Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بريكست بدون اتفاق" يتلقى دعما من قيادات رجال الأعمال في بريطانيا

تحذيرات من دفع 225 مليار دولار للاتحاد الأوروبي ضمن عمليات الإنقاذ المالي

رجال الأعمال في بريطانيا يدعمون المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة بوريس جونسون بـ"تحالف بريكست" (أ.ف.ب)

تلقى احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل دفعة جديدة من مجموعة من رجال الأعمال المؤيدين للبريكست، فيما يعتبر دعما غير مباشر لبوريس جونسون، المرشح الأوفر حظا للفوز بزعامة حزب المحافظين الحاكم، ورئاسة الحكومة خلفا لرئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي رسالة وجهها هذا الأسبوع "تحالف بريكست" لرؤساء الدوائر الانتخابية في حزب المحافظين ولعدد من كبار نواب مجلس العموم (البرلمان) عن الحزب، طالب التحالف أعضاء حزب المحافظين بالتصويت للمرشح الذي سيقود الخروج من أوروبا ضمن شروط منظمة التجارة العالمية (أي الانفصال الأم دون أي ترتيبات أو اتفاق).

و"تحالف بريكست" هو تجمع جديد من رجال الأعمال ورؤساء الشركات الحاليين والسابقين يمثل 29 منظمة، ويعد تجمعا لقيادات الأعمال المؤيدة للبريكست منها "تحالف المقاولين البريطانيين" و"فلاحون من أجل بريطانيا" و"عمال من أجل البريكست" و"خضر من أجل البريكست".

وحذر تحالف بريكست في رسالته من أن بريطانيا قد تجد نفسها ملزمة بدفع أكثر من 200 مليار يورو ( 225 مليار دولار) للاتحاد الأوروبي كمساهمة في عمليات إنقاذ مالي في حال تعثر بنوك في دول الاتحاد حتى بعد البريكست ما لم "تخرج بشكل نظيف تماما وطبقا لشروط منظمة التجارة العالمية".

التزامات خفية

وكان تجمع "غلوبال بريطانيا" نشر دراسة مفصلة مطلع العام تشير إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأي ترتيب أو اتفاق سيعني التزام بريطانيا بالمساهمة في عمليات الإنقاذ المالي للقطاع المصرفي والشركات في دول الاتحاد حتى بعد البريكست.

وفي ضوء توقعات الركود الاقتصادي في دول الاتحاد الأوروبي وأزمات القطاع المالي المتوقعة، خصوصا في دول كبرى مثل إيطاليا، سيكون على بريطانيا دفع نصيبها من عمليات الإنقاذ المالي التي يضطر لها الاتحاد الأوروبي. وبما أن بريطانيا ستظل، ضمن أي ترتيب أو اتفاق، مساهمة في البنك المركزي الأوروبي فقد تصل التزاماتها إلى 186 مليار جنيه استرليني(230 مليار مليا ردولار ) ، وربما ضعف ذلك المبلغ في حال اتساع الأزمة الاقتصادية في أوروبا.

ولم تلق تلك الدراسة اهتماما إعلاميا في سياق الحملة على الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع المفوضية الأوروبية بشأن البريكست. لكن الآن، ومع تأجيل موعد البريكست الأصلي في نهاية مارس (آذار) الماضي إلى نهاية أكتوبر المقبل، يعيد المدافعون عن الخروج السريع بدون اتفاق إحياء تلك الأرقام والاستنتاجات.

وتشير رسالة تحالف بريكست إلى أن تلك الالتزامات لم تحظ بأي نقاش في فترة الجدل حول الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وأن هناك التزامات خفية أخرى قد تصل بما على بريطانيا دفعه لأوروبا إلى 441 مليار يورو (495 مليار دولار )في غضون السنوات الانتقالية بعد البريكست.

كما تحذر رسالة تحالف بريكست لقيادات حزب المحافظين الحاكم على مستوى الدوائر الانتخابية من أن بريطانيا قد تظل خاضعة لأوروبا في مجالات مثل الدفاع والاستخبارات في حال البريكست باتفاق من أي نوع.

لذا، يطالب هؤلاء بضرورة الخروج السريع بدون أي اتفاق وأن تكون علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي ضمن شروط وبنود منظمة التجارة العالمية، كأي علاقة بين دول أو تجمعات لا تربطها أي التزامات مشتركة.

دعم لجونسون

ويعد هذا دعما للمتحمسين للبريكست بدون اتفاق وبشكل فوري في نهاية أكتوبر، كما يطالب حزب البريكست بزعامة نايجل فاراج الذي استقطب نسبة كبيرة من أصوات المحافظين التقليدية في الانتخابات الأوروبية الأخيرة في بريطانيا.

لكن الأهم أن رسالة تحالف بريكست يمكن أن تفيد حملة برويس جونسون، الذي يبدو أكثر حماسا من جريمي هنت منافسه على زعامة المحافظين ورئاسة الحكومة، في الترويج لانتخابه باعتباره القادر على توفير مئات مليارات الجنيهات على بريطانيا بالبريكست الفوري بدون اتفاق.

وسبق أن وعد جونسون بعدم دفع مبلغ 39 مليار جنيه استرليني تُستحق على بريطانيا للاتحاد الأوروبي عند الخروج. وتضيف رسالة تحالف بريكست ذخيرة جديدة لحملة انتخاب جونسون باعتباره سيوفر لبريطانيا أضعاف ذلك المبلغ بالخروج بدون اتفاق.

يذكر أن المرشح المنافس جريمي هنت وعد بإعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي على اتفاق للخروج قبل موعد بريكست، لكنه سيقود بريطانيا لبريكست بدون اتفاق في موعده إذا اضطر لذلك. ويرى أنصار البريكست بدون اتفاق وضمن شروط منظمة التجارة العالمية أن ذلك قد يكون أكثر فائدة لصيادي السمك في بريطانيا، خصوصا في اسكتلندا، لأن أي اتفاق مع أوروبا سيضمن استمرار الجور على المصايد البريطانية.

وخلال الأسبوعين المقبلين، حتى موعد نهاية التصويت العام لحزب المحافظين في 22 يوليو (تموز)، يصعِّد المؤيدون لبريكست بدون اتفاق الذين يدعمون جونسون، والمتحفظون الذين يدعمون هنت من حملاتهم مستغلين كل ما يمكن للترويج لمرشحهم.

ويبدو حتى الآن أن أصحاب حملة البريكست بدون اتفاق هم الأعلى صوتا، بغض النظر عن تبعات مثل هذا الخروج الذي تحذر منه المؤسسات الرئيسية في بريطانيا على الاقتصاد البريطاني وعلى حياة الناس في البلاد.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد