Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوجه الجديد لـ"تويتر"... ملامح مختلفة ولا شيء بالمجان

في تطبيق التغريدات الشهير... ما قبل إيلون ماسك ليس كما بعده

أطلق "تويتر" بداية الشهر الحالي خدمة الاشتراك الشهري مقابل ثمانية دولارات (موقع آن سبلاش)

خضع "تويتر" إلى سلسلة من التغييرات، فمنذ أن أكمل إيلون ماسك الاستحواذ على الشركة في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سرح نصف القوة العاملة وأضاف خطةً لزيادة الإيرادات عن طريق فرض رسوم على المستخدمين، كما ناقش هو ومستشاروه السماح للمستخدمين بدفع رسوم لإرسال رسالة مباشرة إلى المشاهير على المنصة وإضافة مقاطع فيديو مدفوعة الأجر.
والواضح أن ماسك في طريقه إلى وضع خطته الجديدة، وهو يراقب عمل جميع المنصات الأخرى محاولاً إضافة الميزة الأكثر نجاحاً في كل منها إلى منصته، مع وضع لمسته الخاصة، لكن أياً يكن ما سيُطرح كجديد على "تويتر"، إلا أن الأكيد أن لا شيء من دون مقابل بعد اليوم، باختصار، كل شيء متاح للجميع، لكن لا شيء بالمجان.

إعلان ثم تأجيل الإطلاق

أطلق "تويتر" بداية الشهر الحالي خدمة الاشتراك الشهري مقابل ثمانية دولارات، تتضمن الخدمة منح علامة التوثيق الزرقاء للحسابات التي يتم التحقق منها، إذ بمجرد اشتراك المستخدمين العاديين بالمنصة يمكنهم الحصول على العلامة بجوار أسمائهم بغض النظر عن شهرتهم الفعلية، تماماً كما المشاهير والشركات والسياسيين الذين يتابعونهم، وفي أثناء ذلك ظهرت لفترة وجيزة علامة تحقق مستقلة، كانت عبارة عن شارة رمادية تم نشرها لوسائل الإعلام الرئيسة والشركات والمؤسسات الحكومية، ثم اختفت بعد أن غرد ماسك معلناً إلغائها، قائلاً لقد كانت "كابوساً جمالياً".
لكن يبدو أن الفوضى العارمة التي اجتاحت "تويتر" منذ إعلان مجموعة الإجراءات المثيرة للجدل جعلت إيلون ماسك يتمهل قليلاً، فقد غرد الثلاثاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، معلناً تأجيل الإطلاق حتى 29 نوفمبر، بسبب الجدل المستمر حول هذه الخدمة والذي لم يتوقف منذ إعلانها في الأيام العشرة الماضية، بالإضافة إلى تأكيده على أن ما قبل القرارات الجديدة ليس كما بعده، باختصار ما تم الحصول عليه مجاناً طوال الفترة الماضية أصبح في عالم النسيان، وكل من لم يشترك في الخدمة المدفوعة سيخسر علامته الزرقاء التي حصل عليها مجاناً.

جدل أثاره نظام تحقق جديد

وكان خبراء أثاروا في وقت سابق مخاوف جسيمة بشأن تغيير نظام التحقق الخاص بالمنصة، والذي على رغم كونه لم يكن مثالياً، إلا أنه ساعد المستخدمين البالغ عددهم 238 مليوناً على تحديد ما إذا كانت الحسابات التي حصلوا على معلومات منها أصلية أم لا، كما أن التحديث الذي أجراه "تويتر" لإصدار "آي أو أس" (IOS) من التطبيق لا يذكر التحقق كجزء من نظام "الفحص الأزرق" الجديد.
ويمثل التغيير الجديد الذي قدمه "تويتر"، بعد أن أصلح نظام التحقق الخاص بالمنصة، نهاية نظام التحقق القديم الذي تم إطلاقه في عام 2009 لمنع انتحال هوية الحسابات البارزة مثل المشاهير والسياسيين. وقبل هذا التعديل كان لدى" تويتر" حوالى 423 ألف حساب تم التحقق منها، ومعظمهم صحافيون من جميع أنحاء العالم، تحققت منهم الشركة بغض النظر عن عدد متابعيهم.
وأتى ذلك بعد يوم واحد من بدء الشركة بتسريح العمال لخفض النفقات، إذ تم التخلي عن نصف موظفي الشركة البالغ عددهم 7500 موظف، كما كتب على "تويتر" يوئيل روث، رئيس قسم السلامة والنزاهة في "تويتر"، بالإضافة إلى توقف المزيد من الشركات عن الإعلان موقتاً على" تويتر"، حيث ينتظر عالم الشركات ليرى استراتيجية عمل المنصة تحت إشراف مالكها الجديد، على سبيل المثال شركة "يونايتد إيرلاينز" و "جنرال موتورز" و"أودي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خطة لإيقاف محاولات الاحتيال

وأبدى ماسك أيضاً في البداية حماسته بشأن فرض رسوم على التحقق من الحساب، والذي يُشار إليه بعلامة اختيار زرقاء، مفترضاً أن الرسوم الشهرية سترفع تكلفة إنشاء حساب مزيف، بحيث ستضع حداً للمحتالين وسيتوقفون في النهاية عن المحاولة، مشبهاً المحتوى الذي تنتجه حسابات لم يتم التحقق منها، برسائل البريد الإلكتروني التي تنتهي في مجلد الرسائل غير المرغوب بها، تلك التي يمكن مشاهدتها ولكنها غير متاحة بسهولة، وافترض أن هذا الأمر سينتهي بالناس إلى الاطلاع إلى حد كبير على حسابات" تويتر" التي تم التحقق منها ومتابعتها والتفاعل معها، كما وصف هذه الخطوة بأنها "تسوية لساحة اللعب" من جهة، والخروج عن "حالة اللوردات والفلاحين" من جهة أخرى، حيث لن يسمح بعد اليوم أن يكون لبعض الناس "علامة توثيق زرقاء" وأن يحرم منها بعضهم الآخر.

لكن الحقيقة أن هذه الميزة أسهمت في زيادة عمليات الاحتيال بعد ظهور عدد من المنشورات المزيفة من حسابات تحمل أسماء شخصيات معروفة مثل عبارة "أفتقد قتل العراقيين" التي نشرها حساب موثّق باسم الرئيس الأميركي السابق "جورج دبليو بوش"، ليعيد نشرها حساب آخر موثق يحمل اسم "توني بلير" معلقاً "لدي نفس الشعور بصراحة"، والأمثلة كثيرة لشركات وشخصيات رياضية وغيرها.

جني الأموال في الاتجاهين

ويعتزم ماسك فتح صفحة جديدة على "تويتر" بشكل جذري، وإذا حصل هذا الأمر سنكون أمام تغيير كامل في ملامح المنصة، فقد صرح الرجل الأغنى في العالم أنه يأمل في نهاية المطاف في تحويل" تويتر" إلى "تطبيق لكل شيء" على غرار "وي تشات"، وهو تطبيق تواصل اجتماعي صيني واسع الاستخدامات والوظائف، يستخدمه أكثر من مليار شخص في المراسلة الحرة والتجارة وخدمات الدفع، للعثور على الأخبار وسيارات الأجرة وطلب الطعام وغيرها. وقال إنه يرغب في أن يكون المستخدمون قادرين على شراء المنتجات على "تويتر" "من دون عناء" و"بنقرة واحدة".
كما أبدى في مناسبة أخرى نواياه في السماح لـ"تويتر" بجني الأموال من منشئي المحتوى والتعمق أكثر في الفيديو وقطاعات الأعمال التي برعت فيها منصة "تيك توك"، كما سيفتح المجال أمام المستخدمين لجني الأموال من كافة أشكال المحتوى المتاحة على "تويتر".


ملامح جديدة

وإيلون ماسك الذي أعلن بعد وقت قصير من إبرام صفقة شراء "تويتر" أن الشركة ستشكل مجلساً للإشراف على المحتوى لتحديد أنواع المنشورات التي يجب السماح بها وما يجب إزالته، عاد وصرح بأن المنصة ستوفر أيضاً ميزة إرفاق نص طويل في التغريدات، الأمر الذي سيضع حداً للقطات الشاشة المأخوذة من تطبيق المفكرة، بالإضافة إلى تحسين محرك البحث داخل المنصة ليصبح أسرع وأكثر كفاءة من سابقه الذي شبهه بمحرك بحث "إنفو سيك" نسخة 1998.
كما اعتبر ماسك إن الفيديو سيكون مجال استثمار وربح كبير بإمكانه أن يقدم وسيلة أفضل لتحقيق الدخل من تلك التي يوفرها "يويتوب"، واقترح أن يكون بإمكان المستخدمين الذين يدفعون مقابل خدمة الاشتراك في "تويتر بلو" في البداية نشر مقاطع مدتها 10 دقائق، ثم مقاطع فيديو مدتها 42 دقيقة بدقة 1080، ثم مقاطع فيديو مدتها ساعات عدة في نهاية المطاف.
وناقش ماسك أيضاً أحد تصوراته المستقبلية ويتمثل بربط الحسابات المصرفية لمستخدمي "تويتر"، الأمر الذي يمكّنهم من إرسال الأموال لبعضهم البعض، بخاصة للمبدعين من خلال تمكين تحقيق الدخل لمنشئي المحتوى لجذبهم واستقطابهم لنشر أعمالهم على المنصة، ومن ثم الحصول على رصيد خاص بهم في "تويتر" مع إمكانية إرسال أموال إلى شخص آخر داخل المنصة، بالإضافة إلى الطريقة لتي ستمكن المستخدمين من سحب الأموال من "تويتر" عن طريق ربط حساباتهم المصرفية، ضمن نظام مشابه لـ PayPal" باي بال"، بالإضافة إلى توفير بطاقات متنوعة للائتمان والخصم والشيكات وغيرها.
الحقيقة أننا أمام تعديلات كبيرة يُحتمل أن تغير شكل التطبيق الحالي تماماً، لكن هل سيُفقِد هذا الأمر "تويتر" خصوصيته وتفاصيله التي تميزه عن غيره من التطبيقات؟ وهل سينجح مالكه الجديد في تحويله إلى منصة جديدة ومرغوبة في الوقت ذاته؟

المزيد من علوم