Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناصر بوريطة: الخلاف بين الرباط والجزائر لا يحل في القاعات "الشرفية"

وزير الخارجية المغربي يقول لـ"اندبندنت عربية" إن رئاسة القمة يجب أن تلتزم بمرجعيات وقواعد عمل الجامعة العربية والتضييق على الوفد الإعلامي دفع دبلوماسيي بلاده لممارسة التصوير

لا يزال التوتر الجزائري المغربي يخيم على أجواء القمة العربية في دورتها الـ31 المنعقدة في الجزائر، حيث اتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الدولة المضيفة بعدم التزام قواعد الجامعة العربية ومرجعياتها في تنظيم القمة، مجدداً رفضه للتضييقات التي تعرض لها وفد بلاده الإعلامي.

وقال بوريطة في حوار مع "اندبندنت عربية" على هامش تمثيل بلاده في القمة، إن "بلاده تشارك في القمة الحالية في إطار دعوة الجامعة العربية لعقد قمتها الاعتيادية".
وأضاف، "أنه بناءً على ذلك، فإن المرجعيات وقواعد العمل والخرائط وكل شيء يخص الجامعة على الدولة المضيفة احترامها، وإذا كانت هناك دولة لديها أجندة وطنية عليها أن تعقد مناسبة وطنية أو اجتماعاً خاصاً بها"، منتقداً في الوقت ذاته ما اعتبره "تضييقاً جزائرياً متعمداً" على وفد بلاده الإعلامي سواء على صعيد منح التأشيرات أو التسهيلات المطلوبة، "ما اضطر ممثلي الوفد المغربي من الدبلوماسيين لممارسة مهنة التصوير خلال فعاليات القمة"، على حد وصفه.
 
الخلاف مع الجزائر
 
وحول التباينات والمشادات التي دارت بين المغرب والجزائر، أوضح بوريطة، "لنكن واضحين، العلاقات الجزائرية المغربية للأسف متوترة، ولم ير المشاركون في القمة سوى جزءاً من هذا التوتر، حيث لا توجد علاقات دبلوماسية، ولا مجال جوي مفتوح بين البلدين، فضلاً عن قطع التبادلات التجارية وقنوات الاتصال، التي نرى أن الحوار الشامل والجاد بإمكانه حلها".
وعن دعوة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة المغرب ذكر بوريطة، أن ملك بلاده يؤمن بأن "العلاقات المغربية الجزائرية لا تحتاج إلى وساطات، لأننا نعرف جيداً بعضنا بعضاً ونعرف مشكلاتنا وكيف نحلها، إذا أردنا حلاً لا نريد وسطاء وها هي دعوة للحوار".
 

 

وتابع بوريطة، إن دعوة الملك محمد السادس للرئيس الجزائري، لزيارة المغرب "جاءت رداً على تصريح لنظيره الجزائري قال فيه إن عدم حضور الملك القمة العربية ضيع فرصة على العلاقات الثنائية على اعتبار أن الملك كان سيتم استقباله في المطار وفي القاعة الشرفية، وكان من الممكن أن يكون كلام عن العلاقات الثنائية وتحضير اللقاء".

في المقابل، تساءل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في حوار مع قناة "العربية"، عما إذا كان غياب الملك محمد السادس عن القمة التي تختتم مساء اليوم الأربعاء "فرصة ضائعة"، مشيراً إلى أن الرئيس تبون كان سيخص العاهل المغربي باستقبال بروتوكولي في المطار لو حضر إلى الجزائر.
 
المسائل الثنائية
 
وذكر بوريطة "منذ أن وصل الوفد المغربي إلى الجزائر قبل أربعة أيام، تساءلنا عبر القنوات القليلة المتاحة للحوار مع الجزائر، عما إذا كانت هناك ترتيبات أو أفكار حول المسائل الثنائية، ولكن لم نتلق أي تأكيد"، مضيفاً "كانت لدى الجزائريين فرصة لتأكيد هذه الرغبة بعقد اللقاء سواء لدى قدوم المبعوث الرئاسي إلى الرباط لتسلم دعوة المشاركة في القمة، وخلال تواجد الوفد المغربي في الجزائر".
 
 
وبحسب وزير الخارجية المغربي، فإن "العلاقة بين البلدين مهمة جداً، وإن اللقاء بين الملك والرئيس الجزائري منتظر ولا يمكن ترتيبه بسرعة في قاعة شرفية في المطار، بل هو أمر بحاجة إلى تحضيرات وترتيبات ودائماً كان الملك يطلق هذا الحوار في كل خطاباته، وكانت يده ممدودة"، على حد وصفه، معتبراً أنه "إذا كانت هناك فعلاً رغبة جزائرية في هذا الحوار، فالملك المغربي يعطي توجيهاته بدعوة مفتوحة للرئيس الجزائري للقاء والحوار".
وأوضح بوريطة، "إذا لم يتحقق اللقاء على هامش القمة العربية سواء لضغط الوقت أو غياب قنوات التواصل أو لأي سبب من الأسباب، فهناك دعوة جديدة للحوار ويمكن تداركه من أجل حوار شامل وبناء وجاد".
 

 العلاقات مع إسرائيل

ولدى سؤال وزير الخارجية عما إذا كان استئناف المغرب علاقاته مع إسرائيل سبباً في تأزم العلاقة مع الجزائر، لا سيما في ضوء إعلان الأخيرة دعمها المستمر للقضية الفلسطينية، يجيب بوريطة أن هذا الأمر ما هو إلا "ذريعة"، مضيفاً "دعنا نكون واضحين، لم تنقطع علاقات الجزائر الدبلوماسية مع الإمارات والبحرين ومصر والأردن، على رغم علاقاتها مع إسرائيل، لذلك أستبعد أن يكون هذا السبب وراء الخلافات الجزائرية المغربية".

وتساءل بوريطة "حين كانت الحدود مغلقة بين البلدين في عام 1994 هل كان السبب إسرائيل؟ كيف يمكن ربط العلاقة الثنائية مع دولة بقرار سيادي تقره، وتجاهل ما يجمعنا في علاقاتنا الثنائية التي فيها كثير من الأمور، بيننا جغرافيا مشتركة وتاريخ وعلاقات إنسانية وجغرافية ومصير مشترك وتحديات مشتركة أيضاً".

وأوضح بوريطة "استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل لم يؤثر في سياسات المملكة تجاه القضية الفلسطينية"، مضيفاً "لدى فلسطين سفير في الرباط ولدينا سفير في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية لها علاقات طبيعية مع المملكة، فهل الجزائر وصية على القضية الفلسطينية أكثر من الفلسطينيين؟".
وتشهد العلاقات توتراً منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة "البوليساريو" التي تطالب باستقلال الصحراء، بينما يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
وزاد التوتر عندما أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متهمة إياها "بارتكاب أعمال عدائية... منذ استقلال الجزائر" في 1962. وأعرب المغرب عن أسفه إزاء هذا القرار ورفض "مبرراته الزائفة".
 
البيان الختامي
 
خلال الاجتماعات التمهيدية للقمة التي عقدها وزراء الخارجية العرب، طالب وزير الخارجية المغربي، بحسب ما أوضحت مصادر لنا بضرورة أن يشمل بيان القمة الختامي إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
وعليه أوضح بوريطة لـ "اندبندنت عربية"، "بالنسبة إلينا الواقع العربي صعب في حد ذاته، وضاعف ذلك السياقات الدولية المضطربة، وتدخلات خارجية سلبية تزيد الأمور صعوبة".
وقال: "ليس لدى المغرب عداء مع إيران، نحن نريد علاقات احترام متبادل، وألا تدعم طهران الجماعات الانفصالية المسلحة"، مشدداً "هذا أمر أساسي في المغرب، والبلد ليس منفرداً في ذلك، ثمة لجنة عربية مشتركة للتصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربىة ونرفض هذه التدخلات"، معتبراً أن "القمة ستصدر قراراً يشير إلى هذه النقطة ويدين التدخلات الإيرانية ويدعم الدول الأعضاء في الخليج العربي وغيرها التي ترفض التدخل الإيراني وتدينه".
 

 

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وحول ما ستخرج عنه القمة، أشار بوريطة إلى "أن التحديات والسياق الدولي الصعب المحيط بالقضايا العربية، يتطلب تضافر الجهود لتحقيق توافقات حول القضايا المهمة والتجاوب مع انتظارات الشعوب العربية"، معتبراً أن المغرب دائماً ما يرى أن "عقد القمة مهم، ولكن لا يمكن لها أن تختزل العمل العربي المشترك، بل إن التضامن العربي والعمل المشترك هو عمل دائم، بينما القمة هي لحظة لإعطاء دفعة، ولكن ليست هي كل العمل المشترك".
وأضاف "علينا أن نسأل بشأن ما سيحدث بعد القمة، وكيف ستنفذ المقررات وكيف سنعمل بشكل وروح مختلفتين للتجاوب وتلبية وتطلعات الشعوب العربية ومواجهة السياق الدولي الصعب".

المزيد من حوارات