Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رموز حجر رشيد بين شامبليون الفرنسي والشفتشي المصري

مرسوم فرعوني منقوش على لوح أصم أخرج الهيروغليفية من صمتها الدهري وجعلها مقروءة

حجر رشيد معروضا في المتحف البريطاني (غيتي)

في عام 196 ق.م، أصدر الملك بطليموس الخامس، مرسوماً ملكياً نقش على حجر من الديوريت وقد كان ذلك في ممفيس، وقت مثلت عاصمة مصر القديمة.

كانت وسيلة إعلام الجماهير قبل ألفي عام النقش على الحجر، ووضعه من ثم في بهو أحد أكبر المعابد التي يؤمها المصلون.

كتب المرسوم بثلاث لغات، النصف العلوي منه باللغة الهيروغليفية، أي اللغة المصرية القديمة، فيما الجزء الأوسط كتب باللغة الديموطيقية، وهي طريقة مبسطة للهيروغليفية وتلائم العوام أكثر من النخب، ثم الجزء الأدنى مكتوب باللغة اليونانية.

كانت مصر في ذلك الوقت بمثابة "رواق الأمم"، حيث اختلطت أجناس الشرق والغرب القديم، عطفاً على أهل البلاد من بقايا المصريين القدماء، وقد جاءت فحوى الرسالة المنقوشة كشكر من كهنة مصر لبطليموس الخامس، لأنه رفع عنهم كثيراً من أعباء الحياة.

متى وأين تم اكتشاف الحجر؟

أما عن تاريخ الحجر فيشوبه كثير من الغموض في الماضي، إذ ترجح مصادر أنه وضع في معبد بالقرب من إحدى قرى مركز بسيون بمحافظة الغربية بالقرب من فرع النيل المعروف باسم "رشيد"، ولهذا عرف لاحقاً باسم "حجر رشيد".

يبلغ ارتفاع الحجر 113 سم وعرضه 75 سم، وقد اكتشفه "بيير فرانسوا بوشار" أحد ضباط الحملة الفرنسية التي قادها نابليون بونابرت لاحتلال مصر، في 19 يوليو (تموز) من عام 1799.

لاحقاً عرف ما هو مكتوب على الحجر، فقد كان تمجيد لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وللشعب، وقد كتب ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة.

كان الشكر يدور حول خفض الضرائب التي يقوم المعبد بدفعها للقصر عن منسوجات "بيسوس" بمقدار الثلثين، كما قام بإصلاح ما تعطل من الأمور خلال سنوات، واهتم بتنفيذ كل الواجبات المتوارثة منذ القديم نحو آلهة المصريين مع الأخذ في الاعتبار أن الحاكم بطليموس سليل البطالمة، وليس من صلب المصريين القدماء أو الفراعنة.

مسيرة حجر رشيد مسيرة للتفكير، فغالباً ما انتقل الحجر من أحد المعابد إلى طابية رشيد، أو القلعة التي بناها العرب وقت فتح مصر، وغالباً ما كانوا يحصلون من المعابد المصرية القديمة على الأحجار اللازمة لإتمام أبنيتهم، وقد عثر على الحجر بينما كان جيش نابليون يحفر أساسات أحد الحصون في مدينة رشيد.

تقول عالمة المصريات، إيلونا ريغولسكي، إن أهمية هذا الحجر المنقوش قد عرفت على الفور، حتى من قبل الجنود والضباط الفرنسيين الذين لا دالة لهم على علوم المصريات، وقبل أن يصل الأمر إلى علماء الحملة الفرنسية الثقات، والمعروف أن نابليون بونابرت في حملته على مصر اصطحب معه نحو 200 عالم في جميع التخصصات العلمية والطبية والتاريخة والاجتماعية.

لاحقاً وحين تعرض نابليون وحملته لهزيمة ساحقة من جانب القوات البحرية الإنجليزية، في ما عرف باسم حملة فريز، وبموجب شروط الهزيمة، قامت القوات البريطانية بشحن الحجر إلى بريطانيا وتحديداً إلى المتحف البريطاني في عام 1802.

عن الاهتمام الأوروبي بالحجر

بحسب عالمة المصريات إيلونا ريغولسكي، فإنه تم تصنيع نسخ من الحجر وشحنها إلى المشتغلين بعلوم المصريين القديمة في جميع أنحاء أوروبا، وذلك في محاولة مبكرة للتعهيد الجماعي، أي محاولة فك أسرار الشفرة المكتوبة على الحجر.

خلال عامين من اكتشاف الحجر كان لدى كل دولة أوروبية تقريباً نسخة منه، ما يدل على الوعي والاهتمام الأوروبيين المبكرين من قبل العلماء لأهمية النص ومحاولة تسريع  العملية.

لم يكن الاهتمام الأكبر منصبا على من سيفك الرموز أولاً، وإنما كان الهدف الرئيس هو الوصول إلى المفتاح الذي يفتح الطريق إلى مصر القديمة وحضارتها، وقد تبين لاحقاً أن الحجر قولاً وفعلاً كان كذلك، على رغم أن الأمر استغرق نحو عقدين من الدراسات اللغوية المضنية.

من هو فرانسوا شامبليون؟

حين يذكر اسم جان فرانسوا شامبليون، يكون الصنو والمرادف له مكتشف حجر رشيد.

ولد شامبليون في 23 ديسمبر (كانون الأول) 1790، في مقاطعة فيجاك الفرنسية، ونظراً لاضطراب الأحوال السياسية  في البلاد في أعقاب الثورة الفرنسية (1789-1799)، لم يستطع الالتحاق بالتعليم الرسمي فوجهه شقيقه الأكبر جاك جوزيف، نحو تلقي دروس خاصة في اللغتين اللاتينية واليونانية.

بعد أن هدأت الأحوال، انتقل شامبليون إلى مدينة غرونوبل للالتحاق بمدرسة ثانوية، وكان شقيقه يعمل باحثاً في معهد البحوث الفرنسية، وفي عمر 13 سنة بدأ الاهتمام بدراسة اللغات الشرقية، ومن بينها العربية والسريانية والعبرية.

اشتهر شاملبيون منذ طفولته بنبوغه في مجال اللغويات، فقد قدم أولى أوراقه البحثية حول فك رموز اللغة الديموطيقية سنة 1806، وكان له من العمر ستة عشر سنة.

في عام 1820، شرع شامبليون بجدية في مشروعه لفك رموز الكتابة الهيروغليفية، وسرعان ما طغت إنجازاته على  إنجازات العالم الإنجليزي الموسوعي، توماس يونغ، الذي حقق أولى النجاحات في مجال فك الرموز قبل سنة 1819.

عام 1822 نشر شامبليون أول كتبه في هذا المجال، أي حول فك رموز اللغة الهيروغليفة المنقوشة على حجر رشيد، وكان استنتاجه أن نظام الكتابة المصرية القديمة ليس سوى مزيج من الإشارات الصوتية والرموز.

أثناسيوس كيرتشر قبل شامبليون

هل كان شامبليون أول من حاول فك شفرات اللغة الهيروغليفية؟

الثابت أن الرموز كانت معروفة جيداً لدى باحثي العالم القديم لقرون من الزمن، لكن قليلين من قاموا بأي محاولات لفهمها.

ذهب بعضهم إلى أن الهيروغليفية رموز تصويرية لا تمثل لغة محكية محددة، فيما البعض الآخر اعتبر أنه لا يمكن ترجمتها إلى كلمات، وإنما يعبر عنها بعلامات ورموز وأشكال فقط، ما يعني أنه كان من المستحيل فك المخطوطات بمعناها الحقيقي، فيما فريق ثالث أكد أنها لغة باطنية داخل عالم الدين الخاص بكهنة المعابد الفرعونية وأنها اندثرت مرة وإلى الأبد.

من أوائل الذين عملوا على فك أسرار لغة المصريين القدماء، عالم الدين اليسوعي أثناسيوس كيرتشر Athansius Kircher (1601-1602) الذي تلقى علومه في الجامعة البابوية الشهيرة في روما المعروفة باسم "الغريغوريانة"، نسبة إلى البابا غريغوريوس مؤسسها.

كان كيرتشر أول من أشار إلى أن القبطية الحديثة كانت شكلاً تالفاً من اللغة التي وجدت في المخطوطات المصرية القديمة، لكن أبحاثه عجزت عن الخوض في ما هو أبعد من ذلك.

غير أن فرنسا تحديداً منذ أوائل القرن التاسع عشر، كانت شغوفة حتى النخاع بالمصريات، الأمر الذي ولد لاحقاً تياراً فكرياً عرف باسم Egyptomania أي "الولع بالمصريات" فيما أخذ الباحثون بمعالجة مسألة الرموز الهيروغليفية باهتمام متجدد، لكن أيضاً من دون فكرة مبدئية عما إذا كان النص صوتياً أو صورة فقط، أو إذا مثلت النصوص مواضيع وثنية أو روحانية مقدسة.

كان العمل المبكر مجرد تخمينات دون اتباع أسلوب ممنهج لإثبات القراءات المقترحة.

 هل تأثر شامبليون بكيرتشر؟

غالب الظن أن هذا حدث بالفعل، والدليل تلك المحاضرة التي قدمها في أكاديمية غرونوبل وهو في السادسة عشرة من عمره، وجادل فيها بأن اللغة المحكية من قبل المصريين القدماء، التي اكتسبوا من خلالها النصوص الهيروغليفية كانت مرتبطة بآخر صورة من صور تلك اللغة القديمة، أي اللغة القبطية.

عام 1806 كتب شامبليون إلى أخيه مؤكداً بأنه سيضحى الشخص الذي يفك غموض النصوص المصرية القديمة، ومؤكداً على وجود رابط ما بينها وبين القبطية، وهي افتراضية ستثبت الأيام صحتها.

على أن علامة الاستفهام في هذا المقام، هل كانت هناك حلقة ضائعة بين شامبليون وبين التوصل لفك رموز حجر رشيد؟

يوحنا الشفتشي والحلقة الغائبة

أنفع وأرفع ما جادت به الأقدار على شاملبيون، أنها وضعته في طريق العالم الفرنسي المرموق، جوزيف فورييه، الذي كان قد شغل منصب سكرتير البعثة العلمية خلال حملة نابليون على مصر (1798-1801)، سيما بعد أن أثارت مجموعته الخاصة وبحوثه العلمية فضول شامبليون الصغير، الذي ما لبث أن عشق مصر وتاريخها.

ولعل عودة إلى القاهرة خلال ثلاث سنوات الحملة الفرنسية، تميط لنا اللثام عن شخصية مجهولة تدعى، يوحنا الشفتشي، الذي تحصل على علم وافر باللغات القبطية والفرنسية والعربية، والذي عمل كاتباً أولاً في محكمة الشؤون التجارية المتصلة بالعالم الخارجي، وقد كانت طريقه للتعرف إلى عالم الرياضيات الفرنسي الأشهر "جوزيف فورييه" (1768-1830)، الذي أوصى بقبوله كمترجم لدى اللجنة التي شكلها الجنرال كليبر خليفة نابليون، لجمع مواد تاريخ الحملة الفرنسية.

ولد الشفتشي في القاهرة لعائلة من المشتغلين بصناعة الذهب، فكلمة شفتشي في اللغة العربية يستخدمها الصاغة للدلالة على خيوط الذهب الدقيقة المنقوشة التي لا يراها الناظر إلا في شفافة الضوء، وغالباً جذور الكلمة "شفت شي"، أي "رأيت شيئاً".

لاحقاً خرج الشفتشي ضمن كثير من المصريين الذين تبعوا الحملة الفرنسية إلى فرنسا، ومن الواضح أنه كان قد تحول من الحياة العلمانية المدنية إلى حياة الإكليروس الدينية، فأضحى أحد كهنة الأقباط الذين باشروا الرعاية الروحية للمصريين في فرنسا في وقت مبكر جداً.

على أن السؤال، كيف بلغتنا أخبار الشفتشي المجهول؟

لعل أول من تحدث عنه العالم المفكر المصري الدكتور أنور لوقا (1927 – 2003)، الذي عثر في مخطوطات المكتبة الوطنية بباريس على إشارة مقتضبة وردت في خطاب من وزير الداخلية الفرنسي إلى أحد العلماء في المدرسة المركزية يسأله رأيه في الاستعانة بكاهن قبطي اسمه يوحنا، يقال إنه واسع العلم باللغات الشرقية، كما عثر على توصية من عميد مدرسة اللغات الشرقية يشيد فيها بفضل هذا الكاهن القبطي ويدعو إلى الإفادة من علمه.

تالياً عثر على خطاب تزكية مؤرخ بتاريخ السادس من أبريل (نيسان) 1816، تحمل توقيعات سبعة من أشهر العلماء الفرنسيين في القرن التاسع عشر يثنون فيها على ثقافة يوحنا الشفتشي الواسعة، مع الإشارة إلى زهده وتواضعه.

في شارع "سان روش" أقام الشفتشي في كنسية لممارسة شعائره باللغة القبطية، حيث سيقدر لجوزيف فورييه أن ينصح شامبليون باللجوء إليه لتعلم القبطية، عسى أن تكون هي الحلقة المفقودة في تاريخ الحضارة المصرية ولسانها الصامت حتى تلك الساعة.

الشفتشي في مذكرات شامبليون

في مذكراته يجد الباحثون خطاباً من شامبليون إلى أخيه يقول فيه "إنني ذاهب إلى كاهن قبطي يسكن سان روش في شارع سان هونوريه، وهذا الكاهن يعلمني الأسماء القبطية وكيفية نطق الحروف، إنني أكرس الآن نفسي كلية لتعلم اللغة القبطية، إذ أريد أن أتقن هذه اللغة كما أتقن الفرنسية، وإن نجاحي في دراسة البرديات المصرية سيعتمد على إتقاني للغة القبطية، وهو أمر ذو أبعاد كثيرة".

بعد فترة لا تتجاوز بضعة أشهر، عاد شامبليون ليكتب في مذكراته فيقول "سلمت نفسي بالكامل إلى اللغة القبطية، لقد أصبحت قبطياً إلى درجة أن تسليتي الوحيدة الآن هي ترجمة كل ما يخطر في بالي باللغة العربية، ثم إني أتحدث إلى نفسي بالقبطية، وقد تمكنت من هذه اللغة إلى درجة أنني قادر أن أعلم قواعدها لأي شخص خلال يوم واحد".

بعد فترة من تعميق بحثه والربط بين اللغة القبطية والديموطيقية وصولاً إلى الهيروغليفية، كتب شامبليون من جديد يقول "لقد تتبعت تماماً تسلسل الروابط التركيبية لهذه اللغة والعلامات التي لا يمكن ملاحظتها، ثم حللت كل شيء تحليلاً كاملاً، وهو ما سيعطيني دون أدنى شك المفتاح اللازم لحل اللغز، وفك شفرة نظام العلامات الهيروغليفية، وهو المفتاح الذي سأعثر حتماً عليه".

في 14 سبتمبر (أيلول) من عام 1822، أمسك شامبليون بورقة في يده وأسرع إلى مقر عمل شقيقه في أكاديمية النقوش والآداب قائلاً عبارة شهيرة تداولها مؤرخو سيرته "المسألة الآن في حوزتي، وضعت يدي على الموضوع".

كانت القبطية جسراً إلى اليونانية، سيما أن غالبية حروفها  مشتقة منها، وعبر هذا الجسر استطاع شامبليون العبور إلى  الديموطيقية وصولا إلى الهيروغليفية.

وفي 27 من سبتمبر (الشهر نفسه)، سطر شامبليون نتائج بحثه في خطاب شهير عرف باسم "خطاب إلى السيد داسيه"،  أمين أكاديمية العلوم والفنون، لم يكشف فيه شامبليون سوى عن جزء صغير من اكتشافه نظراً لأنه كان في حاجة إلى  مراجعة لبعض النتائج.

رحل الشفتشي عن باريس بعد أن تمكن شامبليون من فك اللغز، وقد كان ذلك عام 1825، بسبب برودة الطقس في العاصمة الفرنسية متجهاً إلى مرسيليا بحثاً عن مكان أكثر دفئاً.

كما شارك في إنشاء مجلدات "وصف مصر"، غير أنه توفي في العام نفسه، بعد أن مهد الطريق لشامبليون من خلال اعتباره أن القبطية هي التطور الطبيعي للهيروغليفية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

شامبليون وحديث لعنة الفراعنة

هل أصابت لعنة الفراعنة التقليدية شامبليون؟

المؤكد أنه توجه إلى مصر عام 1829، وهناك قدر له أن يقرأ كثيراً من النصوص الهيروغليفية، التي لم تدرس من قبل، وعاد إلى فرنسا بمجموعة كبيرة من الرسومات الجديدة للنقوش الهيروغليفية.

وصل شامبليون إلى مصر في أغسطس (آب) عام 1828، وكتب يقول "لقد وطأت أرض مصر التي طالما تاقت نفسي إليها واستقبلتني كأم حنون كما أرتويت من ماء النيل".

لعام ونصف زار شامبليون نحو خمسين موقعاً أثرياً مصرياً، وكتب تفاصيل ونتائج رحلته في ستة مجلدات كبيرة بعنوان "آثار مصر والنوبة"، سجل فيها مشاهداته عن زيارته للآثار المصرية القديمة وتعليقاته التفصيلية، والنصوص التاريخية  خطوة بخطوة خلال إعادة اكتشاف مصر القديمة، وقد كتب لأخيه يقول "لقد جمعت أعمالاً تكفيني العمر كله".

لكن ومن أسف لن يطول العمر بالمكتشف العبقري الشاب شامبليون، فقد قضى بعد عودته من مصر بأمراض عدة منها السل الرئوي والسكر والوهن، وقال بعضهم إن مرضاً غامضاً أصابه فيما كان في مصر وغالباً لعنة الفراعنة.

 عن عمر لم يتجاوز 42 سنة، رقد شامبليون بعد أن أوصى بخروج موكب جنازته من مكتبه مبرراً ذلك بالقول "إن علمي ولد هناك، وأنا وهو نكون وحدة لا تنفصم، إننا شيء واحد".

دفن شامبليون في مقابر باريس الشهيرة بمنطقة "بير لاشيز" وأقيمت بجوار قبره مسلة على الطراز الفرعوني، وتمت مراسم الدفن في الرابع من مارس (آذار) 1832، والأكثر إثارة في الأحداث أن الصلاة الأخيرة على روحه جرت في كنسية سان روش، تلك الكنيسة التي تعلم فيها القبطية على يد يوحنا الشفتشي، الجندي المجهول في مسار حجر رشيد.

المزيد من تقارير