Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ناسا" ترصد أكثر الدول تلويثا للبيئة بغاز الميثان

تم تحديد "مراكز انبعاثات هائلة للغازات الدفيئة" في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب غربي الولايات المتحدة

للميثان القدرة على حبس الحرارة بنسبة تفوق 80 ضعفاً عن تلك التي يحبسها ثاني أوكسيد الكربون (ناسا)

كشفت مهمة استقصائية فاعلة كانت قد أطلقتها وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في شهر يوليو (تموز) الفائت، عن وجود أكثر من 50 مصدراً مسؤولاً عن انبعاثات فائقة لغاز الميثان الملوث للمناخ، تمكنت الوكالة من رصدها من على ارتفاع 200 ميل (322 كيلومتراً) فوق سطح الأرض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتوصل علماء الوكالة إلى تحديد أماكن العشرات من تلك المراكز، وهي تتوزع ما بين آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب غربي الولايات المتحدة.

وعادةً ما تتكون النقاط الساخنة للميثان نتيجة الانبعاثات التي تسببها منشآت استخراج ومعالجة النفط والغاز والفحم، إلى جانب مطامر معالجة النفايات والأنشطة الزراعية (لا سيما منها تربية الماشية).

ويعد الميثان أحد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحيث أن جسيماً واحداً من هذا الغاز يحبس من الحرارة ما يفوق تلك التي يحبسها ثاني أكسيد الكربون بنحو 80 مرة، وذلك في غضون 20 عاماً من وصول هذا الأخير إلى الغلاف الجوي.

لكن الجانب الإيجابي في الأمر هو أنه في حين قد يظل ثاني أكسيد الكربون موجوداً في الغلاف الجوي لقرون، فإن فترة بقاء غاز الميثان تقتصر على نحو عقد واحد من الزمن، ما يعني أن خفض انبعاثاته يمكن أن يخلف تأثيراً كبيراً في مجال الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري خلال فترة زمنية أقصر.

وتحقيقاً لهذه الغاية، تعهدت 100 دولة حول العالم بخفض انبعاثاتها من غاز الميثان بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030، وذلك خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته السادسة والعشرين "كوب 26" COP26، بما فيها الولايات المتحدة.

جدير بالذكر أن اكتشاف انبعاثات الميثان لم يكن نقطة تركيز أساسية لمهمة الجهاز الذي يطلق عليه اسم "مقياس الطيف التصويري" أو (إميت) Earth Surface Mineral Dust Source Investigation (EMIT)  (ضمن مهمة أطلقتها "ناسا" قبل ثلاثة أشهر، وتم تثبيته على محطة الفضاء الدولية)، التي كانت تهدف في البداية إلى رسم خرائط لتحديد التركيب المعدني للغبار المتصاعد إلى الغلاف الجوي من صحارى الأرض والمناطق القاحلة الأخرى (من خلال قياس الأطوال الموجية للضوء المنعكس من سطح التربة في تلك المناطق)، وذلك لفهم طريقة تأثير حركة الغبار المعدني المنقول بالهواء في المناخ.

في هذا الإطار، قال أندرو ثورب، الذي يقود مهمة تحديد انبعاثات غاز الميثان وأحد فنيي الأبحاث في "مختبر الدفع النفاث" Jet Propulsion Laboratory (JPL) التابع لوكالة "ناسا" (يقع قرب لوس أنجليس وتم فيه تصميم الجهاز وصنعه)، إن "بعض سحب الانبعاثات التي اكتشفت من خلال جهاز EMIT هي من بين الأضخم التي رصدت من الفضاء على الإطلاق". وأضاف "إن ما وجدناه في مثل هذا الوقت القصير فاق جميع توقعاتنا".

وعلى سبيل المثال، التقطت أداة "مقياس الطيف التصويري" عموداً لسحابة انبعاثات حرارية بطول ميلين تقريباً (3.22 كليومترات) في جنوب شرقي مدينة كارلسباد في كاليفورنيا، وفي ولاية نيو مكسيكو، وفي حوض بيرميان (يقع غرب ولاية تكساس وجنوب شرقي نيو مكسيكو)، وهو أحد أكبر حقول النفط في العالم.

وفي تركمانستان، رصدت 12 سحابة انبعاثات مصدرها منشآت بنية تحتية نفطية وغازية في شرق مدينة هزار الساحلية على بحر قزوين. ويمتد بعض تلك السحب التي تنتشر في اتجاه الغرب على مسافة أكثر من 20 ميلاً (32 كيلومتراً).

أما في إيران وتحديداً جنوب العاصمة طهران، فلوحظت سحابة لا يقل ارتفاعها عن ثلاثة أميال (4,8 كيلومتر)، مصدرها مجمع رئيس لمعالجة النفايات.

وبناءً على ذلك، تعتزم وكالة "ناسا" مواصلة استخدام أداتها المركزة في محطتها الفضائية لرصد أكبر الانبعاثات الملوثة لكوكب الأرض. ويعلق بيل نيلسون، مدير الوكالة بالقول إن "وقف انبعاثات الميثان يشكل أهميةً أساسية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي". وأضاف أن "هذا التطور الجديد المثير للاهتمام لن يساعد الباحثين على تحديد مصدر تسرب الميثان بشكل أفضل فحسب، بل سيزودهم أيضاً بالبيانات الوافية التي تمكنهم من التعامل معها وإيجاد حلول لمعالجتها على وجه السرعة".

© The Independent

المزيد من بيئة