تسعى إيران إلى خطف أو قتل أشخاص يقيمون في المملكة المتحدة تعتبرهم "أعداء النظام"، وفق ما أعلن مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (إم آي 5) الأربعاء، مشيراً إلى الكشف عن 10 خطط على الأقل من هذا النوع خلال العام الحالي.
وحذر كين ماكالوم في خطاب بمقر الوكالة من أن إيران "تمثل تهديداً مباشراً للمملكة المتحدة من خلال أجهزة استخباراتها العدائية".
وأضاف، "يشمل أكثرها شدة طموحات بخطف أو حتى قتل أفراد بريطانيين أو مقرهم المملكة المتحدة يعتبرون أعداء للنظام".
وأكد، "شهدنا 10 تهديدات محتملة على الأقل من هذا القبيل منذ يناير (كانون الثاني)، ونتعاون مع شركاء محليين ودوليين لعرقلة هذا النشاط غير المقبول إطلاقاً".
المسؤول البريطاني قال إن جهاز الاستخبارات العسكرية تبنى تعديلات هي الأضخم منذ سنوات للتعامل مع تهديدات الدول المعادية التي لا تواجه مشكلة في الأساليب التي تتبعها لتعريض المجتمع البريطاني والقيم البريطانية والمؤسسات الديمقراطية للخطر.
مكالوم أشار إلى أن هناك تهديدات من الصين وإيران، تتفاوت بين تعريض البنى التحتية البريطانية للخطر ومحاولات تعريض النظام السياسي لمخططات إرهابية وأن بعضها قد يشمل عمليات اغتيال.
جواسيس روس
وقال ماكالوم إن على المملكة المتحدة "أن تكون مستعدة للعدوان الروسي لسنوات مقبلة"، متحدثاً عن "التهديد الحقيقي للغاية" الذي تشكله الدول المعادية.
ورأى ماكالوم أن المملكة المتحدة في صراع مع "خصوم لديهم نطاق هائل وليسوا خجولين حيال التكتيكات التي يستخدمونها"، موضحاً بأن الخطر الأساس يأتي من روسيا والصين وإيران.
وعلى رغم أنه شدد على أن الرئيس فلاديمير بوتين لم ينتصر في الحرب ضد أوكرانيا، إلا أنه تحدث عن "النقطة الجادة وهي أن المملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة للعدوان الروسي لسنوات مقبلة"، لافتاً إلى أن "بعضاً من هذا العدوان سيكون خفياً وعلى ’أم آي 5‘ الكشف عنه ومعالجته، لكن كثيراً منه سيكون علنياً".
واعتبر رئيس الاستخبارات الداخلية أن طرد أكثر من 600 دبلوماسي روسي من دول حول العالم منذ فبراير (شباط)، واعتبار أكثر من 400 منهم جواسيس، يعتبر من أهم "الضربات الاستراتيجية لأجهزة الاستخبارات الروسية في التاريخ الأوروبي الحديث".
وأشار إلى أنه في المملكة المتحدة وحدها تم إبعاد 23 جاسوساً روسياً ممن عملوا تحت الغطاء الدبلوماسي، وحرم 100 روسي آخر من التأشيرات الدبلوماسية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
الترهيب الصيني
وبالنسبة إلى الصين قال ماكالوم إن بكين تستخدم كل الوسائل المتاحة لها لمراقبة وترهيب المغتربين الصينيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار إلى حادثة وقعت الشهر الماضي في مانشستر شمال إنجلترا، عندما قال رجل كان يحتج أمام قنصلية صينية إن ملثمين جروه إلى داخل المبنى قبل أن يتعرض للركل واللكم.
ولفت مكالوم إلى أن الصين تستخدم "منظمات الواجهة لممارسة الضغط على أولئك الذين يتحدون المصالح الأساس للنظام"، لافتاً إلى أنه "يمكننا أن نتوقع أن تزداد أكثر مع قيام الرئيس شي بتعزيز سلطته على أساس غير محدد".
وأضاف، "لا يمكن التسامح مع ترهيب ومضايقة مواطني المملكة المتحدة أو أولئك الذين اتخذوها وطناً".
وأوضح رئيس الاستخبارات الداخلية أن جهاز "أم آي 5" والشرطة أحبطا 37 مؤامرة هجوم إرهابي في مراحلها الأخيرة منذ بداية عام 2017، أي بزيادة ثمان محاولات منذ أن قدم ماكالوم آخر تحديث له في شأن التهديدات خلال يوليو (تموز) العام الماضي.
وقال مكالوم إن الأجهزة الأمنية تشهد محاولات متزايدة من قبل المتطرفين اليمينيين "للحصول على أسلحة" وبخاصة النارية منها، وذلك قبل وقت طويل من بروز أي أهداف واضحة لديهم.
وأشار إلى وجود أعداد متزايدة من "المؤثرين اليمينيين المتطرفين الذين يؤججون المظالم ويضخمون نظريات المؤامرة".
كما لفت مكالوم إلى أن الإرهاب المستوحى من الأفكار الإسلامية لا يزال يمثل نحو ثلاثة أرباع قضايا الإرهاب التي يتعامل معها جهازه.
استدعاء أرفع دبلوماسي إيراني
واستدعى وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي الأسبوع الماضي أرفع دبلوماسي إيراني في لندن متهماً طهران بتهديد حياة صحافيين يقيمون في المملكة المتحدة.
وتزامن ذلك مع حصول بطلة المصارعة المولودة في إيران مليكة بلالي (22 عاماً) والمقيمة حالياً في اسكتلندا على حماية من الشرطة عقب الإعلان عن أنها تلقت هي أيضاً تهديدات بالقتل.
وذكرت تقارير بأن التهديدات للأشخاص المقيمين خارج إيران ازدادت منذ اندلعت الاحتجاجات المناهضة للنظام في أعقاب وفاة مهسا أميني منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، أثناء احتجازها من قبل شرطة الأخلاق التي اتهمتها بخرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية.
وانخرطت طهران ولندن في سجالات خلال السنوات الأخيرة على خلفية سجن مواطنين بريطانيين في إيران، ولعل القضية الأبرز كانت قضية البريطانية - الإيرانية نازنين زاغاري راتكليف التي أطلق سراحها في مارس (آذار) بعدما سجنت ست سنوات في طهران.