Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجواء قلق أردنية من عودة نتنياهو بحكومة يمينية

مخاوف الوطن البديل وصفقة القرن تعود وعدو لدود للوصاية الهاشمية في الحكومة الجديدة

العاهل الأردني مستقبلا الرئيس الإسرائيلي في عمّان في مارس 2022 (الديوان الملكي الأردني)

تسيطر أجواء من القلق على المستويين الشعبي والرسمي في الأردن إزاء عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الواجهة وتشكيل حكومته السادسة التي يسيطر عليها اليمين الإسرائيلي المتشدد.

لكن القلق الأردني يبدو مضاعفاً من وجود شخصية إسرائيلية متطرفة في فريق نتيناهو، إذ لطالما وصف إيتمار بن غفير بأنه عدو الوصاية الهاشمية وعرف عنه رفع شعارات معادية للمملكة.

ويجد الأردنيون صعوبة في تفسير القلق الرسمي من عودة نتنياهو، في وقت وقعت حكومتهم اتفاق المياه مقابل الطاقة مع تل أبيب وسط مخاوف من ارتهان قطاع الطاقة والمياه لإسرائيل بعد اتفاق مماثل قبل نحو عامين لاستيراد الغاز منها.

عودة صفقة القرن والوطن البديل

يعتقد الكاتب سائد كراجة بأن "نتنياهو لم يذهب حتى يعود وأن نهجه ظل قائماً طيلة فترة غيابه"، مشيراً إلى "خطورة أهداف نتنياهو تجاه الأردن، فهو خلافاً لمعظم رؤساء الحكومات الإسرائيلية جاهر بعدائه للمملكة واستعداده لإسقاط دورها في القضية الفلسطينية، بالتالي إلغاء جميع حقوق الفلسطينيين في الجغرافيا والديموغرافيا والقانون الدولي"، ويتوقع "عودة الحديث عن صفقة القرن، بخاصة إذا ما عاد شريكه في هذه الصفقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

ويحذر كراجة من تحديات يعتقد بأنه يمكن لنتيناهو وفريقه من الوزراء المتشددين استغلالها ضد الأردن كالتحدي الاقتصادي والوحدة الوطنية والجبهة الداخلية.

في المقابل يرفض الكاتب ماهر أبو طير "الحديث عن سيناريو ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن بعد فوز نتنياهو واليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفاً"، ويربط هذه المخاوف بعودة ترمب ويعتبرها "سطحية غير قابلة للتحقيق وتتكرر كل مرة في ظروف سياسية مشابهة"، مضيفاً أن "إسرائيل لو كانت قادرة على حل مشكلة الديموغرافيا لقامت بحلها في فلسطين المحتلة عام 1948".

قلق يبدده اتفاق

لكن القلق الأردني الرسمي من عودة نتنياهو لا يمكن فهمه بموازاة إصرار الحكومة على المضي قدماً في اتفاق مرفوض شعبياً وبرلمانياً، وهو اتفاق الكهرباء مقابل الماء مع إسرائيل الذي وقع بين الطرفين خلال مؤتمر شرم الشيخ.

ويصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ هذا الاتفاق بأنه رسالة طمأنة إلى الأردن المتخوف من تبعات تشكيل نتنياهو الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى تردد أبدته عمان في التوقيع على الاتفاق في ظل المخاوف التي تشكلت في الأردن بسبب نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وانعكاس ذلك على "الوضع القائم" في القدس المحتلة.

المخاوف الأردنية سببها صعود تيار الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وحصولهما على الكتلة الثالثة من ناحية الحجم في الكنيست.

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، بحث هرتزوغ مع الملك عبدالله الثاني التعاون الثلاثي بين الأردن والإمارات وإسرائيل في قطاعي الطاقة والمياه والمشروع الذي صادقت عليه تل أبيب أخيراً بدعوى "ترميم نهر الأردن وتطويره" الذي يُعنى بالمنطقة الواقعة بين بحيرة طبرية وبلدة الباقورة الأردنية التابعة للواء الأغوار الشمالية في محافظة إربد، إضافة إلى منطقة الأردن الجنوبي (جنوب الباقورة)، وناقش الجانبان تعزيز علاقاتهما وملفات إقليمية مختلفة.

عدو الوصاية الهاشمية

عرف بن غفير بدعواته المتكررة إلى طرد الفلسطينيين باتجاه الأردن ومطالبته بإلغاء الوصاية الهاشمية وطرد حراس المسجد الأقصى التابعين لوزارة الأوقاف الأردنية ومنع أي وجود أردني في الحرم القدسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لقناة "كان" الإسرائيلية حذرت عمان الحكومة الإسرائيلية العتيدة من إجراء أي تغيير على الوضع القائم في المسجد الأقصى بعد الحديث عن موافقة نتنياهو على صلوات اليهود بصورة منتظمة فيه، وهو أحد مطالب بن غفير في المفاوضات من أجل تشكيل حكومة يمينية برئاسة نتنياهو.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤولين أردنيين قولهم إنه في حال تم تعيين بن غفير وزيراً، فإنه سيقوم باستفزازات في الأقصى وسيعرض العلاقات بين الطرفين للخطر، بخاصة أن تقارير إسرائيلية تناولت تمسك بن غفير بطلبه من نتنياهو تولي منصب وزير الأمن الداخلي لتطبيق نياته.

نتنياهو يضر بالعلاقات مع الأردن

ويخشى الأردن، وفق مراقبين، أن يستهدف نتنياهو الوصاية الهاشمية في القدس والسماح باقتحام المتطرفين اليهود المسجد الأقصى بكثافة أكبر، في حين يطرح آخرون سيناريو إقدامه على أعمال تهجير قسرية للفلسطينيين في الضفة الغربية نحو الأراضي الأردنية عبر ضم الضفة وتفريغها، وذلك بموازاة عودة متوقعة للرئيس الأميركي السابق ترمب إلى البيت الأبيض.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت اتهم نتنياهو في أغسطس (آب) الماضي بالتسبب في القطيعة مع الأردن، محملاً إياه مسؤولية تدهور العلاقات بين الطرفين خلال الفترة الماضية التي شهدت توتراً وصل إلى حد التهديدات المتبادلة.

وكان الملك عبدالله رفض لقاء نتنياهو أو الرد على مكالماته خلال الأعوام الماضية أكثر من مرة واعتبره شريك سلام غير مرغوب فيه، محملاً إياه مسؤولية كل القرارات الإسرائيلية التي استهدفت القدس والوصاية الهاشمية، فضلاً عن قرار ضم مستوطنات الضفة الغربية والأغوار.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي