Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 3 فنانات مصريات يواجهن التيار الذكوري بجرأة

"سترونغ اندبندنت" معرض نسوي متنوع بين الرسم والتركيب والتصوير

عمل للفنانة هبة خليفة (خدمة المعرض)

تستضيف غاليري آكسس في القاهرة حتى نهاية هذا الشهر معرضاً تحت عنوان "سترونغ اندبندنت" وهو معرض يضم مشاريع فنية لثلاث فنانات مصريات يسعين إلى استكشاف مفاهيم القوة والأمان والاستقلالية لدى النساء. يشير عنوان المعرض إلى كلمتين تطلقان عادة لوصف النساء الساعيات إلى الاستقلال والتمرد على القيود التي يفرضها المجتمع الذكوري أو ما اصطلح على تسميته "تيار النسوية".

تدرك الفنانات المشاركات في هذا المعرض أن هذه الأفكار الداعمة لاستقلالية المرأة باتت اليوم محملة بكثير من المفاهيم المغلوطة، حتى ‘نها أصبحت مرتبطة بدلالات مخلة ومثيرة للتهكم في بعض الأحيان. ولهذا تسعى الفنانات من خلال هذه المشاريع الفنية الثلاثة إلى إعادة الاعتبار لهذه الأفكار والمعاني الحقيقية التي ينطوي عليها مفهوم الاستقلالية ببعدها النسوي. في هذا المعرض تقدم كل واحدة من الفنانات الثلاث وجهة نظرها عن القوة والاستقلالية أو انطباعاتها الشخصية حول هذه المفاهيم ورؤيتها لمكانة المرأة ووضعها الراهن. يمكنك التعبير عن رأيك أنت أيضاً في حال زيارتك للمعرض الذي يتيح لزائريه إبداء وجهة نظرهم حول هذه المفاهيم بالكتابة على أحد جدران مساحة العرض المخصصة لذلك.

الفنانة هبة خليفة تعرض مشروعها هنا تحت عنوان "الملكوت" وتقدم خلاله خمس صور لنساء مطبوعة على القماش ومعلقة في منتصف فضاء العرض. النماذج الخمسة في هذه الصور لنساء التقت بهن الفنانة أثناء عملها على هذا المشروع الذي تستند فكرته إلى استطلاع آراء عدد من النساء حول مفهوم القوة ومساحة الأمان الخاصة بهن. توثق الفنانة هذه الآراء عبر الكاميرا وتتيح لكل واحدة منهن تدوين أفكارها وانطباعاتها من خلال نص مكتوب إلى جوار كل صورة. تتباين هذه التصورات من امرأة لأخرى، من الارتباط بالمكان والوحدة إلى المحيط الخارجي والأشخاص القريبين منها. وكي تصل خليفة إلى هذه الإجابات كان عليها أن تتعرف إلى عدد كبير من هذه التجارب من خلال مقابلات حية أو عبر تطبيقات التواصل المختلفة. من بين النساء اللاتي التقت بهن الفنانة وقع اختيارها على هؤلاء النساء الخمس اللاتي ارتضين مشاركة تجاربهن مع الأخريات.

هبة خليفة فنانة بصرية مهتمة كما تقول بتوثيق المشاعر والتنقيب عما هو غير مرئي، بخاصة في ما يتعلق بالنساء. تستخدم خليفة وسائط مختلفة في عملها، من الفوتوغرافيا والرسم والكتابة كأدوات رئيسة للتعبير. وهي تصف علاقتها بالفن بأنه يجعلها قادرة على التحرر والشعور بوجودها.

"ن ضد التيار"

وتحت عنوان "ن ضد التيار" للفنانة لينا جيوشي تستوقفك مجموعة متنوعة من الصور وقصاصات الصحف والمجلات والكتب التي تعود إلى فترتي الخمسينيات والستينيات. تشير هذه الوسائط المختلفة إلى  مكانة المرأة في تلك الفترة التاريخية في مصر والحضور البارز لها في كثير من المجالات الإبداعية كالكتابة والسينما وغيرها. وترى جيوشي أن المد النسوي تراجع في مصر والعالم إلى حد كبير. في مصر تأتي السينما من بين المجالات التي تجسد هذا التراجع لدور المرأة وتعتبر جيوشي أن المرأة في السينما المصرية كانت تلعب عدداً من الأدوار القيادية والثورية، غير أن هذه الصورة التي شكلت وجدانها على المستوى الشخصي تتناقض على نحو صارخ مع الواقع الفعلي الذي تعيشه اليوم والذي يحاصر المرأة غالباً في قوالب نمطية.

وتوضح الفنانة أن القوة بالنسبة إليها ليست قاصرة على نمط معين كما قد يظن بعضهم، فالمرأة القوية يمكن أن تكون أماً أو ابنة أو زوجة. أما هذه القوالب النمطية، فهي في الغالب نتاج فهم خاطىء أو عداء مستتر لاستقلالية المرأة وتمكينها من نيل حقوقها. تسعى جيوشي هنا كما تقول، إلى الاشتباك مع وجهة نظر المشاهد في ما يخص تعريف المرأة القوية، كما تسعى إلى استعادة تاريخ المرأة المصرية. تعرف الفنانة لينا جيوشي نفسها بأنها فنانة بصرية تسرد قصصاً اجتماعية عن طريق التصوير الوثائقي وتطرح أعمالها أسئلة حول السياسة الجندرية وتمكين المرأة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المشروع الثالث والأخير للفنانة نجلا سعيد وهو بعنوان "جنة القاهرة" وهو مشروع تفاعلي، تتطرق خلاله الفنانة إلى أحد المواضيع الشائكة والمتعلقة بالرغبة الجنسية أو الشهوة وحدود التعبير عنها وارتباطها بمشاعر الخزي والعار والذنب. تذهب سعيد إلى أن المرأة دائماً ما تشعر بصراع حين تتواصل مع رغباتها وهي تتيح لها هنا التعبير بحرية عن هذه الرغبات إلى جانب الرجل. بدأ المشروع بدعوة مفتوحة لسكان القاهرة إلى مشاركة الإحداثيات الجغرافية لأماكن عامة مرتبطة لديهم بخيالات لها علاقة بالرغبة الجنسية. بعد تجميع البيانات انتقت الفنانة عدداً من هذه الأماكن لتصويرها في وجود تفاحة مقضومة كرمز للغواية. تستكشف الفنانة هنا معنى جديداً للشهوة عن طريق ربطها بالقوة، والقوة هنا ممثلة في قدرة الأشخاص على التخيل والاستمتاع في الوقت نفسه كما تقول.

تتيح سعيد لزائر المعرض المشاركة والتعرف إلى إحداثيات هذه الأماكن المختارة عبر أحد الأرقام الكودية الملصقة على ثمار التفاح. نشأت نجلا سعيد في مدينة القاهرة وهي تقيم حالياً في برلين ويرتبط عملها بعدد من الوسائط الفنية المختلفة كالفوتوغرافيا والكتابة والفيديو وغيرها. ترتبط معظم أعمال الفنانة بمدينة القاهرة التي تستكشف من خلالها كما تقول خبرات مختلفة بهويتها وأنوثتها وطبيعتها كامرأة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة