Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعتداءات جنسية تطاول محتجين ومحتجات في إيران

تقارير موثقة نقلت حكايات مرعبة رواها من فروا إلى العراق

لم تنطلِ على الشعب الإيراني مزاعم النظام عن وفاة مهسا أميني، فاشتعلت نار ثورة تصدرتها النساء (بنرست)

نقلت "سي إن إن" عن إيرانيين وإيرانيات فروا إلى العراق هرباً من قمع السلطات في بلادهم أن مشاركين ومشاركات في الاحتجاجات التي تعصف بإيران منذ شهرين ما زالوا يتعرضون إلى أبشع الممارسات من قبل الجهات الأمنية بما في ذلك الاعتداءات الجنسية. ونقل بعض هؤلاء إلى تلك الشبكة الإخبارية التلفزيونية أن محتجين ومحتجات قتلوا بالرصاص أثناء حظر تجول فرضته سلطات طهران في القرى الحدودية، ترافق مع شن غارات ليلية على منازل مشتبه في مشاركتهم بالحراك الشعبي. وكذلك أكدوا أن المعتقلين والمعتقلات يتعرضون إلى ممارسات مرعبة من قبل سجانيهم في المعتقلات الإيرانية السيئة السمعة.

واستطراداً أشارت "سي إن إن" إلى أن السلطات في إيران تمنع الصحافيين الأجانب من دخول البلاد وتعطل الإنترنت تكراراً وتقمع المحتجين باعتقالات جماعية. ولفت من قابلتهم تلك الشبكة التلفزيونية العالمية إلى أن جو الخوف يتوسع في إيران مع اشتداد القمع. ونقل مراسلو الشبكة عن سيدة كردية إيرانية أعطوها لقب هانا كاسم مستعار، أنها تعرضت إلى اعتداءات جنسية أثناء اعتقالها، وشهدت اعتداءات مماثلة تمارس بحق معتقلات أخريات. وأشارت السيدة إلى أن ضحايا هذا النوع من الاعتداءات يعتصمن بالصمت بسبب الخوف من الحديث عن أمور من هذا النوع في المجتمع الإيراني المحافظ.

وعلى إطار واسع، أدت النساء دوراً بارزاً في الانتفاضة الإيرانية التي ترفع شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وقد اشتعلت شرارتها عبر مقتل الكردية الإيرانية مهسا أميني تحت التعذيب بعد اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق" لارتدائها الحجاب بطريقة مخالفة للقوانين المتشددة. ويحض سياسيون ورجال دين إصلاحيون على تخفيف القواعد الاجتماعية، في حين يدعو متشددون إلى قمع ما يسمونه تفلتاً أذكته برأيهم حكومات غربية.

وكذلك لفتت "سي إن إن" إلى فيديوهات انتشرت أخيراً في وسائل التواصل الاجتماعي تصور رجال أمن إيرانيين يعتدون جنسياً على متظاهرات في الشوارع. وبدأت تقارير عن اعتداءات جنسية تمارس بحق المعتقلات، في الانتشار. ولم يسلم الذكور، لاسيما الذين لم يبلغوا سن الرشد، من هذه الاعتداءات، وفق الشبكة التلفزيونية نفسها. وقد صور المعتدون ممارساتهم بغرض ابتزاز الضحايا وإجبارهن على التوقف عن التظاهر. ولفتت الشبكة إلى أن مسؤولين إيرانيين لم يردوا على طلباتها بالتعليق على التحقيق الصحافي.

ضمن السياق نفسه، أوردت "سي إن إن" في تحقيقها حالات محددة. مثلاً، دأبت أرميتا عباسي، 20 سنة، على الظهور بشعرها الذهبي وحلقة معلقة في أحد حاجبيها وعدستين لاصقتين ملونتين مع قططها داخل غرفة جلوسها، في مقاطع تصورها وتنشرها عبر تطبيق "تيك توك". وما لبثت أن تعرضت إلى بعض من أبشع ممارسات السلطات الأمنية. فبعد بدء الانتفاضة، بدأت تنشر تعليقات منتقدة للنظام في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن غير الواضح أنها شاركت في الاحتجاجات أم لا. واعتقلت في بلدتها كرج غرب طهران بعد شهر من انطلاق الاحتجاجات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي 29 أكتوبر (تشرين الأول) زعمت السلطات في بيان أن عباسي من قادة الحراك، وأن الشرطة عثرت على قنابل حارقة في منزلها. وتسربت تقارير على وسائل التواصل الإعلامي عن تعرض عباسي إلى تعذيب واعتداءات جنسية. وتحولت عباسي إلى رمز للانتفاضة على غرار أميني. وفي 17 أكتوبر (تشرين أول) 2022، نقلت إلى "مستشفى الإمام الخميني" في كرج. وبدت في حال يرثى لها، إذ كانت حليقة الرأس وترتجف من الرعب، وفق تقارير مسربة إلى وسائل التواصل الاجتماعي أكدها مصدر من داخل المستشفى.

واستكمالاً، بدت آثار الاعتداءات الجنسية واضحة على عباسي. وضغط الأمنيون الذين نقلوها إلى المستشفى على الأطباء كي يكتبوا في تقاريرهم أنها تعرضت إلى هذه الاعتداءات قبل اعتقالها. وكذلك زعم بيان رسمي أن عباسي عولجت في المستشفى من "مشكلات هضمية"، لكن الأطباء الذين عالجوها نفوا ذلك وفق المصدر، مؤكدين تعرضها إلى اغتصاب. كذلك فعل طبيب إيراني مقيم في الخارج عرضت عليه "سي إن إن" التقارير. وحين تواصلت الشبكة مع المستشفى، نفت إدارتها أن عباسي عولجت فيها على رغم تأكيد البيان الرسمي عكس ذلك. وتقبع عباسي الآن في سجن "فرديس" السيئ السمعة في كرج. ولم تتمكن الشبكة من التواصل مع عائلتها.

في سياق مماثل، واجهت عائلة هانا ضغوطاً من السلطات الأمنية لمنعها من التظاهر، وفق "سي إن إن". لكن هانا لم ترتدع. وشاركت في التظاهرات. وخلعت حجابها وأحرقته مثلما بات معتاداً من قبل المشاركات في الحراك. وحين اعتقلت، أخبرها سجانوها أنهم رأوا ذلك في شريط صورته كاميرا مراقبة. وظلت هانا معتقلة في سجن في مدينة أورميا الشمالية الغربية لـ24 ساعة تمكنت بعدها من الفرار إلى العراق برفقة عائلة عمها، وذلك عن طريق عصابة من المهربين. ولفتت إلى الأخطار التي تكتنف الفرار بسبب الإجراءات العسكرية المشددة على الجانب الإيراني من الحدود مع العراق حيث يملك الجنود أوامر بإطلاق النار على من يحاول العبور.

وتعيش هانا مع أقاربها في بلدة جبلية في كردستان العراق. وتضع وشاحاً حول رقبتها كي تغطي آثار اعتداء جنسي مارسه عليها أحد سجانيها. ولم يكن الاعتداء ليتوقف عند هذا الحد لولا أن أعمال شغب اندلعت فجأة في مركز الاعتقال مما أدى إلى انشغال المعتدي. ونقلت عن معتقلات كن معها تعرضهن إلى اعتداءات جنسية قبل أن يأتي والدها ويسدد كفالتها ويخرجها من المعتقل. وأكدت أن أقارب معتقلات أخريات جاؤوا لتسديد كفالاتهن لكن السجانين رفضوا العرض. وكذلك ذكرت "سي إن إن" بأن مجموعات حقوقية كردية تورد تقارير عن اختفاء مئات الأكراد الإيرانيين في ظروف غامضة، وكذلك توثق وجود مراكز اعتقال سرية في مناطق الأكراد في إيران.

وأكدت تلك الشبكة التلفزيونية نفسها أنها تلقت تقارير عن تعرض مراهقين ذكور إلى اعتداءات جنسية، إضافة إلى التعذيب بالصعقات الكهربائية. وفي سياق مواز، تؤكد "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" التقارير عن تعرض محتجين ومحتجات إلى اعتداءات وحشية في المعتقلات الإيرانية. وقد نقلت "سي أن أن" عن ريبين رحماني، رئيس "شبكة حقوق الإنسان في كردستان"، إن معتقلة اعترفت أمام شبكة تلفزيونية إيرانية بما أملاه عليها سجانوها بعدما جلبوا شقيقتها المراهقة إلى المعتقل وهددوا باغتصابها.

المزيد من تقارير