Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطينيون يرفضون إقامة مقر دائم للسفارة الأميركية في القدس

ستقام فوق أراض استولت عليها إسرائيل بموجب قانون "أملاك الغائبين"

واشنطن نقلت سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس عام 2018 (رويترز)

رفضت عائلات فلسطينية مخططاً إسرائيلياً - أميركياً لبناء المقر الدائم للسفارة الأميركية في القدس؛ وذلك لأنه يقع فوق أراضيهم التي استولت عليها إسرائيل عام 1948 بموجب قانون "أملاك الغائبين".

لكن لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس الإسرائيلية نشرت قبل أيام المخطط المبدئي التفصيلي لإقامة المجمع الدبلوماسي الأميركي في حي البقعة جنوب غربي القدس على طريق القدس - الخليل.

وكانت الأرض التي ستقام فوقها السفارة تستخدم قاعدة عسكرية منذ بداية القرن الماضي، حين استخدمها العثمانيون والبريطانيون والإسرائيليون قبل أن يخليها الجيش الإسرائيلي عام 1990.

وتقع تلك الأراضي داخل الخط الأخضر، وجزء منها في "المنطقة الحرام" بين شطري القدس الشرقي والغربي والتي أقيمت بعد عام 1948.

ومنحت بلدية القدس الفلسطينيين والإسرائيليين 60 يوماً للاعتراض على المخطط، قبل أن تقره بشكل نهائي، ويبدأ تنفيذ المشروع على مساحة 30 دونماً (30 ألف متر مربع).

لكن ملاك تلك الأراضي من عائلات مختلفة يعتزمون الاعتراض على المخطط لدى بلدية القدس، ثم المحاكم الإسرائيلية والأميركية.

وقالت المستشارة القانونية للمركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل (عدالة) سهاد بشارة إن المركز لديه "سجلات تؤكد بشكل قطعي ملكية الفلسطينيين الأراضي المخصصة لمقر السفارة".

"أملاك الغائبين"

وأَضافت بشارة لـ"اندبندنت عربية" أن الأرض المزمع البناء فوقها "مسجلة باسم دولة إسرائيل، لكنها تمت مصادرتها بشكل غير قانوني من لاجئين ومهجرين فلسطينيين، وذلك باستخدام قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي لعام 1950".

ويعطي قانون "أملاك الغائبين" الذي أقره الكنيست الإسرائيلي عام 1950 السلطات الإسرائيلية الحق في الاستيلاء على عقارات وأراضي الفلسطينيين الذين هجروا من فلسطين لأي سبب اعتباراً من عام 1947.

ويهدف القانون إلى منع عودة أي من اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي أو الممتلكات التي تركوها قبيل الحرب أو أثناءها أو بعدها.

واعتبرت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" أن قانون أملاك الغائبين "أداة رئيسة تستخدمها إسرائيل للقمع وسيطرتها على الفلسطينيين ضمن نظام الفصل العنصري الأوسع".

وقال رشيد الخالدي الأكاديمي الأميركي الفلسطيني الأصل، والذي تملك عائلته جزءاً من تلك الأراضي، إن إقامة مقر السفارة الأميركية فوق أراض لفلسطينيين يمثل "انتهاكاً أميركياً - إسرائيلياً لحقوق المالكين الشرعيين لها، بمن فيهم مواطنون أميركيون".

من جانبها قالت نائبة رئيس بلدية القدس فلور ناحوم إن الخطة نشرت بعد "أربع سنوات من العمل الشاق مع السفارة الأميركية".

وعبرت ناحوم عن أملها في "أن تحذو الدول الأخرى حذو الولايات المتحدة وتنقل سفاراتها إلى القدس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضحت ناحوم أن الموقع الجديد للسفارة "سيحسن المنظر الحضري للحي، وسيقوم بربطه بجميع مناطق العاصمة عبر شبكة من سكك الحديد التي ستتوقف عند باب مبنى السفارة". 

ولم ترد السفارة الأميركية في إسرائيل على طلب لـ"اندبندنت عربية" للتعليق حول عزمها بناء المقر الجديد لها في القدس الغربية.

وسيحتوي المجمع الجديد على مبنى السفارة ومكاتب إدارية وسكن الموظفين ومواقف السيارات والمباني الأمنية.

خطوة مرفوضة

من جانبه، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح صبري صيدم أن بدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى مقر دائم في القدس الغربية يشكل "استفزازاً كبيراً للشعب الفلسطيني، واستمراراً في تطبيق رؤية دونالد ترمب للسلام".

وقال صيدم إن تلك الخطوة "تتناقض مع المواقف المعلنة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وتعهداته بعدم اتخاذ أي إجراءات استباقية تؤثر في قضايا الحل النهائي للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي".

وأضاف أن نقل السفارة إلى مقر دائم "خطوة مرفوضة من حيث المبدأ، ولن يتعامل الفلسطينيون معها".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أحمد جميل عزم بأن الخطوة الأميركية الجديدة تمثل "إصراراً من إدارة بايدن على ترسيخ نقل ترمب للسفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس"، وأشار إلى أن "الحزبين الديمقراطي والجمهوري متفقان على أن القدس عاصمة إسرائيل". 

لكن عزم قلل من شأن تلك الخطوة، "فلا مغزى سياسياً من ورائها؛ ونقل السفارة حصل في عام 2018، ولن تتراجع أي إدارة أميركية عنه".

لكن الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان قال إن بدء إجراءات بناء مقر دائم للسفارة الأميركية في القدس الغربية "لا يعني الفلسطينيين؛ باعتبارها عاصمة إسرائيل الدائمة، ومقر المحكمة العليا الإسرائيلية ورئاسة الوزراء والكنيست". 

وحول وجود المقر الجديد للسفارة فوق أراض فلسطينية هجرت إسرائيل أصحابها خلال عام 1948، أشار نيسان إلى أن "أملاك الغائبين لا تعود لأي شخص في العالم".

فرصة لا تعوض

وقال نيسان إن أي رئيس وزراء إسرائيلي "لا يستطيع العودة إلى حدود عام 1967 لأسباب أمنية"، وذلك بعد 55 سنة من احتلال الضفة الغربية، مشيراً إلى وجود "خلافات بين تل أبيب وواشنطن بشأن الانسحاب من أراضي عام 67".

واتهم نيسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بتفويت فرصة لا تعوض عبر رفضه مقترحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بسيطرة فلسطينية على الأحياء العربية في القدس وإسرائيل على الأحياء اليهودية فيها".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب نقلت في شهر مايو (أيار) من عام 2018 السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مبان تابعة للقنصلية الأميركية العامة في القدس، والتي تم لاحقاً إلغاؤها ودمج مهامها بالسفارة.

وجاءت تلك الخطوة بعد اعتراف ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل، تنفيذاً لقانون اتخذه الكونغرس الأميركي عام 1995 بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها في موعد أقصاه مايو 1999.

لكن الرؤساء الأميركيين عمدوا منذ ذلك إلى تأجيل نقل السفارة بسبب الرفض الدولي والعربي عبر توقيع قرارات تنفيذية كل ستة أشهر.

وتصر إسرائيل على أن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لها، بينما يطالب الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير