Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تسلل أفارقة شاركوا في حرب ليبيا يستنفر الجزائر

الوضع يزداد تعقيداً ما جعل النشاط الإرهابي يعود بقوة

الإرهاب يضرب تونس والشرطة تغلق أحد الشوارع وسط العاصمة بعد تفجير انتحاري في 27 يونيو 2019 (رويترز)

تشهد الحدود الشرقية الجزائرية حالة استنفار أمني بعد محاولات عبور أشخاص من جنسيات أفريقية من تونس إلى الجزائر، وورود معلومات أمنية حول عدد من الأفارقة على الحدود التونسية الجزائرية يحاولون التسلل، أتوا من ليبيا حيث شاركوا في الحرب التي تشهدها البلاد، وتتخوف الجزائر من تمكن بعضهم من العبور بطريقة غير شرعية الأمر الذي دفع إلى إعلان حالة الطوارئ.

استنفار أمني جزائري على الحدود الشرقية

يبدو أن الوضع الأمني المتردي في ليبيا بدأ يلقي بظلاله على الجزائر، وتعرف الحدود الجزائرية مع ليبيا وتونس حالة استثنائية، بعد رفع درجة اليقظة الأمنية بسبب تصاعد محاولات تسلل أجانب من جنسيات أفريقية إلى التراب الجزائري بطريقة غير شرعية، كشفت التحريات عن علاقات غالبيتهم بالحرب الدائرة في ليبيا، وهي الوضعية التي استدعت تحرك جميع الأجهزة الأمنية بما فيها جهاز الاستعلامات من أجل تشديد الرقابة على الحدود، خصوصاً تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم والذين تمكنوا من التسلل في وقت سابق، معظمهم من جنسيات صومالية، سودانية، مالية، ونيجرية وتشادية.

ولفت الخبير الأمني أنس الصبري لـ "اندبندنت عربية" إلى أن انعكاس الحرب الدائرة في ليبيا على الجزائر كان متوقعاً، بسبب الحدود الطويلة بين البلدين والمقدرة بحوالى 900 كلم، وأيضاً بسبب انتشار مظاهر التسلح ومحاربين من مختلف الجنسيات، موضحاً أنه بات من الضروري إيجاد حل للأزمة الليبية قبل فوات الأوان، لأن استمرارها قد يؤدي إلى إشعال منطقة شمال أفريقيا ويُدخلها في دوامة الفوضى.

اهتمام أفارقة بالتسلل إلى الجزائر؟

ذكرت مصادر أمنية جزائرية أن عدداً كبيراً من الأفارقة الذين كانوا في ليبيا منضوون في الميليشيات المسلحة، وهم في مراكز تجميع المهاجرين في تونس.

وتواصل الاثنين في الثامن من يوليو (تموز)، وزير الداخلية الجزائري صلاح الدين دحمون مع نظيره في حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا، وقال مصدر مطلع لـ "اندبندنت عربية" إن المباحثات تمحورت حول الحرب الدائرة في ليبيا، والمشاكل الأمنية التي تمخضت عن الوضع المتوتر، وأشار إلى أنه من بين ما جرى التطرق إليه ملف النزوح نحو الجزائر.

كما أوضح الوزير الأول الجزائري، نور الدين بدوي أن الأزمة التي تعرفها ليبيا منذ العام 2011 وآثارها في المنطقة، تستدعيان اتخاذ كل ما يلزم من أجل الشروع في مسار حوار شامل بين الأطراف المتنازعة بهدف التوصل إلى حل توافقي في إطار احترام سيادة ليبيا ووحدتها بعيداً من أي تدخل أجنبي، وأضاف أن هذا الوضع الأمني الهش في البلاد، خصوصاً مع غياب التحكّم الفعلي للسلطات، يساعدان لسوء الحظ على انتشار النشاطات غير المشروعة والإجرامية لا سيما الإرهاب والاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر.

توقيفات على الحدود... وتساؤلات بعد ظهور "داعش" من جديد

في السياق ذاته، تمكن الأمن الجزائري من إيقاف ستة صوماليين وثلاثة سودانيين، كانوا بصدد الدخول إلى الجزائر عبر الشريط الحدودي بطريقة غير شرعية، ويجري التأكد من هويتهم وسبب دخولهم، والتحقيق في علاقتهم بالتنظيمات الإرهابية، في ظل توافر معطيات تؤكد أنهم كانوا في ليبيا ودخلوا الجزائر عبر تونس.

ويقول الخبير انس الصبري إن الوضع في ليبيا يزداد تعقيداً في ظلّ التدخلات الخارجية، ما يجعل النشاط الإرهابي يعود بقوة، وهو ما حدث أخيراً مع تأسيس تنظيم "داعش" فرعاً له في صحراء ليبيا، وإعلان مبايعته زعيمه أبو بكر البغدادي، وفق ما جاء في مقطع فيديو بثته وكالة "أعماق"، وخلص إلى أن التنظيمات الإرهابية لم تمت في ليبيا، وهي في مرحلة إعادة الهيكلة وفق الظروف والمعطيات الجديدة.

تخوف جزائري

وأكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم أنه يتعين على الليبيين الشروع في أقرب الآجال في مسار شامل للمصالحة الوطنية كإطار ضروري، من شأنه وضع حد للانقسام والتوصل إلى الهدف المرجو وهو تنظيم انتخابات شفافة تحت رعاية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الوضع الأمني يتدهور، وعدم تحكم السلطات في كل الأراضي الليبية وبالخصوص المناطق الحدودية، مكّن الجماعات الإرهابية من استغلال الوضع بغية التغلغل والانتشار أكثر.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات