Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو وجهاً لوجه مع حلفائه اليمينيين في مفاوضات تشكيل الحكومة

إشراك بعض الوجوه المتطرفة في السلطة يهدد إسرائيل بالعزلة الدولية

مناصرون لبن غفير يحتفلون بالنتائج الأولية للانتخابات في مقر حزبهم في القدس، الثلاثاء 1 نوفمبر الحالي (أ ب)

بدأ زعيم حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) مفاوضات مع حلفائه المتدينين واليمين المتطرف، لتشكيل حكومة يرجح بأن تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مع فرز كل الأصوات تقريباً بعد الانتخابات التي جرت الثلاثاء الماضي، وكانت خامس انتخابات تجرى في أقل من أربع سنوات.
واستخدم نتنياهو في حملته الانتخابية هذه السنة سيارة زجاجية مجهزة أمنياً أطلق عليها اسم "بيبي موبيل" بوحي من سيارة البابا "بابا موبيل"، وجاب بها أنحاء البلاد.
وعلى رغم أنه يخضع لمحاكمة بتهم تتعلق بالفساد، يرى مراقبون سياسيون أن قواعد حزب الليكود الذي يتزعمه ستبقى داعمة له. وهي المرة الأولى التي خاض فيها الانتخابات منذ أربع سنوات، وهو على رأس المعارضة، لا السلطة التي أطيح منها في لعام 2021 على يد ائتلاف منوع.
اليمين المتطرف

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليومية الإسرائيلية الأكثر انتشاراً صوراً لنتنياهو (73 سنة) مع إيتمار بن غفير، الشخصية اليمينية المتطرفة التي يبدو أنها ستصبح لاعباً رئيساً في الحكومة الجديدة، وتساءلت "إلى أين يتجهون؟".
وفاز نتنياهو بأغلبية مقاعد الكنيست، وأظهرت النتائج حصول حزب الليكود برئاسته على 32 مقعداً، و18 مقعداً للحزبين المتدينين المتشددين "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكيناز الغربين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين (سفراديم)، و14 مقعداً لتحالف اليمين المتطرف "الصهيونية الدينية".
وبذلك تكون الكتلة اليمينية برئاسة نتنياهو حصلت على 64 مقعداً، أي أغلبية مستقرة في البرلمان المؤلف من 120 مقعداً، لتسدل الستار بالتالي على حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي.
وكتبت سيما كادمون، وهي محللة وكاتبة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الجمعة أنها "ستكون حكومة غير مسبوقة". وأضافت أن "معظم الحقائب الوزارية المهمة ستكون في أيدي المتعصبين... الجميع يعلم أنه إذا تم تنفيذ جزء بسيط مما وعدت به تلك الأحزاب في حال كانت جزءاً من الحكومة الجديدة، فسيكون هذا بلد مختلف بنظام حكم مختلف".
توزيع الحقائب
أما بالنسبة إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته يائير لبيد، زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي فتشير النتائج إلى حصوله على 24 مقعداً لحزبه و51 لكتلته مع حلفائه.
وسيبدأ نتنياهو بتوزيع الحقائب الوزارية على شركائه في التحالف، وهذا يعني منح حقائب مهمة لأعضاء تكتل "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، الأمر الذي يعتبر سابقة.
وأصدر نتنياهو بالفعل تعليمات إلى ياريف ليفين عضو اللكيود الأكثر تشدداً وحليفه المقرب لبدء محادثات مع "الصهيونية الدينية" بشأن الحقائب الوزارية.
من جهته طالب الزعيم اليميني المناهض للعرب إيتمار بن غفير، الذي لطالما دعا إلى ضم إسرائيل لكامل الضفة الغربية، بتولي حقيبة الأمن العام، وهو منصب سيجعله مسؤولاً عن الشرطة.
وجدد بن غفير أخيراً دعواته إلى الأجهزة الأمنية لاستخدام مزيد من القوة في مواجهة الفلسطينيين.
وقال بن غفير ليلة الانتخابات "حان الوقت لنعود أسياد بلادنا".
وصرح بتسلئيل سموتريتش من "الصهيونية الدينية" علناً أنه يريد أن يصبح وزيراً للدفاع.
وأما حزب شاس اليهودي الشرقي المتشدد برئاسة ارييه درعي الذي فاز بـ11 مقعداً فيتوقع بأن يلعب دوراً محورياً في مفاوضات الائتلاف. وتتركز أنظار درعي على وزارتي الداخلية أو المالية.

شبح العزلة الدولية

وقال شلومو فيشر من "معهد سياسة الشعب اليهودي" في القدس لوكالة الصحافة الفرنسية إن نتنياهو يدرك أن دفع شخصيات يمينية إلى مناصب رئيسة قد "يضر" بعلاقاته في الخارج. وأضاف أن "نتنياهو لا يريد أن يقود بن غفير ودرعي الدفة، فهو حريص للغاية ولا يريد أن يفقد شرعيته الدولية، أعتقد أنه يمكن أن يحاول توسيع تحالفه لتقليل نفوذهم".
وذكرت إذاعة إسرائيل باللغة العربية بحسب مصادرها الجمعة، أن "نتنياهو لا يرغب في المخاطرة بمنح من وصفتهم بممثلي اليمين المتطرف، مثل بن غفير، حقائب سيادية. ولذلك يسعى إلى إقناع خصميه يائير لبيد وبيني غانتس بالانضمام إلى حكومة برئاسته ليتجنب عزلة دولية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الإذاعة فإن "نتنياهو لا يستبعد إمكانية التوجه إلى رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، ليكون عنصر موازنة أمام المتطرفين اليمينيين".
وهنأ عدد من القادة الأجانب نتنياهو على فوزه، ولا سيما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال عبر "تويتر" إنه يتمنى "فتح صفحة جديدة بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة".
وأشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أيضاً بنتنياهو في منشورات في "تويتر".
وكتب رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عبر "تويتر"، "يا له من انتصار عظيم لبنيامين نتنياهو في إسرائيل"، واصفاً الأخير بأنه "صديق المجر".
وتحدث نتنياهو عبر الهاتف مع قادة المجر ورومانيا والنمسا، بحسب مكتبه.
ومع ذلك فإن الحلفاء التقليديين الآخرين لإسرائيل كانوا أكثر حذراً، فبينما رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التكهن بشأن تشكيل الحكومة، قال إن واشنطن تأمل "أن يواصل جميع مسؤولي الحكومة الإسرائيلية مشاركة قيم المجتمع الديمقراطي المنفتح، بما في ذلك التسامح والاحترام للجميع في المجتمع المدني، وبخاصة الأقليات".
كما دعت المملكة المتحدة "جميع الأطراف الإسرائيلية إلى الامتناع عن اللغة التحريضية وإبداء التسامح والاحترام للأقليات"، وذلك في بيان صدر بعد ساعات قليلة من رفضها مقترحات رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس بشأن نقل سفارة المملكة المتحدة في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.
وجاءت نتيجة الانتخابات وسط تصاعد العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة استهدفت فجر الجمعة موقعاً لتصنيع الصواريخ في قطاع غزة، رداً على إطلاق صواريخ عدة باتجاه إسرائيل.

من هو نتنياهو؟
يذكر أن نتنياهو ولد في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1949 في تل أبيب، وورث عن والده المؤرخ عقيدة متشددة، إذ كان الأخير المساعد الشخصي لزئيف جابوتنسكي، زعيم تيار صهيوني يقدم نفسه على أنه "تصحيحي" ويسعى إلى تأسيس "إسرائيل الكبرى".
في عام 1976 كان شقيقه يوناتان الجندي الإسرائيلي الوحيد الذي قتل أثناء مشاركته في عملية عسكرية نفذتها وحدة كان يشرف عليها لتحرير رهائن محتجزين في طائرة خطفتها منظمتان فلسطينية وألمانية في أوغندا.
في مذكراته التي نشرها أخيراً، قال إنه "لن يتعافى أبداً" من مقتل شقيقه. وأضاف "عندما وصلني خبر وفاة يوني في عنتيبي، شعرت وكأن حياتي انتهت".
ونشأ نتنياهو في جزء من حياته في الولايات المتحدة، وتخرج من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العريق.
وبفضل طلاقته باللغة الإنكليزية، ركزت القنوات التلفزيونية الأميركية عليه أثناء كلامه عن إسرائيل بين أواخر ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي، مما ساهم في صعود نجمه كشخصية سياسية على الصعيدين المحلي والدولي.
في الثمانينيات، شغل منصباً دبلوماسياً في سفارة بلاده في واشنطن.
وتولى نتنياهو الذي لطالما شكك في اتفاقات أوسلو للسلام، زعامة حزب الليكود في عام 1993، وفاز في انتخابات عام 1996، ليكون أصغر رئيس وزراء لإسرائيل وكان يبلغ من العمر 46 سنة.
خسر السلطة سنة 1999، لكنه استعادها بعد عشر سنوات ليبقى على رأسها حتى عام 2021.
وجاء في مذكراته "كجندي، قاتلت للدفاع عن إسرائيل في ساحات القتال، وبصفتي دبلوماسياً صديت الهجمات على شرعيتها في المحافل الدولية، وبصفتي وزير مالية سعيت إلى مضاعفة قوتها الاقتصادية والسياسية بين الدول".
وكتب "ساعدت في تأمين مستقبل لشعبي القديم".
عملية السلام
ولم ينخرط نتنياهو في محادثات سلام فعلية مع الفلسطينيين خلال فترة حكمه، بينما أشرف على توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. ساهم في دفن عملية السلام مع الفلسطينيين التي بدأت في عام 1990، وارتفع عدد المستوطنات في الضفة الغربية خلال السنوات الـ10 الأخيرة بنسبة 50 في المئة. فبات عدد المستوطنين 475 ألفاً يعيشون وسط 2,8 مليون فلسطيني.
في السياسة الخارجية، ركز نتنياهو على إيران وبرنامجها النووي والجماعات المتحالفة معها مثل "حزب الله" اللبناني.
خلال السنة الأخيرة من حكمه، نجح في إبرام أربعة اتفاقات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، ونجح أيضاً في إخراج البلاد من الإغلاق بعدما أطلق حملة تطعيم طموحة ضد فيروس كورونا.

المزيد من متابعات