Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من تشرشل إلى لولا... رجال دولة أتقنوا فن العودة

يضطر بعض السياسيين أحياناً إلى الانحناء والغياب قسراً عن الساحة

تمثالان لديغول وتشرشل في حديقة عامة في كاليه شمال فرنسا (أ ف ب)

على غرار لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي انتخب الأحد 30 أكتوبر (تشرين الأول)، مجدداً رئيساً للبرازيل لولاية ثالثة بعد أربع سنوات على دخوله السجن بطريقة مثيرة للجدل بسبب شبهات فساد، حقق قادة سياسيون آخرون عودة غير متوقعة إلى الساحة السياسية.

أكثر من عودة

قبل أن يصبح أحد أكثر الشخصيات تأثيراً خلال الحرب العالمية الثانية اضطر ونستون تشرشل إلى الاستقالة من قيادة البحرية البريطانية في عام 1915، بعد الإخفاق في حملة الدردنيل (غاليبولي) التي سقط فيها عشرات آلاف الجنود. إلا أنه استعاد منصبه بعد 25 عاماً على تلك الحملة، بعيد اجتياح ألمانيا النازية بولندا في الأول من سبتمبر (أيلول) 1939.
وكان رئيساً للحكومة البريطانية الائتلافية طوال الحرب العالمية الثانية وشحن طاقات البلاد من خلال خطاباته الحماسية.
بعد الحرب عرف تشرشل انتكاسة سياسية جديدة، لكنه عاد إلى السلطة في عام 1951 في سن السادسة والسبعين.

فرنسا الحرة

رأس شارل ديغول صاحب النداء الشهير في 18 يونيو (حزيران) 1940 الحكومة الموقتة للجمهورية الفرنسية التي تشكلت في فرنسا بعد تحرير باريس في أغسطس (آب) 1944، لكنه استقال في عام 1946 لعجزه عن توحيد رؤية الأحزاب الرئيسة وتحركها. وانسحب حتى من الحياة السياسية بالكامل بعد فشل حزب "تجمع الشعب الفرنسي" الذي شكله، في الانتخابات البلدية في عام 1953.
إلا أنه شأنه في ذلك شأن تشرشل، إذ عاد إلى مقدم الساحة بعد سنوات قليلة. ففي الأول من يونيو 1958 وبعد المشكلات التي اندلعت مع الجزائر في 13 مايو (أيار)، استعان الرئيس الفرنسي رينيه كوتي بديغول الذي كلف تشكيل أول حكومة في ظل الجمهورية الرابعة.
وفي 21 ديسمبر (كانون الأول) 1958 انتخب ديغول كأول رئيس للجمهورية الخامسة.
وغادر السياسة نهائياً في أبريل (نيسان) 1969 بعد فشل استفتاء حول إصلاح مجلس الشيوخ واللامركزية.

لا تبك من أجلي أيتها الأرجنتين

بعد أن شغل مناصب حكومية عدة في ظل الديكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، انتخب خوان بيورن رئيساً في عام 1946 وأعيد انتخابه في 1951.
وأصبح سياسياً يتمتع ببعد أسطوري في تاريخ الأرجنتين، وقد عززت مكانته هذه أناقة زوجته الممثلة إيفيتا وهالتها.
وتمتع الزوجان اللذان أسسا الحركة البيرونية بشعبية واسعة لكن انقلاباً عسكرياً أطاحهما في عام 1955.
وانتقل خوان بيورن للعيش في المنفى في باراغواي ومن ثم مدريد. وعاد إلى الأرجنتين عودة الأبطال في يونيو 1973، حين أعيد انتخابه في سبتمبر من العام نفسه لولاية ثالثة بعد 18 سنة على مغادرته البلاد، لكنه توفي بعد أقل من سنة على ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مهندس الصين الحديثة

من جهة أخرى، فإن دينغ كسياوبينغ، مهندس الصين الحديثة، الذي مهد الطريق أمامها لتصبح القوة الاقتصادية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين، أقيل مرات عدة.
عين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في عام 1945 وعرف صعوداً صاروخياً بعد اعتماد النظام الشيوعي في البلاد عام 1949، لكن خلال الثورة الثقافية (1966-1976) اتهم بـ"سلوك الطريق الرأسمالية" وأرسل للعمل كفني ميكانيكي في الأقاليم.
في عام 1973 أصبح كسياوبينغ مجدداً نائباً لرئيس الوزراء ومن ثم رئيس أركان الجيوش الصينية. إلا أنه مع وفاة رئيس الوزراء شو إنلاي في يناير (كانون الثاني) 1976 أقيل من جديد "لانحرافه يميناً".
وعاد إلى السلطة في 1978 وأطلق سياسة إصلاحات وانفتاح اقتصادي.

السيدة والعسكر

فازت زعيمة المعارضة البورمية بالانتخابات في مايو 1990 إلا أن النظام العسكري رفض تسليمها السلطة.
أمضت أونغ سان سو تشي 15 عاماً في الإقامة الجبرية في دارتها العائلية في رانغون. وأصبحت رئيسة للوزراء في عام 2016 إثر فوز حزبها في أول انتخابات حرة في البلاد منذ ربع قرن.
إلا أن انقلاباً عسكرياً جديداً حصل في فبراير (شباط) 2021، واعتقلت أونغ سان سو تشي وأودعت في زنزانة انفرادية في سجن في نايبياداو.

تجديد الدماء

منذ عام 1994 حكم سيلفيو برلوسكوني إيطاليا ثلاث مرات، فيما تتماهى مسيرته مع تاريخ البلاد السياسي في السنوات الثلاثين الأخيرة.
في سن السادسة والثمانين وعلى رغم الفضائح الجنسية والمحاكمة التي لطخت سمعته، عاد برلوسكوني مرة جديدة، مع إعادة انتخابه عضواً في مجلس الشيوخ على رأس أحد أحزاب الائتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف، الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة نهاية سبتمبر الماضي.

المزيد من متابعات