Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة: الحوثي ارتكب "جرائم حرب" منذ توقف الهدنة

جهود أميركية لإحياء الاتفاق وسط تجدد هجوم القاعدة في الجنوب

مجندون حوثيون يلوحون ببنادقهم في إحدى الميادين اليمنية (أف ب)

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران ارتكبت جرائم حرب منذ انتهاء اتفاق السلام الشهر الماضي، مشيرا إلى هجمات لقناصة وعمليات قصف.
وفشلت الأطراف المتحاربة في اليمن في تجديد اتفاق الهدنة، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، وانتهى قبل شهر، مما بدد آمال بعض اليمنيين في إبرام اتفاق أوسع من شأنه تخفيف المشاكل الاقتصادية وإطالة أمد الهدوء النسبي بعد أكثر من سبع سنوات من القتال.
ويقول مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان منذ ذلك الحين إنه تحقق من ثلاث وقائع قصف في مناطق تسيطر عليها الحكومة أسفرت عن مقتل صبي ورجل وإصابة آخرين، بالإضافة إلى ثلاث وقائع إطلاق نار من قناصة واتهم جماعة  الحوثي بشن هذه الهجمات.
وقال جيريمي لورانس، المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك "نشعر بقلق بالغ على سلامة المدنيين وأمنهم".
وتابع "الاستهداف المتعمد للمدنيين والمنشآت المدنية محظور بموجب القانون الدولي ويشكل جريمة حرب"، فيما لم يدل الحوثيون بأي تعليق.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في نفس الإفادة الصحفية بجنيف اليوم الجمعة إن الجهود مستمرة لإحياء اتفاق الهدنة بين التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، ومليشيا الحوثي.

هجوم للقاعدة
يأتي ذلك في وقت قال فيه متحدث باسم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن إن ما لا يقل عن ثلاثة جنود قُتلوا اليوم الجمعة، في هجوم تعتقد السلطات بأن عناصر من تنظيم القاعدة نفذته بمحافظة أبين في جنوب البلاد.
وقال المتحدث محمد النقيب لرويترز إن الهجوم وقع في مديرية المحفد في شرق أبين، حيث انفجرت عبوتان ناسفتان في مركبتين عسكريتين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة عدد آخر.
وأكد النقيب أن قوات الأمن، في إطار العملية العسكرية في أبين التي أطلق عليها اسم (سهام الشرق) وبدأت قبل شهرين لملاحقة العناصر المتطرفة، تمكنت صباح الجمعة من دخول وادي الخيالة في جنوب مديرية المحفد والذي يُعد واحدا من أكبر معاقل المتشددين.
كانت السلطات الأمنية بمديرية المحفد قد أعلنت حالة الطوارئ، وحضر التجول ليلا ابتداء من يوم الثلاثاء، بعد تصاعد هجمات عناصر تنظيم القاعدة على القوات الأمنية، كما دفع المجلس الانتقالي تعزيزات عسكرية إضافية إلى المحفد.
وهذا الهجوم هو الأول على قوات الأمن هذا الشهر في أبين، والرابع خلال أكثر من شهر. كما يأتي في أعقاب هجمات نفذها التنظيم في سبتمبر أيلول الماضي بالمحافظة نفسها وأودت بحياة عشرات الجنود.
وأعلن المجلس الانتقالي، وهو الجماعة الانفصالية الرئيسية في جنوب اليمن، أن قواته دخلت في مطلع الشهر الماضي مركز مديرية المحفد شرقي أبين على الحدود مع محافظة شبوة، والتي ينشط بها عناصر القاعدة وجماعة أنصار الشريعة الذين شنوا هجمات على القوات الحكومية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


ووسع المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات، الشهر الماضي وجوده في أنحاء أبين، وقبلها في شبوة، في خطوة قال إنها تهدف لمحاربة "التنظيمات الإرهابية".
واستغل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، ومقره اليمن، الصراع بين الفرقاء في اليمن لتعزيز نفوذه.

جهود أميركية لإحياء الهدنة

في غضون ذلك تواصل الولايات المتحدة الأميركية الدفع بثقلها الدبلوماسي المسنود بجهود أممية ودولية حثيثة لإنعاش آمال فرص السلام في اليمن بعد فشل تمديد الهدنة الإنسانية في البلد الذي يعاني ويلات الحرب جراء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وفتح نافذة جديدة لمساعي الحل السياسي المستدام عقب ثماني سنوات من الاقتتال الدامي الذي خلف أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وفي هذا الإطار، قالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الخميس، إن المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ سيزور دولة الإمارات والسعودية هذا الأسبوع "لدعم جهود تجديد وتوسيع الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن"، وذلك عقب يوم من مغادرة المبعوث متوجهاً إلى المنطقة.

وعلى رغم التحركات الدولية فإن الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي يتهمان الحوثيين بعدم الجدية في تمديد السلام واستشعار معاناة ملايين الجياع والمشردين والنازحين "خدمة للمصالح الإيرانية".

العالم يراقب الحوثي

بيان الخارجية حمل تحذيراً مبطناً للحوثيين بالقول، "نذكر الحوثيين بأن العالم يراقب أفعالهم ونحثهم على التعاون مع الأمم المتحدة والاستماع إلى نداءات اليمنيين من أجل السلام".

وأضافت أن "السبيل الوحيد لإنهاء ثماني سنوات من الحرب المدمرة هو من خلال وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية تسمح لليمنيين بتقرير مستقبل بلادهم".

وتواجه جهود السلام مصاعب جمة تضاعفها الاشتراطات الحوثية التي تصفها الحكومة الشرعية بأنها "لا تنتهي"، إذ يضعون للموافقة على تجديد الهدنة شروطاً تعجيزية مثل وضع يدهم على إيرادات البلاد النفطية.

ومطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، قال ناطق الجماعة محمد عبدالسلام، إن إيرادات اليمن السيادية من النفط الخام والغاز كفيلة بصرف الرواتب لجميع الموظفين اليمنيين ومعاشات المتقاعدين.

وأضاف في تغريدة له بعيد لقاء جمعه بممثل عن المبعوث الأممي اشتراطهم فتح مطار صنعاء، وموانئ الحديدة من دون عوائق (في مسعى للسيطرة على المشتقات النفطية القادمة للبلاد) وصرف مرتبات الموظفين ومعاشات المتقاعدين.

وإذ يطالب القيادي الحوثي من الشرعية صرف الرواتب ترفض جماعته توريد الإيرادات الضخمة التي يتحصلون عليها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وفقاً للحكومة الشرعية.

وأعلنت الأمم المتحدة في الثاني من أبريل (نيسان) الماضي بدء سريان هدنة عسكرية وإنسانية في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد تشمل إيقاف العمليات الهجومية والسماح بدخول 18 سفينة مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة وتسيير 16 رحلة تجارية عبر مطار صنعاء.

الحواجز في تعز

ووفقاً للأمم المتحدة، فقد نجحت الهدنة في خفض التصعيد بشكل كبير، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار وعدم تنفيذ الالتزامات، خصوصاً ما يتعلق برفع حصار المتمردين عن مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) التي تعد ثالث أكبر مدينة يمنية يسكنها نحو 600 ألف شخص، وتخضع لسيطرة القوات الحكومية، لكن المتمردين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.

واستحدث سكان المدينة طرقاً بديلة مع إغلاق جميع الطرق التي تربطهم بالمحافظات المجاورة.

وتؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة كلفة النقل أربع مرات وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية، وتحول دون الوصول إلى الخدمات الأساسية.

ويخوض كل من مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، والأميركي ليندركينغ، جهوداً من أجل تجديد الهدنة التي استمرت لنحو ستة أشهر وانتهت مطلع أكتوبر الماضي ويأمل اليمنيون والمجتمع الدولي أن تنتهي بإعلان موافقة أطراف الحرب خلال الساعات المقبلة.

خدمة إيران

وفي كلمة له في سبتمبر (أيلول) الماضي بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962، أرجع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي كل ما حل ببلاده عقب ثماني سنوات من الحرب الدامية إلى كون "ميليشيات الحوثي تغلب مصالح إيران على مصالح الشعب اليمني"، مجدداً اتهام طهران "بتصدير كل ما هو مدمر" إلى بلاده، ودعمها للحوثيين بالأسلحة عبر تهريبها ومحاولة توسيع نفوذها في المنطقة، مؤملاً على "دور المجتمع الدولي في الحد من تدخلها".

وقال إن "إيران تدخلت في شؤون اليمن على رغم أنها تبعد منه أربعة آلاف كيلومتر، وصدرت له ملايين الألغام والصواريخ الباليستية والمسيرات، وزعزعت الاستقرار وحولت البلاد إلى مركز للتوسع وتصدير الثورة وإيذاء الجيران".

كان المتحدث باسم ميليشيات الحوثي محمد عبدالسلام تحدث في مقابلة تلفزيونية مع قناة "العالم الإيرانية" تضمنت للمرة الأولى إقراراً بدعم إيراني مباشر للجماعة في مجال التصنيع العسكري وغيره.

المزيد من متابعات