Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خلاف أميركي حول مقترح للمماطلة في تسليم مبيعات أسلحة للسعودية

مسؤولون دعوا إلى عدم إقحام التعاون العسكري بين البلدين في خلافهما النفطي

اجتماع يعود لعام 2019 بين رئيسي هيئة الأركان المشتركة في السعودية والولايات المتحدة (موقع هيئة الأركان الأميركية)

فيما يشوب التوتر العلاقات السعودية – الأميركية، كشفت شبكة "أن بي سي" نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن بحثت إمكان المماطلة في تسليم شحنات أسلحة إلى السعودية ومنها صواريخ "باتريوت" المتقدمة، رداً على قرار دول "أوبك+" خفض حصص إنتاجها من النفط مليوني برميل يومياً في مستهل الشهر الحالي.

وذكرت مصادر الشبكة الأميركية أن المقترح أثار خلافاً داخلياً بين المسؤولين العسكريين، إذ دعا بعضهم إلى عدم إقحام العلاقات العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة في الخلاف الحالي، بالنظر إلى أن إيقاف تسليم الصواريخ الدفاعية من شأنه تهديد العلاقات العسكرية والأمنية في المنطقة.

وأفاد مسؤولان أميركيان أن خيارات كثيرة مطروحة على الطاولة، إلا أن الإدارة لم تتخذ أي قرار بعد، مشيرين إلى اجتماع "أوبك" المقبل في ديسمبر (كانون الأول)، وقالا إنه "إذا رفعت السعودية الإنتاج فلن تتخذ الولايات المتحدة أية إجراءات ضدها".

وذكر المسؤولان أن استبعاد السعودية من التدريبات والأنشطة العسكرية في المنطقة من الخيارات المطروحة، إلا أنهما عادا ليؤكدا مشاركة سعودية متوقعة عبر تمرين عسكري قادم وأنشطة عسكرية على مستوى المنطقة وذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وأوضحت شبكة "أن بي سي" أن متحدثة مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لم تعلق على ما ورد، إلا أن مسؤولاً في البيت الأبيض قال إن "التغييرات في المساعدة الأمنية تحت النظر، لكن إدارة بايدن ليست في عجلة من أمرها لاتخاذ القرار".

تعاون عسكري

وعلى رغم التهديدات الأميركية بالرد على دعم السعودية خفض إنتاج النفط من خلال خفض التعاون العسكري، فإن العلاقات العسكرية لم تتأثر بشكل مباشر حتى الآن، ونشرت وزارة الدفاع السعودية، الثلاثاء 25 أكتوبر (تشرين الأول)، صوراً تظهر تمريناً مشتركاً أطلقت عليه "تمرين التعايش" بين القوات البرية السعودية ونظيرتها الأميركية بمركز عسكري في محافظة الخرج.

وكشفت وزارة الدفاع السعودية في اليوم نفسه عن عقد مؤتمر التخطيط الأولي لتمرين الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل تحت اسم "عزم النسر 23" الذي تستضيفه البلاد بمشاركة أميركية.

وأكدت القيادة المركزية الأميركية عبر تغريدة من حسابها الرسمي على "تويتر" مشاركة قوات أميركية في التمرين الذي يضم دول مجلس التعاون الخليجي ويهدف إلى تطوير القدرات الدفاعية.

وسبق إعلان التمرين وصول مقاتلات أميركية تابعة لـ "السرب المقاتل الاستكشافي 77" إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في محافظة الخرج جنوب شرقي العاصمة السعودية، وبثت القيادة المركزية الأميركية مقطع فيديو يظهر وصول المقاتلات، وعلقت بأن هذا السرب يلعب دوراً رئيساً في دعم جهود الدفاع عن القوات المشتركة والشركاء "من خلال إبراز القوة الجوية القتالية".

واستقبلت قاعدة الأمير سلطان الجوية في وقت سابق الأسبوع الماضي مجموعة من مقاتلات "F-16" قادمة من "قاعدة شو الجوية" بولاية كارولاينا الجنوبية.

توتر سياسي

وتعصف بالعلاقات السعودية - الأميركية منذ أسابيع توترات سياسية على خلفية قرار "أوبك+" الذي اعتبرته إدارة بايدن انحيازاً سعودياً إلى روسيا، وهو ما رفضته الرياض في بيان لوزارة الخارجية، مؤكدة حيادها حيال الحرب بين موسكو وكييف.

وأشار البيان إلى أن الإدارة الأميركية سعت إلى تأجيل قرار "أوبك+" شهراً واحداً فقط، وهو ما اعتبره أعضاء في الكونغرس محاولة لإنقاذ حظوظ الديمقراطيين خلال الانتخابات النصفية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المحتمل أن يواجه الحزب الديمقراطي صعوبة في المحافظة على غالبيته في الكونغرس، بينما تظهر الاستطلاعات الأولية تقدم الجمهوريين. وكشفت إحصاءات سابقة لصحيفة "واشنطن بوست" عن أن الاقتصاد والتضخم هما من أهم القضايا التي تشغل الناخبين المسجلين في الانتخابات التي تنطلق الأسبوع المقبل، مما يزيد تعقيد الموقف أمام إدارة بايدن التي تواجه تحدياً في احتواء التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

ولوح الرئيس بايدن في وقت سابق باتخاذ عواقب ضد السعودية على خلفية قرار "أوبك+"، إلا أن الإدارة الأميركية حتى الآن لم تتخذ قراراً ملموساً يستهدف الرياض أو التعاون العسكري الذي يميز العلاقة بين البلدين، واقتصر التصعيد على الردود الإعلامية المتبادلة من الطرفين.

وأشار مسؤول أميركي إلى رغبة الإدارة الحالية في الرد على السعودية بعد قرار "أوبك+"، إلا أن المسألة معقدة بالنظر إلى اعتماد شركاء وحلفاء إقليميين آخرين للولايات المتحدة على السعودية، لافتاً إلى ضرورة أن يكون هناك توازن لتفادي أن تؤدي معاقبة السعودية إلى الأضرار بمصالح الولايات المتحدة وتعقيد وضعها وجعله أكثر خطورة.

ترحيب سعودي

وبينما روجت إدارة بايدن لقرارها إعادة تقييم العلاقة مع السعودية باعتباره إجراء عقابياً، قالت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر إن الرياض ترحب بهذه الخطوة التي عدتها ضرورية بالنظر إلى التغييرات الهائلة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.

وكانت السفيرة السعودية دعت في يوليو (تموز) الماضي وبالتزامن مع زيارة بايدن للسعودية إلى عدم حصر أهمية العلاقة بين البلدين في تبادل النفط والسلاح، والانفتاح على فرص التعاون الجديدة والمنوعة أمامهما، إلا أن دعوتها تلك لدفن نموذج النفط في مقابل الأمن واجهت أول اختبار حقيقي في مستهل الشهر الحالي بعد أن ربط مشرعون أميركيون استمرار مبيعات السلاح من عدمه بموقف السعودية النفطي.

وفيما يشكك سياسيون أميركيون في التغييرات التي تشهدها السعودية تحت "رؤية 2030"، ردت الأميرة ريما على سؤال مذيعة "سي أن أن" ريبيكا أندرسون بأنه من الطبيعي أن يحدث ذلك لأن الإصلاح يستغرق وقتاً، مستشهدة بالتجربة الأميركية نفسها.

وقالت "يسألني كثيرون هل الإصلاحات حقيقية؟ سأقول لك بصراحة لقد غادرت الولايات المتحدة عام 2005 حين كانوا يتجادلون على السيطرة على السلاح وحقوق الإجهاض والرعاية الصحية، وعدت عام 2018 والمواضيع نفسها تناقش، بينما أغادر مملكة شهدت تغييراً في غضون خمس سنوات أكبر من التغيير الذي شهدته خلال 80 عاماً، إذ أصبحت حقوق المرأة وتمكينها أولوية، هل انتهينا؟ لا، لقد حددنا عام 2030 موعداً لإنجاز أقصى ما نريده".

وأضافت السفيرة أن "التحول لا يحدث في يوم واحد، وقد مرت الولايات المتحدة برحلة تحول امتدت لـ 200 عام في حين لم نمض إلا 80 عاماً. نحن مختلفون وفي منطقة مختلفة، ولكننا نؤمن بالشيء نفسه وهو توفير الفرص لشعبنا".

المزيد من تقارير