Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجاجات ليلية تهز إيران ومطالب بتحقيق دولي في "وحشية" النظام

منظمة تتهم الأمن بقتل 8 متظاهرين في يوم واحد وفرنسا تعمل مع شركائها الأوروبيين لفرض عقوبات جديدة على طهران

رغم حملة القمع التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين في أنحاء البلاد، تواصلت الاحتجاجات، مساء الخميس، في عدة مدن إيرانية من بينها العاصمة طهران ومازندران، في إطار التظاهرات المستمرة منذ وفاة مهسا أميني.

وتوفيت أميني (22 سنة) وهي إيرانية من أصل كردي، في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من "شرطة الأخلاق" أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة.

وأثارت وفاتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ ثلاث سنوات وهي متواصلة في مختلف أنحاء البلاد، تتقدمها في معظم الأحيان شابات وطالبات كثيرات منهن يقمن بإحراق حجابهن.

وشهدت مدينة لاهيجان بمحافظة جيلان شمال إيران، الخميس 27 أكتوبر (تشرين الأول)، احتجاجات مناهضة للنظام الإيراني رُفعت خلالها شعارات ضد أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله.

وتجمع الأطباء في أصفهان، وسط إيران، أمام منظمة النظام الطبي في هذه المدينة في اليوم الـ40 لمقتل نيكا شاكرمي. وبحسب موقع "إيران إنترناشيونال" ألقت القوات الأمنية القبض على بعض الأطباء المشاركين في الاحتجاج.

مقتل اثنين من الباسيج

وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، مساء الخميس، عن مقتل اثنين من قوات التعبئة (الباسيج) في هجوم مسلح وقع بمدينة آمل التابعة لمحافظة مازندران شمال إيران.

وقال المساعد السياسي والأمني لحاكم محافظة مازندران روح الله سلكي لوكالة "إيرنا"، إن "اثنين من عناصر التعبئة الشعبية الباسيج قُتلا في عملية إرهابية بمدينة آمل شمال البلاد مساء الخميس".

والباسيج هي ذراع عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، ويشارك في مواجهة المتظاهرين في عموم إيران.

8 قتلى في يوم

أفادت منظمة العفو الدولية، الخميس، أن قوات الأمن الإيرانية قتلت ثمانية أشخاص على الأقل منذ مساء الأربعاء في سياق استمرار ممارسة القمع الدامي للتظاهرات الجارية في أنحاء البلاد منذ ستة أسابيع.

وقالت منظمة العفو، إن "قوات الأمن الإيرانية قتلت ثمانية أشخاص على الأقل منذ الليلة الفائتة، مطلقة النار مجدداً على أشخاص في حداد ومتظاهرين"، منددة بـ"الاستخدام غير القانوني للأسلحة النارية".

قتلى في مهاباد

وفي وقت سابق، اجتاحت جموع المحتجين الغاضبين شوارع مدينة مهاباد في إقليم كردستان إيران، وأقدموا على إحراق مقر الحاكم بعدما سيطروا على مبان ودوائر حكومية، إثر مواجهات اتسمت بالعنف مع قوات الأمن.

وواجهت القوات الأمنية المتظاهرين بالرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة مهاباد غرب البلاد، بحسب ما أعلنت منظمة هنكاو الحقوقية غير الحكومية التي تتخذ من النرويج مقراً لها.

وأوضحت في تغريدة على "تويتر" أن من بين القتلى الثلاثة "شاباً كردياً سقط بنيران مباشرة أصابته في الجبين". وقالت منظمة هنكاو، إن القوات الحكومية أطلقت النار على أشخاص في حي كمرك في مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية، بعد محاصرة أحد مراكز الشرطة بالمدينة. 

وهتف متظاهرون "لا يجب أن نبكي شبابنا، يجب أن ننتقم لهم". وحصلت عملية إطلاق النار بعدما كان المعزون في متظاهر قتل قبل يوم، إسماعيل مولودي، يغادرون جنازته ويتجهون نحو مكتب المحافظ. واعترف التلفزيون الرسمي الإيراني، مساء الخميس، بمقتل ثلاثة متظاهرين في مهاباد.

إقالة قائد شرطة زاهدان

قالت وكالة "إيرنا"، الخميس، إن السلطات في مدينة زاهدان الإيرانية أقالت قائد الشرطة ورئيس مركز للشرطة بالقرب من المكان الذي قتل فيه عشرات الأشخاص قبل أربعة أسابيع خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأثار سقوط قتلى في زاهدان انتقادات واسعة، بما في ذلك انتقاد من رجل دين سني بارز قال إن مسؤولين كباراً بينهم المرشد الأعلى علي خامنئي مسؤولون "أمام الله". وقالت منظمة العفو الدولية، إن قوات الأمن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصاً في حملة القمع العنيفة في 30 سبتمبر.

زاهدان القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع باكستان وأفغانستان هي موطن لأقلية البلوش التي يقدر عدد سكانها بنحو مليوني شخص، التي واجهت التمييز والقمع على مدى عقود، بحسب جماعات حقوق الإنسان.

وذكر مجلس الأمن الإقليمي في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية أن منشقين مسلحين تسببوا في اندلاع اشتباكات الشهر الماضي أدت إلى مقتل أبرياء، لكنه اعترف "بأوجه قصور" لدى الشرطة قال، إنها أدت إلى إقالة المسؤولين.

