتسك، حيث ركزت روسيا هجومها حتى مع انسحاب قواتها إلى أماكن أخرى.
وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير المستجدات اليومي الاثنين 28 نوفمبر، إن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية في منطقتَي باخموت وأفديفكا.
ونفى الكرملين أن يكون لدى روسيا أي خطط للانسحاب من محطة زابوريجيا للكهرباء النووية، الأكبر في أوروبا، التي سيطرت عليها القوات الروسية في وقت مبكر من الحرب على خط الجبهة على نهر دنيبرو.
وقال بترو كوكتين رئيس شركة تشغيل الكهرباء النووية الأوكرانية الأحد، إن هناك مؤشرات على أن روسيا قد تنسحب من المحطة، مضيفاً "لدي انطباع بأنهم يحزمون حقائبهم ويسرقون كل ما يمكنهم سرقته".
لكن دميتري بسكوف المتحدث باسم الكرملين رد الاثنين قائلاً "لا داعي للبحث عن مؤشرات حيث لا يوجد أي منها ولا يمكن أن يوجد".
وحظيت أوكرانيا بميزة في المعارك الميدانية جزئياً بفضل نشر أنظمة صواريخ غربية تمكنها من استهداف المواقع الروسية خلف الخطوط الأمامية، إضافة إلى تحييد ميزة موسكو المتمثلة في نيران المدفعية.
وفي أحدث نموذج للدعم العسكري الغربي إلى كييف، تدرس وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مقترحاً قدمته شركة "بوينغ" لإمداد أوكرانيا بقنابل دقيقة التوجيه صغيرة ورخيصة يمكن تركيبها على صواريخ ذات مدى 150 كيلومتراً مما يجعل المزيد من الأهداف الروسية ضمن مداها.
وقالت مصادر بالقطاع إن نظام "بوينغ" المقترح، الذي أطلقت عليه تسمية "قنبلة أرضية صغيرة القُطر"، واحد من نحو ست خطط لبدء إنتاج الذخائر الجديدة لأوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة في شرق أوروبا.

السيطرة على زابوريجيا

في المقابل، قالت الإدارة التي عينتها روسيا في مدينة إنرهودار، الإثنين 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية لا تزال تحت السيطرة الروسية وذلك بعد أن أشار مسؤول أوكراني كبير إلى أن القوات الروسية تستعد للمغادرة. وأضافت الإدارة المدعومة من روسيا على تطبيق "تيليغرام" أن "وسائل الإعلام تواصل نشر الأكاذيب بأن روسيا تنوي الانسحاب من إنرهودار وتغادر (المحطة النووية). هذه المعلومات غير صحيحة".

يأتي ذلك غداة تصريح رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية التي تديرها الدولة والذي قال فيه إن هناك مؤشرات إلى أن القوات الروسية ربما تستعد لإخلاء المحطة المترامية الأطراف.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أن القوات الأوكرانية دمرت أواخر الأسبوع الماضي ست وحدات من المعدات العسكرية الروسية وأن نحو 30 جندياً روسياً أصيبوا بجروح في قتال قرب إنرهودار.

درجة التجمد

وتساقطت الثلوج في كييف وظلت درجات الحرارة قرب درجة التجمد بينما يعاني الملايين في العاصمة الأوكرانية وحولها انقطاعات الكهرباء والتدفئة المركزية بسبب موجات القصف الجوي الروسي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا ستشن بالتأكيد هجمات صاروخية جديدة على بلاده، ونبه قوات الدفاع والمواطنين إلى ضرورة الاستعداد للعمل معاً لتحمل العواقب.

انقطاع الكهرباء

وأضاف زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة، "نحن نتفهم أن الإرهابيين يخططون لشن هجمات جديدة. نعرف هذا على وجه الدقة. وما داموا يملكون صواريخ فلن يتراجعوا للأسف".

وقال زيلينسكي إن الأسبوع المقبل قد يكون بالصعوبة نفسها التي كان عليها الأسبوع السابق عندما أدت الهجمات على البنية التحتية للكهرباء إلى أسوأ انقطاع للكهرباء في أوكرانيا منذ هجوم القوات الروسية في فبراير (شباط). 

ومع تزايد تدريجي في برودة الطقس، تتزايد حاجات ومتطلبات المستهلكين من الطاقة على رغم مسارعة عمال الصيانة لإصلاح منشآت الكهرباء المدمرة وفقاً لشركة "أوكرنرجو" المشغلة لشبكة الكهرباء.

وأضافت الشركة أن منتجي الكهرباء لم يتمكنوا بعد من استئناف الإمدادات بكامل الطاقة بعد هجمات صاروخية روسية يوم الأربعاء وأنه لا خيار أمامها سوى ترشيد المتاح بفرض انقطاعات في التيار.

وأردفت الشركة على "تيليغرام" أن "نظام القيود على الاستهلاك لا يزال قيد التطبيق بسبب عجز في القدرة يبلغ حالياً نحو 20 في المئة".

واستهدفت موسكو بنية تحتية حيوية في الأسابيع القليلة الماضية عبر موجات من الضربات الجوية تسببت في انقطاعات واسعة النطاق في الكهرباء وقتلت مدنيين.

وقال زيلينسكي مساء السبت إن القيود على استخدام الكهرباء موجودة في 14 من أصل 27 منطقة في بلاده. وأضاف أن تلك القيود تؤثر على ما يزيد على مئة ألف عميل في كل منطقة. وشملت المناطق المتضررة العاصمة كييف ومحيطها.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي اليومي عبر الفيديو، "إذا زاد الاستهلاك في المساء سيرتفع عدد انقطاعات الكهرباء"، مكرراً مناشدة المواطنين ترشيد استهلاك الكهرباء. وتابع قائلاً، "هذا يوضح من جديد مدى أهمية ترشيد الكهرباء الآن واستهلاكها بتعقل".

وتظهر توقعات الطقس أن الثلوج ستستمر في التساقط على كييف، التي كان يقطنها نحو 2.8 مليون نسمة قبل الحرب، حتى منتصف الأسبوع بينما من المتوقع أن تظل درجات الحرارة دون الصفر.

أربع ساعات يومياً

في هذا الوقت، قال سيرغي كوفالينكو كبير مسؤولي العمليات في شركة ياسنو التي تزود كييف بالطاقة إن الوضع في المدينة قد تحسن، لكنه لا يزال "صعباً للغاية". وأشار إلى أن السكان سيتاح لهم أربع ساعات على الأقل من الكهرباء يومياً.

وكتب على صفحته على "فيسبوك"، "إذا لم تحصل على أربع ساعات على الأقل من الكهرباء في اليوم الماضي، اكتب لشبكات كييف الكهربائية (دي تي إي كيه) والزملاء سيساعدونك في معرفة ما هي المشكلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وياسنو هي ذراع التجزئة لشركة (دي تي إي كيه)، أكبر مزود من القطاع الخاص للطاقة في أوكرانيا. وقالت شركة "أوكرنرجو" إن انقطاع الكهرباء سيستمر، وحثت على استخدام الكهرباء في حدود.

وقالت في بيان على "تيليغرام" "نود أن نذكركم بأن كل أوكراني عادت الكهرباء لمنزله يمكن أن يساعد في إعادتها للآخرين بشكل أسرع، وذلك ببساطة عن طريق الترشيد في استهلاك الكهرباء".

وتقول روسيا إنها منذ بدأت العملية العسكرية في أوكرانيا في 24 شباط (فبراير) لم تستهدف المدنيين، بينما قال الكرملين، الخميس، إن كييف بوسعها "إنهاء معاناة" شعبها من خلال تلبية مطالب روسيا لحل الصراع.

واتهمت أوكرانيا الكرملين، السبت، بإحياء أساليب "إبادة جماعية" انتهجها جوزيف ستالين لدى إحياء كييف ذكرى مجاعة من العهد السوفيتي قتلت ملايين الأوكرانيين في شتاء 1932-1933. وكتب زيلينسكي على "تيليغرام"، "أرادوا تدميرنا ذات مرة بالجوع، والآن بالظلام والبرد... لا يمكن كسرنا". 

صادرات الحبوب

وسط هذه الأجواء، قال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف، إن صادرات الحبوب الأوكرانية لن تصل إلى ثلاثة ملايين طن في نوفمبر مع محاولة روسيا الحد من عمليات التفتيش على السفن في الموانئ. وأضاف كوبراكوف على صفحته على "فيسبوك" أن نحو 4.2 مليون طن من الحبوب غادرت الموانئ الأوكرانية في أكتوبر (تشرين الأول). وتابع، "كان يتم إجراء 40 عملية تفتيش في اليوم في المعتاد، والآن وبسبب موقف روسيا قلت عمليات التفتيش خمس مرات".

وتم تمديد اتفاق يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي من خلال مساعدة أوكرانيا على تصدير منتجاتها الزراعية وحماية ممر العبور من ثلاثة موانئ على البحر الأسود لمدة أربعة أشهر في منتصف نوفمبر. وتم التوصل إلى هذا الاتفاق في الأصل في يوليو (تموز).

وتعد أوكرانيا وروسيا أكبر دولتين مصدرتين للحبوب في العالم، واتفقتا على قيام فرق بتفتيش السفن للتأكد من عدم وصول أشخاص أو بضائع محظورة إلى الموانئ الأوكرانية أو مغادرتها، ولكن الصادرات الأوكرانية بدأت بوتيرة أبطأ مع إنحاء كييف باللوم على إحجام روسيا عن تسريع عمليات تفتيش السفن.

إصابة 25 جندياً أوكرانياً بتصادم حافلة

على صعيد آخر، ذكرت محطة (إي آر آر) التلفزيونية العامة في إستونيا، الأحد، أن 25 جندياً أوكرانياً وجندياً إستونياً نقلوا إلى المستشفى بعد اصطدام حافلتهم بشاحنة في لاتفيا. وأضافت المحطة أن الحافلة التي كانت متجهة من تالين إلى ريجا استأجرها الجيش الإستوني، وأن قائدها لقي حتفه في حادثة التصادم التي وقعت مساء السبت. ولم تذكر المحطة سبب وجود الجنود الأوكرانيين في لاتفيا. وقال التلفزيون العام في لاتفيا إن الواقعة كانت واحدة من عدة حوادث تصادم على الطريق بسبب الجليد واستمرار انهمار الثلوج. 

المزيد من دوليات