Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"البحر الأحمر الدولية" تستقبل زوار منتجعاتها مطلع العام المقبل

افتتاح 24 منتجعاً بحلول عام 2024 تعتمد من اليوم الأول سياسة "صفر كربون"

 مشروع "البحر الأحمر" يجري على نطاق كبير للغاية في مكان بكر ويؤكد التزامه بصفر انبعاث منذ انطلاقه ( شركة البحر الأحمر الدولية) 

"تستعد السعودية لافتتاح المنتجعات الأولى في واجهة البحر الأحمر شمال غربي البلاد، في الأشهر الأولى من العام المقبل، على أن يكون الافتتاح الكبير لبقية المنتجعات والفنادق لواجهة البحر الأحمر و’أمالا‘ في ربيع عام 2024". هذا ما ذكره الرئيس التنفيذي لشركة "البحر الأحمر الدولية" جون باغانو، في حواره لـ"اندبندنت عربية"، على هامش المشاركة في سوق السفر العالمي بلندن، وأشار إلى أن أول الزوار سيتم استقبالهم في العام المقبل مع افتتاح ثلاثة منتجعات هي ساوثرن دونز و"سانت ريجيس" و"نجومه ريتز كارلتون ريزيرف".

وأضاف باغانو "سيكون افتتاح المنتجعات الثلاثة في الربيع المقبل 2023. وفي العام التالي 2024 سيتم افتتاح 21 منتجعاً، 13 منتجعاً لواجهة البحر الأحمر وثمانية في أمالا. سيكون ذلك الافتتاح الكبير".

 

وتطور شركة البحر الأحمر الدولية 24 منتجعاً منها 16 لواجهة البحر الأحمر وثمانية لـ"أمالا". وتهدف الشركة المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى ترسيخ نهج جديد في صناعة السياحة المستدامة التي تعتمد على الحفاظ على البيئة المحيطة وتجديدها. ويقول الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر الدولية، "هدفنا الأساس تغيير الطريقة التي يتم بها تطوير الوجهات السياحية، وتقديم نموذج سعودي فريد يصبح مثالاً يحتذى. وبعد ذلك، هدفنا على المدى الطويل التوسع في هذا النموذج خارج السعودية سواء في المنطقة أو العالم. هذا طموحنا، ولكن سنكون صارمين في اختياراتنا لما نطوره بما يتفق مع نهجنا مع عدم استبعاد أي خيار أو أية منطقة".

واجهة فريدة

انطلقت واجهة البحر الأحمر السياحية قبل نحو أربع سنوات في إطار تطوير المنطقة ضمن رؤية المملكة 2030 التي تستهدف تنويع الاقتصاد بعيداً من الاعتماد على النفط. وهي في منطقة ساحلية على بعد 500 كيلومتر شمال مدينة جدة تمتد حدودها من مدينة الوجه شمالاً حتى محافظة أملج جنوباً.

وبالمنطقة أكثر من 90 جزيرة بكر تشكل ملاذاً لجمال الطبيعة التي تضم أنواعاً مختلفة من الشعاب المرجانية المزدهرة. وبحسب المخطط العام للواجهة كما هو موضح على موقع الشركة "سيكفل عدم المساس بنسبة 75 في المئة من الجزر ، كما تم اقتراح تحييد تسع جزر باعتبارها (مواقع بيئية ذات قيمة)، كما يتم الحفاظ على دورة حياة الكائنات الحية النادرة والمستوطنة في هذه المناطق".

وتشمل الواجهة منتجعات وفنادق في الجزر وعلى اليابسة، وكما يقول جون باغانو، "الهدف من المنتجعات سياحي بالأساس. أما ما هو سكني فيها فهو سكن عطلات، تجد الناس من السعودية يشترون بيتاً ثانياً في بلاد أخرى في المنطقة والخارج. وهذه سوق مهمة وكبيرة، ونحن نوفر لهم ذلك بميزات فريدة في السعودية".

وستكون المنتجعات وأماكن الإقامة جاذبة للزائرين من حول العالم، ويجري العمل في استكمال مطار البحر الأحمر الدولي الذي سيكون منفذ السفر الرئيس لواجهة البحر الأحمر. ويؤكد باغانو أن واجهة البحر الأحمر تتفرد بما يجعلها خارج المنافسة مع وجهات سياحية أخرى في المنطقة وخارجها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف "نقدم تجربة متفردة تماماً تختلف عن المنتجعات القائمة بالفعل وأغلبها عالية الكثافة. نستفيد من ميزة في السعودية لا تتوفر بالمناطق الأخرى هي أنها منطقة بكر لم تمس من قبل. لذا فنهجنا هو الحفاظ على البيئة المحيطة وصيانتها وألا نبالغ في تطويرها أو استغلالها، ونعتمد في ذلك على دراسات العلماء بشأن الحفاظ على المحيط البيئي واستدامته. سيكون هناك عدد محدد من الزوار بما لا يزيد على مليون زائر سنوياً".

وشعار الواجهة والشركة كما يقول رئيسها التنفيذي هو "إلهامنا الطبيعة ورائدنا العلم"، لذا طورت شركة البحر الأحمر الدولية شراكة علمية مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا كشريك علمي رئيس.

 

"صفر كربون"

بينما يبحث قادة العالم في مؤتمر المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ بمصر عن حلول، يتحدث جون باغانو عن أن السعودية وشركة البحر الأحمر الدولية تفعل ما يتحدثون عنه "الآن وعملياً". يضيف "ما نوفره في البحر الأحمر تجربة متسقة مع الطبيعة وبطريقة مستدامة من دون إفراط في التطوير والاستغلال. ستكون أكبر وجهة سياحية في العالم تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة وبها أكبر نظام بطاريات لتخزين الطاقة في العالم. ما نقوم به ليس الاستدامة فحسب، كل واجهات البحر الأحمر ستكون منذ اليوم الأول صفر كربون".

وشركة البحر الأحمر الدولية هي المطور الرئيس لتلك الوجهات لكنها تعتمد أيضاً على شراكة بين القطاع العام والخاص. يقول باغانو "تعاقدنا الرئيس مع شركة (أكوا باور) المتخصصة في محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه لتوفر كل البنية التحتية المتجددة، وهي بالفعل تأتي باستثمارات أجنبية مباشرة في هذا السياق. في مؤتمرات المناخ العالمية يتحدثون عما يجب عمله، نحن في البحر الأحمر وفي السعودية نقوم بذلك بالفعل اليوم".

تعتمد كل النشاطات في الواجهة على الطاقة من مصادر متجددة بدون أي انبعاثات كربونية، بما في ذلك المطار. ويشير موقع الشركة إلى أن "تطوير المطار يسير وفق الخطة الزمنية المحددة لاستقبال أول زوار الواجهة بحلول عام 2023، وبطاقة استيعابية تصل إلى 900 مسافر بالساعة، ومليون سائح سنوياً من داخل المملكة وخارجها بحلول عام 2030".

وفي إطار تكامل خدماتها الذاتية، ستكون هناك محطة معالجة للمياه إلى جانب أنظمة حديثة للخدمات كافة تعتمد بالكامل على طاقة نظيفة من مصادر متجددة. وستضم الواجهة عند الانتهاء منها في عام 2030 نحو 50 فندقاً توفر ما يصل إلى ثمانية آلاف غرفة فندقية ونحو 1300 وحدة سكنية.

الاستعداد للمنافسة

مع سعي أغلب دول المنطقة لتنويع اقتصاداتها بعيداً من الاعتماد على النفط والغاز، يعد قطاع السياحة من القطاعات الاقتصادية غير النفطية التي تشهد تنافساً بين دول المنطقة. لكن جون باغانو يؤكد أن تجربة السعودية من التفرد والتميز لدرجة "أنها لا تتنافس" فحسب، بل تطرح ما هو مختلف. وتحديداً عدم الإفراط في الاستغلال مع توفير تجربة للزائر غير موجودة في مكان آخر. حتى أن "المناخ على البحر الأحمر مختلف تماماً عن الطقس على الخليج، من ناحية درجات الحرارة الأكثر اعتدالاً".

ومع أن واجهة البحر الأحمر لا تستهدف "الإغراق" الذي قد يضر باستدامة وصيانة البيئة المحيطة، إلا أنها توفر فرصاً للشرائح كافة.

وحول الآفاق المستقبلية للشركة، وما إذا كانت تستهدف مصادر تمويل خاصة من السوق، يقول جون باغانو "نحن ندرس أكثر من خيار للدخول لأسواق المال، سواء عبر طرح أولي للأسهم أو تأسيس صندوق عقاري، لكننا في بدايتنا نحتاج إلى الدعم الذي نحظى به، فالقطاع الخاص ربما لا يمكنه القيام بما نقوم به الآن، من هنا أهمية دعم صندوق الاستثمارات العامة. وما إن يترسخ هذا النهج سنتجه نحو اختيار الوسيلة للأمثل للتمويل من السوق".

 

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات