Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

درعا السورية تستعيد "ذاكرة النزوح" مع بزوغ "داعش"

مكبرات المساجد تعلن حظر التجوال على وقع الاشتباكات الشرسة بين جيش النظام وفلول التنظيم

وصف أمين حزب البعث الحاكم في درعا حشد القوات في المدينة بأنه "أمني وليس عملاً عسكرياً واسعاً" (اندبندنت عربية)

أعادت حركة نزوح مؤلمة للمدنيين واشتباكات متقطعة بالتزامن مع منع التجوال في أحياء عدة مدينة درعا جنوب سوريا إلى مشاهد الحرب بعد أن أطلت مجموعات من تنظيم "داعش" برأسها مجدداً، لكن هذه المرة بكثافة نارية أشرس منذ أفوله عام 2019، وسط مخاوف بين الأهالي من امتداد نفوذ التنظيم المتشدد.

على كف عفريت

وإن كانت فلول "داعش" تعتمد في فترة سابقة على عمليات التصفية والاغتيالات، فإنها اليوم تزج بمقاتليها نحو أحياء سكنية في درعا، حيث نفذت عمليات هجومية عدة آخرها تفجير انتحاري عبر حزام ناسف أودى بحياة العنصر الإرهابي في حين سقط أحد القياديين من الفصائل المسلحة المعارضة صريعاً. ولوح بيان صادر عما يسمى "القوى الثورية" في الجنوب السوري "بمعاقبة أي شخص تثبت مساعدته لأفراد داعش أو يقدم لهم الملاذ الآمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلنت مكبرات الصوت في المساجد حظر تجوال منذ أمس الأول بالتزامن مع عملية أمنية تنفذها وحدات جيش النظام عقب توترات غير مسبوقة، وتشي المعلومات الواردة بارتفاع حدة عمليات التنظيم، لا سيما الاغتيالات، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الذي شهد وحده مقتل أكثر من 82 شخصاً 25 منهم ينتمون لـ "داعش".

من جهتها تتقدم الحملة الأمنية إلى درعا (100 كيلومتر جنوب دمشق) عبر نخبة من قوات المشاة واللواء الثامن بالتعاون مع مجموعات مسلحة رديفة لقوات النظام.

 وبحسب المعلومات الأولية فإن حظر التجوال شمل أحياء درعا البلد ومخيم النازحين وحي طريق السد، وأكدت مصادر أهلية أن المخاوف تسيطر على أهل المدينة، بينما أغلقت المدارس في المناطق التي تشهد اشتباكات.

ويقول الناشط السياسي أحمد الحوراني إن هذا الانتشار لـ "داعش" يعد الأوسع منذ عام 2018، ويصف واقع مدينته بأنه "على كف عفريت" إذا ما استعصت المجموعات المسلحة على الخروج وامتدت الاشتباكات، لأن الأمر في هذه الحال يعني خراباً وخطراً محدقاً بالأهالي علاوة على انقطاع المؤن ومقومات الحياة المعيشية إلى حد كبير.

ويجزم الحوراني بأن الحملة العسكرية ستنفذ مهمتها على أكمل وجه لأنها ستلاقي ترحيباً من أهالي المدينة للتخلص من "الدواعش"، "لكنها في المقابل ستتيح فرض السيطرة لجيش النظام لإتمام قبضته على المدينة التي شهدت تسويات خلال فترة سابقة تتعلق ببقاء أعداد من الفصائل المسلحة المعارضة فيها".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق مصرع طفلين قرب مخبز في درعا المحطة نتيجة رشقات نارية عشوائية واشتباكات متقطعة في حي الحمادين وطريق السد لليوم الثاني على التوالي، وبذلك يرتفع عدد المتوفين في درعا إلى سبعة أشخاص منذ الـ 31 من أكتوبر، ثلاثة مدنيين بينهم طفلان وثلاثة من التنظيم الإرهابي وعنصر من الفصائل المحلية".

الأنفاق والبادية

في غضون ذلك تشترك القوات الروسية في المعارك الدائرة جنوب البلاد ولا تتوقف عن ملاحقة القيادات الداعشية وأفراد التنظيم لدك معاقله في البادية السورية المتاخمة لمحافظة درعا جنوباً، ويؤكد مصدر ميداني من "لواء القدس" تكثيف العمليات في أنحاء البادية والسيطرة على قرى وتجمعات سكنية صغيرة، واكتشاف أنفاق ومخابئ لـ "داعش"، مع تدمير عدد من معدات التنظيم بالتزامن مع وصول تعزيزات للقوة العسكرية في ريف الرقة، لمتابعة تطويق المجموعات المتطرفة من كل الجهات.

وأعلن الجنرال الروسي أوليغ إيغوروف منتصف أكتوبر الماضي مصرع 20 مقاتلاً من أفراد تنظيم "داعش" في حملة عسكرية لاستعادة أراض في درعا لا تزال تسيطر عليها المعارضة، مثل بلدة جاسم التي شهدت تفجير حافلة للجنود أودت بحياة 18 عنصراً قرب العاصمة دمشق.

ووصف أمين حزب البعث الحاكم في درعا حشد القوات في المدينة بأنه "أمني وليس عملاً عسكرياً واسعاً"، لافتاً عبر تصريحات صحافية إلى عدم توقف العملية لحين تطهير المنطقة بأكملها من "الدواعش" ومن يتعاون معهم.

ومع كل تلك التطورات الميدانية فلن ينجح "داعش" في إعادة بسط نفوذه كما كان في السابق، بحسب توقعات المتابعين، بل سيندفع عائداً للصحراء وهي الأرض الوحيدة التي تؤمن له الملاذ الآمن، وبالتالي فإن الخاسر الوحيد هم المدنيون من أبناء درعا الذين يتكبدون خسائر في الأرواح والممتلكات ويلوذون بالفرار طلباً للأمان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير