Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تحقق مدارس الكرة الجزائرية ما عجزت عنه النوادي؟

المعتمدة من طرف الاتحاد مرحب بها والخاصة ينظر إليها بعين الريبة بسبب التكاليف المادية المرتفعة

الاتحاد الجزائري لكرة القدم أمام تحدي تنظيم المجال من أجل خدمة الرياضة (الإذاعة الجزائرية)

تنتشر أكاديميات كرة القدم في الجزائر وباتت أعدادها تتضاعف بشكل لافت، مما يطرح علامات استفهامات، لا سيما أن البطولة المحلية ليست بالمستوى الذي يجعل منها محل اهتمام، كما أن المنتخب الوطني لا يملك لاعبين من "إنتاج" محلي في مستوى عال، ما عدا ثلاثة أو أربعة لاعبين، فما الذي يشجع على فتح هذه المدارس الكروية؟

بين الحكومية والخاصة

ولم يعد خافياً على المتجول بأزقة مدن الجزائر أو المتابع لمختلف وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، الإعلانات التي تزين جدران الشوارع وصفحات الجرائد والمواقع، تشجع الآباء على تسجيل أبنائهم في مدارس كرة القدم، ليس من أجل ممارسة الرياضة وإنما بهدف تحقيق النجاح الذي توفره بضمان عرض من ناد "محترم" في الداخل أو الخارج وفق ما تروج له، وهو ما سمح بالتحاق أعداد كبيرة من الأطفال والشباب بين أربع و17 سنة.

وعلى رغم أن بعض الأكاديميات حققت أهدافاً كبيرة، وأغلبها معتمدة من طرف الاتحاد الجزائري لكرة القدم، واستطاعت اكتشاف مواهب زودت بهم المنتخبات الوطنية، إلا أن الخاصة منها بات ينظر إليها بعين الريبة بخاصة في ظل شروط وتكاليف مادية ليست في متناول جميع المواطنين ما عدا ميسوري الحال، وتتراوح بين 10 ملايين دينار أي ما يعادل 700 دولار، و15 مليون دينار أي ما يقارب 1100 دولار، للموسم الرياضي الواحد.

رد على اتهامات

يقول مسؤول الإعلام بأكاديمية "القرية" لكرة القدم بالجزائر العاصمة عبدالعزيز مناصرة، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، إن ضعف البطولة الجزائرية وغياب التكوين القاعدي المبني على الأسس العلمية، وكذا المشكلات المالية التي تواجه مختلف الأندية والفرق المحلية التي أدت إلى غلق مدارسها الكروية وتجاوز الاهتمام بالفئات الصغرى والشبابية، كلها عوامل فرضت التفكير في حلول تعيد الاعتبار إلى التكوين لبعث الكرة الجزائرية من جديد، مضيفاً أنه "بات من الضروري توفير المناخ الرياضي المناسب الذي يسهم في بروز المواهب الشابة من خلال الاعتماد على الانتقاء السليم وتوفير الكفاءات، وهو ما يسمح بتكوين نوعي يتماشى ومتطلبات كرة القدم الحديثة، بحيث يخضع اللاعب إلى برنامج تدريبي وترفيهي من دون إهمال الجانب التعليمي".

ويتابع مناصرة أنه "وفقاً لما سبق فإن الأكاديميات والمدارس الكروية هي من يستطيع تحقيق ذلك، بعد التجارب الفاشلة لمدارس النوادي والفرق المحلية، إذ عرفت البطولة الجزائرية خلال السنوات الماضية ضعفاً على جميع المستويات كشف عنه غياب الإنجازات"، مبرزاً أن هناك اتهامات تطاول الأكاديميات بأنها تخدم مصالحها التجارية المربحة ولا علاقة لها بالتكوين في كرة القدم، وبأنها موجهة لفئة معينة من المجتمع بسبب الأسعار المرتفعة، غير أن الحقيقة ليست كذلك، إذ تقريباً كل المدارس يشرف عليها لاعبون سابقون وخضعت لاشتراطات سواء من طرف اتحاد كرة القدم الجزائري أو الدولي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف المتحدث "أما بخصوص الأسعار فهي تخضع للعرض والطلب وأيضاً لما تقدمه كل أكاديمية من إمكانات وتجهيزات واهتمام، موضحاً أن هناك مدارس تنقل اللاعبين للمشاركة في دورات دولية خارج البلاد، وأخرى تضع برامج رحلات داخلية وخارجية للاحتكاك مع الفرق، وعليه فهي ليست موجهة لميسوري الحال، بل لكل فئة مدرستها لأن الأمر لا يتعلق بمدارس حكومية تطلب مبالغ رمزية وتتلقى الدعم الوفير من الجهات العمومية".

استغلال شغف الأطفال

يعتقد الصحافي المتخصص بالشؤون الرياضية واللاعب السابق سفيان محمد بلكبير، في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية"، أن انتشار أكاديميات كرة القدم بشكل لافت يعود لشغف الجزائريين الكبير بكرة القدم، وكذا للنجاح الذي عرفه المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة، إذ أصبح الأولياء يحلمون بأن يصبح أبناؤهم مثل اللاعبين محرز وبن ناصر وغيرهما. وقال إن الأكاديميات باتت تعمل تحت تسميات أوروبية بهدف استقطاب أعداد كبيرة من الشباب وتحصيل أموال ضخمة، وهي لا علاقة لها بالأندية الأوروبية، مشيراً إلى أن استراتيجية التكوين وصقل المواهب بعيدة كل البعد من البرامج الحديثة المعتمدة دولياً.

ويضيف محمد بلكبير أن الأولياء ولتجنب استغلال شغف أبنائهم عليهم اختيار الوجهة بعناية، مستدركاً "أظن أن الأكاديميات التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم تكتسب الصدقية في العمل وقد بينت أنها فعالة"، مشيراً إلى أن "كرة القدم ليست علوماً دقيقة ونجاح الطفل مرتبط بعديد من المعايير، لكن حسن الاختيار قد يكون حاسماً، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمغادرة الطفل للمنزل وأخذ الأكاديمية على عاتقها الإيواء والدراسة والأكل والتدريب، الأمر الذي لا نجده في الأكاديميات الحالية بالجزائر".

إنتاج جيل رياضي

وكإقرار بالدور الفعال بالغ الأهمية لانتقاء المواهب الخاصة بالفئات الشابة وانعكاساته على مستقبل كرة القدم الجزائرية، وفي ظل ضعف التكوين وإهمال المواهب والإبداع في الأندية والفرق، استحدث الاتحاد الجزائري لكرة القدم 13 أكاديمية تستهدف تزويد النخبة بلاعبين موهوبين.

وتعلن جمعية مدارس وأكاديميات كرة القدم أنها تسعى إلى المساهمة في تكوين البراعم والابتعاد عن الآفات الاجتماعية، واكتشاف المواهب الشابة وتوجيهها وصقلها عن طريق التكوين العلمي الأكاديمي، مع مساعدتها في تطوير مستواها والبحث عن نواد تبرز فيها، إضافة إلى المشاركة في بطولات محلية ودولية، وذلك من أجل إنتاج جيل رياضي مكون بطرق مدروسة.

المزيد من رياضة