Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا ترجح استهلاك روسيا كل مخزونها من الأسلحة الإيرانية

موسكو في حالة تأهب بعد تعرض شبه جزيرة القرم لـ"هجوم بمسيرات"

امرأة أمام تمثال في الساحة المركزية بعد انسحاب الجيش الروسي من خيرسون (رويترز)

قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم الأربعاء إن روسيا أطلقت على الأرجح عدداً من الطائرات المسيرة إيرانية الصنع في حربها على أوكرانيا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأضافت الوزارة في تحديث يومي لمعلومات المخابرات على "تويتر" أن من المرجح أيضاً أن روسيا استهلكت كل مخزونها الحالي تقريباً من الأسلحة إيرانية الصنع وستسعى للحصول على المزيد من تلك الإمدادات.
وأشارت إلى أن الهجمات الروسية تمزج بين استخدام الطائرات المسيرة وأنظمة الأسلحة التقليدية التي يمكن إعادة استخدامها.

إلى ذلك تعرضت شبه جزيرة القرم الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا لهجوم بمسيرات، الثلاثاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، بحسب ما أعلنت السلطات المعينة من موسكو، فيما كانت القوات الروسية هناك "في حالة تأهب".

ويأتي الهجوم فيما أعلنت أوكرانيا انتصاراً إقليمياً آخر وبعد أيام قليلة من إعلان موسكو تعزيز مواقعها في شبه جزيرة القرم.

وقال ميخائيل رازفوجاييف حاكم منطقة سيفاستوبول الإدارية في شبه جزيرة القرم على "تيليغرام" "هناك هجوم بمسيرات. قوات دفاعنا الجوي تعمل في الوقت الحالي".

وأوضح أن مسيرتين "أسقطتا حتى الآن". وأكد عدم تضرر أي بنية تحتية مدنية ودعا السكان إلى "التزام الهدوء".

وضمت موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014 بعد تظاهرات مؤيدة للديمقراطية على مستوى البلاد أدت إلى إطاحة الرئيس الأوكراني المقرب من الكرملين.

واستخدمت روسيا شبه الجزيرة التي تضم عديداً من القواعد العسكرية الروسية المهمة، منصة لإطلاق هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط).

لكن في الأشهر الأخيرة، تقوم القوات الأوكرانية بهجوم مضاد في الجنوب نحو شبه جزيرة القرم، وفي وقت سابق من الشهر الجاري، استعادت مدينة خيرسون، عاصمة المنطقة الواقعة على حدود شبه الجزيرة التي ضمها الكرملين.

وقد وقعت عديد من الانفجارات في منشآت عسكرية روسية أو قربها في شبه جزيرة القرم منذ فبراير، من بينها هجوم منسق بمسيرات على ميناء روسي رئيسي في سيفاستوبول في أكتوبر (تشرين الأول).

والأسبوع الماضي، قال حاكم المنطقة الموالي لموسكو سيرغي أكسيونوف، إن السلطات تعزز مواقعها في شبه جزيرة القرم. وأوضح "أعمال التحصين جارية... بهدف ضمان أمن جميع سكان القرم".

السيطرة على جزيرة معزولة

ميدانياً، أعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، أنها استعادت السيطرة على شبه جزيرة منعزلة قبالة البحر الأسود بشكل شبه كامل فيما القتال مستمراً فيها. وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم، الثلاثاء، "لا يزال علينا (استعادة) ثلاث بلدات في شبه جزيرة كينبورن" لتحرير منطقة ميكولايف تماماً.

ويقسم القسم الجنوبي المطل على البحر الأسود إلى جزءين: في الغرب كجزء من منطقة ميكولايف، وفي الشرق كجزء من منطقة خيرسون. وهو معزول عن الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية بنهر دنيبرو الذي يتدفق عبر منطقة خيرسون.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إن دعم الكتلة كان حاسماً محذراً من "الإرهاق" من الحرب. وأضاف "إذا نحن الأوكرانيين لم نتعب، فلن يكون لبقية أوروبا الحق الأخلاقي ولا السياسي في أن تتعب".

ودعا كوليبا الاتحاد الأوروبي إلى فرض مروحة جديدة من العقوبات ضد روسيا، وحض على إيلاء اهتمام خاص للإجراءات التي تبطئ صناعة الصواريخ الروسية وتوقفها.

وقال "أدعو زملائي في الاتحاد الأوروبي... إلى إزالة أي شكوك أو، كما تقول العبارة الشائعة، إرهاق والبدء بحزمة العقوبات التاسعة وإنجازها بسرعة".

معارك في جنوب ميكولايف

ودارت معارك، الثلاثاء، بين القوات الأوكرانية والروسية على أطراف كينبورن، المنطقة الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو بجنوب أوكرانيا، جنوب ميكولايف، وفقاً للسلطات.

وقال حاكم المنطقة فيتالي كيم، الثلاثاء، "لا يزال علينا (استعادة) ثلاث بلدات في شبه جزيرة كينبورن" لتحرير منطقة ميكولايف بالكامل.

وكانت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني ناتاليا غومينيوك أشارت، الإثنين، إلى "عملية عسكرية جارية حالياً في شبه جزيرة كينبورنسكا". وقالت "نواصل القتال. ولدى توفر نتائج سنبلغ عنها"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وستشكل استعادة الجيش الأوكراني للقرى الثلاث الأخيرة في منطقة ميكولايف من الروس انتصاراً مهماً لكييف، بعد أيام قليلة على طردها القوات الروسية من خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت موسكو من السيطرة عليها منذ فبراير. واستولت القوات الروسية على هذه المنطقة منذ بداية هجومها.

خيرسون تزيل لافتات التأييد لروسيا

وبعد أن تخلت القوات الموالية لموسكو عن مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا، بدأت السلطات في إزالة وتمزيق ملصقات تعبر عن التأييد لروسيا ومزايا الحصول على جوازات سفر روسية ومعاشات التقاعد.

وحلت محلها لافتات أخرى تحمل شعارات بسيطة مثل "خيرسون - مدينة الأبطال" و"أيها المواطنون، أنتم أحرار" مطبوعة على خلفية صفراء.

وقالت أنتونينا دوبروزينسكا المتحدثة باسم الحكومة الأوكرانية في المنطقة، الثلاثاء، بينما كان العمال يزيلون الدعاية الموالية لروسيا من لوحة إعلانات خلفها "في اللحظة التي دخل فيها جنودنا (المدينة)، تم طباعة هذه الملصقات وتسليمها إلينا".

وكانت القوات الروسية قد غمرت المدينة بالملصقات خلال فترة احتلالها لها التي استمرت تسعة أشهر. وحملت بعض اللافتات شعار "المستقبل مع روسيا!".

شتاء صعب

حثت الحكومة الأوكرانية مواطنيها، الثلاثاء، على ترشيد استخدام الطاقة وسط هجمات روسية لا هوادة فيها قلصت قدرة شبكة الكهرباء في البلاد إلى النصف، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة من كارثة إنسانية في أوكرانيا هذا الشتاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت السلطات، إن ملايين الأوكرانيين، بما يشمل سكان العاصمة كييف، قد يواجهون انقطاعات في الكهرباء حتى نهاية مارس (آذار) على الأقل بسبب الهجمات الصاروخية التي أحدثت أضراراً "هائلة" وفقاً لما ذكرته شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن روسيا تحاول استخدام البرد هذا الشتاء "كسلاح دمار شامل" من خلال ضرب البنى التحتية للطاقة.

وقال خلال اجتماع مع رؤساء بلديات فرنسية في رسالة بالفيديو "الكرملين يريد تحويل البرد هذا الشتاء إلى سلاح دمار شامل".

وأضاف "من أجل أن نتمكن من البقاء هذا الشتاء ومنع روسيا من تحويل البرد إلى أداة للرعب والاستسلام، نحتاج إلى كثير من الأشياء" وحضهم على إرسال مولدات كهرباء ودعم عمليات إزالة الألغام ومعدات لخدمات الطوارئ والطواقم الطبية في أوكرانيا.

وشهدت أوكرانيا اعتدالاً في درجات الحرارة على غير المعتاد هذا الخريف، لكن الحرارة بدأت في الانخفاض إلى ما دون الصفر، ومن المتوقع أن تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر أو حتى أدنى من ذلك في بعض المناطق خلال أشهر الشتاء.

وتستهدف روسيا مرافق الطاقة الأوكرانية عقب سلسلة من الانتكاسات في ميدان القتال تضمنت انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الجنوبية إلى الضفة الشرقية من نهر دنيبرو الذي يمر وسط البلاد.

وقال رئيس الوزراء دينيس شميهال عبر تطبيق "تيليغرام"، الثلاثاء، "ترشيد الكهرباء تظل له أهمية كبيرة".

وأضاف أن انقطاعات الكهرباء المجدولة تحدث في جميع المناطق ومن الممكن قطع الكهرباء لظروف طارئة في بعض المواقف حيث بدأت نوبات الصقيع واستهلاك الكهرباء آخذ في الارتفاع.
وقال فولوديمير كودريتسكي رئيس شركة الكهرباء الوطنية، الثلاثاء، إنه عملياً لم تبق أي محطة لتوليد الكهرباء من دون أضرار، لكنه نفى وجود حاجة إلى إجلاء المدنيين.

وقال كودريتسكي في إفادة "لا يمكننا توليد نفس مقدار الطاقة التي يستخدمها المستهلكون"، مضيفاً أن من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة مجدداً بعد موجة برد قصيرة، اليوم الأربعاء، ما يوفر فرصة لاستقرار منظومة توليد الطاقة.

"أحلك الأيام"

قالت منظمة الصحة العالمية، إن مئات المستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية في أوكرانيا تفتقر إلى الوقود والماء والكهرباء لتلبية الاحتياجات الأساسية للأفراد.

وقال هانز كلوغ، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، في بيان بعد زيارة أوكرانيا "تواجه منظومة الصحة في أوكرانيا أحلك أيامها في الحرب حتى الآن. فبعد تعرضها لأكثر من 700 هجوم، أصبحت الآن ضحية لأزمة الطاقة".

ويسارع العمال لإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة، وفقاً لسيرغي كوفالينكو، الرئيس التنفيذي لشركة "ياسنو" التي تزود كييف بالطاقة. وقال كوفالينكو "خزنوا الملابس والأغطية التي توفر الدفء، وفكروا في خيارات تساعدكم في تخطي فترة انقطاع الكهرباء لفترة طويلة".

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني قوله في إفادة، إنه جرى استئناف ضخ الغاز في 1300 منطقة تمت استعادتها من روسيا في هجوم أوكراني مضاد. كما تم استئناف ضخ المياه في 1400 منطقة واستعادة خدمات الاتصالات المحمولة في 1200.

ونشرت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس وزراء أوكرانيا، في رسالة عبر تطبيق "تيليغرام" موجهة إلى سكان خيرسون، عدداً من الوسائل التي يمكن للمقيمين من خلالها التعبير عن رغبتهم في الرحيل. وكتبت "يمكن إجلاؤكم خلال فترة الشتاء إلى مناطق أكثر أمناً في البلاد".

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله، إن الهجمات الروسية على منظومة الطاقة هي نتيجة عدم استعداد كييف للتفاوض.

وقال ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني، إن روسيا تقصف خيرسون من الضفة الأخرى من نهر دينبرو الآن بعد فرار قواتها. وكتب في تغريدة في وقت متأخر من الإثنين "لا يوجد منطق عسكري: يريدون فحسب الانتقام من المدنيين".

وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمداً في إطار ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" لتخليص أوكرانيا من القوميين وحماية المجتمعات الناطقة بالروسية. وتصف كييف والغرب أفعال روسيا بأنها استيلاء استعماري لا مبرر له على أراض في الدولة المجاورة التي سيطرت عليها ذات يوم في إطار الاتحاد السوفياتي.

واشنطن ستقدم 4.5 مليار دولار لأوكرانيا

أعلنت الحكومة الأميركية، الثلاثاء، أنها ستقدم مساعدة مالية بقيمة 4.5 مليار دولار إلى أوكرانيا، بهدف "تعزيز الاستقرار الاقتصادي ودعم الخدمات الحكومية الأساسية".

ويأتي القرار في وقت تعاني كييف من تداعيات الهجوم الروسي مع تكثيف موسكو ضرباتها على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا بموازاة تكبدها خسائر متزايدة على الأرض. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان "سيبدأ صرف هذه الأموال في الأسابيع المقبلة".

وأضافت أن المساعدات ستذهب إلى الحكومة الأوكرانية وتساعدها في مواجهة الحرب التي تشنها روسيا "من خلال تعزيز الاستقرار الاقتصادي ودعم الخدمات الحكومية الأساسية، بما في ذلك أجور العاملين في المستشفيات والموظفين الحكوميين والمعلمين".

وقال البنك الدولي في بيان منفصل، إن الأموال ستخصص في إطار مشروع "بيس" (PEACE) وهو جزء من حزمة مساعدات بمليارات الدولارات لهذا البلد.

وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، إن الأموال الأميركية تأتي "في وقت حرج حيث تواجه البلاد انقطاعاً حاداً لإمدادات الطاقة وطقساً أكثر برودة". وأضاف أن "التزامنا تقديم المساعدة العاجلة لشعب أوكرانيا قوي كما كان دائما".

وتابع أن البنك الدولي جمع حتى الآن نحو 17.8 مليار دولار في شكل تمويل طارئ لدعم الشعب الأوكراني، وصُرف أكثر من 11.4 مليار دولار من هذا التمويل. وقالت يلين إن الأموال الأخيرة ترفع إجمالي الدعم الأميركي المباشر لأوكرانيا إلى 13 مليار دولار، جميعها في شكل منح.

من جهتها، هددت مجموعة "غازبروم" الروسية، الثلاثاء، بتقليص إمدادات الغاز الموجهة إلى مولدافيا متهمة أوكرانيا بالعبث بخط الأنابيب الذي يمر عبر أراضيها، الأمر الذي نفته كييف.

وقالت المجموعة العملاقة التابعة للدولة الروسية "كميات شحنات غازبروم من الغاز عند نقطة العبور في سودجا للتوجه نحو مولدافيا عبر أراضي أوكرانيا تتخطى (في الحقيقة) الكميات" التي تصل إلى الحدود بين أوكرانيا ومولدافيا.

من جهتها، أكدت شركة نقل الغاز الأوكرانية (جتسو) في بيان أن "كل كميات الغاز" الآتية من روسيا إلى كيشيناو "نُقِلَت بالكامل" عند نقطتي العبور إلى مولدافيا. وقالت مديرة الشؤون الحكومية والدولية في الشركة أولغا بييلكوفا "ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا الغاز كأداة للضغط السياسي".

المزيد من دوليات