Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان... بوادر حركة تصحيحية لإنقاذ التسوية الحكومية

استياء كبير في صفوف القوى السياسية شريكة التيار الوطني الحر

اتصالات بين اقطاب الحكم اللبناني لإنقاذ الحكومة من الشلل (رويترز)

للأسبوع الثاني على التوالي تغيب عن لبنان جلسات مجلس الوزراء التي بات احتمال عقدها هذا الأسبوع صعباً، ويستمر التعطيل تحت عنوان تحقيق المكاسب السياسية ولو على حساب الوطن والمواطن.

ويشرح مصدر سياسي لـ "اندبندنت عربية" أن رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل يدمّر التسوية السياسية التي جاءت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. ويتحدث المصدر عن استياء كبير في صفوف القوى السياسية شريكة التيار في التسوية كالقوات اللبنانية وتيار المستقبل، ومعها حركة أمل والحزب الاشتراكي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خطاب طائفي

فالوزير باسيل الذي يتنقل من منطقة إلى أخرى، وآخرها في طرابلس وعكار في الشمال، يتهمه خصومه بأنه يتحدث بخطاب طائفي غرائزي نابشاً قبور الحرب في أيام السلم، تاركاً وراءه في كل منطقة زارها من الجبل إلى البقاع إلى الشمال، أجواء متشنجة تعيدنا إلى أيام سوداء دفع اللبنانيون جميعاً ثمناً باهظاً لطيّها.

وقد قال يوماً البطريرك الماروني الراحل مار نصر الله بطرس صفير أب مصالحة الجبل بين المسيحيين والدروز "كل حرب أولها كلام وآخرها كلام".

الحكومة رهينة بيد باسيل...

وأخطر ما تعيشه الحياة السياسية اليوم في لبنان هو تعطيل عمل الحكومة، فالتيار الوطني الحر مدعوماً من حزب الله ، يربط مشاركته في جلسات مجلس الوزراء بالحصول على موافقة مسبقة من رئيس الحكومة سعد الحريري على إحالة حادثة قبرشمون، التي حصلت في الجبل إثر زيارة باسيل إلى منطقة عاليه والتي سقط نتيجتها قتيلان من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، بإحالتها على المجلس العدلي، بينما يعتبر الحريري أن الإحالة على المجلس قبل انتهاء التحقيق تؤسس ﻻتهام سياسي، يريده باسيل ورئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، حليف نظام بشار الأسد، لتحقيق مكاسب سياسية ولإحكام الطوق على الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

لم يجارِ الحريري باسيل في مطلبه، وكذلك فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي أبلغ حليفه حزب الله تضامنه مع جنبلاط رافضاً كما المستقبل والقوات تعطيل الحكومة بحجة المجلس العدلي.

الحكومة... رهينة

ويضيف المصدر أن باسيل يأخذ الحكومة رهينة كوسيلة ضغط على رئيسها وبقية القوى، محاولاً تحقيق انتصار له ولحليفه الدرزي في الجبل، وعبر إثبات إمساكه بقرار العهد. فجاء التعطيل ولبنان يعيش أدق مراحله الاقتصادية والمالية، ما دفع مصادر سياسية إلى السؤال: هل قصد باسيل استخدام ورقة التعطيل لوضع اللوم على بقية القوى السياسية وتحميلها مسؤولية تدهور الوضع المالي والاقتصادي في لبنان؟

عدم أهلية للاقتراض

إذ كشفت معلومات عن أن شركة التصنيف الائتمانية (S&P) ستصدر في أغسطس (آب) المقبل تقريراً عن الوضع المالي والاقتصادي في لبنان، ويبدو أن تصنيفها سيكون منخفضاً عما سبق، ما يؤشر إلى عدم قدرة لبنان للتمويل في ظل شروط استدانة عالية جداً، وبالتالي عدم أهليته مجدداً للاقتراض.

مساع للتهدئة... لم تنجح بعد

وتحت عنوان توحيد الجهود لمعالجة أحداث قبرشمون، تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه القصر الجمهوري محاولاً الالتفاف على باسيل وإقناع رئيس الجمهورية بالعدول عن مطلب إحالة الحادثة على المجلس العدلي وبعودة جلسات مجلس الوزراء إلى العمل، والتي يحتاج عقدها إلى موافقة رئيس الجمهورية على جدول أعمالها، وهو سلاح يحتفظ به الرئيس عون لتسهيل أو إعاقة جلسات الحكومة.

لم ينجح بري في مهمته حيث لقي لدى الرئيس عون إصراراً على دعم باسيل في تحركه وطالب برد اعتبار له بعد الهجوم الذي تعرض له من الحزب الاشتراكي ومحاولة منعه من دخول الجبل.

وكشفت مصادر مطلعة أن عون اقترح على برى التكييف بين استمرار التحقيق والوصول إلى نتيجة وعلى أساسها يجري تحديد الجهة القضائية التي ستحول إليها الحادثة، وهو شدد على ضرورة تسليم المسؤولين الأساسيين عن مقتل الشابين في الحادثة، مشككاً في مسؤولية من سلمهم الحزب الاشتراكي حتى اﻵن للقوى الأمنية التي تتولى التحقيقات، واشترط رئيس الجمهورية تسليم مطلقي النار قبل أي لقاء مع وليد جنبلاط.

تسوية بحاجة لحركة تصحيحية

بعد كل ما تقدم، باتت التسوية السياسية بحاجة إلى حركة تصحيحية بدأ العمل عليها النائب السابق وليد جنبلاط مع رئيس المجلس ورئيس الحكومة ورئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس حزب الكتائب وبكركي (مقر البطريركية المارونية)، وما حركة الحزب الاشتراكي باتجاه الصرح البطريركي ومعراب (مقر حزب القوات اللبنانية) والصيفي (مقر حزب الكتائب اللبنانية) سوى خير دليل على بداية حركة ما بدأت تتبلور، ﻻ سيما أن جنبلاط كان التقى في اليومين الماضيين وبعيداً من الإعلام سفيرة الوﻻيات المتحدة الأميركية وسفير فرنسا في لبنان عرّابَي التسوية الرئاسية.

يبقى أن قرار قلب الطاولة هو لدى الرئيس الحريري وحده، واستقالته كفيلة بتغيير الوضع القائم وإحراج سيد العهد ومقرره ووراءهما حزب الله.

فهل يفعلها؟

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي