Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رشيد عساف: من يغرق في الكوميديا لا يمكنه العودة إلى التراجيديا

لعبة الأجزاء مخاطرة... و"ممالك النار" و"خورفكان" أعمالي المقبلة

الممثل السوري رشيد عساف (الحساب الرسمي على السوشيال ميديا)

انضم مسلسل "الباشا" إلى سائر الأعمال المؤلفة من أجزاء، بعد إعلان منتجه مروان حداد عن جزء ثالث منه للموسم الرمضاني 2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بطل المسلسل رشيد عساف، أكد أنه لا يعرف  كيف سيتم التحضير للجزء الثالث منه، وقال "كان من المفترض أن أجتمع بالمنتج مروان حداد للتباحث في الموضوع، ولكن الظروف حالت دون ذلك، وعندما يأتي إلى الشام سوف أتحدث إليه لكي أعرف ماذا يجول في خاطره. أنا معتاد على أعمال الأجزاء، حتى في الخليج يطالبوني بجزء ثالث من مسلسل "راس غليص" مع أنني قدمته قبل 10 سنوات".

أضاف عساف "بالنسبة إلى (الباشا)، فيجب التخطيط لما يشبه ورشة العمل، لطرح أفكار جديدة لكي يكون الجزء الثالث أهم من الجزأين الأول والثاني اللذين حققا حضوراً كبيرا. اللافت في هذا العمل أننا نبدأ من حيث انتهينا، بمعنى أن هناك ممثلين تنتهي أدوارهم، وآخرون يدخلون على الحدث وتصبح القصة أقوى. لعبة الأجزاء خطيرة، وبغياب الموضوعات الجيدة يُصبح هناك اجترار للأحداث، ومن خلال (الباشا) قدمنا توليفة تجمع بين النص وبين أداء الممثلين، ونجحنا بتحقيق نوع من الإثارة بالنسبة إلى الجمهور".

 

 

شر مطلق وخير مطلق

وعن موقفه من آراء بعض النقاد الذين وجدوا أنه كان الممثل الكوميدي الأفضل في رمضان بشخصية الباشا، على الرغم من مشكلاتها وعقدها النفسية وظلمها وجبروتها، أوضح "منذ البداية، كنت أعرف أنه كان يجب ملامسة هذا الجانب في الشخصية، لانه لا يوجد شر مطلق وخير مطلق، بل كلاهما نسبي، والتوافق والفصل بينهما هو الذي أضفى على الشخصية نوعاً من خفة الظل، لأنها ليست كوميدية فلم أتعمّد تقديم الكوميديا. أنا لا أجيد التمثيل سوى أمام الكاميرا، وعندما كانت تُضاء، كنت أضيف إلى الحوار في إطار شخصية الباشا. كنت أضحك، وفي  نفس اللحظة أنتقل إلى حالة أخرى وأبكي، معتمداً على الذاكرة التي كانت تحفّزني على الانفعال".

وعما إذا كان قد عاش حماساً مماثلاً  للحماس الذي عاشه في مسلسل "الباشا"، أجاب "عشت هذه الحالة في مسلسل (الخربة) بدور (أبو نايف)، وكان دوراً مرحاً أضحك الناس. هو شخص كاذب ومعتّد بنفسه، عمره 75 عاماً، ويملك خيالاً واسعاً يساعده على فبركة القصص. هذه الشخصية هي واحدة من الشخصيات التي قدمتها باهتمام كبير، وكانت البداية مع شخصية (ورد) في مسلسل (بركان) الذي شكّل نقلة نوعية على صعيد الانتشار في الوطن العربي، ومن ثمّ مسلسل (الكواسر) الذي قدمني بشكل أكبر، ومسرحية (آخر الفرسان) التي عرضناها في 12 بلداً، وهي من أشعار محمد بن راشد آل مكتوم، وشاركتني فيها ملكة جمال لبنان السابقة جويل بحلق وعمار شلق".

عمل مشابه

عن السبب الذي حال دون تقديم أجزاء أخرى من "الخربة" على الرغم من نجاحه الكبير أجاب "صورنا هذا العمل في شهر أبريل (نيسان) 2011، في منطقة تقع بين دمشق والسويداء، كانت تقع فيها مشكلات كثيرة، وكنت أعود إلى بيتي ليلا و(أنا أطير بسيارتي). كانت هناك نيّة لتقديم جزء ثانٍ منه ولكن الصعوبات لم تسمح بذلك، واليوم صارت أكبر، بعد مرور 8 سنوات على تقديم الجزء الأول. لا يمكن تنفيذ عمل مهم كـ(الخربة) بسهولة وسرعة، بل يتطلب الأمر الكثير من التأني. في الفترة الأخيرة، طُلب مني عمل بنفس أجوائه أو بأجواء مماثلة له، وأنا أقرأ حالياً نصاً مشابهاً له. لا شيء يمنع من إعادة تقديم عمل من نفس البيئة والجو".

وعن سر اختياره  لتجسيد شخصية عمرها 75 عاماً في "الخربة"، قال "عندما أشارك في عمل لـ(الليث حجو) والدكتور ممدوح حمادة أشعر بالاطمئنان. الليث حجو برع  في هذا العمل، وعندما عرض عليّ دور (أبو نايف) استغربت وسألته (هل سأقدم شخصية عمرها 75 عاما؟) فقال لي (لا أحد سواك). نحن غامرنا في (الغربة)، والليث حجو غامر بي وأنا قبلت، ولكن هذه المغامرة أوجدت فيّ نوعاً من الاستنفار الداخلي، كما أن مشاركة كم كبير من النجوم والممثلين الجيدين فيه، جعله أقرب إلى التكامل. كانت تجربة جيدة، نصاً وإخراج وتمثيلاً والجمهور دعمنا فيها كثيراً".

رهبة ورعب

كما تحدّث عساف عن المنافسة بينه وبين دريد لحام في هذا العمل، قائلا "التنافس بيننا كان يأخذ بُعداً جديدا من مشهد إلى آخر، وتطوراً نوعياً من حلقة إلى أخرى، واستطعنا أن نقدم عملا مهما حتى فارق العمر لم يظهر. التعب كان كبيرا والنتيجة إيجابية".

وعما إذا كان شعر بالرهبة أمامه، أوضح "طبعا، كله دخل في الحسبان. عندما يقف إلى جانبنا ممثلون من الجيل الجديد، ينخطف لونهم ويصيبهم الرعب، وهنا تكمن قدرة الفنان المخضرم في إعطاء الممثل المساحة اللازمة لكي يقترب منه. تصوير المسلسل يستغرق 3 أشهر، ولا يمكنني أن أستمر في العمل في موقع التصوير على أنني النجم ومن يقف أمامي "مبلوع". أنا أتعاون مع الجميع، حتى الكومبارس الذي يقتصر دوره على جملة واحدة، أعلّمه وأعطيه الحيوية، لأن فشله يعني فشل دوري، والأمر نفسه ينسحب على من يشاركوني بدور رئيسي أو شبه رئيسي أو حتى بأدوار ثانوية. أنا أتعاون مع الجميع لكي يشعروا بالراحة".

وعن الممثلين الذين عاش حالة مماثلة عندما مثّل إلى جانبهم، أجاب "عشتُ هذه الحالة في أول عمل لي، ولكن الأمر لم يستغرق سوى أيام قليلة وتجاوزته. من بعده ظل قلبي يرتجف في أول يوم تصوير إلى أن كسرت حاجز الرهبة. التمثيل على خشبة المسرح يساعد الممثل على التخلص من حالة الرهاب التي يعيشها عندما يمثّل في التلفزيون".

 

 

حتى في هوليوود

في المقابل، تحدث عساف عن ظاهرة فرض المخرجين والمنتجين لبعض الممثلين في أعمالهم، موضحاً "أن هذا الأمر موجود حتى في هوليوود"، وأضاف "لا مانع إذا تم فرضهم في أعمال لممثلين محترفين، شرط أن يعرفوا كيف يستفيدوا من حضورهم وأن يطوروا تجربتهم لكي يتمكنوا من تحقيق الاستمرارية. المنتجون والمخرجون ليسوا أغبياء، ويمكن أن يغامروا لمرة واحدة فقط، وفي حال لم يتمكن الممثل من فرض نفسه لن يتمسكوا به. من يستمر لا بد أن تكون لديه الموهبة. الجمال يمكن أن يلفت في المرحلة الأولى، ولكن الممثل لا يمكن أن يستمر معتمداً عليه، ولذلك، بعض الممثلين في السينما المصرية كانوا نجوما في مرحلة الشباب، وعندما تقدموا في السن لم يقدموا شيئاً".

ولأن ثمة إجماعا بين الممثلين بأنهم يلعبون كل الأدوار، عندما يخيّرون بين الكوميديا والتراجيديا، فهل هو مثلهم، يجيب "الممثل الذي لا يلعب كل الأدوار يشعر أن شيئا ما ينقصه، ويحاول أن يقنع الجمهور بأنه قادر على أدائها دون استثناء، أما هو فتتحقق قناعته بنفسه عندما يقتنع الجمهور به".

وهل هذا يعني أن حبه للكوميديا يعادل حبه للتراجيديا؟ يقول عساف "أنا لا أحب العمل في الكوميديا، بل في أعمال نتائجها ظرافة. من يغرق في الكوميديا لا يمكنه العودة إلى التراجيديا، وأنا أقدم شخصيات من لحم ودم، من واقع الحياة، وهذا الأمر تحقق في (الخربة) و(الباشا). الإغراق في الكوميديا أو في التراجيديا، يضيّع الممثل والأفضل أن يمثل بعفوية. أحب الكوميديا الخفيفة ولا أحبذ التهريج. في السينما المصرية، اعتدنا لفترة من الزمن على شكري سرحان، الممثل الوسيم الذي يلعب أدوار الـjeune premier وفجأة ظهر ممثل من نمط مختلف هو أحمد زكي، ومن بعدهما برز ممثل سمين، صرنا نبكي ونضحك معه، هو يحيى الفخراني الذي دخل إلى مكان لتقديم العزاء فغرق في الضحك وضحك المعزّون معه".

في المقابل انتقد عساف ظاهرة المديح الزائد لبعض الممثلين في الإعلام، مضيفاً "ألاحظ أن الجمهور في وادٍ والنقاد في وادٍ آخر، وهذا غير مقبول لانه لا توجد مجاملة في الفن".

"ممالك النار" و"خورفكان"

عن أعماله المقبلة أشار رشيد عساف إلى أنه صوّر مسلسل "ممالك النار"  للمخرج بيتر ويبر في تونس، وهو عمل تاريخي يلعب فيه دور سلطان المماليك  قانصوه الغوري، ويتناول الفترة التي يخوض فيه الأتراك معركة "مرج دابق" التي غيّرت وجه التاريخ في المنطقة، كما انتهى أيضاً من تصوير فيلم "خورفكان" الذي يحكي عن الاحتلال البرتغالي لدول الخليج والبحر الأحمر والهند، ويلعب فيه دور القائد ألبوكرك وهو من إنتاج حكومة الشارقة وإخراج الإنجليزي موريس سويني، كما أنه يتباحث على تصوير فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني جديدين.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون