Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماع "أوبك" بين ضغوط الأسعار وتوقعات بقاء سياسة الإنتاج 

محللون: لا مفاجآت في قرارات التحالف وأنظار الأسواق تتجه نحو موعد حظر النفط الروسي 

جانب من آخر اجتماع لتحالف "أوبك+" في فيينا (اندبندنت عربية)

تتجه أنظار أسواق النفط العالمية إلى اجتماع "أوبك+" المقبل للتعرف على موقف التحالف من تعديل سياسة الإنتاج في ظل حالة الضبابية التي تلف الأسواق حالياً مع ترقب المستثمرين فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على النفط الروسي، مع خطة تكميلية لمجموعة السبع لوضع حد أقصى للأسعار. 

وفي هذا الشأن، قال محللون ومتخصصون في إفادات متفرقة لـ"اندبندنت عربية"، إنه لا توجد مفاجآت متوقعة في الاجتماع المرتقب، وذلك في أعقاب التصريحات المتواترة من كبار منتجي منظمة "أوبك" وعلى رأسهم السعودية والإمارات بعدم زيادة الإنتاج. 

ومن المنتظر أن يلتقي التحالف الذي يضم 23 دولة، بقيادة السعودية وروسيا مجدداً في العاصمة النمساوية فيينا في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) المقبل. 

خطوة مفاجئة 

وفي خطوة مفاجئة، كان تحالف "أوبك+" قد قرر في اجتماعه السابق مطلع أكتوبر (تشرين الأول) تقليل الإنتاج المستهدف بمقدار مليوني برميل يومياً بداية من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لدعم الأسعار التي شهدت في الربع الثالث أول خسارة فصلية منذ عامين، وذلك على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وآخرين لذلك. 

ويكتسب اجتماع "أوبك+" المقبل أهمية كبرى كونه يأتي قبل يوم واحد من موعد سريان اتفاق لمجموعة الدول السبع الكبرى الذي يفرض سقفاً منخفضاً لسعر بيع النفط الروسي وأيضاً دخول حظر النفط الروسي حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر المقبل. 

ويسعى قادة مجموعة الدول السبع جاهدين إلى وضع اللمسات الأخيرة على سقف مخطط له على أسعار صادرات النفط الروسية، ويحتاجون إلى إقناع الدول الأخرى على الأقل بدعم حد أقصى من حيث المبدأ في مفاوضات الأسعار مع موسكو. 

وتهدف مجموعة الإجراءات إلى تصعيد الضغط على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، مع تجنب الارتفاع في أسعار النفط الخام في الوقت نفسه. ومع بقاء أسبوعين فقط على دخول قيود الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، فقدت روسيا بالفعل أكثر من 90 في المئة من سوقها في دول شمال الاتحاد الأوروبي. ولا تخطط موسكو لتوريد النفط الخام أو المنتجات النفطية للدول التي تطبق الحد الأقصى، التي يمكن الإعلان عن تفاصيلها في أقرب وقت يوم الأربعاء. 

ضغوط متزايدة 

وتواجه أسواق النفط العالمية ضغوطاً متزايدة في ظل الآفاق الاقتصادية المتدهورة، في خضم التضخم الجامح وسياسة "صفر كوفيد" الصينية المستمرة، وهجوم روسيا على أوكرانيا، تؤثر في توقعات الطلب على النفط. وبينما سارعت وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة إلى خفض توقعاتهما للطلب العالمي على النفط بعد عبور القوات الروسية للحدود في فبراير (شباط)، استجاب محللو "أوبك" بشكل أبطأ بكثير. 

وأخيراً، تزايدت المخاوف حول ضعف الطلب نتيجة زيادة انتشار فيروس كورونا في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، التي شهدت حالتي وفاة بسبب الفيروس منذ السبت الماضي وذلك لأول مرة في نحو 6 أشهر. 

ولا تزال اتجاهات استهلاك النفط الخام في الصين في دائرة الضوء، إذ يدفع التفشي المتكرر لفيروس كورونا المسؤولين إلى عمليات الإغلاق وتقييد الحركة ما يضر بتوقعات الطلب بعد أسابيع فقط من تكهن المستثمرين بأن بكين قد تبتعد عن موقفها المتشدد في شأن سياسة "صفر- كوفيد". وسجلت البلاد، الإثنين، أكثر من 27 ألف إصابة، وهو ما يقل قليلاً عن الذروة في أبريل (نيسان) الماضي. 

كما أن رفع الفائدة الأميركية يلقي بظلاله على الأسعار حيث يزيد ارتفاع الدولار من الضغوط على أسعار النفط التي تراجعت بنهاية تعاملات الجمعة للأسبوع الثاني على التوالي. 

5 دول في "أوبك+" تنفي زيادة الإنتاج

توالت ردود فعل كبار منتجي النفط في "أوبك+" لتصل إلى خمس دول على رأسها السعودية والإمارات، رداً على ما نُسب للتحالف من أنه سيبحث في اجتماعه المقبل زيادة الإنتاج 500 ألف برميل يومياً. 

من جهته نفى وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بشكل قاطع التقارير الأخيرة التي تفيد بأن بلاده تناقش حالياً مع منتجي تحالف "أوبك+" الآخرين زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). 

وأضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان أنه "لا يخفى على أحد أن ’أوبك+’ لا يناقش أي قرارات قبل اجتماعاته، علماً أن الخفض الحالي ومقداره مليونا برميل يومياً من قبل التحالف سيستمر حتى نهاية عام 2023". 

وتابع وزير الطاقة السعودي، "إذا دعت الحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات بخفض الإنتاج لإعادة التوازن بين العرض والطلب، فنحن دائماً على استعداد للتدخل". 

وفي سياق متصل، أكد وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، أن بلاده ملتزمة بهدف "أوبك+" لتحقيق التوازن في سوق النفط وستدعم أي قرار لتحقيق هذا الهدف. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المزروعي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، إن الإمارات تنفي دخولها في أي نقاش مع أعضاء آخرين في "أوبك+" لتغيير الاتفاقية الأخيرة التي تظل سارية حتى نهاية عام 2023. 

وأضاف المزروعي "نظل ملتزمين بهدف أوبك+ تحقيق التوازن في سوق النفط وسندعم أي قرار لتحقيق هذا الهدف". 

وانضمت الكويت إلى جارتيها في الخليج، في نفي وجود مناقشات داخل "أوبك+" لزيادة إنتاج النفط. حيث قال وزير النفط بدر الملا، إنه لا توجد وجود نقاشات تتعلق بنية تحالف "أوبك+" زيادة إنتاج النفط في اجتماعه المقبل، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وأضاف أن بلاده حريصة على المحافظة على استقرار التوازن في أسواق النفط. وأكدت مزيد من دول "أوبك" عدم صحة الأنباء التي تناقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" حول نقاشات في شأن زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً في اجتماع "أوبك+" المقبل. 

وبعدما نفت كل من السعودية والإمارات والكويت، ما جاء في تقرير الصحيفة الأميركية، قال محمد عرقاب وزير الطاقة والتعدين الجزائري لوكالة "رويترز"، إنه لا توجد "مناقشات جارية" بخصوص مراجعة اتفاق الخامس من أكتوبر المتعلق بمستويات إنتاج مجموعة "أوبك+". 

كذلك، قال علاء الياسري رئيس شركة تسويق النفط العراقية سومو، لوكالة "رويترز" إنه لم تجر مناقشة قرار حول زيادة إنتاج "أوبك+" في اجتماع المجموعة المقبل. وقال الياسري إنه لا يوجد أي مباحثات في هذا الموضوع. 

لا قرارات مفاجئة 

من جهته، قال المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي، إنه لا يتوقع أي قرارات مفاجئة من تحالف "أوبك+" لا سيما وأن جميع قراراته فنية بعيدة عن أي تدخلات سياسية، تراعي أوضاع السوق، وفي مقدمتها الطلب على الخام، مشيراً إلى أن التضارب في الأسواق على وقع إغلاقات الصين التي تتغير بوتيرة أسبوعية قد يعطي تحالف "أوبك+" احتمالاً كبيراً لتعميق خفض الإنتاج. 

وأوضح أنه في ظل المعطيات الحالية سيكون من الصعب وضع سقف لأسعار النفط الروسي على أرض الواقع لا سيما مع دخول فصل الشتاء الذي سيزيد معه الطلب على الخام خصوصاً في أوروبا. 

وأشار كامل الحرمي، إلى أن أسعار النفط الحالية تأتي في مقدمة الأسباب التي تمنع تحالف الدول المنتجة للنفط "أوبك+" من التفكير في زيادة الإنتاج، إذ لا تزال تتداول عند أدنى مستوى خلال عام ودون مستوى 90 دولاراً للبرميل، مؤكداً أن التحالف يمارس دور المنتج المرجح للأسواق العالمية بغية الحفاظ على سعر توازني للخام يناسب كلاً من المنتجين والمستهلكين.

الحفاظ على السياسة الإنتاجية 

من جانبه، توقع مدير مركز كروم للدراسات الاستراتيجية في لندن، طارق الرفاعي، أن يقوم تحالف "أوبك+" خلال اجتماعه المرتقب بالحفاظ على سياسة الإنتاج الحالية من دون تغيير عبر خفض بمقدار مليوني برميل يومياً. 

وأضاف الرفاعي، أن صدور التصريحات المتواترة من كبار منتجي منظمة "أوبك" وعلى رأسهم السعودية والإمارات يعزز عدم تغيير السياسة الحالية للتحالف الممتدة حتى نهاية العام المقبل أو اللجوء إلى قرار مفاجئ بزيادة الإنتاج. 

وأشار إلى أن التحالف سيظل حذراً حول إنتاج النفط خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل أوضاع الاقتصاد العالمي الذي يتجه نحو الدخول في حالة ركود بفعل سياسات رفع الفائدة التي تهدف إلى كبح التضخم إلى جانب تأخر سرعة عودة الصين من إغلاقات كورونا فضلاً عن ضعف الاقتصاد الأوروبي المتوقع دخوله في مرحلة ركود في 2023 وكذلك تباطؤ الاقتصاد الأميركي وهو ما يؤثر بدور في الطلب على الخام.

اجتماع مكمل 

وتوقع محلل أسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم، أن يكون اجتماع "أوبك+" المقبل مكملاً للاجتماعات السابقة وسيكون تقييماً لآخر القرارات، مضيفاً "الجميع يترقب القرار للتعرف على موقف التحالف من تعديل سياسة الإنتاج خلال المدة المقبلة في ظل حالة الضبابية التي تمر بها الأسواق حالياً إلا أن أرجح القرارات هو تثبيت واستمرار قرارها السابق". 

وأشار محلل الأسواق النفطية، إلى أن أسعار النفط الحالية باتت متأثرة بانخفاض معدلات النمو الاقتصادية والتخوفات من الركود الاقتصادي في بعض الدول المصنعة. ولهذا ربما سيكون قرار "أوبك" المقبل هو استمرارها بالقرار الأخير. 

وذكر أن القرار قد يراعي ارتفاع معدلات إصابات كورونا وعودته بقوة بالصين، الذي سيكون له تأثير على انخفاض الطلب وتراجع أسعار النفط. 

وقال كرم، إن قرار التحالف الأخير جاء صدمة لجميع الدول الاقتصادية المستهلكة للنفط، مشيراً إلى أن حجم الخفض بواقع مليوني برميل يومياً أثار كثيراً من اللغط والتوترات السياسية وبخاصة من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية، حيث تتزامن هذه التخفيضات مع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. 

وأضاف كرم، أنه رغم قرار "أوبك+" بخفض الإنتاج في أكتوبر الماضي لم تتأثر أسعار النفط من جراء هذا القرار، إذ ما زالت تتراوح عند مستوياتها السابقة قبل القرار بل شهدت انخفاضاً. 

حذر في الإنتاج 

وكانت وكالة "بلومبيرغ" نقلت هذا الشهر عن وزير الطاقة السعودي قوله، إن تحالف "أوبك+" سيظل حذراً في شأن إنتاج النفط، مشيراً إلى أن الأعضاء يرون "عوامل عدم يقين" في الاقتصاد العالمي قبيل اجتماع التحالف التالي في ديسمبر المقبل. 

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان لتلفزيون "بلومبيرغ" في مقابلة على هامش قمة المناخ (كوب27) في مدينة شرم الشيخ بمصر، "منهجنا الرئيس هو أن نكون حذرين، ويتعلق الأمر بالتحلي بالمسؤولية وألا يغيب عنا ما تتطلبه السوق". 

المزيد من البترول والغاز