Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استجابة واسعة لدعوات الإضراب في إيران دعما للمدن الكردية

واشنطن: بعثة تقصي الحقائق ستساعد على تحديد المنخرطين في القمع وتوثيق أفعالهم

تلبية لدعوات الإضراب العام في إيران أغلق التجار في عشرات المدن الإيرانية، الخميس 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، متاجرهم، وتوقف عمال شركة "نيرو محركة" في قزوين عن العمل، ونظموا تجمعاً احتجاجياً.

وانضم أصحاب المحلات التجارية في عدد من المدن من بينها مشهد وسقز وجوانرود وبانه وبرانشهر وسنندج وكامياران وبوكان إلى الإضرابات الوطنية، وفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال".

وكان "شباب أحياء طهران" ومركز تعاون الحزب الكردستاني إلى جانب مجموعات أخرى قد طالبوا الإيرانيين بوقف العمل والنزول إلى الشوارع، الخميس، لدعم المواطنين في المدن الكردية.

وتأتي دعوات الإضرابات والاحتجاجات تزامناً مع مقتل المتظاهرين الإيرانيين في المدن الكردية على أيدي السلطات الإيرانية مع اشتداد القمع في مدن بوكان وجوانرود ومريوان ومهاباد وبرانشهر وغيرها.

ووفقاً لتقرير منظمة "هنكاو" لحقوق الإنسان، في الفترة من 15 إلى 21 نوفمبر، وفي غضون أسبوع واحد فقط، قُتل ما لا يقل عن 42 متظاهراً في المناطق الكردية بإيران على أيدي القوات الأمنية.

مجلس حقوق الإنسان يفتح تحقيقاً حول القمع

قرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الخميس، فتح تحقيق دولي حول القمع الدامي للاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني في إيران، وذلك بهدف جمع أدلة حول الانتهاكات التي ارتكبت تمهيداً لملاحقة محتملة للمسؤولين عنها، الأمر الذي استقبله النشطاء باستحسان وسط تصاعد حملة أمنية في المناطق الكردية في الأيام القليلة الماضية.

ومشروع قرار إرسال لجنة تحقيق إلى إيران للنظر في كل الانتهاكات المرتبطة بقمع الاحتجاجات قدمته ألمانيا وإيسلندا وقد أقر بتأييد 25 دولة عضواً واعتراض ست دول (أرمينيا والصين وكوبا وإريتريا وباكستان وفنزويلا) وامتناع 16 دولة عن التصويت.

وطالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الخميس، بأن توقف إيران استخدامها "المفرط" للقوة لسحق التظاهرات المستمرة في أنحاء البلاد.

وركزت الاحتجاجات بشكل خاص على ملف حقوق النساء، لكن المحتجين هتفوا أيضاً بسقوط المرشد الأعلى علي خامنئي. 

وشكلت الاضطرابات أحد أجرأ التحديات لحكم نخبة رجال الدين في البلاد منذ أن تأسس ذلك النظام في 1979، لكن السلطات قمعت موجات سابقة من الاحتجاجات الكبرى.

ورحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بقرار المجلس. وقال في بيان "جلسة اليوم لا تترك مجالاً للشك في أن أعضاء مجلس حقوق الإنسان يدركون خطورة الوضع في إيران، وستساعد بعثة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها اليوم على ضمان تحديد أولئك المنخرطين في القمع العنيف المستمر للشعب الإيراني وتوثيق أفعالهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وستعمل البعثة، على جمع أدلة على انتهاكات ارتكبتها السلطات خلال حملتها الشرسة. وتم استخدام أدلة جمعتها بعثة عينها نفس المجلس لمحاكمة ضابط سوري سابق في ألمانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

إيران تندد بخطوة "مخزية"

واتهمت ممثلة طهران في اجتماع جنيف خديجة كريمي، الدول الغربية في وقت سابق باستخدام مجلس حقوق الإنسان لاستهداف إيران في خطوة وصفتها بأنها "مروعة ومخزية".

ويُنظر إلى تصويت الخميس على أنه اختبار للنفوذ الغربي في المجلس حيث ضغطت الصين من أجل تعديل في اللحظة الأخيرة لإلغاء التحقيق لكن القرار تم تمريره بسهولة في النهاية.

وقال تورك، إن طهران لم ترد على طلبه لزيارة البلاد. وكان قد ذكر أن إيران تشهد "أزمة حقوق إنسان متكاملة الأركان" باعتقال نحو 14 ألفاً حتى الآن من بينهم أطفال.

ولم تعلن إيران عن عدد من قتلوا من المحتجين، لكن نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني قال، الخميس، إن نحو 50 شرطياً قتلوا وأصيب المئات في الاضطرابات، في أول حصيلة‭ ‬رسمية للقتلى من صفوف قوات الأمن.

ولم يوضح كني ما إن كان ذلك العدد يتضمن أفراداً من قوات أمن أخرى مثل الحرس الثوري.

اعتقال لاعب كرة قدم

كانت الحملة الأمنية الشرسة مكثفة جداً في المناطق الكردية التي تقع في غرب البلاد. 

وذكرت وكالة (إرنا) الرسمية أنه تم اعتقال فوريا غفوري لاعب كرة القدم الإيراني الكردي المعارض، الخميس، بتهمة "الإساءة للمنتخب الوطني" ونشر "دعاية ضد النظام". واعتقل بعد تدريبات مع نادي فولاد خوزستان لكرة القدم.

واعتقلت السلطات الإيرانية عدداً من لاعبي كرة القدم بسبب تعبيرهم عن دعمهم الاحتجاجات.

ورداً على سؤال، الخميس، عن الاضطرابات التي تشهدها إيران، قال مهاجم المنتخب الإيراني مهدي طارمي، إنه وزملاءه في قطر للعب كرة القدم. وأضاف بعد عدم ترديد اللاعبين للنشيد الوطني في أول مباراة لهم في كأس العالم، التي خاضوها أمام فريق إنجلترا "لسنا تحت ضغط".

وندد مولوي عبدالحميد، وهو رجل دين سني بارز وعضو من أقلية البلوش في جنوب شرقي البلاد انتقد بصراحة معاملة نخبة إيران الحاكمة الشيعية للأقليات العرقية التي ينتمي أغلبها للمذهب السني، بالحملة الأمنية الشرسة في المناطق الكردية.

وكتب في تغريدة على "تويتر" "الأكراد الأعزاء في إيران تحملوا الكثير من أشكال المعاناة مثل التمييز العرقي والضغوط الدينية البالغة والفقر والمصاعب الاقتصادية. هل من العدالة الرد على احتجاجهم بالذخيرة الحية؟".

وأصدر عدد من رجال الدين السنة في أرومية مقطع فيديو نشرته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) يتضمن دعماً للمحتجين ودعوات للإفراج عن المعتقلين ووقف قتل المتظاهرين. 

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على ثلاثة مسؤولين أمنيين في إيران بسبب الحملة الأمنية في المناطق التي تقطنها أغلبية كردية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط