Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شبح "ليمان براذرز" ينهض مع سقوط ثالث أكبر عملة مشفرة

توقعات بمزيد من الانهيارات في السوق المتحررة من القواعد التنظيمية حول العالم

تعاني العملات المشفرة من تراجع مستمر في قيمتها كأصول تداول في الآونة الأخيرة (أ ف ب)

لم يقتصر إعلان منصة العملات المشفرة "أف تي إكس" الإفلاس وطلب الحماية تحت البند 11 في محكمة أميركية الجمعة على انهيار الشركة ومعها 32 مليار دولار وخسائر صاحبها سام بانكمان- فريد، بل أثار ذلك موجة ذعر في سوق الأصول المشفرة حول العالم، فقد جمدت السلطات في أستراليا وفي اليابان وغيرها أصول شركات الملياردير الأميركي الشاب الذي بنى ثروته من تجارة العملات المشفرة.

تضمنت دعوى الإفلاس في الولايات المتحدة إلى جانب منصة المشفرات كل أصول مجموعة "ألاميدا ريسيرش" ونحو 130 شركة أخرى تابعة لها وللملياردير سام بانكمان- فريد، على أثر تخلي أكبر شركة للعملات المشفرة "بينانس" عن عرض استحواذ توفر من خلاله ثمانية مليارات دولار للشركة المنهارة بعد أن أقدم المتعاملون مع "أف تي إكس" على مطالب سحب بنحو خمسة مليارات دولار، ولم تستطع الوفاء بها فأوقفت طلبات السحب، وسبق ذلك محاولات من قبل سام بانكمان- فريد لتأمين تمويل بنحو 10 مليارات دولار لإنقاذ المجموعة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل.

وهوى سعر العملة المشفرة الرئيسة "بيتكوين" بنسبة خمسة في المئة على الأقل لتصل قيمتها إلى أقل مستوى في عامين، في الوقت الذي تعاني العملات المشفرة من تراجع مستمر في قيمتها كأصول تداول في الآونة الأخيرة.

ويتوقع المحللون أن تشهد سوق المشفرات مزيداً من التراجع بعد انهيار "أف تي إكس" مع احتمال تشديد سلطات التنظيم والمراقبة المالية الفحص والتمحيص لتلك المشتقات الاستثمارية الرقمية والشركات الكبرى التي تتداول فيها.

تشبه الأزمة العالمية

مع إعلان إفلاس الشركة استقال مؤسسها وصاحبها من رئاستها وتلاه في رئاستها لتوفيق أوضاعها محامي التصفيات جون راي الذي تولى من قبل تصفية شركات كبرى مثل شركة "إنرون" للطاقة وشركة "نورتل نتووركس".

وتشهد سوق المشفرات حالياً وضعاً يشبه إلى حد كبير ما حدث كمقدمة للأزمة المالية العالمية عام 2008، بفارق أن الشركات التي انهارت في ذلك الوقت، وعلى رأسها بالطبع شركة "ليمان براذرز" التي كانت خاضعة لسلطات التنظيم المالي والمراقبة المحاسبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما العملات المشفرة وما يرتبط بها من مشتقات استثمارية رقمية فهي غير خاضعة تماماً للتنظيم الصارم من قبل السلطات حتى الآن على رغم أن شركات التداول الرئيسة في القطاع مسجلة في الأسواق وتشهد بعض المراقبة الرسمية.

لكن ميزتها الأساسية أنها خارج النظام المالي الرسمي في العالم إلى حد كبير، فهي بعيدة نوعاً ما من القواعد واللوائح التي تحكم أسواق المال. كما أنها ليست عملات بالمعنى التقليدي، أي ليس لها بنك مركزي يصدرها ويحكم ويدير يراقب التعامل بها في السوق، وهي في النهاية مشتقات استثمارية رقمية تستخدم بشكل كثيف في المضاربات، ما يؤدي إلى تذبذب قيمتها ارتفاعاً وهبوطاً بشكل كبير وحاد أحياناً.

ربما ذلك ما سمح لسام بانكمان- فريد، الذي يبلغ من العمر 30 سنة وهو من أكبر المتبرعين للحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة، أن يتوسع في مشتقات مرتبطة بالأصول الرقمية لشركته المنهارة "أف تي إكس"، وهذا ما تكشّف في الفحص الأولي للدفاتر الذي أجرته شركة "بينانس" قبل صفقة الاستحواذ الفاشلة، كما نقلت صحيفة "الفايننشال تايمز" عنها.

وعمليات التمويل والإقراض والاستدانة بمشتقات تمويلية مرتبطة بمنصة المشفرات تشبه إلى حد كبير تلك المشتقات الاستثمارية الوهمية التي كانت السبب في انهيار سوق قروض الرهن العقاري الأميركي في 2008، عندما بدأت شرارة الأزمة المالية العالمية بانهيار "ليمان براذرز" تحت وطأة تلك المشتقات الوهمية.

شركات وشركات تابعة

تظهر دعوى الإفلاس التي تقدمت بها "أف تي إكس" أمام محكمة أميركية الجمعة أن على الشركة التزامات قد تفوق حجم موجوداتها بأكثر من أربعة أضعاف وتصل إلى 50 مليار دولار، وكشف موقع "ماركت ووتش" عن شبكة من التداولات بالمليارات بين شركات تابعة لسام بانكمان- فريد وشركاه الذين يقيمون في جزر البهاما، حيث إن منصة المشفرات الأساسية في المجموعة مسجلة هناك.

وطبقاً لتقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" فقد كان لدى شركة "أف تي إكس" أصولاً تخص عملاءها تقدر بنحو 16 مليار دولار، وقامت بإقراض 10 مليارات من تلك الأصول لشركة "ألاميدا ريسيرش" وهي شركة تداول لسام بانكمان- فريد مسجلة في هونغ كونغ.

وحسب تقرير لموقع "كوين ديسك" الذي يتابع أخبار تداولات المشفرات، قامت شركة "ألاميدا ريسيرش" بإقراض مليارات الدولارات لشركات أخرى، وأغلب تلك القروض كانت مدعومة بالرهن على شهادات "أف تي تي" وهي مشتق استثماري أطلقته شركة "أف تي إكس".

وتشبه تلك العمليات والمشتقات المرهونة بالعملات المشفرة ما حدث مع شهادات ضمان قروض الرهن العقاري الأميركي في ما سبق أزمة 2008، وكان يتم تسويق تلك المشتقات الاستثمارية على أساس استمرار الغليان في السوق العقارية الأميركية، ومع هبوط أسعار العقارات اتضح وهم تلك المشتقات.

ومن غير الواضح إن كان تسويق المشتقات الاستثمارية الرقمية مرتبطاً أيضاً بالرهان على استمرار ارتفاع قيمة العملات المشفرة، بالتالي سلامة شهادات ضمان القروض المرتبطة بها أم لا.

ويتوقع أغلب المحللين والمتابعين لسوق العملات المشفرة أن يكون لانهيار ثالث أكبر شركة للمشفرات في العالم تأثير أوسع، ويقدر هؤلاء أن رد الفعل سيكون عبارة عن تراجع أكبر في قيمة شركات تداول المشفرات، وأيضاً قيمة العملات المشفرة ذاتها، وبحسب تقديرات "ماركت ووتش" يمكن أن يهبط سعر "بيتكوين" من نحو 16 ألف دولار حالياً إلى 13 ألفاً.

المزيد من عملات رقمية