Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فريدة بليزيد: لم أطمح إلى العالمية ويوسف شاهين أهم مخرج في تاريخ السينما

ترى أن عبلة كامل أفضل ممثلة مصرية وأن قضايا المرأة تشهد تطوراً كبيراً على الشاشة الكبيرة

المخرجة المغربية فريدة بليزيد لدى مشاركتها في مهرجان مراكش السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

كرم مهرجان مراكش السينمائي الدولي المخرجة الكبيرة فريدة بليزيد، أيقونة الإخراج ورائدة السينما في المغرب، التي تميزت بشكل لافت من حيث الأفكار وطرح القضايا، كما برعت في كتابة السيناريو.
ولدت في مدينة طنجة في عام 1948، درست السينما في باريس، لكنها فضلت ترك أوروبا والعودة إلى بلدها لتقديم قضايا مهمة معظمها يخص المرأة والهوية العربية، وهموم المغرب والمغاربة.

باب السماء

أخرجت فريدة بليزيد أفلاماً مميزة عدة وضعتها في مقدمة المخرجات وصناع السينما في المغرب والوطن العربي، مثل "هوية امرأة" و"باب السماء مفتوح" و"الدار البيضاء يا الدار البيضاء" و"خوانيتا بنت طنجة"، إضافة إلى كثير من الأفلام الوثائقية المهمة، وكتبت سيناريوهات عدة لأفلام مثل "جرحة في الحائط" و"عرائس من قصب"، كما كتبت أفلاماً في التسعينيات للمخرج محمد عبدالرحمن التازي. ومن أبرز أفلامها  أيضاً "كيد نسا"، الذي صدر عام 1999، وفاز بجائزة الجمهور في مهرجان "سينما أفريقيا، آسيا وأميركا اللاتينية" في ميلانو.
"اندبندنت عربية" التقت المخرجة الكبيرة التي تحدثت عن رحلتها الفنية وتكريمها، فقالت إنها بكل تأكيد "فخورة بأن تصل إلى مرحلة التكريم من قبل مهرجان كبير، علاقتها به قديمة، منذ أول دورة له تقريباً"، ولكن سعادتها الحقيقية هي أن الناس تقدر رحلتها الفنية، مضيفة "دائماً الجماهير هم المعيار الأساسي لنجاح الفنان، وإذا لم تتحقق معادلة حب الناس وتقديرهم ووصول المحتوى والفكرة لهم فهذا يعني أن المبدع ينقصه شيء كبير وربما أهم شيء".

قضايا المرأة

ولدى سؤال المخرجة المخضرمة عن رأيها في السينما العربية ومعالجة القضايا خصوصاً قضايا المرأة، أجابت أن "السينما العربية قدمت مئات القضايا المهمة، ولا يمكن إنكار أنها طرحت مشكلات على الرأي العام وعرفت كثيرين بأشياء مسكوت عنها. وبالنسبة إلى قضايا المرأة هناك عشرات القضايا المهمة طرحت بقوة خلال سنوات طويلة، والمخرجات العربيات مهتمات جداً بطرح قضايا المرأة والمجتمع بشكل عميق وإنساني يحتوي على إبداع لافت، وأنا بكل تأكيد كذلك مهتمة بقضايا المرأة لأني امرأة وأتحدث بشكل أكبر عن الذي أعرفه، ولكني حاولت تقديم موضوعات مختلفة وليس عن المرأة فقط".

العودة إلى الوطن

وفي موضوع دراستها في باريس وسبب إصرارها على العودة إلى وطنها وعدم استكمال مسيرة الإخراج بالخارج، قالت "من الضروري أن ينشغل المبدع والفنان وصانع المحتوى بهويته، ويجتهد لتقديم ثقافته المحلية والوطنية، فالسينما الأميركية تعمل على واقعها وكذلك الفرنسية ومفروض أن نكون بهذا الشكل، ولكن للأسف البعض يعتقد أن اللجوء إلى قضايا غربية بعيدة عن الواقع المحلي تجذب ما يسمى العالمية، وهذا غير حقيقي فالمحلية أهم من العالمية، وإذا قدم المبدع محتوى جيداً يستقبله العالم وينجح من دون التقيد بتقديم فكرة تشبه الغرب، فهم في الأصل غير متشوقين لرؤية أفكارهم نفسها، بل متطلعون للتعرف إلى ثقافات أخرى وعوالم جديدة".
وردت بليزيد على سؤال في شأن "هوس كثير من المخرجين بالتوجه إلى أوروبا وهوليوود حالياً"، فقالت "أنا أعتز بالسينما العربية، ولم يكن لدي أبداً هوس الصعود إلى العالمية. والطريق إلى العالمية لمن يريدها هو الغوص في الوضع المحلي وليس العيش خارج بلده ومعالجة قضايا غريبة حتى يكون قريباً من المجتمع الغربي، ويصبح عالمياً بالنسبة إليهم. ومثالاً على ما أقول، أرى أن المخرج يوسف شاهين قدم سينما عربية وصلت إلى العالمية وكل أفلامه أحبها وهو أفضل مخرج عربي وعالمي في العالم بالنسبة إليَّ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تطور ملحوظ

وعن صناعة السينما في المغرب، رأت بليزيد أن "السينما في المغرب العربي تشهد تطوراً كبيراً، وأستطيع أن أقول إنها أصبحت قوية في السنوات الأخيرة، وبدأت تخطو خطوات كبيرة نحو مقدمة السينما العربية، وتقدم أيضاً كماً رائعاً وكيفاً ملهماً وحقيقياً، وهي ليست مجرد أفلام معبأة على شريط سينمائي بلا هدف. وهناك تطور كبير في المغرب من حيث الإخراج تحديداً، حيث نجد موجة من المخرجين الشباب تعلموا في مدارس أوروبية في الغالب، واستغلوا ما قدمته لهم الثقافة الأوروبية من انفتاح فكري، مما كون لديهم حرية أكبر وإبداعاً لا حدود له ومن دون سقف، فقدموا أعمالاً مقبولة فنية ومهمة جماهيرياً ودولياً".
وتطرقت إلى الفرق بين المخرج الرجل والمخرجة المرأة وهل هناك صعوبات تقابل المرأة تحديداً في تنفيذ مشروعاتها، فقالت "الإبداع لا جنس له، ولكن كما الرجل يدافع عن حقوق الرجل، فالمرأة أيضاً من حقها أن تدافع عن حقوق المرأة، لكن في إطار التكامل. المرأة لا ينقصها أي شيء عن الرجل في الإخراج، فالنساء قادرات ومتميزات، وقد تواجه بعض الصعوبات المخرجين والمخرجات في الوقت نفسه وهي قلة الدعم والإنتاج".
ولم تخص بليزيد مخرجة مغربية معينة بالتميز. وقالت إن "معظمهن قدمن موضوعات جيدة، وكل واحدة منهن لها مسيرة مختلفة عني وعن غيرها".


قضايا شائكة

وعن رأيها في تقديم بعض المخرجين المغاربة قضايا شائكة جداً ومثيرة للجدل في أفلامهم بخاصة التي تعرض في المهرجانات الدولية، أوضحت أنها لا يكمن أن تصدر حكماً على أي شخص أو فكر. وترى أن "كل مخرج حر في تقديم ما يراه مناسباً، وهذا هو جمال الإبداع الذي لا بد أن يبنى على الحرية الكاملة واحترام وجهات النظر، ومن العيب الحكم على أي اتجاه أو تصرف، لأن كل شخص له ثقافة ومشروع وحلم من حقه أن يحققه بطريقته".
يشار إلى أن بليزيد قدمت أفلاماً وثائقية عدة مثل "الأطلس الصغير"، و"الأطلس الكبير"، و"عبر الوديان المزهرة". وأكدت محبتها للسينما الوثائقية، حيث تناولت موضوعات حققت شغفها في ذلك المجال، من قبيل الهوية المغربية والمرأة والمهاجرات، كما تناولت تلك الموضوعات في الأعمال الروائية، نافية تفضيلها الأفلام الروائية على الوثائقية، بالقول إن "كل أنواع السينما رائعة فالسينما هي الحياة بكل تفاصيلها".

وتابعت "حققت كل أحلامي الفنية وقدمت كل ما أريد في رحلتي الطويلة، ولا يزال أمامي حتى آخر يوم في عمري مشروعات أطمح إليها، فالسينما عشقي حتى النهاية".

السينما المصرية

وعن رأيها بالسينما المصرية ونجومها وعدم مشاركتها في أي مشروع مصري، اختتمت بليزيد الحوار، موضحة أن "السينما المصرية هي أيقونة السينما العربية، وهي أقدم صناعة فنية في الوطن العربي، وبالتأكيد تشهد كل يوم تطوراً كبيراً على مستوى الفن والصناعة". وأشارت إلى أنه "لا مانع من المشاركة في عمل مصري حينما يتوفر وتسمح الظروف".
وعن أفضل الممثلين المصريين من وجهة نظرها، أكدت أن الفنانة عبلة كامل هي ممثلتها المصرية المفضلة، إذ إنها "صاحبة مدرسة خاصة في التمثيل وشخصية منفردة غير متكررة"، وكذلك الفنان الكبير الراحل نور الشريف الذي أكدت أنها تمنت العمل معه ولكن القدر لم يمهلهما.
ولفتت المخرجة المغربية إلى أنها حضرت إلى العاصمة المصرية مرات عدة، وكانت ضمن لجنة تحكيم مهرجان القاهرة في إحدى السنوات. وأشارت إلى أنها تتابع السينما المصرية، ولديها شغف بمتابعة أنواع سينما مختلفة مثل السينما الهندية واليابانية والأميركية والأوروبية "لأنها تذيب الحواجز وتنقل الثقافات".

المزيد من سينما