Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الجوية اليمنية"... التحليق في سماء السخط والمخاطر

تعاني من تأخر خروج تصاريح الرحلات وتكاليف المبيت خارج البلاد وإغلاق المطارات

صورة تداولها ناشطون على السوشيال ميديا لإحدى العجلات التالفة بطائرة الخطوط الجوية اليمنية

يكابد اليمنيون معاناة كبيرة جراء الصعوبات الجمّة التي يلاقونها خلال سفرهم من وإلى بلادهم، تضاف إلى معاناتهم التي سبّبتها الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات.

وعُرف عن اليمنيين منذ الأزل تنقلهم في مختلف الأقطار بحثاً عن فرص أخرى للحياة وإثبات الذات، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، ظلّت وسائل نقلهم على نحو شبه بدائي لم يرتقِ بعد لمستوى التطور الحاصل اليوم.

وضاعف من صعوبة السفر والتنقل، توقف جميع شركات الطيران التجارية الدولية عن العمل من وإلى المطارات اليمنية جرّاء الحرب وتفشي الأمراض والأوبئة، ليبقى طيران اليمنية (حكومي) هو الناقل الوحيد لملايين اليمنيين الذي يتردّدون في الغالب على عواصم عربية للعلاج، وخصوصاً عمّان والقاهرة، غير أنهم يجدون أنفسهم بين الحين والآخر عالقين في مطارات الخارج نظراً لعدم إيفائها وحدها بالطلبات المتزايدة للمسافرين.

هوّة العرض والطلب

وبمعدل أربع رحلات يومياً من مطاري سيئون وعدن (المنفذان الجويان الوحيدان لليمنيين) إلى نحو خمس وجهات دولية باتت هي محل الانطلاق والمبيت للناقل اليمني الوحيد، لبلد يبلغ عدد سكانه نحو 30 مليون نسمة، وهو ما يعني أن الطلب كبير جداً، فيما يقابله عرض ضعيف للغاية.

تعمل "الخطوط الجوية اليمنية" بأسطول جوي لا يتعدى الثلاث طائرات، (طراز A320)، في ظل الطلب المتزايد مع الحرب، جعلها في مواجهة الانتقادات الحادة من عملائها نظراً لتأخر مواعيدها أو الأعطال الفنية التي تطرأ على طائراتها بين وقت وآخر كالتي شهدتها الرحلة (609) المتجهة من القاهرة إلى مدينة عدن قُبيل أيام.

أسعار لا تحتمل

وعلاوة على مشكلة تأخير الرحلات واضطراب المواعيد والأعطال الفنية الطارئة التي ترافق بعضاً من رحلات طيران "اليمنية"، يشكو عملاؤها من الارتفاع الكبير في أسعار التذاكر التي تضاعفت قيمتها مع الحرب، مع أن غالبية العملاء، بحسب موظف نقطة بيع تجارية، هم من المرضى وجرحى الحرب والطلاب والبعض ممن اضطرتهم الظروف المعيشية إلى مغادرة البلاد جرّاء الحرب وتوقف مرتبات موظفي الدولة.

وتبلغ قيمة تذكرة الفرد الواحد من عدن إلى القاهرة نحو 500 دولار، فيما تشكو الشركة في المقابل جملة من العوائق، قالت إنها السبب الرئيس لكل المشكلات أمام عملائها.

متاعب وتأخير

يقول الإعلامي اليمني، فهمي عبد الواحد، إنه اضطر أخيرا إلى التأخر أياماً إضافية في القاهرة لاستقبال والده العائد من رحلة "اليمنية" التي عاودت الهبوط اضطرارياً فضلا عن المتاعب الصحية لوالده.

ويوضح عبد الواحد أن التأخر الكبير في توفير رحلة بديلة لوالده إلى الوطن سبّب له في متاعب صحية فضلاً عن تأخره عن الإجازة المحددة له لدى جهة عمله في فرنسا.

ولم يخفِ عبد الواحد امتعاضه من الحكومة اليمنية والتحالف اللذين قال إنهما "سببا عدم عودة الشركات الجوية التي كانت تسهّل كثيراً من تنقلات اليمنيين من وإلى بلادهم".

ممارسات للتدمير

ويرى الناشط اليمني، بشير سنان، أنه يجب النظر إلى ما وصفه "التدمير المنهجي وتشويه سمعة طيران اليمنية لدفع الناس للاستعاضة عنها بشركات طيران خاصة تتبع نافذين مقربين من الرئاسة اليمنية بدأت العمل أخيرا".

العمل في ظروف لا تحتمل

بدوره، قال سلام جباري، مدير الإعلام في الخطوط الجوية اليمنية، إن "الهبوط الاضطراري الأخير للطائرة اليمنية في مطار القاهرة الدولي بُعيد إقلاعها بستة عشر دقيقة، جاء نتيجة لعطل مفاجئ في الجنيحات المنبثقة أسفل جناحي الطائرة ما أدى لوجود حرارة كبيرة سببت مشكلة في العجلتين رقم 3 و 4 الخلفيتين"، موضحاً أن "كابتن الطائرة تدارك الأمر من خلال الهبوط لمسافة ثلاثة آلاف متر وعدم قدرته على تفريغ الوقود في الجو لتخفيف الوزن نظراً للحالة المرضية التي كانت بين الركاب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سلام لمنتقدي الشركة إن "الناقل اليمني الوحيد يعمل في ظروف صعبة ومعقدة جرّاء الحرب التي تشهدها البلاد منذ سنوات"، مؤكداً على صعوبة الإجراءات التي فرضها التحالف بسبب ظروف الحرب.

ولفت بهذا الشأن إلى أن عدد الرحلات المسموحة من التحالف لـ"اليمنية"، لا يتعدى الرحلتين في اليوم، فيما يفترض توفير 18 رحلة يومياً، في الأقل، لمواجهة الطلب المتزايد للركاب، بحسب دراسة أجريناها لمعرفة الاحتياج اليومي من الرحلات.

وأشار مدير إعلام "اليمنية" إلى جملة من المشكلات الإضافية التي تتمثل في "فرض المبيت خارج اليمن على طائرات اليمنية، وهو ما يكلّف الشركة الكثير وقصر فترة التحرك (window time) المفروضة على الحركة الجوية للطائرات، وحصرها من الساعة 4 فجراً إلى 6  مساءً، وهو ما تسبّب في ندرة الرحلات، فضلاً عن إلغاء الرحلات والتزام الشركة بالتكفل بنقل المسافرين من عدن إلى سيئون".

وتابع "نتيجة ذلك نعاني أيضاً من تكاليف الصيانة وقطع الغيار والوقود وجميعها عوامل أدت لأن تتحمل الشركة أعباء مالية عالية فيما نعاني من انهيار للعملة المحلية".

كما تطرق إلى عوامل أخرى، ومنها أن "رحلات (اليمنية) لم تلغَ بسبب الصيانة أو وجود خلل فني، بينما معظم رحلاتنا ألغيت بسبب تأخر التصاريح التي ترسلها الشركة قبل الرحلة بـ72 ساعة  لغرفة الإجلاء (التحالف)، ويتم الموافقة عليها قبل الرحلة بساعات وهو وقت غير كافٍ".

واستطرد "غياب الدعم الحكومي جعل الشركة تواجه مسؤولياتها منفردة في ظل المخاطر العالية للعمل الجوي بالتزامن مع استمرار الحرب".

وبشأن الشكاوى من ارتفاع أسعار التذاكر، قال إن "أسعار التذاكر ظلت كما هي، إلا أن انهيار العملة أحدث فارقاً كبيراً عما كانت عليه من قبل".

وأشار إلى جملة من الحلول العاجلة التي تتمثل في "فتح المطارات وزيادة الرحلات وإلغاء الـ(واندو تايم) لتسهل حرية التحرك دون قيود".

المزيد من العالم العربي