Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تركيا تضبط ساعة الصفر لمعركة برية والأنظار تتجه نحو الرد السوري

رجح مراقبون حصول أنقرة على ضوء أخضر من الأميركيين والروس لشن هجوم محدود النطاق

إحدى النقاط التابعة لقيادة الجيش التركي في الشمال السوري (اندبندنت عربية)

لن تكتفي أنقرة بالقصف الجوي على مواقع وأهداف شمال شرقي سوريا رداً على تفجير إرهابي استهدف إسطنبول بل تتجه نحو الزج بجيشها للتقدم نحو مناطق ذات مكانة استراتيجية تعد بمثابة معاقل ونقاط قوة للفصائل الكردية المقاتلة، فيما يبدو أن التحضيرات لهذه المعركة أوشكت على الانتهاء.

وتنبئ تحركات "الجيش الوطني السوري"، الذراع العسكرية للمعارضة السورية، بالتوازي مع كثافة الضربات الجوية ودخول الطائرات المسيّرة إلى أجواء المعارك، بحسب مراقبين، بتهيئة المناخ المناسب لتحرك بري شمال سوريا بهدف استكمال منطقة عازلة نحو 30 كيلومتراً كما تخطط أنقرة منذ فترة طويلة. وعززت هذا الاعتقاد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدى عودته من افتتاح مسابقة كأس العالم في قطر للصحافيين، "لن نكتفي بالضربات الجوية".


رصاصة البداية

في الأثناء دخلت الطائرات المسيرّة على خط الاشتباك بكثافة عبر استهداف موقعين جديدين في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي ضمن مناطق نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الأول جنوب حقل عودة النفطي شمال شرقي الحسكة، والثاني بالقرب من قرية ليلان، بينما ألحق القصف المدفعي التركي أضراراً مادية في قرى تل رفعت بريف حلب الشمالي، أحد معاقل "قسد".

كل المؤشرات الميدانية تشي باقتراب ساعة الصفر لبدء الاجتياح التركي، في حين وجهت الولايات المتحدة وروسيا رسائل ضبط النفس إلى أنقرة، لم تلقَ اكتراثاً كبيراً بفحواها بل تم الرد عليها بتصعيد ناري متزايد.

وتبقى الضربة التي أودت بحياة 30 شخصاً بقصف جوي تركي على مواقع كردية الأكثر عنفاً، كما أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تدمير 89 هدفاً وصفتها بـ"القصاص" من العمل الغادر في إسطنبول في 13 نوفمبر الحالي الذي اتهمت "حزب العمال الكردستاني" بالتخطيط له، بينما نفى الطرف الكردي ذلك واصفاً الاتهامات التركية بالمزاعم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السيطرة الكاملة

في المقابل تترقب الأوساط السياسية مستوى الرد من النظام السوري ومدى قدرته على ردع الاجتياح المرتقب وتأثيره في الأجواء الإيجابية التي سادت في الآونة الأخيرة ووصلت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إلى درجة عقد اجتماعات أمنية رفيعة المستوى والتخطيط للقاء على مستوى دبلوماسي.

وجزم الباحث في القضايا السياسية السورية محمد هويدي بوجود رفض من جانب النظام السوري للعمل العسكري التركي المزمع "بل هناك سعي إلى الحفاظ على وحدة الأراضي والسيادة على كامل التراب السوري ولكن لا يمكن اتخاذ إجراءات عسكرية ما لم تكن الحكومة السورية تسيطر على تلك المنطقة بشكل تام وهذا كفيل بمنع تركيا من الإقدام على أي مغامرة في هذا الشأن"، مضيفاً "نتحدث اليوم عن مناطق خارج سيطرة الحكومة بشكل تام علاوة على وجود دولي متمثل في قواعد ونقاط للجيشين الأميركي والروسي في الشمال والشمال الشرقي لسوريا".

كما عبّر هويدي عن اعتقاده بأن "الرد السوري سيكون مناسباً في تلك الآونة إذا ما أصرت تركيا على الاجتياح وربما تذهب الأمور في اتجاهات عدة إذا ما لجأت قسد إلى حكومة دمشق، مما سيقوض الهجوم، بالتالي كبح الجماح التركي. وفي حال استمرت قسد بالاعتماد على الطرف الأميركي، فسيكون مصير المناطق كمصير عفرين وتل أبيض ورأس العين التي تخضع حالياً للسيطرة التركية".


ضبط النفس

في غضون ذلك دعت موسكو إلى ضبط النفس ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف أن "تركيا لم تبلغ روسيا مسبقاً بضرباتها على سوريا والعراق، وتتجه المساعي اليوم للعمل على إيجاد حل سلمي للقضية الكردية" بالتوازي مع رفض الخارجية الأميركية لأي عمل يزعزع استقرار المنطقة.

من جهته استبعد الباحث في شؤون السياسة الكردية جوان اليوسف حدوث عملية تركية وتوقع أنه "في حال شن الهجوم فسيكون ضمن نطاق ضيق ولن يكون هناك أي رد من دمشق"، مضيفاً "كما هي العادة، تنأى دمشق بنفسها عن الرد وعن أي مواجهة مباشرة، بخاصة أن حليفيها الأساسيين إيران وروسيا منشغلين بقضاياهما الخاصة، بينما ليس أمام قسد سوى خيار امتصاص المواجهة وصد الهجوم قدر المستطاع".

وأعرب اليوسف عن اعتقاده بأن "أردوغان سيستمر بتصدير الأزمة إرضاء للشارع التركي وشغل الناخب عن الأزمة الداخلية"، مردفاً أن "أنقرة ليست مستعدة لعمل واسع كهذا سواء من الناحية المادية أو من ناحية المواقف الدولية وليس لدى أميركا والأوروبيين أي استعداد لزيادة أعبائهم وخوض حروب جديدة، بل يسعون إلى الدخول في مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا".

أهداف وسيناريو الحرب

إزاء ذلك يتبادل طرفا النزاع التركي والكردي الرشقات الصاروخية بعد وصول خمسة صواريخ إلى مدينة غازي عنتاب رد عليها الجيش التركي، بينما تحسم "قسد" أمرها بصد أي هجوم وقالت في بيان على خلفية القصف الجوي في 20 نوفمبر الحالي، "تحضر تركيا منذ فترة طويلة هجوماً واسعاً على مناطق شمال سوريا وشرقها بعدما اختلقت مؤامرة التفجير في إسطنبول واتخذتها ذريعة لتهدد مناطقنا".

في هذا السياق تحدث هويدي عن "سيناريو تركي يمكن تخيله عبر احتلال مناطق عدة هي عين العرب ومنبج وعين عيسى، وهذه المناطق الثلاث هدف استراتيجي إضافة إلى تل رفعت. ولكن تركيا بكل تأكيد ستصطدم بالروسي والأميركي والسؤال هل بإمكان أنقرة الحصول على الضوء الأخضر منهما؟ أرى أن هناك غض طرف من قبلهما وهناك تسريبات عن العملية العسكرية والسيناريوهات المتوقعة. إلا أن ما سينتج من هذا الاجتياح مروع بالنسبة إلى قسد".

في النهاية أمام دمشق والوحدات الكردية فرصة أخيرة لحقن الدماء والحفاظ على الأرض بحسب مراقبين وذلك من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات من جديد.

المزيد من متابعات