Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"القديس يوسف" اللبنانية تمنح "العلوم الدينية" المصرية صك الاعتماد

المناهج تجمع بين العلوم الإنسانية واللاهوتية لنشر التنوير ومواجهة التعصب

كلية "العلوم الدينية" تأسست عام 1978 في حي السكاكيني بالقاهرة (أ.ف.ب)

حتى منتصف 2019 لم يكن الكثيرون يعرفون عن كلية العلوم الدينية التابعة للكنيسة الكاثوليكية المصرية شيئا، على الرغم من أن تاريخ تأسيسها يعود إلى عام 1978، حيث أنشأ القمص المتنيح توما منير، معهداً عالياً للدراسات اللاهوتية، وتغير اسمه إلى "كلية العلوم الدينية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قبل أسبوعين، أعلن المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية الأب هاني باخوم عن توقيع اتفاقية تعاون بين كلية العلوم الدينية مع جامعة القديس يوسف اليسوعية في لبنان، غير أنه وردت بعض الأخبار بشأن فتح الكلية أبوابها أمام الطلاب المسلمين، وهو أمر غير مسبوق لكلية متخصصة في العلوم الدينية اللاهوتية في مصر. وفيما سعت "اندبندنت عربية" للتحقق من الأمر، كان يجب الحديث عن الكلية التي "تأسست لتُعدَ قادةً ليس فقط لخدمة الكنيسة ولكن للمجتمع"، بحسب قول مدير الكلية الأب شنودة شفيق.

رسالة التنوير

يأتي التنوير على رأس الأهداف المعلنة لكلية العلوم الدينية، بحسب موقعها الإلكتروني، عبر صياغة الإيمان المسيحي صياغة مناسبة للإنسان المعاصر، يقول الأب شنودة "إن رسالة التنوير هي تكوينٌ عقليٌّ وفكري وثقافي وإنساني واجتماعي وروحي ولاهوتي. نعد الطالب لفهم الإيمان بصورة صحيحة، ليس إيمان الدروشة والتعصب ولكن الوعي والفهم، سعيا لتحقيق مقولة القديسين توما الإكويني وأوغسطين (آمن كي تعقل واعقل كي تؤمن). وتستهدف الدراسة فهم الإيمان عن طريق إعمال العقل".

تجمع الكلية في دراستها بين العلوم الإنسانية واللاهوتية بهدف "إعداد قادة وخدام للكنيسة على مستوى عالٍ من الوعي بدورهم ورسالتهم داخل الكنيسة والمجتمع، وكونها كلية دينية فإنها تقبل فقط أبناء الكنيسة الكاثوليكية أو من يرغب من المسيحيين من الكنائس الأخرى، إذ لا يمكن قبول طلبة مسلمين"، لأنه بحسب الأب شنودة "هي كلية متخصصة بقادة الكنيسة، ولا تخضع لوزارة التعليم العالي، لاسيما أن الأمر يقتضي أولا، موافقة من الحكومة المصرية والخضوع لوزارة التعليم العالي والاعتراف بها من قبل الدولة".

وأضاف مدير الكلية "نحن نعد الطالب إنسانيا، فلا نقدم مواد لاهوتية ودينية فقط، لكن من خلال مواد دراسية قائمة على العقل مثل الفلسفة وعلم الاجتماع والنفس مما يفتح مجالاً للأشخاص للتعامل مع القضايا المختلفة بعقل مستنير، وتجعل الشخص منفتحاً على المجتمع ومتلقيا للأفكار، وليس متعصبا لأن التعصب في حد ذاته جهل وانغلاق، فكلما زاد الإنسان ثقافة كلما زاد انفتاحا على الآخر".

ضمن أهداف الكلية، على الموقع الإلكتروني الخاص بها، عبارة تقول "صياغة الإيمان المسيحيّ صياغة مناسبة للإنسان المعاصر"، ليتبادر إلى الذهن معها تلك القضايا الخلافية المعاصرة، وما يتعلق بالخلاف بين الدين والعلم أحيانا، يقول الأب شنودة "إن الكلية على الرغم من انفتاحها فإن العلوم التي يتم تدريسها لا تخالف تعاليم الكنيسة، صحيح أننا شرقيون لكن منفتحون ما لم يتعلق الأمر بالإيمان"، يتابع "إذا أخذنا قضية المثليين مثالا، فالكنيسة ترفض الأمر لأن الله لم يخلق رجلا لرجل أو امرأة لامرأة، وهذا بالضبط ما نعنيه بعدم تناقض العلوم مع تعاليم الكنيسة".

مطابقة المناهج

تخضع كلية العلوم الدينية في حي السكاكيني بالقاهرة إلى الكنيسة الكاثوليكية في مصر، ويرأس مجلس الأساقفة والبطاركة الكاثوليك البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك. بموجب الاتفاق الذي عقدته الكلية في مصر مع جامعة القديس يوسف في بيروت، وهي جامعة عريقة أسسها اليسوعيون عام 1875 ميلادية، وتضم عدداً من الكليات بينها كلية العلوم الدينية، ومن ثم ستكون شهادة الليسانس الخاصة بالكلية في مصر معترفاً بها دوليا، مما يتيح للطالب استكمال الدراسات العليا في الخارج.

وذكر مدير كلية العلوم الدينية "الاتفاق نعمل عليه منذ عام، لأننا أردنا أن تكون الكلية حاصلة على الاعتماد من جامعة دولية، وهو ما يمنحها ثقلا وبالفعل تم الاتفاق بين الكلية وجامعة القديس يوسف". وتعتبر الكلية بموجب الاتفاق فرعاً تابعاً للجامعة في بيروت، لذا يجري حاليا مطابقة المناهج والبرامج التي تدرس في مصر مع نظيرتها في كلية العلوم الدينية بالجامعة في لبنان".

وتابع الأب شنودة "كلية العلوم الدينية في السكاكيني أقرب للعلمانيين، بالإضافة إلى الراهبات ممن يريدن الدراسة والتعمق، لذا فهي الكلية الوحيدة التي تسمح للعلمانيين بدراسة اللاهوت الكاثوليكي".

ويضيف "لدينا الكلية الإكليريكية في المعادي لإعداد الكهنة، لكن كلية العلوم الدينية مخصصة أكثر للعلمانيين من المسيحيين سواء كاثوليك أو مسيحيين غير كاثوليك". ولفت إلى أنه بالنسبة للدارسين من المسيحيين الأرثوذكس، تطلب الكلية عند الالتحاق خطاب موافقة من الكنيسة التي يتبعها الطالب".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات