Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حضور مميز للسينما المغربية في مهرجان مراكش وتونس تشارك بـ"أشكال"

"أزرق قفطان" يثير الجدل بسبب مناقشته المثلية الجنسية وخمس جنسيات تشارك في إنتاج "ملكات"

مشهد من الفيلم المغربي "أزرق قفطان" الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي (إدارة الإعلام بالمهرجان)

أثار فيلمان مغربيان عرضا خلال الساعات الماضية بمهرجان مراكش السينمائي الدولي حالاً من الجدل، إذ عرض فيلم "ملكات" في بانوراما السينما المغربية ضمن فعاليات المهرجان، وكذلك عرض فيلم "أزرق قفطان" ضمن المسابقة الرسمية، كما كان للسينما التونسية وجود ملحوظ بفيلم "أشكال".

ملكات بنكيران

وفيلم "ملكات" هو أول فيلم روائي لمخرجته المغربية ياسمين بنكيران، وتلعب البطولة الأساسية مجموعة من الممثلات المغربيات، منهن نسرين الراضي ونسرين بنشارة وجليلة التلمسي، ويتناول قصة ثلاث فتيات تلاحقهن الشرطة من منطقة جبال الأطلس وصخورها ووديانها إلى الجنوب والمحيط الأطلسي، والفيلم إنتاج مشترك بين شركات مغربية وفرنسية وبلجيكية وهولندية وقطرية.

قالت مخرجته ياسمين بنكيران إن هناك عراقيل كثيرة مر بها المشروع منذ بدايته بخاصة أنه توقف أثناء جائحة كورونا، وعانى أزمات كثيرة، مثل صعوبة التصوير الخارجي في درجات حرارة مختلفة بحسب الأماكن مثل الجبال والمحيط وغيرها، وهذا الاختلاف الكبير في أماكن التصوير ودرجات الحرارة وخطورة التنقل وقيادة السيارات في طرق مخيفة كانت عوامل مرهقة جداً، لكن تم تنفيذ العمل بصبر شديد حتى يخرج في أفضل صورة.

وأضافت ياسمين لـ"اندبندنت عربية" أن هناك جهات كثيرة أسهمت في إنتاج الفيلم، مشيرة إلى أن مثل تلك المشاريع الجديدة تحتاج إلى الدعم حتى تصير حقيقية على أرض الواقع.

وحول مدى تأثير مشاركة جهات أجنبية في وجهة نظر العمل الفني قالت ياسمين إنه لا يوجد أي تأثير يمكن ذكره، وجهات الإنتاج المختلفة بخاصة لو غير عربية لا تتحكم في وجهة نظر العمل، لأن دعمها لا يعني شروطاً ملزمة أو ضرورة تقديم توجه معين، وفي النهاية لا يؤثر أي رأي في وجهة نظر صانعي العمل لأن الرؤية والتناول والفكرة غير قابلة للجدل من الأساس وليست ملكية مشتركة حتى يتدخل أحد فيها، فهي ملك صانعي العمل فقط.

وتحدثت بنكيران عن التطور الذي تشهده السينما المغربية بدليل المشاركات بالمهرجانات العالمية لعدد كبير من المشاريع، وخصت المخرجات المغربيات "المجتهدات اللاتي قدمن كثيراً من الأعمال المهمة وشاركن بها في محافل عالمية وعرضت بنجاح كبير، بل تنافس هذه الأعمال أفلاماً عالمية وهذا يعكس قدرة المرأة المغربية ونجاحها وتطور السينما المغربية".

أزرق قفطان

وعرض كذلك الفيلم المغربي "أزرق قفطان" للمخرجة مريم التوازني، وهو الفيلم المغربي الوحيد المرشح في فئة المسابقة الرسمية، بطولة صالح بكري، ولبنى أزبال، وأيوب مسيوي، ومونية لمكيمل، وحميد الزوغي، وغيرهم من الممثلات والممثلين المغاربة.

وكعادة المخرجة مريم التوازني تناقش مواضيع شائكة وخارج الصندوق بخاصة ما يتعلق بالحريات والصدام الدائم مع الأعراف والتقاليد المجتمعية، وفي هذا العمل تناقش التوازني قصة لزوجين يديران متجراً للخياطة التقليدية وهما حليم ومينة، وينضم إليهما شاب يدعى يوسف يشارك حليم الشغف في عالم الخياطة، وتدور الأحداث حول علاقة أطراف الفيلم ويتطرق العمل للمثلية الجنسية ومواجهة التقاليد.

وقالت مخرجة الفيلم على هامش عرض عملها إنها تقدم من خلاله موضوعاً مؤثراً عن الحب غير المشروط، مع التشديد على حرية التعبير عن الأحاسيس الداخلية للإنسان. وأضافت أنها تقدم قضية مهمة، وسعيدة باختيار العمل في المسابقة الرسمية وفي مهرجان بهذا الحجم العربي والدولي.

أشكال

وحقق الفيلم التونسي "أشكال" المشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان ردود فعل قوية أيضاً، ليثبت وجود السينما التونسية بعمل مهم، وحصد الفيلم في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ثلاث جوائز في حفل ختام مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية في دورته الـ44، وهي: الجائزة الكبرى وجائزة النقاد وجائزة أفضل موسيقى.

وسبق أن عرض الفيلم عالمياً للمرة الأولى ضمن "قسم نصف شهر المخرجين"، خلال الدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتدور قصة الفيلم حول الشرطية "فاطمة" التي تكتشف وزميلها جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد أحياء منطقة "قرطاج"، وتتصاعد الأحداث في إطار بوليسي للكشف عن تفاصيل الجريمة التي يعقبها جريمة أخرى قبل الكشف عن قاتل الجثة في الجريمة الأولى، ويستعرض العمل الحياة في تونس والعلاقات البشرية وانعكاسات الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وقالت الممثلة التونسية فاطمة أوصيفي بطلة العمل إن الفيلم تناول كثيراً من الجوانب الواقعية بتونس، معتبرة أن ذلك أبرز ما فيه، وأن دور السينما يتمثل في تقديم انعكاس للحياة الواقعية والاجتماعية.

وأشارت أوصيفي إلى أن الفيلم يطرح تساؤلات عدة عن الفترة التي مرت بها تونس والتغيرات التي حدثت فيها في السنوات الأخيرة. وتابعت أنها سعيدة بالعمل مع المخرج يوسف الشابي لأنه صاحب رؤية سينمائية، وقدم بالفيلم قصة مزجت بين الواقع والخيال، بلغة سينمائية تحمل تشويقاً مختلفاً بطريقة إبداعية.

قضايا ملحة

وعن تجربته ومشروع فيلم "أشكال" قال المخرج التونسي يوسف الشابي إنه حاول إلقاء الضوء على بعض القضايا الملحة والتغيرات التي أحدثها الواقع السياسي الجديد داخل المجتمع التونسي. وأشار إلى أن الفيلم لا يقتصر على تحديد واقع بعينه على رغم ملامسته ما عاشته تونس خلال الفترة الماضية.

واختلف الشابي مع المخرجة المغربية ياسمين بنكيران حول المشاركة الأجنبية في الإنتاج وعدم تأثيرها في استقلالية الأعمال. وقال الشابي إن الإنتاج في تونس يعاني أزمة ومعظم الأعمال السينمائية تعتمد على الإنتاج من الخارج، وهذا يمثل عبئاً على استقلال الصناعة السينمائية وقضاياها التي تطرحها للمناقشة، بخاصة أن معايير الإنتاج تختلف من بلد لآخر، ويمكن بشكل كبير أن تتدخل الجهة الإنتاجية لتغيير مسار بعض الأعمال السينمائية، وتقديم رؤية مختلفة عن وجهة نظر صناع العمل التي يسعون إلى تقديمها.

وأضاف الشابي أنه شارك في "ورشات الأطلس" في سنة 2019 واستفاد من دعم هذه المنصة في الإنتاج.

المزيد من فنون