Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفساد الأضخم في بريطانيا له 100 وجه

فضيحة الـ50 مليون جنيه استرليني شملت التضليل عبر الإنترنت

ظهر اسم عملة بيتكوين المشفرة في فضائح فساد متنوعة (رويترز)

ثمة مثل بريطاني فائق الشهرة ينص على أن "فساد الأفضل هو الفساد الأسوأ". ولعل بريطانيون كثر قد تذكروا تلك الكلمات في سياق ما وصف بأنه أضخم فضيحة فساد في المملكة المتحدة، قادها 100 مخادع.

وبصورة بديهية، أولى الإعلام البريطاني اهتماماً فائقاً لتلك الفضيحة التي برز فيها دور موقع "آي سبوف" iSpoof الذي استعمله "الأبطال" الـ100 لتلك الفضيحة في فبركة مكالمات هاتفية كي تبدو كأنها آتية من مؤسسات مالية ومصرفية. ووفق صحيفة "غارديان" البريطانية، سارع جهاز "سكوتلانديارد" البريطاني إلى إغلاق ذلك الموقع، بعد تتبعه خيوطاً عدة تربطه بالفضيحة.

اللعب بالكلمات

ثمة مفارقة كلامية في ذلك الحدث. وهنالك تلاعب لفظي ساخر في شأن الفضيحة والموقع. إذ إن كلمة "سبوف" لها معان تشمل "المخادعة" و"المحاكاة الساخرة"، بالتالي يقترب معنى "آي سبوف" مما تحمله عبارة "أنا أخادع وأسخر". بالتالي، فقد استخدم المحتالون الـ100 موقعاً يحمل اسمه إشارة شبه مكشوفة إلى ما أضمروا الإقدام عليه. ووفق "غارديان"، استعمل ذلك الموقع للحصول على هويات رقمية زائفة، ثم الاتصال بما يزيد على 200 ألف شخص في مكالمات تخدع من يتلقاها، إذ تبدو كأنها آتية من مصرف أو مؤسسة مالية موثوقة. وقد بلغ مجموع ما حصل عليه المخادعون قرابة 50 مليون جنيه استرليني. وفي المقابل، ترى "غارديان" أن هذا الرقم قابل للزيادة مع التوسع في التحقيق الذي ما زال عند بداياته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع التقاط "سكوتلانديارد" الخيوط الأولى للفضيحة، بادر القسم المعني بالجرائم السيبرانية فيه، إلى إغلاق موقع "آي سبوف"، وفتح تحقيق عن أعماله والكيفية التي مكنت 100 محتال من استعماله في الاستيلاء على عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية. وأثناء ذروة ذلك النشاط الاحتيالي، جرى استهداف ما يزيد على 20 شخصاً يومياً بمكالمات بنكية وهمية.

وحتى اللحظة، يفيد "سكوتلانديارد" بأنه توصل إلى أن المدعو تيجاي فليتشر (34 سنة)، وهو العقل المدبر لعملية المخادعة التي تمددت على نطاق عالمي أيضاً. وقد تعاون "سكوتلانديارد" مع أجهزة أمن تكافح الجريمة السيبرانية في الولايات المتحدة وهولندا وأوكرانيا، وفي سياق عمله على تتبع خيوط المخادعة. ووفق "غارديان"، يقطن فليتشر في لندن ويعيش نمط حياة باذخ، لكنه سقط مبكراً، واعتقل ضمن حملة لـ"سكوتلاند يارد" حملت تسمية "أوبريشن إللابوريت" [حرفياً، العملية المتطورة] التي ألقي فيها القبض على ما يزيد على 100 شخص يعتقد بأنهم انخرطوا منذ 2020 في عمليات المخادعة والاحتيال. وقد أوقف فليتشر في السابع من نوفمبر (تشرين ثاني) الجاري، بتهم تشمل الفساد والمشاركة في الجريمة المنظمة. ويتوقع مثوله أمام المحكمة في الأسبوع الأول من ديسمبر (كانون أول) المقبل.

ابحث عن "بيتكوين"

في تفاصيل أخرى أوردتها الصحيفة نفسها، تبين أن موقع "آي سبوف" أنشئ قبل سنتين. وقد أجرى المخادعون البريطانيون عبره ما يزيد على 3.5 مليون مكالمة زائفة، من مواقع إقامتهم في المملكة المتحدة. وقد استمر عشر تلك المكالمات لما يفوق الدقيقة الواحدة، واستهدفت 200 ألف شخص الذين وقعوا ضحية لذلك الخداع السيبراني. وقد أوهم الضحايا بأنهم سيتلقون أموالاً أو أنهم يدخلون على حساباتهم البنكية.

وكذلك أفادت "غارديان" أن المخادعين سددوا اشتراكاتهم في الموقع، وكذلك تكاليف نشاطاتهم عليه، باستخدام عملة "بيتكوين" المشفرة، وذلك توخياً لمزيد من عمليات التمويه والإخفاء لشخصياتهم الحقيقية. ولقد ظنوا أنهم في مأمن، إذ استمروا طيلة أشهر في المخادعة والتخفي وجني الأموال.

ويلفت أن تلك الفضيحة جاءت في وقت تعاني فيه العملات المشفرة، خصوصاً "بيتكوين" تأرجحاً يميل بقيمتها إلى الهبوط. ومثلاً، تحوم قيمة "بيتكوين" حاضراً حول ما يتراوح بين 16 ألف و17 ألف دولار، لكنه رقم متدن تماماً إذا ما قورن بالأرقام الصاروخية لتلك العملة التي سجلت ذروتها التاريخية في نوفمبر 2021، حينما تخطت عتبة الـ56 ألف دولار!

كيف سيؤثر تفجر فضيحة الفساد في موقع "آي سبوف" ودور "بيتكوين" فيه، على العملات المشفرة وأسواقها؟ سؤال قد لا تتأخر إجابته في الظهور.