وأضاف البيان أنه سيتم تعويض أسر الضحايا وفتح تحقيق قانوني قد يؤدي إلى مزيد من الإجراءات بحق من تسببوا في اندلاع العنف ومثيري الشغب وأي مسؤولين يشتبه في ارتكابهم مخالفات.

"وحشية" النظام الإيراني

من جانبه، ندد المقرر الخاص للأمم المتحدة في شأن حقوق الإنسان في إيران، الخميس، بـ"وحشية" النظام الإيراني، مطالباً بإحداث "آلية دولية" للتحقيق في مقتل "ما لا يقل عن 250 شخصاً" منذ بدء التظاهرات في هذا البلد.

وقال جواد رحمن في مؤتمر صحافي إن "إيران تشهد اضطراباً يعود في جزء منه إلى وفاة مهسا أميني، ضحية وحشية الدولة وقمع الدولة".

وأضاف "في الظروف الراهنة وفي غياب سبيل وطني للمحاسبة أطلب من المجتمع الدولي إحداث آلية تحقيق دولية" تهدف إلى تحديد "المسؤوليات بالنسبة إلى ما حصل منذ وفاة مهسا أميني".

وتابع رحمن "يبدو واضحاً أن أعمالاً وحشية كثيرة حصلت مع قدر كبير من العنف بحق السكان"، مقدراً عدد "من قتلوا بيد السلطات" منذ بدء التظاهرات بـ"ما لا يقل عن 250" شخصاً بينهم 27 طفلاً. 

ولفت إلى أن هذا التقدير يبقى "حذراً جداً"، ملاحظاً أن عدد القتلى هو "بلا أدنى شك أكبر بكثير". كذلك، ندد بالدور "الإشكالي" لـ"شرطة الأخلاق" التي "استخدمت العنف في قضية (مهسا أميني) وفي حالات أخرى عديدة".

فرنسا تدين استمرار القمع

بدورها، دانت باريس استمرار حملة القمع في إيران، مشيرة إلى أنها تعمل مع شركائها الأوروبيين من أجل فرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس.

وقالت الوزارة "تواصل إيران منطقها في القمع العنيف وفي انتهاكات الحقوق والحريات الأساسية، خصوصاً في مدينة سقز (الأربعاء) خلال المسيرات وإحياء ذكرى مرور 40 يوماً على وفاة مهسا أميني. ويتضح ذلك أيضاً عبر العقوبات المفروضة على وسائل إعلام حرة، من بينها إذاعة فرنسا الدولية الناطقة باللغة الفارسية".

وأضافت الخارجية الفرنسية "ندين استمرار حملة القمع وسنواصل العمل مع شركائنا الأوروبيين، بما في ذلك درس (فرض) عقوبات جديدة تستهدف مسؤولين إيرانيين عن القمع والعنف تجاه الشعب الإيراني"، منددة في الوقت نفسه بالهجوم الذي استهدف، الأربعاء، مرقداً دينياً في مدينة شيراز في جنوب إيران، مودياً بـ15 شخصاً.

وقالت الوزارة "تدين فرنسا الهجوم الإرهابي الذي وقع أمس في مرقد ديني في مدينة شيراز في إيران، الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه وأسفر عن سقوط عدد من الضحايا".

وفرضت فرنسا مع شركائها الأوروبيين عقوبات تستهدف مسؤولين عن حملة القمع في إيران في 17 أكتوبر.

من جهة أخرى، أشارت الوزارة إلى مسألة تسليم طائرات مسيرة إيرانية إلى الجيش الروسي في الأسابيع الأخيرة، لدعمه في الحرب على أوكرانيا.

وقالت "فرنسا، إلى جانب أوكرانيا وشركائها الأوروبيين، تدين نقل هذه الطائرات المسيرة الإيرانية إلى القوى المسلحة الروسية، التي تمثل دعماً للعدوان الذي تشنه روسيا"، موضحة أن هذه الطائرات المسيرة "تُستخدم في هجمات يُشتبه في أنها تشكل جرائم حرب".

ورداً على تسليم هذه الطائرات، تبنى الاتحاد الأوروبي في 20 أكتوبر عقوبات ضد أفراد وكيانات متورطة في نقل وإنتاج الطائرات المسيرة الإيرانية المستخدمة من قبل روسيا في أوكرانيا.

وأضافت وزارة الخارجية الفرنسية "نطالب بإنهاء عمليات النقل هذه، وكذلك إنهاء كل أشكال الدعم للحرب التي تُشن ضد أوكرانيا".

إيران تستدعي السفير الألماني

واستدعت إيران السفير الألماني لديها، الخميس، واتهمت برلين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية "بعض الدول الأوروبية أصبحت راعية للجماعات الإرهابية، في مخالفة لالتزاماتها الدولية بمكافحة الإرهاب".

"معاقبة"

ومع استمرار الاحتجاجات، تعهد قادة إيران بـ "معاقبة" من يقف وراء هجوم أودى الأربعاء بـ 15 شخصاً في مرقد شيعي، جنوب البلاد.

ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي إلى توحيد الجهود ضد "المؤامرة" التي يدبرها أعداء إيران، وقال، في بيان نشره موقعه الإلكتروني، إن "مرتكب هذه الجريمة المؤلمة أو مرتكبيها، سيُعاقبون حتماً".

المزيد من الشرق الأوسط