Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"معركة الإسدال" حلقة جديدة من صراع الهوية في مصر

زي مدرسة إعدادية للبنات استنفر دعاة مدنية الدولة وشبهوه بـ"الإيراني" فيما هلل له أنصار الجماعات الدينية

طالبات مدرسة نشا الإعدادية وقد ارتدين جميعا زيا موحدا يسمى "الإسدال" (مواقع التواصل)

شعر الأنثى في مصر، أو بالأحرى غطاء شعرها، لا يكاد يهدأ الشد والجذب حوله حتى يعاود الاشتعال مفجراً القيل والقال، وهي الأقوال التي أحياناً تنتهي في قاعات المحاكم أو في دهاليز دار الإفتاء أو مذابح الـ"سوشيال ميديا".

لكن سمة القيل والقال حول شعر المرأة المصرية وغطاء رأسها هو إما البكاء على زمن جميل مضى أو التمسك بتلابيب حاضر "ملتزم" يهيأ لأنصاره أن الباكين على الزمن الجميل الماضي يحاولون هدمه وإلحاق الضرر به.

والزمن الجميل الذي مضى لم يكن فيه حجاب أو خمار أو نقاب، أما الحاضر الملتزم المحتشم فأوله حجاب وختامه المسك خمار وحبذا لو نقاب، وبين الباكين على الماضي الجميل والممسكين بتلابيب الحاضر المحتشم حرب ضروس تفتر حيناً وتحتدم أحياناً وتبقي الجميع في حال استنفار دائم.

استنفار مزمن

الاستنفار المزمن يعبر عن نفسه بشكل واضح وصريح على منصات التواصل الاجتماعي حيث الفعل سريع الانتشار وردوده لحظية مليونية قابلة للانشطار. معارك البوركيني والبيكيني وما بينهما من مشاحنات صيفية موسمية تحتدم على شواطئ البلاد ومصايف العباد كل عام على مدى أعوام الالتزام، وتحديداً منذ دخل المصريون عصر تدين السبعينيات واعتناق قطاع عريض من المصريات أزياء الحجاب والخمار والنقاب.

فريق دعم البوركيني وتشجيع الالتزام ودعم "السترونق حجابي وومان" أو المرأة القوية بحجابها، يصارع فريق محاربة البوركيني وتشجيع حرية الاختيار ودعم "السترونق وومان" أو المرأة القوية بعلمها وثقافتها ودورها في المجتمع على حلبات لا تتوقف مبارياتها. ويزيد من حجم احتدام المباراة واشتعالها انضمام فريق ثالث ومنافسته على مكانة الصدارة، ألا وهو فريق حجب الأنثى من ألفها إلى يائها من المهد إلى اللحد.

 كانت المعركة على شعر رأس المرأة محتدمة وفي أوجها قبل بزوغ عصر الـ "سوشيال ميديا" الذي كشف حقيقة الأفكار والمعتقدات السائدة والرائجة بين قطاعات عريضة من المجتمع المصري، وهي القطاعات التي لم يكن لها صوت مسموع فيما مضى في أمور الحياة والمجتمع والمعيشة والثقافة والدين.

ثقافة دينية متراكمة

الثقافة الدينية التي أخذت تتراكم على مصر منذ سبعينيات القرن الماضي، وفي مقابلها الأقلية التي احتفظت بالثقافة المصرية الدينية المعروفة بالوسطية والمازجة الإيمان بالمدنية بالحداثة لم تجد أفضل أو أوقع أو أظهر من جسد الأنثى المصرية أرضاً للمعركة ومنصة للنزال.

نزلت الصور الملتقطة قبل أيام من داخل مدرسة نشا الإعدادية بنات بمحافظة الدقهلية نزول البراكين والأعاصير والرياح العاتية.

أثير منصات التواصل الاجتماعي لا سيما "فيسبوك" و"تويتر" تحول تراشقاً بالكلمات وتبادلاً للاتهامات وحائط مبكى تارة على مصر المدنية الليبرالية وأخرى على مصر المسلمة المتدينة على اعتبار إنهما متنافرتان متناقضتان.

التناقض الأولى ظهر بظهور صور لمئات الطالبات وجميعهن يرتدي "إسدالاً" وفي أقوال أخرى "ملحفة" وفي ثالثة "الزي الإيراني" وفي رابعة "أكفاناً زرقاء" والقائمة طويلة.

هذه المسميات التي انطلقت من جهة فريق "مصر المدنية الليبرالية" وجدت فيما تعلنه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية مراراً وتكراراً على مدى السنوات القليلة الماضية من أن الحجاب ليس إلزامياً في المدارس، وهو التصريح الذي يتكرر كلما تعرضت طالبة لإجبار أو مضايقات أو تنمر أو إهانة لأنها لا تغطي شعرها.

الجميع يعرف أن الغالبية المطلقة من طالبات المدارس الإعدادية والثانوية الحكومية وأحياناً الابتدائية ترتدي طرحة بيضاء مع الزي المدرسي، حتى تلك الأقلية التي لا ترتدي طرحة خارج المدرسة ترتديها في المدرسة عملاً بمبدأ "الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح".

حلي مشكلتك مع أمك

في مثل هذا الوقت من العام الدراسي الماضي ذاع منشور كتبته سيدة تعيش في محافظة الشرقية تحكي فيه عن تعرض ابنتها ذات الـ 13 عاماً للتهديد من قبل مدرستها التجريبية (حكومية) بمنعها من دخول المدرسة لأنها لا ترتدي طرحة، وكتبت الأم أن ابنتها الطالبة في الصف الأول الإعدادي تكالب عليها ثلاث معلمات وبلغوها ثلاث رسائل، الحجاب جزء من الزي المدرسي، وأن عليها ارتداءه في المدرسة ويمكنها خلعه خارجها، وأنها لو كانت تواجه مشكلة مع والدتها التي ترفض ارتداءها الطرحة، فـ "حلي مشكلتك مع أمك".

وقتها تدخل المجلس القومي للمرأة الذي خاطب وزارة التربية والتعليم مطالباً إياها بالتدخل مشدداً على أنه "من حق كل فتاة أن تتلقى تعليمها من دون إرهاب أو تهديد".

وعلى رغم تأكيد الوزارة أنه لا علاقة للحجاب بالزي المدرسي، وأن الوزارة لا تتدخل في فرض الحجاب من عدمه، وأن الأمر اختياري ولا يحق لإدارة مدرسة أو معلم أو معلمة التدخل لارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه، وعلى رغم تصريح الوزارة بأنه سيجري التحقيق في الواقعة للتحقق من وقوعها ومدى صحتها، إلا أن ما يحدث في الغالبية المطلقة من المدارس الحكومية المصرية وبعض المدارس غير الحكومية، ولكن المعروفة بهيمنة تيارات "محافظة" عليها، يصعب توثيقه أو إثباته لأن "الطرحة البيضاء" للطالبات أصبحت عرفاً، ورب عرف أشد بأساً وسطوة من مئات القوانين.

عجز القوانين

مئات القوانين تقف عاجزة أمام تجذر عرف وتمكن فكر وسطوة ثقافة يلتحف جميعها بالدين.

والد ثلاث فتيات في مراحل التعليم الإعدادية والثانوية يقول إن بناته الثلاث أجبرن على ارتداء الطرحة البيضاء على رغم أن كلا منهن في مدرسة مختلفة، ويقول إن "الإجبار لا يأتي كتابة، فالإجبار يتجسد في نظرة احتقار أو تعليق سخيف، والكارثة أن النظرة المحقرة للطالبة التي لا ترتدي الطرحة البيضاء لا تأتي من إدارة المدرسة أو المعلمين فقط، بل بقية الطالبات يعتبرن من لا ترتدي الطرحة مثلهن زومبي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير الأب إلى أن إدارات المدارس ومعلميها ومعلماتها وطالباتها لا يتعاملون مع أي من أركان الإسلام الخمسة أو ما تنص عليه المعاملات بهذه الصرامة، ويقول "الطرحة البيضاء هي الغاية ومربط الفرس".

هذا الأب لا يمثل سوى نفسه، وما يؤمن به من أفكار تتعلق بفرضية الحجاب أو حق الاختيار أو إعلاء شأن الجوهر وعدم الاكتفاء بالمظهر فقط استثنائية، لا سيما في أوساط المدارس الحكومية التي تحوي الغالبية العظمى من أبناء وبنات مصر، وبالتالي القاعدة العريضة من المصريين.

لا التفات ولا اهتمام

القاعدة العريضة من المصريين لا تلتفت كثيراً للصخب الدائر حول زي "الإسدال" في مدرسة نشا الإعدادية، ولا تهتم بمثل هذه الأمور "العادية".

مشهد المدرسة بالطالبات المختفيات خلف إسدالاتهن والمعلمات وأغلبهن يرتدين النقاب، بقدر ما أفزع القلة القلقة على مصر المدنية الليبرالية بقدر ما أسعد قاعدة عريضة من الأغلبية المعتبرة أن ملابس الأنثى هي الترجمة الرئيسة وأحياناً الوحيدة لتدين المجتمع، ناهيك عن كون ملابس الأنثى الضامن الوحيد للشرف والكافل المنفرد للعفة.

الأقلية القادرة على إحداث الصخب على أثير منصات التواصل الاجتماعي وكذلك على شاشات التلفزيون قوبلت بكائياتها على "المدنية التي راحت" و"الليبرالية التي رحلت" و"مصر البهية التي أظلمت" باحتفاءات صاخبة واحتفالات عارمة من قبل القابعين على الضفة الأخرى.

تعليقات عدة أمطرت رؤوس الباكين على المدنية والليبرالية باتهامات الدياثة والتشجيع على الفجور والدعوة إلى العري، وطالب كثيرون بالاحتفاء بالطالبات وذويهن ومعلماتهن وإدارة مدارسهن ورجل الأعمال الذي قيل إنه تبرع بقيمة تفصيل الزي للطالبات بشرط أن يكون بهذا الشكل.

هذا الشكل غريب في زي المدارس المصرية وإن كانت طالبات يرتدينه بصورة فردية، لكن الغالبية المطلقة ترتدي الطرحة البيضاء التي لم تعد اختياراً بل عرفاً سائداً مفروغاً منه، ولو قالت الوزارة آلاف المرات إنها ليست إجباراً أو أقمست إدارات المدارس إنها لا تفرضه أو قالت البنات أنفسهن إنه بمحض الاختيار، ففكرة المراجعة في الأصل غير واردة.

استجابة لشرع الله

وقد ورد على موقع "الفتح" صوت "الجبهة السلفية" ذات الشعبية، لا سيما في الأوساط البسيطة والريفية، من مقالات التأييد وعبارات التعضيد وتعليقات المباركة لهذا التوجه في زي مدارس البنات.

متحدث الدعوة السلفية عادل نصر قال إن "ما حدث في مدرسة نشا كان استجابة من البنات وأولياء الأمور للحجاب، وأن هذه الاستجابة ليست بأمر مستغرب بل هي استجابة لشرع الله تبارك وتعالى".

وأضاف أن القول بأن هذا الزي إيراني كذب، مؤكداً أنه "زي شرعي وأن مصر البلد المسلم أولى الناس بهذا الزي الشرعي".

وأشار إلى أن "هذه هي مصر الحقيقية وأن هذا هو دينها وهذا هو تاريخها وأن هذه هي ثقافتها وهويتها".

أما حزب النور السلفي الممثل في البرلمان المصري فقد هرع أعضاؤه للثناء على المدرسة والزي، فبين وصفه بـ "منظر يشرح القلب" و "من فرضه يستحق التكريم" والتشكيك في نيات المعارضين بـ "وأين أنتم من العري والفجور؟"، وأن "دعاة الأمة يقفون حائط صد يحول دون الإعلام العلماني"، وغيرها كثير، أجج الحزب "الديني" موقفه المدني من مصر "المدنية".

وعلى غرار "لا تقربوا الصلاة"، تداولت الجبهة السلفية وغيرها من الجمعيات والأفراد ما قاله وزير التربية والتعليم والتعليم الفني رضا حجازي حول "الحرية الشخصية والأمر الاختياري في ما ترتديه الطالبات"، لكنها توقفت عند هذا الحد ولم تنقل بقية تصريح الوزير الذي قال "لا يمكن الفرض على الأطفال أن يكون الحجاب زياً رسمياً إجبارياً".

لا قواعد ولا إجبار صريحاً

وبعيداً من أن الزي المدرسي في الأصل له قواعد ولا يمكن أن يكون مرة حجاباً وأخرى خماراً وثالثة إسدالاً ورابعة نقاباً، فإن المتابع لمحتوى الـ "سوشيال ميديا" هذه الآونة يمكنه أن يستشف بنفسه هوى كثيرين، فصحيح أن هناك بعضاً ممن يحذر من ترك الجماعات السلفية والأفكار المتشددة والمؤسسات الرافضة والمقاومة لتجديد الخطاب الديني ترتع في ربوع البلاد، وكفاها ما لاقته من توغل التطرف الديني منذ السبعينيات، إلا أن محبي هذا التوجه مفوهون وفصيحون.

كتب أحدهم على "تويتر" بناء على خبرته من المنصورة أن "بعض المدارس تفرض حجاب ملابس محتشمة مثل الحجاب والشادور والملس والإسدال المصري الجميل لحماية الفتيات في مواجهة ارتفاع وتيرة التحرش والملابس العارية والدعوات الإلحادية والفمينستية الإرهابية فكرياً ضد المجتمعات الشرق الأوسطية".

ويُلاحظ كذلك أن بعضهم اعتبر انتقاد فرض ارتداء إسدال على طالبات في مدرسة هو محاولات إلحادية لهدم الإسلام وجذب الفتيات الشريفات للرذيلة والفجور.

ويتم تداول مقاطع فيديو وكتابات على مستوى واسع على أنها تصريحات من أولياء الأمور بأن ارتداء بناتهم للإسدال كان برضاهن وأنه زي مطلوب لحمايتهن من المتحرشين.

كما يتم تداول فيديوهات وكتابات على أنها صادرة من الطالبات أنفسهن تطالب بعودة "الإسدال الجميل الذي يسترهن ويحميهن ويضمن شرفهن".

النضال بالحجاب

النضال بالحجاب أو الخمار أو الإسدال أو النقاب على أجساد النساء والفتيات المصريات حلقات مسلسلة بدأت قبل عقود، ومعروف أن جماعات دينية عدة وأفراداً يعتنقون أيديولوجيا دينية تميل إلى الالتزام الشديد وأحياناً التشدد، تنتهج نهج "هدايا الالتزام" للفتيات والنساء منذ بدأ هذا المد الثقافي مصر خلال السبعينيات، ولا تزال هذه الهدايا مستمرة.

الكاتب والطبيب خالد منتصر كتب تحت عنوان "الإخوان الأعداء والسيطرة بالأزياء" قبل أيام أنه لم يعتبر إسدال طالبات مدرسة نشا حادثة عارضة أو موضة أو تبرعاً وعمل خير من رجل أعمال يسعى إلى نشر العفة، أو كما قال مسؤول التعليم في الدقهلية من أنه حماية للبنات لأن المدرسة في منطقة يكثر فيها المتحرشون.

يقول، "قرأت المشهد بعين مختلفة لأنني أعرف أن بداية سيطرة الإخوان كانت بالملابس، فأنا واحد ممن حضروا كلية الطب أثناء بداية ثم سيطرة الجماعة الإسلامية الإخوانية على الجامعة. شاهدت سيناريو السيطرة والتوغل والتغلغل على الهواء مباشرة. دخلت الكلية وبنات دفعتنا وزميلاتنا لم تكن بينهن طالبة ترتدي الطرحة، ثم بدأ توزيع الطرح أو ما أطلقوا عليه الأحجبة وقتذاك. أسرع وسيلة للسيطرة كانت الطرحة أو الحجاب الذي تطور بعدها إلى النقاب، وتخرجنا و75 في المئة من الطالبات محجبات، وبدأت رحلة مصر مع تسلل الإخوان إلى مفاصل البلد، وليس هذا كلامي لكنه كلام قيادة مهمة من قياداتهم وهو الدكتور عصام العريان، فالزي هو أسرع لوغو تستطيع به التمييز وفرض سيطرتك على الشارع، وأفضل من السيطرة باللحية للرجال لأن الشيخ يكون ملتحياً والحاخام والقسيس وكارل ماركس ملتحين، لكن الطرحة والنقاب يميزان ويفرزان".

أوج المعركة

المؤكد أن المعركة الدائرة على رأس الأنثى المصرية وليس فيها في أوجها، وتدور على مدى 24/7، ولا يشعر بها إلا من تطوله شظاياها أو يلدغه ناشطو أحد الفريقين وأحيانا كلاهما.

وفي عرف رجل الشارع المصري عام 2022 والطبيعي والمتوقع والمعمول به ألا يظهر شعر المرأة إلا لو كانت مسيحية، وفي عرف المصرية العادية فإن تغطية الشعر طقس حياتي يومي مثله مثل الأكل والشرب، والمسألة لا تتعلق كثيراً أو قليلاً بأركان الدين أو حق المرأة في الاختيار أو من أفتى بماذا متى ولماذا؟ بقدر ما تتعلق بالعرف وما أصبح طقساً حياتياً يومياً، مضافاً إليه توابل "الحقوا هجمة على الدين من أعداء الدين" أو "هلموا إنهم يريدون تعرية نسائنا وفضح رجالنا" وغيرها من حوائط المبكى التي باتت معروفة.

لكن تظل حوائط المبكى أشكالاً واتجاهات، فحائط المبكى الافتراضي الذي تتجمع أمامه ثلة من المصريين الذين عاشوا أجواء الشارع المصري في سنوات ما قبل تدين السبعينيات ونجوا بأنفسهم، أو هكذا يعتقدون، من التدين المظهري المصاحب للتشدد الفكري من دون التطرق إلى باب المعاملات، يبكون بين الحين والآخر أيضاً، ومع البكاء يفتشون وينقبون في أغوار الأرشيف ويستخرجون ما لديهم من صور توثق أنشطة وأمكنة وألبسة تعكس وجه مصر وقلبها وعقلها حتى سبعينيات القرن الماضي.

لكن لكل حائط مبكى مدني ليبرالي مدافع عن رأس المرأة المصرية حائط مبكى مضاد له في الاتجاه ومساو له في المقدار، ولكن على رأس المرأة المصرية كذلك.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات