Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مجموعة "العشرين": التهديد بالنووي غير مقبول وغالبية الدول الأعضاء تدين الحرب

جينبينغ يحذر من تحويل الغذاء والطاقة إلى "سلاح" وينتقد سياسة العقوبات الغربية ويدعو لتطوير العلاقات مع أستراليا

كشفت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة "العشرين" المنعقدة في بالي عن أن البلدان المشاركة، بما فيها روسيا، ستندد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا التي سيدينها معظم الدول المنضوية في التكتل.

"معاناة بشرية"

وتدعو مسودة البيان إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته، السبت 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية. وجاء في المسودة، "شهدنا هذا العام أيضاً التأثير السلبي الإضافي للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي". وأضافت أن البلدان المشاركة في القمة، "شددت على مواقفنا الوطنية"، بينما "يدين معظم الدول الأعضاء بشدة الحرب في أوكرانيا. إنها تتسبب في معاناة بشرية هائلة وتفاقم الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في الأساس".

عواقب كبيرة

ولفتت المسودة إلى وجود "وجهات نظر أخرى" تفيد بأن "مجموعة العشرين ليست المنصة المخصصة لحل القضايا الأمنية"، لكن الدول الأعضاء تقر بأن القضايا الأمنية "قد تحمل عواقب كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي".

وتحذر الوثيقة التي يتعيّن على قادة دول المجموعة الموافقة عليها قبل صدورها رسمياً في ختام القمة، الأربعاء، من أن "حقبة اليوم يجب ألا تكون حقبة حرب"، كما تعتبر أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها "غير مقبول"، بعدما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكان اللجوء إليها في أوكرانيا. كذلك اجتمع على هامش القمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، وقالت وكالة أنباء الإمارات إنهما "بحثا العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين إضافة إلى عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك والموضوعات والملفات المطروحة على أجندة قمة مجموعة العشرين".

تعاون في أسواق الطاقة

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى بذل جهود لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط خلال محادثاته مع ولي العهد السعودي. وقال ناطق باسم داونينغ ستريت "في ضوء الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، قال رئيس الوزراء إنه يأمل في أن تواصل المملكة المتحدة والسعودية العمل معا لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة".

إنهاء الحرب

وحض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو الدول الأعضاء في مجموعة "العشرين" على "إنهاء الحرب"، في إشارة واضحة إلى الحرب الروسية - الأوكرانية، وذلك خلال افتتاحه قمة المجموعة في بالي، الثلاثاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني).

وخاطب ويدودو قادة المجموعة قبل الجلسة الافتتاحية للقمة قائلاً، "يجب علينا إنهاء الحرب. إذا لم تنتهِ الحرب، فسيكون من الصعب على العالم المضي قدماً".

ورأى مسؤولون أميركيون وأوروبيون أن القمة دليل على العزلة المتزايدة لروسيا، معربين عن تطلعهم لإدانة القمة الهجوم الروسي المستمر منذ ثمانية أشهر والتهديد باستخدام أسلحة نووية، لكن جاكرتا التي تنتهج سياسة خارجية محايدة رفضت الضغوط الغربية قبل القمة لعدم دعوة موسكو.

ومن دون أن يسمي روسيا، دعا الرئيس الإندونيسي الدول الأعضاء في المجموعة لتجنب حرب باردة أخرى بين القوى الكبرى. وقال، "يجب ألا نقسم العالم إلى أجزاء، وألا نسمح للعالم بالوقوع في حرب باردة أخرى".

وأشار ويدودو الى أن تكتل الاقتصادات الكبرى في العالم يجب أن ينجح في معالجة أزمات العالم الأكثر إلحاحاً. وأضاف، "اليوم العالم ينظر إلينا. هل سنحقق نجاحاً؟ أم سنضيف فشلاً آخر؟ بالنسبة إليّ، يجب أن تكون قمة مجموعة العشرين ناجحة وألا تفشل".

ويجتمع زعماء مجموعة "العشرين" في بالي في وقت يواجه فيه العالم تصاعد أزمات اقتصادية وسياسية ووسط ارتفاع معدلات التضخم التي تفاقمت جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، مما دفع بملايين آخرين إلى حافة الفقر وعديد من الدول نحو الركود.

وتنعقد القمة التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم وتشكل أكثر من 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بمشاركة 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وضيوف الشرف.

 

زيلينسكي: الوقت حان لإنهاء "الحرب المدمرة"

وأبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم المجتمعين في قمة مجموعة "العشرين" بأن الوقت قد حان لوقف الحرب الروسية في بلاده بموجب خطة سلام اقترحها. وقال زيلينسكي الذي كان يتحدث عبر رابط فيديو أمام قمة بالي، "أنا مقتنع الآن أن الوقت قد حان لوقف الحرب الروسية المدمرة". ودعا إلى استعادة "الأمان الإشعاعي" في ما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، وفرض قيود على أسعار موارد الطاقة الروسية، وتوسيع مبادرة تصدير الحبوب، كما دعا إلى إطلاق جميع السجناء الأوكرانيين.

حرب أوكرانيا

وقبل انعقاد القمة أفاد مسؤول أميركي أن البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين سيتضمن تنديداً شديداً لـ"معظم" الدول الأعضاء بالحرب الروسية ضد أوكرانيا، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المسؤول الذي تحدث الى الصحافيين بشرط عدم كشف هويته، "أعتقد أنكم سترون معظم أعضاء مجموعة (العشرين) ينددون بوضوح بالحرب الروسية في أوكرانيا، ويعتبرون أن هذه الحرب هي المصدر الأساسي للمعاناة الاقتصادية والإنسانية الهائلة في العالم".

وقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم المشاركة في قمة بالي التي يمثل روسيا فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وفي وقت سابق رفضت روسيا تركيز مجموعة "العشرين" على قضايا الأمن بدلاً من التركيز على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحاً في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان قبل القمة، "من المهم بشكل أساسي أن تركز مجموعة العشرين جهودها على التهديدات الحقيقية وليست الوهمية".

 

وصول القادة

وكان قادة دول المجموعة قد بدأوا في وقت سابق بالتوافد إلى مقر انعقاد القمة، حيث كان في استقبالهم الرئيس ويدودو.

 

ووصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إندونيسيا، الثلاثاء، لرئاسة وفد بلاده في القمة.

وسيقوم ولي العهد السعودي عقب القمة بزيارة عدد من الدول الآسيوية، يلتقي خلالها قادة وعدداً من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

"سلاح"

وحذر الرئيس الصيني شي جينبينغ مجموعة "السبع" من تحويل الغذاء والطاقة إلى "سلاح"، في ما يرجح بأنه انتقاد مبطن للهجوم الروسي على أوكرانيا. وقال شي أمام قمة بالي، "علينا، وبحزم، معارضة تسييس مشكلات الغذاء والطاقة وتحويلها إلى أدوات وأسلحة"، بينما كرر في الوقت ذاته التعبير عن معارضته سياسة العقوبات الغربية.

لقاء صيني - فرنسي

 

وعلى هامش القمة، نقل بيان صادر عن وزير الخارجية الصيني عن الرئيس شي قوله إنه لا يمكن استخدام الأسلحة النووية ولا يمكن خوض حروب نووية في أوكرانيا، وذلك خلال نقاش مع الرئيس الأميركي جو بايدن حول الحرب الأوكرانية في اجتماعهما، الإثنين، في إندونيسيا.

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باريس وبكين إلى توحيد جهودهما ضد الحرب في أوكرانيا مع بدء لقائه، الثلاثاء، مع نظيره الصيني في بالي.

وقال ماكرون لشي بعد مصافحته وبدء المحادثات بينهما، يجب أن "نوحد جهودنا للاستجابة (...) لأزمة عالمية مثل حرب روسيا في أوكرانيا".

بايدن يلتقي أردوغان

قال مكتب الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان التقى نظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة "مجموعة العشرين" في جزيرة بالي الإندونيسية، الثلاثاء.

ونشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) لقطات للرئيسين خلال الاجتماع، ولم تذكر الرئاسة التركية مزيداً من التفاصيل.

وقد تشمل محادثات رئيس البلدين العضوين في حلف "شمال الأطلسي" تمديد اتفاق البحر الأسود الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، وطلب أنقرة شراء طائرات "إف-16" المقاتلة وتوسيع الحلف والهجوم الذي شهدته إسطنبول مطلع الأسبوع وأشارت أنقرة بأصابع الاتهام فيه إلى مسلحين أكراد.

الصين وأستراليا

ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى تحسين وتطوير العلاقات مع أستراليا خلال أول قمة رسمية يعقدها البلدان منذ أكثر من خمس سنوات.

وقال شي "علينا تحسين وتطوير علاقتنا، إذ إن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين".

وبعد عداوة استمرت سنوات خيمت على العلاقات التجارية بين الصين وأستراليا وأدت إلى تجميد اجتماعات عالية المستوى، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن الاجتماع كان إيجابياً وبناء.

واستمرت المحادثات التي انعقدت على هامش قمة "مجموعة العشرين" في بالي 32 دقيقة فقط، لكنها مثلت تحولاً دبلوماسياً مهماً.

وبينما تبادل قادة أستراليا والصين أطراف الحديث مدة وجيزة خلال "قمة العشرين" التي استضافتها اليابان عام 2019، لكن أي اجتماع رسمي لم يجر بين الطرفين منذ أكثر من نصف عقد.

وأثارت أستراليا حفيظة الصين عبر سعيها إلى إصدار تشريع ضد مساعي النفوذ خارج الحدود الوطنية، ومنع "هواوي" من الحصول على عقود لتطوير شبكة الجيل الخامس من الإنترنت، ودعوتها لفتح تحقيق مستقل في شأن منشأ وباء "كوفيد-19".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار