Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الثلوج والظلام يحاصران الأوكرانيين: نعيش "إبادة جماعية"

استدعوا "مجاعة الهولودومور" قبل 90 عاماً وقالوا إن لدينا إرادة لا تلين

بينما لا يزال ملايين الأوكرانيين يعيشون في كييف والمناطق المحيطة بها بلا كهرباء وتدفئة بسبب الضربات الروسية التي استهدفت البنى التحتية لمنشآت الطاقة، توقعت الأرصاد الجوية تساقط الثلوج بغزارة على العاصمة، ابتداء من الأحد 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وقالت شركة "أوكرنرغو" لتشغيل شبكة الكهرباء، السبت، إن المنتجين تمكنوا من تغطية ثلاثة أرباع حاجات الاستهلاك فقط مما استلزم فرض قيود وانقطاع التيار في جميع أنحاء البلاد.

وضع صعب للغاية

وقال سيرغي كوفالينكو كبير مسؤولي العمليات في شركة "ياسنو" التي تزود كييف بالطاقة، إن الوضع في المدينة تحسن، لكنه لا يزال "صعباً للغاية".

وصرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن 6 ملايين شخص انقطعت عنهم الكهرباء، الجمعة، بعد أحدث عمليات قصف روسية الأسبوع الماضي التي ألحقت أسوأ أضرار حتى الآن بأوكرانيا وأدت إلى ترك الملايين بلا كهرباء أو ماء أو تدفئة.

وتقول روسيا إنها لا تستهدف السكان المدنيين، بينما ذكر الكرملين أن هجمات موسكو على البنية التحتية للطاقة هي نتيجة لعدم استعداد كييف للتفاوض.

خلاف علني نادر

وانتقد زيلينسكي، الجمعة، رئيس بلدية كييف بسبب ما وصفه بسوء أدائه في إنشاء ملاجئ طارئة لمساعدة من يفتقرون للكهرباء والتدفئة بعد الهجمات الروسية وذلك في خلاف علني نادر بين زعماء أوكرانيا.

وأوضحت شركة "أوكرنرغو" أن انقطاع الكهرباء سيستمر وحثت على استخدام التيار في حدود وقالت في بيان على "تيليغرام"، "نود أن نذكركم بأن كل أوكراني عادت الكهرباء لمنزله يمكن أن يساعد في إعادتها للآخرين بشكل أسرع، وذلك ببساطة عن طريق الاقتصاد في استهلاك الكهرباء".

ومن المتوقع استمرار تساقط الثلوج في كييف التي كان عدد سكانها 2.8 مليون نسمة قبل الحرب حتى منتصف الأسبوع، بينما من المتوقع أن تظل درجات الحرارة تحت الصفر.

"إبادة جماعية"

قبل تسعين عاماً مات ملايين الأوكرانيين في المجاعة الكبرى التي تسبب فيها النظام الستاليني عن عمد وتعتبرها كييف "إبادة جماعية". اليوم ومع الحرب الروسية على بلدهم وإراقة الدماء، يرى كثر منهم أن التاريخ يعيد نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت غانا بيرتشوك المتقاعدة التي حضرت قداساً لذكرى ضحايا الـ"هولودومور" (الإبادة بالجوع) إن "ما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي كان إبادة جماعية، وما يحدث الآن أيضاً هو إبادة جماعية"، معتبرة أن "التشابه واضح جداً".

وكانت تقف أمام نصب تذكاري تكريماً لضحايا المجاعة الكبرى على شكل شمعة عملاقة فوق تل يطل على نهر دنيبرو، بينما كان عشرات الكهنة الأرثوذكس يستعدون للقداس في الهواء الطلق، على رغم درجات الحرارة المنخفضة التي تقترب من الصفر مئوية.

ووضع رئيس الأساقفة البطريرك فيلاريت (93 سنة) باقة من أزهار القرنفل الحمراء أمام النصب التذكاري الذي يصور فتاة هزيلة تضم باقة من سنابل القمح نحو صدرها قبل بدء الاحتفال.

إبادة متعمدة

وقال أحد الكهنة "نصلي من أجل الذين ماتوا جوعاً"، فيما رددت جوقة مؤلفة من 12 مؤمناً "ذكراهم أبدية".

أضاف فيلاريت "لم تحصل المجاعة الكبرى نتيجة سوء المحاصيل الزراعية، بل كانت إبادة متعمدة للشعب الأوكراني".

وفقدت أوكرانيا التي توصف بأنها "مخزن قمح أوروبا" لخصوبة تربتها السوداء، ما بين 4 إلى 8 ملايين نسمة في المجاعة الكبرى التي حدثت في 1932-1933 ودبرها ستالين، بحسب مؤرخين، لقمع أي طموحات قومية أو استقلالية للبلد الذي كان من جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقاً.

وتعتبر كييف ودول غربية عدة هذه المأساة رسمياً "إبادة جماعية" وهو توصيف ترفضه موسكو بشدة.

أكل لحوم البشر

ومثل كثر من الأوكرانيين، لدى السيدة بيرتشوك ذكريات عائلية، فقد أخبرتها حماتها التي كانت حينذاك طفلة صغيرة كيف أخفتها عائلتها في قرية بمنطقة كييف "حتى لا يأكلها" الجيران الذين دفعهم الجوع إلى الجنون في ذلك الوقت إذ سجلت حالات أكل لحوم البشر بين السكان.

وقالت هذه الممرضة السابقة التي تبلغ من العمر (61 سنة) والدموع تنهمر من عينيها "تخيل هذا الرعب!" وتابعت "صلوا من أجل نصرنا الذي سيكون انتصاراً على الشر".

وذكر الكاهن ألكسندر شموريجين "كانت مجاعة وإبادة جماعية متعمدة، والآن وبعد أن عشنا هذه الحرب الكبرى التي شنتها روسيا على أوكرانيا نرى أن التاريخ يعيد نفسه".

وأضاف الرجل البالغ من العمر (38 سنة) "بعد أن أبادوا أوكرانيين بالجوع، يبيدوننا اليوم بالأسلحة الثقيلة" عبر قصف "المدن السلمية" و"البنى التحتية للطاقة".

إرادة لا تلين

وعلى أثر النكسات العسكرية التي خلفتها الحرب، دأبت روسيا على قصف المنشآت والبنى التحتية الأوكرانية منذ أكتوبر (تشرين الأول) مما حرم ملايين الأوكرانيين من الكهرباء والتدفئة والمياه مع حلول فصل الشتاء في هذا البلد.

وكانت العاصمة كييف من أكثر المناطق تضرراً نتيجة هذه الضربات إذ قطعت الكهرباء عن نحو 600 ألف منزل، مساء الجمعة، بعد يومين من موجة القصف الأخيرة.

ومن بين الأشخاص الذين تجمعوا لإحياء ذكرى ضحايا المجاعة المحامي أندريتش سافتشوك (39 سنة) الذي تحدث عن هذه الخسارة التي "لا يمكن تعويضها" لأوكرانيا وقال إن "نظام ستالين والدولة القمعية أرادا تدمير أوكرانيا كدولة. اليوم نرى أن جهود ستالين ما زالت متواصلة من قبل (الرئيس فلاديمير) بوتين".

وأضاف أن "الأوكرانيين كانوا قادرين على الصمود" في ثلاثينيات القرن الماضي لذلك "سيصمدون" ضد موسكو، وأكد "لدينا إرادة وثقة لا تلينان والعالم كله يقف معنا".

المزيد من دوليات