Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تهلل للاتفاق مع لبنان: اعتراف بدولتنا

قال لبيد "يعزز أمننا وحرية عملنا ضد حزب الله وفي مواجهة التهديدات المحدقة بنا من الشمال"

يواجه يائير لبيد تراجعاً في شعبية حزبه وكتلة اليسار- المركز (أ ف ب)

لم ينتظر رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد اللقاء الرسمي في الناقورة للتوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، وراح يطلق تصريحات في محاولة لكسب مزيد من النقاط لصالحه، فاعتبره إنجازاً سياسياً يشكل اعترافاً لبنانياً بإسرائيل، وعاملاً يعزز أمن إسرائيل وحرية عمل جيشها ضد "حزب الله" وما تتعرض له منطقة الشمال من تهديدات.

وفي الناقورة وخلافاً للاجتماعات السابقة التي عقدت هناك خلال المفاوضات بين البلدين حول ترسيم الحدود البحرية وحقول الغاز، لم يجلس الوفدان اللبناني والإسرائيلي كل في غرفة بل جلس الطرفان داخل خيمة واحدة يفصل بينهما الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وممثلو الأمم المتحدة، ليكون الفاصل البشري هذا وسيلة تسليم الاتفاق لتوقيع الطرفين عليه، بعد أن سلم الوفدان الإسرائيلي واللبناني وثيقة الاتفاق إلى ممثل الأمم المتحدة الذي حضر مراسم التوقيع.

استعراض عضلات فوق البلدات اللبنانية

استيقظ الإسرائيليون، صباح الخميس 27 أكتوبر (تشرين الأول)، على نقاش بشأن توقيت القصف الإسرائيلي على دمشق وأهدافه، فوصفه بعضهم بالخطوة المتهورة التي كان يمكن أن تليها خطوات تحبط الاتفاق مع لبنان. وربطت جهات سياسية إسرائيلية بين القصف والتوقيع على الاتفاق بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق عدد من المناطق اللبنانية، خصوصاً في الجنوب.

وقبل توقيع لبيد على الاتفاق خلال جلسة استثنائية للحكومة الإسرائيلية عقدت لتكون المحطة الأخيرة للمصادقة على الاتفاق قبل التوقيع الرسمي عليه، خرج وزراء إسرائيليون بتصريحات تتماشى والتصريح الذي أطلقه لبيد بشأن الجوانب الأمنية للاتفاق ومدى أهميته لضمان الأمن في الشمال. فنقل على لسان أحد الوزراء أن أبرز البنود التي عملت إسرائيل لضمانها هو حق الفيتو الإسرائيلي على الشركات التي ستستخرج الغاز، بحيث تضمن إسرائيل ألا تربط الشركات المتعاقدة مع الشركة الفرنسية "توتال" الفائزة بالمناقصة أية علاقة بتنظيمات ودول معادية لإسرائيل، ولا سيما إيران و"حزب الله".

أما لبيد فحرص على إظهار الاتفاق بوصفه إنجازاً لإسرائيل أكثر منه للبنان، ليس على الصعيد الأمني والاقتصادي فحسب إنما السياسي أيضاً. وقال في مستهل جلسة الحكومة "هذا إنجاز سياسي، ليس كل يوم تعترف دولة عدو بدولة إسرائيل، باتفاق خطي، أمام المجتمع الدولي كله. وليس كل يوم تقف الولايات المتحدة وفرنسا خلفنا وتمنحان ضمانات أمنية واقتصادية لاتفاق يعتبر إنجازاً سياسياً وأمنياً واقتصادياً لنا".

وتطرق لبيد إلى القضايا التي يسعى إلى استخدامها كرافعة لشعبيته في الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجري في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، إذ يواجه تراجعاً في شعبية حزبه وكتلة اليسار- المركز.

وقال خلال جلسة الحكومة إن الاتفاق "يعزز ويحصن أمن إسرائيل وحرية عملنا ضد حزب الله وفي مواجهة التهديدات المحدقة بنا من الشمال". ولمزيد من طمأنة الإسرائيليين ومواجهة أصوات اليمين المعارضة للاتفاق، شدد لبيد على أن جهاز الأمن بكل مؤسساته يؤكد أهمية الاتفاق، وهذا موقف نادر من أي اتفاق أو خطوة تقوم بها إسرائيل مع جهات خارجية متعلقة بالأمن".

مباشرة استخراج الغاز

من الناحية الاقتصادية حرص لبيد على تسجيل "إنجاز كبير" له، فلم ينتظر توقيع الاتفاق وما يشمله من أرباح مالية لإسرائيل، بل استبق التوقيع بيوم وأصدر التعليمات لمباشرة استخراج الغاز من حقل كاريش، لتكون هذه الخطوة إنجازاً ثانياً بعد الأمني يعلنه للإسرائيليين قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق (الثلاثاء). وقال في هذا الجانب "صحيح أن كميات الغاز التي يتوقع العثور عليها في حقل قانا ليست كبيرة كما في حقل لفيتان، إلا أن إسرائيل ستحصل بحسب الاتفاق مع شركة توتال الفرنسية على نسبة 17 في المئة من الأرباح في حقل قانا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف "أوضحنا للبنانيين أن إسرائيل لن تؤخر الإنتاج في حقل كاريش ليوم واحد ولن تخضع لأي تهديد، فحقل كاريش يقع تحت سيادتنا وأي هجوم عليه سيكون هجوماً على إسرائيل، ولن نتردد لحظة واحدة في استخدام القوة للدفاع عن حقنا في الغاز".

ورد لبيد على الانتقادات الموجهة إلى الاتفاق التي وجهتها المعارضة بزعامة بنيامين نتنياهو، واصفاً الدعاية الانتخابية التي شملت الاتفاق مع لبنان بـ"الكاذبة". وقال "الدعاية الكاذبة والسامة التي انتشرت بشأن هذا الاتفاق منفصلة تماماً عن الواقع، وهي مخصصة لأهداف سياسية، وجاءت من جانب أشخاص لم يطلعوا على الاتفاق وليس لديهم أدنى فكرة عما يتضمنه وما لا يتضمنه".

الاتفاق يخدم مصالح إسرائيل

من جهته قال وزير الأمن بيني غانتس "أعرف الواقع الأمني ​​وكلفة الحرب وكذلك الشعب اللبناني، والاتفاق الذي نناقشه اليوم هو اتفاق مهم وصحيح ويخدم المصالح العميقة لدولة إسرائيل وهو يخلق معادلة أمنية جديدة في ما يتعلق بالبحر والجوانب الاستراتيجية المهمة لإسرائيل".

وعبر غانتس عن ارتياح إسرائيل لما سيضمنه الاتفاق من تقليص نفوذ إيران في لبنان، مكرراً التهديد الإسرائيلي بالرد على أي اعتداء على أهداف إسرائيلية. وأكد "لن نخضع لأي تهديد ولن نتنازل عن ملليمتر واحد من الأمن".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط